أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الجيش الحر ..الله يحميه

على تراب حمص

مرت ثورة السوريين اليتيمة، ولم تزل، بمستويات ومنعطفات، أوصلت عديدا من مؤيديها، إلى حالة عدم الجدوى من النصر، أو الإحباط والخيبة، بعد التحولات التي كستها، وكان "التأسلم" والحرب باسم الله، ونسف كل مطالب السوريين، أهم تلك العوامل، التي خسّرت الثورة، بعض بنيها وجل داعميها ومناصريها.

لكن طرفاً، أكثر خبرة وعقلانية، راهن على الشعب السوري منذ البداية، ولم يزل يراهن على من قال "واحد واحد واحد..الشعب السوري واحد"، ليخلص السوريين من استبداد عصابة الأسد، ويأتي ببدائل ديمقراطية، تحفظ حقوق السوريين، على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم.

أصحاب الخبرة الذين وجدوا في "جنوح الثورة" حالة طبيعية، نظراً لطول عمرها ولتجذر دولة الاستبداد الأسدي العميقة، ونتيجة لتخلي "العالم" عنها، بل ودفعها للانزياح، لتكون حرباً أهلية، تحقق مصالحهم وبقاء الأسد، ولو على رقعة صغيرة من سوريا المقسمة، التي يعتبرونها، كآخر السهام في جعبة "المجتمع الدولي" بعد استدامة الحرب وتوطين التطرف، وتحويل سوريا الثورة إلى دولة فاشلة.

وعوّل هؤلاء الذين قرؤوا التاريخ جيداً، وأيقنوا أن الثورة انطلقت من النفوس والحاجة، عوّلوا على الجيش الحر، الذي بدأ بحماية المتظاهرين من نيران جيش الأسد وقت حافظت الثورة على سلميتها لأشهر طويلة، وكانوا يرون في مستويات أدائه، ضرورة تفرضها الأرض، أكثر منه خطأ أو تخلٍّ عن الثورة وأسبابها وأهدافها.

اليوم، أكدت المجريات صوابية هؤلاء، فبعد الحملات التي قادها كثر على "الثوار"، بما في ذلك "بعض أولاد الثورة" أكد الجيش الحر التزامه بكل مبادئ وأهداف الثورة، بل أضاف على ما نادت به الحناجر في ساحة الساعة بحمص وإدلب وميادين درعا.

ولعل في ميثاق الشرف الثوري للفصائل المقاتلة، الذي صاغ أحد عشر بندا، إنما اختصر من الزمن وخطابات المنابر والفنادق، ما يعيد الأمل بالثورة والثوار في آن.

فلجهة التطرف والقتل باسم الله وبغطاء الدين قال الميثاق، إن ضوابط ومحددات العمل الثوري مستمدة من أحكام ديننا الحنيف بعيداً عن التنطع والغلوّ، ولمن يظن أن هدفنا هو التقسيم أو إقامة ولايات وممالك وإمارات، فهو خائب، لأن للثورة السورية المسلحة غاية سياسية هي إسقاط النظام برموزه وركائزه كافة وتقديمه إلى المحاكمة العادلة بعيداً عن الثأر والانتقام. 

وما يقال عن الإقصائية وتفرّد "الإسلاميين" بالثورة وعدم تفهّم "المقاتلين" للظروف الموضوعية، إقليمياً ودولياً، فقد أكدت الفصائل المتحالفة على أن العمل على إسقاط النظام هو عملية تشاركية بين مختلف القوى الثورية. وانطلاقاً من وعي هذه القوى للبعد الإقليمي والدولي للأزمة السورية، فإننا نرحب باللقاء والتعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية المتضامنة مع محنة الشعب السوري، بما يخدم مصالح الثورة.

ولكن، اشترط المقاتلون على المتدخلين أن الحفاظ على وحدة التراب السوري، ومنع أي مشروع تقسيمي بكل الوسائل المتاحة هو ثابت ثوري غير قابل للتفاوض.

مؤكدين خلال بيان، أعاد الروح للحالمين، أن هدف الشعب السوري هو إقامة دولة العدل والقانون والحرية بمعزل عن الضغوط والإملاءات. وأن الثورة السورية هي ثورة أخلاق وقيم تهدف إلى تحقيق العدل والحرية والأمن للمجتمع السوري بنسيجه الاجتماعي المتنوع بكافة أطيافه العرقية والطائفية.
خلاصة القول: أعتقد أن مشكلة متصيدي الثورة تكمن في أل التعريف، ليس إلا، لأن الثورة فيها غلبة سنية، لكنها ليست ثورة السنة، والثورة فيها متطرفون، لكنها ليست حركة المتطرفين، والثورة فيها بائعون ومتسلقون ومتنطعون، ولكن دونما تعميم وإضافة أل التعريف على تلك "النكرات"، ولعل فيما قدمه الثوار المنتمون للجيش الحر، دليلاً، ليس على أن التعميم قتال فحسب، بل وأن للثورة أبناءها الشرعيين الذين سينظفوها من كل النكرات ويقوون سوريا، وإن آجلاً، لتأسيس الدولة التعددية الديمقراطية التي خرج الأحرار في آذار لأجلها.

(165)    هل أعجبتك المقالة (192)

راعي غنم

2014-05-18

كل من يقاتل على الارض السورية ولا ينتمي الى الجيش الحر هو مخترق من قيادتة ويشكل عبئا على الثورة..


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي