استنكر الرئيس الامريكي جورج بوش يوم الخميس دعوات منتقديه لمفاوضات مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد معتبرا انها تشبه " استرضاء" ادولف هتلر قبل الحرب العالمية الثانية.
جاء تعليق بوش في كلمة امام البرلمان الاسرائيلي وفسر على نطاق واسع باعتباره انتقادا خفيا لمتصدر السباق الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الامريكية باراك اوباما الذي أيد اجراء محادثات بدون شروط مسبقة مع زعماء دول معادية مثل ايران وكوبا.
ورغم ان بوش لم يذكر اسماء الا ان اوباما سارع باصدار رد لاذع متهما الرئيس بشن "هجوم سياسي وهمي".
لكن البيت الابيض نفى ان بوش كان يشير الى سناتور الينوي حين استنكر دعوات من يطالبونه "بالتحدث مع الارهابيين والمتطرفين" مشبها الوضع بصعود المانيا النازية في الثلاثينات من القرن الماضي.
ورفض بوش لدعوات منتقديه جاء ايضا عقب زيارة الى الشرق الاوسط قام بها الرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر والذي اجتمع مع زعماء حماس الذين تتجاهلهم اسرائيل والولايات المتحدة وحث على بذل جهود لجذب الحركة المتشددة الى عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية.
واستغل بوش كلمته امام الكنيست الاسرائيلي ليصعد لهجته ضد ايران قائلا ان واشنطن تقف الى جانب الدولة اليهودية في معارضة "طموحات" ايران لامتلاك اسلحة نووية.
لكن صدى كلماته تردد ايضا في الحملة الرئاسية التي القت بظلالها عليه باطراد في عامه الاخير في المنصب حيث كثف المرشحان الديمقراطيان الانتقادات لسياسته الخارجية بما في ذلك حرب العراق التي تفتقر للشعبية.
وقال بوش الذي رفض اي اتصال مع احمدي نجاد ان الرئيس الايراني "يحلم باعادة الشرق الاوسط الى العصور الوسطى ويدعو الى محو اسرائيل من على الخريطة." ووضع بوش احمدي نجاد في معسكر واحد مناهض لاسرائيل مع حماس وحزب الله واسامة بن لادن.
وقال بوش "يبدو ان البعض يعتقد اننا يجب ان نتفاوض مع الارهابيين والمتطرفين كما لو أن بعض الجدل الساذج سيقنعهم بأنهم كانوا على خطأ على طول الخط. سمعنا هذا التضليل الاحمق من قبل."
واضاف "مع عبور دبابات النازي الى بولندا عام 1939 اعلن سناتور امريكي قائلا (يارب.. لو أمكنني فقط التحدث مع هتلر فربما امكن تجنب كل هذا).. علينا التزام ان نسمي ذلك باسمه.. الراحة الوهمية للاسترضاء.. التي وصمها التاريخ بالعار مرارا."
وتعرض احمدي نجاد لانتقاد دولي لقوله انه يجب محو اسرائيل من على الخريطة وتشكيكه فيما اذا كانت محرقة النازي ضد اليهود حدثت بالفعل. وتدعم ايران ايضا حماس التي يدعو دستورها الى تدمير اسرائيل.
واوضح اوباما انه اعتبر تصريحات بوش هجوما عليه. وقال "انه امر محزن ان يستخدم الرئيس بوش كلمة امام الكنيست في الذكرى الستين لاستقلال اسرائيل ليشن هجوما سياسيا وهميا."
واضاف "حان وقت طي صفحة ثماني سنوات من السياسات التي عززت ايران وفشلت في تأمين امريكا او حليفتنا اسرائيل.
"يعرف جورج بوش انني لم ادعم ابدا التعامل مع الارهابيين.. والتسييس غير العادي من الرئيس للسياسة الخارجية وسياسات الخوف لا تفعل شيئا لتأمين الشعب الامريكي او حليفتنا القوية اسرائيل."
ورغم تصريحات بوش الا ان ادارته تعاملت بصورة مباشرة مع ايران سواء بشأن تحقيق الاستقرار في افغانستان بعد الاطاحة بنظام طالبان في 2001 وأيضا لمحاولة قمع العنف في العراق.
والادارة لديها ايضا عرض معلق للتحدث مع الايرانيين بشأن نطاق واسع من القضايا لتقديم حوافز اقتصادية ومزايا أخرى اذا وافقت ايران اولا على تجميد برنامجها لتخصيب اليورانيوم. ورفضت ايران العرض حتى الآن.
واحتلت ايران مكانا مركزيا في الحملة الرئاسية واتهم المرشح الجمهوري جون مكين مرارا طهران بإرسال متفجرات الى العراق لاستخدامها في قتل جنود امريكيين وعراقيين.
ويعاني اوباما الذي يتنافس مع هيلاري كلينتون للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي من مشاكل في التواصل مع الناخبين اليهود وكافح للتصدي للشكوك التي اثارها منتقدوه بشأن التزامه باسرائيل. وقال مكين ان حماس تفضل اوباما الذي سيكون في حالة فوزه اول اسود يتولى رئاسة الولايات المتحدة.
وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الابيض للصحفيين لدى سؤالها عما اذا كان بوش يشير الى اوباما "الكلمة لم تكن تتعلق بالامور السياسية لعام 2008 ."
وقاد بوش حملة دولية لعزل ايران دبلوماسيا بشأن طموحاتها النووية. ويقول ان هناك خطر ان تستخدم ايران التكنولوجيا النووية لبناء قنبلة. وتقول طهران ان برنامجها خاص بأغراض مدنية.
ويتهم بوش ايران بإذكاء عنف المتشددين الفلسطينيين ضد اسرائيل واستخدام حزب الله لمحاولة زعزعة استقرار الحكومة المنتخبة في لبنان وتسليح وتدريب ميليشيات شيعية في العراق.
بوش الحوار مع نجاد يشبه استرضاء هتلر قبل الحرب الثانية
رويترز - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية