أصدر المركز السوري لدعم القرار تقريره الاستراتيجي الثالث حول الوضع في سوريا، تحت عنوان "حل تفاوضي أم حرب استنزاف طويلة".
واعتبر التقرير أن شهر أيار/مايو الماضي شهد تسارعا ملفتا للأحداث في القضية السورية على المستويين السياسي والعسكري شاركت فيه كل الأطراف المنخرطة في الصراع، مؤكدا بروز دور إيران الرئيسي فيه كما لم يظهر من قبل.
وكشف المركز في تقريره أنه بموازاة مضاعفتها دعمها العسكري للنظام، لم تكف إيران، على لسان مسؤوليها العسكريين والسياسيين، عن تأكيد دورها الحاسم في الحرب، ومسؤوليتها عن صمود النظام وبقائه، لدرجة أثارت فيها ردود فعل داخل دائرة قرار النظام الضيقة.
وكان أكثر التصريحات الإيرانية تقويضا لسمعة النظام السوري ما جاء على لسان العميد حسين حمداني نائب قائد الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني، الذي قال من دون مواربة، إن حدود دفاع إيران أصبحت في جنوب لبنان، وأن بشار الأسد يخوض الحرب بالنيابة عنا، أو هو نائبنا في سوريا، بعد أن أكد كثير من المسؤولين قبله أنه لا تفاوض على بقائه في السلطة.
ورأى التقرير أن الموقف الأمريكي والعربي سجل تطورا ملفتا على مستويين، مستوى تجاوز الخلافات والتوافق على التنسيق والعمل الجماعي بين جميع الأطراف المساهمة في دعم النشاط العسكري لقوى الثورة، ومستوى الخطط السياسية والعسكرية التي تهدف إلى مواجهة نتائج إجهاض النظام مشروع المفاوضات التي لم يتسنَّ لها التقدم في جنيف، وتصميمه على الحسم العسكري وتحدي قرارات الأمم المتحدة، وبشكل خاص القرار 2139 المتعلق بمواجهة الكارثة الإنسانية وتقديم الدعم للمعوزين ووقف حملة البراميل المتفجرة ضد المدنيين.
وأهم ما جسد هذا التطور –بحسب التقرير- تجديد الاعتراف بالائتلاف الوطني كممثل شرعي للشعب السوري، والسماح له بفتح سفارات وممثليات في عاصمة الولايات المتحدة وغيرها من عواصم “تجمع دول أصدقاء الشعب السوري”، وتأكيد واشنطن وبلدان أخرى عديدة زيادة مساعداتها العسكرية للثوار، وأخيرا تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن لدفع الملف السوري لانتهاكات حقوق الإنسان إلى محكمة الجنايات الدولية.
ويوضح التقرير أنه أمام هذه التحولات زاد النظام السوري والميليشيات التابعة لإيران، وعلى رأسها ميليشيات حزب الله الذين يشعرون الآن جميعا أنهم في سباق مع الزمن، من ضغطهم العسكري على مواقع الثوار، ومن استخدام الهجمات الجوية وتدمير الأحياء والقرى بالبراميل المتفجرة، أملا باستعادة السيطرة على المنطقة الحيوية أو المركزية من البلاد، ووضع الأطراف الدولية والسورية الأخرى أمام الأمر الواقع.
وأشار إلى تكثيف قوى النظام وحلفائه الجهود الرامية إلى استعادة المبادرة السياسية أو التظاهر باستعادتها، مثل السعي لتوسيع دائرة توقيع الهدن والتسويات المحلية مع مقاتلين تم حصارهم وعزلهم خلال السنتين الماضييتين وحرمانهم من كل وسائل الحياة.
وكثّفت قوات النظام الضغوط على المقاتلين والمدنيين السوريين توسيع دائرة تدمير المدن والاستخدام المتجدد للاسلحة الكيماوية كالكلور وغيره من الغازات السامة التي اضطرت بعثة تدمير الأسلحة الكيماوية السورية إلى إرسال بعثة خاصة لتقصي الحقائق عنها.
ويصدر المركز تقريرا شهريا عن الوضع في سوريا بجهود مجموعة من الباحثين في مقدمتهم رئيس المركز د.برهان غليون الأستاذ المدرس في جامعة "سوربون" الفرنسية.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية