لم يغب الربيع العربي عن حفل تخرج جامعة هارفارد الأمريكية لعام 2014، كان حاضراً وكانت ذكريات سوريا بسنوات القمع الأربعين وكم الأفواه حاضرة أيضاَ.
الخريجة الأولى سارة أبو شعر، السورية الأب والفلسطينية الأم، اختصرت في كلمة من تسع دقائق في 28 أيار الماضي ذكريات الخوف لدى السوريين خلال أيام الحكم الأسدي إلى ما قبل اندلاع الثورة السورية في آذار 2011.
تكلمت سارة عن المقولة الشهيرة، "لا تحكِ! للحيطان آذان"، فأهل سارة كانوا يخيفوها وهي في عمر السابعة حتى من الحلم لأن المخابرات السورية ستعرف بأحلامها وتسجنها، قبل ان تعترف بأن هارفارد أعادت لها أحلامها وقناعتها بأن لا شيء مستحيل أو غير ممكن.
وحظي خطاب سارة الذي القته أمام ستة آلاف طالب من الجامعة العريقة بـ 300 ألف مشاهدة عبر "يوتيوب" في ثلاثة أيام، فضلاُ عن موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وسط فخر كبير عبرت عنه تعليقات النشطاء السوريين.
وقارنت الفتاة الأمريكية الولادة والكويتية النشأة بين سياسة ترهيب الأطفال بين سوريا والولايات المتحدة، فالأطفال في أمريكا يتم ترهيبهم بالأشباح والشخصيات الخرافية، ولكن في سوريا يتم ترهيبهم وزراعة الرعب في قلوبهم من المخابرات. وتستطرد سارة قائلة،" في سوريا الكل يخاف من المخابرات."
ودعت الخطيبة المفوّهة في نهاية الكلمة إلى إطلاق "ربيع هارفارد" أسوة بغيرها من ثورات الربيع العربي. فجامعة هارفارد هي أمةُ أيضاً، لها حدود جغرافية أشبه بالفاتيكان، وطالما أن الثورة تكمن في العقل لا في اليدين، على حد قول سارة، فالمكان الطبيعي للثورة الانطلاق من الجامعات ومراكز الفكر لأن ذلك يجعل منها ثورة مستمرة متعاظمة القوة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية