أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هل يصمد الخبز كخط أحمر؟

تهريب المازوت ؟ لالا لم يعد هناك من يتحدث عن تهريب المازوت، فقد نجحت الحملة الإعلامية الواسعة التي شنتها الصحف الرسمية خلال الفترة الماضية لتضخيم الوقائع المتعلقة بتهريب المازوت في تحقيق أهدافها، وأهمها رفع سعر المازوت دون ردود فعل تذكر.
فلا ننسى الأخبار اليومية التي كانت تردنا عبر الصحف، ولفترة طويلة نسبياً، والتي كانت ترصد بشكل يومي ودقيق عمليات تهريب المازوت تارة بالشاحنات وتارة بالأنفاق وتارة باحتكارها في مخازن عائدة لأحد أعضاء مجلس الشعب الذي لم نعد نسمع شيئاً عن قضيته وكأنها أصبحت نسياً منسيا.
ملايين الأطنان ومليارات الليرات كانت تستنزف من قوت الشعب وليس من قوت الحكومة وتذهب إلى بلدان أخرى لتعود أرباح هذه العمليات اللاشرعية إلى جيوب قد تكون معروفة بالأسماء أحياناً ولكن لم يكن المقام مقام محاسبة بل مقام تبرير لخطوات إصلاحية تنوي الحكومة الرشيدة القيام بها وقد نجحت بالقيام بها رغم ان التداعيات لا تزال في رحم المستقبل القريب وليس البعيد.وإن كنا نأمل حقاً أن لا تترتب أي تداعيات سلبية على سياسات الحكومة يكون من شأنها الإضرار بلقمة عيش المواطن وقدرته على الحفاظ على الحد الأدنى من كرامته.
اليوم أصبح الحديث عن تهريب المازوت موضة قديمة وحديثاً لا فائدة منه طالما حققت الحكومة كل أهدافها منه.لذلك غابت مثل هذه الأنباء عن صفحات الجرائد الرسمية.
الموضة الجديدة هي الحديث عن تهريب الخبز والدقيق .... ولا يخطر ببالنا لحظة واحدة أن هذا الحديث بريء أو عفوي .... وأخشى ما نخشاه أن يكون وراء الأكمة ما وراءها .
هكذا وبالصدفة المحضة وبشكل متزامن مع أزمة الخبز اكتشفت الصحف الرسمية أن هناك تهريباً للخبز والدقيق علماً أن هذا الموضوع لم يكن مطروحاً من قبل بأي شكل من الأشكال. وإذ فجأة نصحو ذات صباح وإذ ندرك أن الخبز والدقيق يتم تهريبهما بكميات كبيرة ... دون ان تذكر هذه الصحف متى بدأت عمليات التهريب ؟ ولماذا وكيف؟ وما الغاية منها؟ وهل التهريب قديم أم جديد؟ ومن المسؤول عن التهريب ؟ كل ذلك غير مهم .. فالمهم أن نضع المواطن في صورة واحدة وهي أن الخبز والدقيق يتم تهريبه مما يسبب خسارة للخزينة وعذراً للأزمة التي يعاني منها المواطن وبراءة للحكومة من التقصير في إحداث هذه الأزمة.. ورسم هذه الصورة ضرورية ولازمةلاتخاذ خطوة أخرى تخطط لها الحكومة أو بعض أعضائها على الأقل.
الخبز خط أحمر ... نعم هكذا أعلنت الحكومة الرشيدة ... لكن دعونا لا ننسى أن قسماً كبيراً من رغيف الخبز لا يدخل ضمن هذه المعادلة وهو الخبز السياحي الذي ارتفعت أسعاره بشكل مضاعف ووصل إلى الأربعين ليرة سورية وفي بعض المحافظات إلى ستين ليرة . الخبز خط أحمر ... بمعنى أن أسعاره لن تزيد بموجب قرار رسمي ولكن لا بأس أن تزيد من تحت الطاولة.
خلال الفترة المقبلة، سنسمع الكثير الكثير عن تهريب الخبز والدقيق وتتناقل أخبار هذا التهريب صحفنا ومواقعنا الالكترونية، وسوف يكون لإغلاق الأفران المخالفة حظ وفير من صفحات هذه الصحف والمواقع كما كان لإغلاق الكازيات ـ إن كنتم تذكرون ـ ، وسوف تخرج علينا تصريحات كثيرة من مسؤول هنا أو مسؤول هناك ... وفي النهاية سنرى إن كان الخبز سيصمد كآخر خط أحمر على جبهة العيش الكريم للمواطن.

النزاهة نيوز
(117)    هل أعجبتك المقالة (126)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي