الرائد هو الشخص الذي كانت ترسله القبيلة ليبحث لها عن أرض جديدة ترتحل إليها عندما تضيق الحال بالقبيلة ويعز المرعى وينقص الماء ويجف الضرع ، والأخبار التي كان يعود بها الرائد هذا ، لم تكن محط تشكيك من قبيلته ، ويسيرون وفقا لها ، على قاعدة : ( الرائد لا يكذب أهله ، أو لا يخدعهم )
الشعب السوري ، انتفض طالبا الحرية والكرامة ، وخرجت جموعه يوما لتعطيكم ثقتها لقيادة العمل السياسي وتمثيل الانتفاضة ( وأقصد شخصيات ورموز المعارضة الذين تصدوا لقيادة العمل السياسي ، سواء في المجلس الوطني أم في الإئتلاف لاحقا) ، ومنذ الاجنماع الأول للمجلس الوطني مع وزيرة الخارجية الامريكية ، كان واضحا منحى السياسة الامريكية والمآلات المحتملة للمواقف الدولية ، وبعد ذلك وقياسا على الموضوع الليبي كان واضحا ماهي اتجاهات وأهداف ما يسمى بالدول الداعمة ، وكم هي بعيدة عن اهتمامات وأهداف الشعب السوري المنتفض ، ومع ذلك استمرت مكابرتكم واستمرت مراهناتكم على مواقف اطراف آخر همها حرية الشعب السوري وكرامته ، وانتظاركم لمواقف أطراف دولية لا تقيس مواقفها الا بميزان الصراع الدولي والمناكفات الدولية واولا واخيرا بميزان مصالحها ، ميزان لم تستطيعوا أن تكونوا فيه الا ثقلا مهملا لا يحرك مؤشره قيد أنملة ، وهذا ما عبر عنه أوباما ساخرا بقوله أن مزارعين وأطباء أسنان لا يمكن أن يسقطوا نظاما
لقد فشلتم أيها القادة بل الأصح أيها المسؤولون ، فشلتم في تحويل الانتفاضة من العفوية الى مشروع سياسي متكامل ، سمحتم للدول الخارجية لتتمكن من تحويل الانتفاضة الى مجموعات متشرذمة كل منها يتبع ان لم نقل يتعامل مع دولة او جهة أجنبية لكل منها أهدافها ومراميها الخاصة ، وكانت النتيجة أن الانتفاضة الشعبية ، انتفاضة الحرية والكرامة انتهت ، نعم انتهت والاسباب عديدة جدا ، ومع ذلك مازلتم تكابرون ، الصراع الان بين النصرة وداعش ، وبين روسيا وامريكا ، وتدخل في الصراع أطراف عديدة ( السعودية ، قطر ، ايران ، تركيا ... حتى الصومال صار لها رأي بالازمة السورية ) وما زلتم تتحدثون عن جيش حر غير موجود الا في مخيلتكم ، جيش تعتقل جبهة النصرة مجموعة من قياداته ولا يستطيع أن يفعل الا قرارا بالمقاطعة ( مش راح نلعب معكن مرة ثانية )
ليست الانتفاضة الوحيدة في التاريخ التي تفشل ، والتاريخ ملئ بأخبار الثورات التي انتكست ، الأمر يحتاج بعضا من شجاعة وكثيرا من الزهد بخيرات الدول ( الداعمة ) ، كونوا روادا حقيقيين لمرة واحدة ، ولا تكذبوا أهلكم ، اخرجوا الى الشعب بمؤتمر صحافي وصارحوه بالحقيقة ، وبأن الانتفاضة السورية قد خانها من خانها ، وتآمر عليها من تآمر ، والذي يجري الان على الارض صراع لا يهم الشعب السوري بشئ ، استقيلوا ودعوا الأطراف التي خلقت على الأرض أوضاعا بعيدة عن طموحات ومصالح الشعب السوري ، دعوها تحصد ما زرعت
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية