أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ماذا سيقول مانديلا في قصة عدنان قصار لو كان حياً *؟!

من جنازة باسل الأسد - وكالات

يقول مقربون سابقون من بشار الأسد (ومنهم فراس طلاس في السلسلة الوثائقية العالم السري لبشار على تلفزيون الأورينت).. أن عقدة بشار الأسد في الحياة كانت شقيقه الأكبر باسل. فقد كان يضطهده وينكل به ويسخر منه... وقد ذكر لي أحد أبناء المسؤولين المنشقين ذات مرة، أن باسل كان يلهب ظهر بشار بحزامه الجلدي حين يغضب! 

وربما لاحظ السوريون – إن كان لهم أن يلاحظوا في تلك الفترة- أن ذكر باسل قد خبا تماماً بعد موت أبيه. وأن عبارة (باسل المثل وبشار الأمل) التي سوق بها مشروع بشار التلميعي المسمى (مكافحة الفساد) أواخر عهد أبيه، في حمى إعداده للرئاسة... قد اختفت هي الأخرى، لتعبر بشكل أو بآخر عن مشروع بشار النرجسي لتقديم نفسه منفرداً باعتباره (الأب القائد) الجديد... بل وحتى بمعزل عن أبيه. إذ أذكر ذات مرة أنني طلبت نسخة من إذاعة دمشق من قصيدة (دمشق جبهة المجد) المغناة بصوت العجوز ميادة الحناوي، وكنت أجمع كل الأغنيات التي تغنت بدمشق في تلك الفترة... فوصلتني النسخة من مكتبة الإذاعة وقد حذفت منها – في عهد بشار- الأبيات التي يتغنى فيها الجواهري بـ (حافظ المجد طلاع ألوية تناهبت لها حلبات العز مستبقا) على حد تعبير الممتلق الجواهري! 

أعود إلى علاقة بشار بذكرى أخيه باسل غير العطرة، والذي قتل في حادث سير في مطلع العام 1994، لأتساءل: لماذا عندما تولى بشار الرئاسة عام 2000 بعد موت أبيه، لم يفكر في إطلاق سراح الفارس عدنان قصار الذي سجنه أخيه عام 1993 لأنه تقدم عليه في سباق الفروسية؟! ألم يكن من الأجدى، (حتى بغض النظر عن كراهيته لشقيقه المتسلط) أن ينتصر للحق، ولإنصاف فارس سجن ظلماً وعدواناً، وهو الذي أطلق سراح معارضين عتاة ضد نظام أبيه؟!! 

قد يقول قائل: وهل لدى بشار الوقت ليتذكر كل ملفات المعتقلين وأسماءهم وهو الذي ورث عن أبيه هذه التركة الثقيلة التي تنوء عن حملها الجبال؟! 

ربما ليس لدى بشار الوقت ليتذكر، لكن عائلة عدنان قصار – مثل عائلة أي معتقل- ليس لديها الوقت لتنسى... ومما لا شك فيه، أنها سعت بعد موت الأب الذي نقل عنه حين توسطوا لديه بعد موت باسل: (اطلبوا ممن سجنه أن يخرجه لكم من السجن) وقد تجدد لديها الآمال بما قيل عن الرئيس الإصلاحي الشاب بأن ينصف رجلاً، لم يتمرد على نظام الحكم، ولم يحمل السلاح، ولم يكتب مقالا يشتم فيه (قائد الأمة)، بل كان ذنبه، أسهل من أن يُحاجج فيه، كل من لديه ذرة ضمير وإنصاف! 

لكن بشار رغم ذلك لم يفرج عن عدنان قصار، ووالدة بشار المصنفة باعتبارها (أما) لم تفكر يوماً أن الإفراج عن صديق ولدها المسجون مظلوماً واستكباراً، يمكن أن يهب روحه القليل من الرحمة إن طلبتها، وأنا أفترض – كما تقول طبيعة الأشياء- أن باب (قلب الأم) لدى أنيسة لابد أن يكون قد طرق بأي وساطة أو شكل من الأشكال، من قبل أصدقاء أو عائلة عدنان القصار... لكن الوقائع تقول أن ذلك لم يجدِ... وأن الأم كانت مدرسة، إنما في تعليم الحقد والوحشية لأبنائها... واستمر سجنه في عهد التحديث والتطوير والإصلاح (14) عاماً... أي أنه سجن في عهد بشار أكثر مما سجن في عهد أبيه وأخيه من قبله! 

هل تكفي هذه المعطيات لتقول للعالم كله لماذا ثار السوريون على هذا الحكم العائلي المتوحش والظالم؟! 
هل تكفي لترينا إن كان بشار هو الرئيس الإصلاحي الذي جاء ليخفف عن الشعب، ويصلح أخطاء أبيه، أو المحظورات التي اضطر إليها أبوه لأن (المرحلة) و(التحديات) أرغتمه على ذلك؟! 

قصة عدنان قصار، ليست قصة عادية تروى من آلاف قصص المظالم التي تجرعها معارضون سياسيون، أو كتاب مناهضون، أو مسلحون حملوا السلاح في وجه نظام المجازر الطائفي من عهد حافظ ورفعت إلى عهد بشار وماهر.

إنها قصة الوحشية والحقد... قصة (الجثث التي تستوطن العقل) من عائلة، لم تترك لدى السوريين أي مبرر لكي لا يثأر منها، ومن الطائفة التي لم تستح بعد هذا كله، من رفع شعار (الأسد أو نحرق البلد)! 

إنها قصة سوريا الأسد باختزال وتكثيف شديد، قصة الفروسية في زمن حكم الأنذال... فالنذل لا يقبل الهزيمة بفروسية الرجال، والنذل يستخدم سلطة أبيه ليثأر من فشله الرياضي، ثأراً لا يمكن أن يتصوره عقل بشر.. لقد فضح الفارس عدنان قصار حكم (الأسود) الممتلئين حقداً، بسجنه، ثم بالإفراج عنه أيضاً... وعلى مدى أيام منذ الإفراج عنه بتاريخ الخامس عشر من حزيران / يونيو، الجاري، لم تبق وسيلة إعلام تحترم نفسها، إلا تحدثت عن هذا الفارس... وسعت لقراءة دلالات قصة سجنه التي لا تحتاج لكثير تأويل، بقدر ما تحتاج لتأمل وتصديق ما لا يصدق! 

21 عاما من السجن من أجل تقدم رياضي في سباق؟! 

21 عاما من عمر الشباب، ومن حق الحياة، ومن فرص العطاء، ومن فروسية الحكم الأسود! 
هل سيقال عنا: طائفيون وحاقدون... إذا قلنا (لن ننسى ولن نغفر... ولن نسامح)؟!

أرجوكم اسألوا الأمريكان والطليان والأمريكان والألمان والأنكليز والفرنسيين واليابانيين والصينيين... والسيخ والبوذين والمجوس والكفار والمؤمنين... هل يسامحون في شيء مثل هذا؟! 

ولو كان ما نديلا حياً لقلت لكم: اذهبوا واسألوه هل يسامح؟! 

بالمناسبة، لقد سجن مانديلا ربع قرن، بعد أن حارب نظام الأبارتيد في جنوب أفريقيا طويلا... لم يحاربهم كمحام فحسب، بل ذهب إلى الجزائر 1962 للتدرب العسكري ولتقديم دورات تدريبية لأفراد الجناح العسكري في حزبه وعند عودته إلى جنوب أفريقيا (1962) ألقي القبض عليه بتهمة مغادرة البلاد بطريقة غير قانونية، والتحريض على الإضرابات وأعمال العنف. وعندما قررت الأقلية البيضاء تسليم الحكم للأكثرية، سلمتهم بلداً مزدهراً، هو الأكثر تقدما في أفريقيا كلها، ولم تمطره بصواريخ السكود وقذائف المدافع والدبابات والبراميل المتفجرة، قبل أن تطلب حلاً سياسياً.

اسألوا مانديلا في قبره لو كان صديقا لابن الرئيس (الأقلوي) وسجن (21) عاماً، لأنه تقدم عليه في الفروسية... ما سيكون رأيه في ثقافة التسامح وإن كان سيراها – في حالات كهذه- تفريطاً بالحقوق مع وحوش وسفلة أم ماذا ؟!

* بهذا المقال يودع الزميل محمد منصور مقاله الأسبوعي في موقع (زمان الوصل) بسبب عودته للعمل كرئيس تحرير لموقع (اورينت نت) مع تمنياته له بالتوفيق.

(161)    هل أعجبتك المقالة (241)

مجد الأمويين

2014-06-23

يقول أخونا غسان عبود صاحب الاورينت أنه بعد عرض التلفزيون مقابلة مع الشويعر أدونيس والتي أشاد فيها بالمقبور حافظ الطاغية.. اتصلت الشمطاء المستشارة الرقطاء ثعبان بالتلفزيون وقالت لغسان لماذا لم تحذفوا اشادة ادونيس بحافظ الاسد ؟ فقال لها انه يشيد بأبو الرئيس وهو رئيس سورية الراحل، فأجابته ألا تعلم أن ما انجزته سنوات حكم بشار القليلة هذه وكان قد مضى على تسلطه على سورية حوالي سبع سنوات يفوق ما انجزه حافظ خلال حكمه لثلاثين عاما !!!! شوفوا حقد الابن على الاب لوين ؟.


2014-06-23

قصة عائلة ... بشار *إنها قصة الوحشية والحقد... قصة الجثث التي تستوطن العقل من عائلة، لم تترك لدى السوريين أي مبرر لكي لا يثأر منها، ومن الطائفة التي لم تستح بعد هذا كله، من رفع شعار الأسد أو نحرق البلد! *.


2014-06-23

لن ننسى ولن نغفر... ولن نسامح.


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي