أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الجربا يحيّيه والسيسي يرد التحية بأفضل منها

السيسي

منذ أن نفذ عبد الفتاح السيسي أولى خطواته الانقلابية في شهر تموز من العام 2013، تغير وضع السوريين في مصر إلى الأسواً، وعانى السوريون هناك من بشار أسد جديد لكن بلهجة مصرية هذه المرة. السيد يوسف الحسيني توعد وقتها السوريين بالضرب على القفا، وأضاف "سنلبسهم الطرحة"، لن نضربهم بالقانون بل سنضربهم خارج القانون وكما نريد. ووصل الأمر أن مذيعاً آخر قال "أعيدوا كل معتصم لجهته التي جاء منها أما إذا كان سوريا أو فلسطينياً فإعدام".


أتساءل فيما إذا وصلت هذه الجملة التي تطالب بإعدام السوريين إلى مسامع السيد أحمد الجربا من قبل، أم هل بلغ ممثلَ المعارضة السورية قول الغيطي بأن السوريات يعرضن أنفسهن على معتصمي ميدان رابعة العدوية مقابل خمسين جنيه.

من الصادم حقاً أن يقوم الجربا بتهنئة عبد الفتاح السيسي على نجاح الانقلاب في مصر، والإطاحة بالشرعية الدستورية وبرئيس منتخب جماهيرياً، خاصة إذا تذكرنا أن أحمد الجربا يدعي تمثيل ائتلاف المعارضة والثورة السورية، فكيف يعقل أن يقوم ممثل الثائرين على الظلم بتهنئة الظالم والشدّ على يديه.
أدركنا منذ تسلم السيد الجربا لرئاسة الائتلاف، أن عمل المعارضة سينحدر انحداراً شديداً، وسيبدأ العالم بالتخلي عن دعمها، وهذا ما حدث بالفعل. وإن كان الغرب قد تخلى عن المعارضة السورية لمصالح سياسية بحتة تتعلق برغبته بالحفاظ على الأسد حامياً لحدود الكيان الصهيوني ومدمراً لسوريا، فإن الكارثة التي لا يريد الائتلاف الاعتراف بها هو أن قطاعات كبيرة من الشعب السوري قد تخلت عنه حتى أصبح شعار كثير من ثوار الداخل "الائتلاف لا يمثلني". 

يتفق كثير من السوريين على أن السيد أحمد الجربا لا يملك أي مؤهلات سياسية، أو تاريخ وطني يمكنه من قيادة المعارضة، بالإضافة طبعاً إلى عدم تمكنه من الخطاب السياسي واللغة العربية، وعدم معرفته بالتعامل مع وسائل الإعلام، ناهيك عن فقدانه التام للكاريزما السياسة والإعلامية.

الأسوأ من كل ذلك تناقضاته المستمرة وتصريحاته المتضاربة، ولن أضرب على ذلك أكثر من المثال الشهير، الذي صرح فيه الجربا وبمنتهى الحزم، أن ائتلاف المعارضة لن يذهب إلى جنيف تحت أي ظرف أو ضغط، إلا بوجود ضمانات دولية بتنحي الأسد، ثم ما لبث أن ذهب مهرولاً مع وصول أول أمر بذلك. ودون أي ضمانات دولية أو إقليمية. ودون أن يخجل من الشعب السوري الثائر. ولهذا فإنني أعتقد أنه سهل على رجل مثله أن يهنئ السيسي بانقلابه على الشرعية.

رد السيسي على تهاني أحمد الجربا بسجن ثلاثة عشر معارضاً سورياً لمدة خمس سنوات. هؤلاء الذين ذهبوا طلباً إلى مصر طلباً للحماية وتجنباً لبطش النظام السوري، استقبلهم عبد الفتاح السيسي بالسجن خمس سنوات، وتهمتهم أنهم تجمعوا وتظاهروا ضد نظام بشار الأسد وليس ضد السيسي أصلاً. وبلغة أخرى فإن العسكر في مصر يخدمون إخوانهم في سورية. 

إنه لمن المعيب أن يشترك الأسد والجربا بتهنئة السيسي بانقلابه، وإن كان الأمر مفهوماً من بشار الأسد بسبب التقاء مواقفه بمواقف المشير، ووصولهما إلى السلطة رغماً عن إرادة الجماهير، فإن تهنئة الجربا للسيسي غير مفهومة على الإطلاق إلا من باب أن القرار السياسي للمعارضة السورية لم يعد سورياً وأن السيد رئيس الائتلاف لا يملك الحق في إبداء الرأي فيما يتعلق بائتلافه ومن الواضح أنه قام بهذه الفضيحة بناء على أوامر إقليمية لا على رغبة جماهيرية سورية.

قبل أيام انتقدت الخارجية الإيرانية موقف المعارضة السورية بسبب إجراء محادثات مع منظمة مجاهدي خلق، واعتبرت هذا اعتداء على الحكومة الإيرانية المنتخبة في البلاد، وقد رد أعضاء الائتلاف بأن تجمعهم هو تجمع ثوري يقف بشكل طبيعي مع أي منظمة ثورية في العالم، فالهدف الذي يجمع هؤلاء هو تحدي الظلم والثورة على الظالم.

لا أدري بالطبع إن كان أحمد الجربا يؤمن بذلك فعلاً، ويعلم أن ائتلاف المعارضة السورية يدافع عن المظلومين ويرفع راية الثورة بوجه الظالم، فإن كان الجربا يعلم ذلك وهنأ السيسي فإنها مصيبة، وإن كان لا يعلم فلا شك أن المصيبة أعظم.

لا شك أن الذي يؤمن بالثورة إيماناً عميقاً لا يقبل إلا الدفاع عنها في أي مكان في العالم، أما الذي دفع إليها دفعاً فسيعاني كثيراً في فهمها واحترامها وتبني أفكارها وأخشى أن تكون هذه حالة السيد الجربا.

نهنئ السيد البيانوني على انسحابه من الائتلاف بسبب الطامة التي أتى بها الجربا ونتمنى أن يقوم أعضاء آخرون بخطوة مشابهة أو على الاٌقل خطوات تضمن إقالة الرجل من منصبه، بيد أنني غير متفائل بهذا، فأعضاء الائتلاف هؤلاء هم الذين انتخبوا الجربا رئيساً، وذهبوا معه إلى جنيف حيث قدموا للنظام شرعيته المفقودة وتفاوضوا معه كطرف مقابل، له الحق في الدفاع عن القصف بالبراميل وقتل الشعب بالطائرات.

لا خلاص للشعب السوري بالائتلاف وخاصة بائتلاف كهذا يقوده أحمد الجربا ويعمل فيه مستشارين خدموا في الخارجية الأمريكية وفي الجيش الأمريكي في العراق. الاستمرار في الثورة الشعبية وتشكيل حكومة ثورية من الداخل هو الحل.

(158)    هل أعجبتك المقالة (159)

سورية حرة

2014-06-13

اتلم المتعوس ع خايب الرجا ...لو كان احمد الجربا ثائر حقا لدافع عن السوريين الذين زج السيسي بهم في السجون و انتهك كرامتهم ...و اصلا السيسي لا يرى في الثورة السورية الا ارهاب وتطرف و هو يدافع عن صديقه بشار.


سالم حنفي

2014-06-13

بسم الله أرجو أن يصل تعليقي هذا لهذا البطل الالكتروني . هنأ رئيس تركيا السيسي وفي الشريعة إن زنا الزاني بامرأة وعاش معها في السر ثم أنجبا ولدا ألحق الولد بهما استحسانا فهذا المرء بعد أن نقل شنيع تهديدات خبثاء مصر ألا يرى إلى أن تهنئة الجربا لا تعادل شيئا ولا تضر السيسي ولا تنفع بينما غياب التهنئة من الممكن أن يتسبب في انتقام من السلطة المصرية المحمومة ضد الاجئين السوريين ! إن عملا غير مسؤول ودعوة خرقاء كدعوة هذا المرء لا تدل إلا عن انفصال تام عن واقع السوريين المهجرين وقلة مبالاة بهم فضلا عن جمود سياسي وفهم بليد.


زاهر

2014-06-14

التهنئة إن لم تنفع فإنها لا تضر. وربما تدخل من باب المجاملة السياسية. فالكل يعرف الوضع ولن تعمي هذه التهنئة المتبصرين..


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي