أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الثورة السورية انتهت.. هيا إلى الاستثمار السياحي

(انعطاف جديد في مسار الأزمة السورية لصالح النظام).
هذا ما قاله رئيس القصر الجمهوري العربي السوري بشار الأسد في تصريح له عبر الفضائية السورية بتاريخ 14/4/2014.

وبعد هذا الانعطاف لصالح النظام -الذي يحمل الرقم مئة- وبعد أن استعاد النظام–للمرة الألف- زمامَ المبادرة على الأرض، لم ينس رئيس القصر الجمهوري أن يشكر عناصر حزب الله الذين أدوا- على حد قوله- دوراً أساسياً في السيطرة على مناطق استراتيجية كانت تعد معاقل للعصابات الإجرامية المسلحة. وكشف، في المقابلة ذاتها، وبذكاء منقطع النظير، عن أسماء الدول التي تدعم الإرهاب في سوريا وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا والسعودية وقطر.

إن هذا النبوغ الغريب لرئيس القصر الجمهوري كان قد اكتشفه -قبل أكثر من سنة- المعارضُ الوطني الكبير الدكتور علي حيدر الذي صرح في إحدى مقابلاته بأنه لو رحل بشار الأسد عن السلطة سيكون وضع البلاد أسوأ مما هو عليه الآن، لأن بشار، بحسب قراءته الجيوسياسية، هو: من "حوامل" الدولة السورية والمجتمع السوري!..

كان بودي أن أتوقف عند كلمة "حوامل"، وأحاول استنباط أهم معانيها ودلالاتها من خلال محاولة جادة للدخول إلى عمق تفكير الدكتور علي حيدر، وتطلعاته الفكرية والسياسية والقومية والوطنية،.. ولكنني خفت أن أقع في فخ يقع فيه -عادةً -كتابُ المقالات السياسية المبتدئون الذين يبدؤون مقالاتهم بالحديث عن قيمة وطنية كبرى، كرئيس القصر الجمهوري السوري الذي ينتمي إلى جنس "الحوامل"، مثلاً، ثم تستهويهم فكرة تتعلق بقيمة وطنية أصغر، فينزلقون للحديث عن هذا الشخص الظريف علي حيدر الذي عُرف باسم "وزير تبويس الشوارب السوري"، ويستمر الانزلاق و(التزحيط) حتى يصل المقام بالكاتب إلى مستوى الحديث عن واحد مثل ماهر حجار، الذي يعمل تحت إمرة المدعو الدكتور قدري جميل.. أَجَلَّكُم الله. 

من أجل هذا كله.. أجدني مضطراً لإجراء ما يسميه نقادُ الشعر العربي القديم (رَدّ العَجُز على الصدر)، فأعود للحديث عن حنكة رئيس القصر الجمهوري التي لها تجليات لا تعد ولا تحصى، منها مهارتُه في اختيار الشخصيات التي ستُناط بها المهمات الوطنية المعقدة المتمثلة بالتصدي للمؤامرة، أولاً، ثم النهوض بالمجتمع السوري والعودة به إلى حالة الإقلاع الحضاري التي كان يعيشها قبل بدء المؤامرة، ثانياً.

من هذه الشخصيات رجل لم نكن -نحن السوريين- قد سمعنا به من قَبْلُ (بسبب انشغالنا بممارسة السياحة والترفيه عن أنفسنا وعيالنا في منتجعات السادس من أكتوبر وعرسال والزعتري ويايلاداغي وإطمه).. يشغل صفة وزير السياحة في نفس الحكومة التي يحمل فيها علي حيدر حقيبة تبويس الشوارب، واسمه، كما يقول محرك البحث (جوجل): الدكتور بشر يازجي. 

لقد أدلى هذا الوزير السياحي بتصريح يوقف شعر الرأس من شدة الدهشة، مفادُه أن الاستثمارات في قطاع السياحة السوري هي، الآن، ورغم كل شيء، قائمة على قدم وساق.

لم تتمالك نساؤنا، لدى سماعهن هذا التصريح، أنفسهنَّ، فأطلقنَ الهناهين والزغاريد، وتكاتفنا نحن الرجال على طريقة "شباب الطبول" حينما يحضرون العرس، وصحنا صيحة الرجل الواحد: الله يساور دوس دوس صلوا على محمد زين زين محكول العين.. وقدمنا للطبال مئة دولار أميركية محروقة، ابتهاجاً بهذا التصريح الألمعي المدهش.

سبب ابتهاجنا هو أننا نعرف -حق المعرفة- أن بعض الوزراء السوريين، أمثال وليد المعلم، وبثينة شعبان، متأثرون برئيس القصر الجمهوري بشار الأسد في مجال المزاح، والتنكيت، والضحك، والتقريق، والأنكلة.. لهذا ذهب ذهنُنا إلى أن السيد بشر يازجي، حينما أطلق تصريحه، كان ينكت!... إذ من غير المعقول أن يقول هذا الكلام دون أن يرسم للمستثمرين إحداثيات الأماكن التي يمكنهم أن يستثمروا فيها أموالهم، سياحياً، بعيداً عن حقول الألغام، ويبلغهم بالتوقيت السري لبرنامج إلقاء البراميل المتفجرة فوق المدن، ويدلهم على أماكن الحنفيات التي يمكن أن يملؤوا منها خوابي الماء، والقناني، والطشوت البلاستيكية، والأطباق، والكؤوس الصغيرة، وأوقات تشغيل الكهرباء، وأوقات تشغيل المولدات، وأن يحذرهم من إشعال أنوار سياراتهم ليلاً، لأن طياري الجيش العربي السوري البواسل مُزَوَّدون بأوامر واضحة تنص على فتح الرشاشات على أي نور سيارة يتحرك بالليل دون أن يهتموا لكون راكبي السيارات إرهابيين أو مستثمرين، أو حتى مؤيدين لرئيس القصر، ويقدم لهم ثبتاً بالأماكن التي قصفت وأصبحت (على الأرض يا حكم) والأماكن التي لم تقصف بعد، أو التي يكون القصف فيها (أقل من غيرها)، مع تزويدهم بأسماء المقابر التي يمكن أن يدفنوا قتلاهم فيها، والمستشفيات الميدانية التي يمكن أن ينقلوا جرحاهم إليها، مع قبضات لاسلكي لأجل التواصل باعتبار أن الاتصالات في سوريا أغلب الأحيان مقطوعة.

(144)    هل أعجبتك المقالة (140)

نيزك سماوي

2014-05-11

علي حيدر لا يصلح وزير .... الوطنية فكيف للمصالحة الوطنية التي لم تعد موجودة في القاموس السوري.


سعد كامل

2014-05-15

هذا المستوزر هو صهر حسن زيدو وما أدراك ما زيدو، وهو مهزوز ومخيول ومخبل وما عندو شخصية إذا ما بتصدقوا اسألوا من كان بها عليماً، أحد التوافه في عشيرة الحمير..


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي