أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لو كنتم روادا لاستقلتم ... علي حوران

الرائد هو الشخص الذي كانت ترسله القبيلة ليبحث لها عن أرض جديدة ترتحل إليها عندما تضيق الحال بالقبيلة ويعز المرعى وينقص الماء ويجف الضرع ، والأخبار التي كان يعود بها الرائد هذا ، لم تكن محط تشكيك من قبيلته ، ويسيرون وفقا لها ، على قاعدة : ( الرائد لا يكذب أهله ، أو لا يخدعهم )
الشعب السوري ، انتفض طالبا الحرية والكرامة ، وخرجت جموعه يوما لتعطيكم ثقتها لقيادة العمل السياسي وتمثيل الانتفاضة ( وأقصد شخصيات ورموز المعارضة الذين تصدوا لقيادة العمل السياسي ، سواء في المجلس الوطني أم في الإئتلاف لاحقا) ، ومنذ الاجنماع الأول للمجلس الوطني مع وزيرة الخارجية الامريكية ، كان واضحا منحى السياسة الامريكية والمآلات المحتملة للمواقف الدولية ، وبعد ذلك وقياسا على الموضوع الليبي كان واضحا ماهي اتجاهات وأهداف ما يسمى بالدول الداعمة ، وكم هي بعيدة عن اهتمامات وأهداف الشعب السوري المنتفض ، ومع ذلك استمرت مكابرتكم واستمرت مراهناتكم على مواقف اطراف آخر همها حرية الشعب السوري وكرامته ، وانتظاركم لمواقف أطراف دولية لا تقيس مواقفها الا بميزان الصراع الدولي والمناكفات الدولية واولا واخيرا بميزان مصالحها ، ميزان لم تستطيعوا أن تكونوا فيه الا ثقلا مهملا لا يحرك مؤشره قيد أنملة ، وهذا ما عبر عنه أوباما ساخرا بقوله أن مزارعين وأطباء أسنان لا يمكن أن يسقطوا نظاما
لقد فشلتم أيها القادة بل الأصح أيها المسؤولون ، فشلتم في تحويل الانتفاضة من العفوية الى مشروع سياسي متكامل ، سمحتم للدول الخارجية لتتمكن من تحويل الانتفاضة الى مجموعات متشرذمة كل منها يتبع ان لم نقل يتعامل مع دولة او جهة أجنبية لكل منها أهدافها ومراميها الخاصة ، وكانت النتيجة أن الانتفاضة الشعبية ، انتفاضة الحرية والكرامة انتهت ، نعم انتهت والاسباب عديدة جدا ، ومع ذلك مازلتم تكابرون ، الصراع الان بين النصرة وداعش ، وبين روسيا وامريكا ، وتدخل في الصراع أطراف عديدة ( السعودية ، قطر ، ايران ، تركيا ... حتى الصومال صار لها رأي بالازمة السورية ) وما زلتم تتحدثون عن جيش حر غير موجود الا في مخيلتكم ، جيش تعتقل جبهة النصرة مجموعة من قياداته ولا يستطيع أن يفعل الا قرارا بالمقاطعة ( مش راح نلعب معكن مرة ثانية )
ليست الانتفاضة الوحيدة في التاريخ التي تفشل ، والتاريخ ملئ بأخبار الثورات التي انتكست ، الأمر يحتاج بعضا من شجاعة وكثيرا من الزهد بخيرات الدول ( الداعمة ) ، كونوا روادا حقيقيين لمرة واحدة ، ولا تكذبوا أهلكم ، اخرجوا الى الشعب بمؤتمر صحافي وصارحوه بالحقيقة ، وبأن الانتفاضة السورية قد خانها من خانها ، وتآمر عليها من تآمر ، والذي يجري الان على الارض صراع لا يهم الشعب السوري بشئ ، استقيلوا ودعوا الأطراف التي خلقت على الأرض أوضاعا بعيدة عن طموحات ومصالح الشعب السوري ، دعوها تحصد ما زرعت

(122)    هل أعجبتك المقالة (128)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي