اختلف نشطاء حوران في صفحات التواصل كثيرا, لكنهم توحدوا وعبروا عن رفضهم, لاعتقال قائد المجلس العسكري بدرعا ومرافقيه من قيادات الجيش الحر, مبدين مزيدا من المخاوف من اشتعال الجبهة الجنوبية, بما يخدم أجندات النظام السوري وحلفائه, وبدت الأيام الأخيرة قلقة لجهة تعدد جبهات "التسريبات الإعلامية" بين الإفراج عن قادة الألوية والكتائب وبين الإعدام.
وحمل أحد مقاطع "يوتيوب" المسربة "قصدا" ما قيل إنه "اعترافات" لقائد المجلس العسكري العقيد أحمد النعمة حول معركة خربة غزالة وتسليم الاوتستراد الدولي لقوات النظام"، على أن الاعترافات التي يبدو أنها أخذت تحت الضغط والتعذيب أشعلت مزيدا من النشطاء ضد الواقعة وأطلق بعضهم تسميته "الهيئة الشرعية لأمن الدولة" تذكيرا بمحاكمات النظام وصوريتها.
وتحمل "الاعترافات" ترويجا واضحا للجهة المعتقلة، وذلك بما يورده النعمة من أن الدول الإقليمية والداعمة ترفض حضور المشروع الإسلامي وجبهة النصرة في الجنوب السوري وتتخوف من انتصاراتها فكان يتم قطع الإمدادات عليهم ومحاصرتهم".
وصبت "الاعترافات" المنسوبة للنعمة مزيدا من "الزيت على النار المشتعلة أصلا"، فرافقها التشكيك والرفض والاستنكار، ودعوة لتشكيل محاكم مشتركة مع الحر إن كانت نوايا المعتقلين تصب في مصلحة الثورة.
فيما أتي بيان هيئة الأركان العامة رقم /090501/خ/ تاريخ 4/5/2014" وبعض الألوية والكتائب بدرعا مستنكرا لعملية "الاختطاف" ومدينا لها، ومعتبرا أن الحادثة جاءت خدمة للنظام وأعوانه" مهيبا بالأركان بجميع القوى الثورية العاملة على الأرض, بالعمل معا لإطلاق سراح المخطوفين".
فيما أشارت مصادر متطابقة لـ"زمان الوصل" إلى أنه تم إطلاق سراح بعض الضباط المصابين بانتظار استكمال المساعي لإطلاق البقية.
وعلى الرغم من تكتم المصادر عن وجهة المساعي ونقاط وصولها ورفضها الإفصاح عما وصلت إليه الأمور إلا أن نشطاء "فيس بوك" ومواقع التواصل الاجتماعي عبرت بغالبية عن رفضها لعملية الخطف، ليس عطفا على النعمة ومن معه بل من قناعتها برفض إشعال الجبهة الجنوبية بغير بوصلتها الحقيقية سيما وأن معلومات متناقلة تشير لاستعداد النظام للثأر من المنطقة الجنوبية عقب عمليات تحرير تلال القنيطرة والسيطرة على حواجز في مدينة نوى ذات الكثافة السكانية العالية.
وكتب الصحفي لؤي أبازيد على صفحته الشخصية على "فيس بوك" :"إن كان النعمة مسيئا، وجبت ملاحقته ومحاكمته؛ ولا أحد فوق القانون؛ لكن من قال إن جبهة النصرة هي القاضي، ومن طلب منها أن تكون وصية على الشعب السوري".
وهو ما كررته مئات البوستات في تعبيرها عن رفض للحادثة أولا ولجهة أن تكون النصرة هي الفيصل في القرار، كما شن نشطاء ومعارضون هجوما لاذعا على "النصرة" يتطابق مع بيان هيئة الأركان العامة، وهو ما فتح مزيدا من السجالات " الفيس بوكيه" لكن الغلبة والاكثرية كانت لصالح تحييد النصرة عن الموقف والتحولات بين أبناء المنطقة الواحد وكتب محمود العبدالله يقول من نصبكم مخاطبا "النصرة" نحن أبناء منطقة واحدة نعرف كيف نحاسب من يخون قضيتنا وثورتنا قبلنا بحضوركم لكسر شوكة النظام السوري وليس للمارسة ما تبغونه من فتنتة".
وفي حديثه لـ"زمان الوصل" قال أبازيد: "كان على النصرة أن تلتزم الحياد في مواضيع كهذه، ﻷنها ليست سورية خالصة، ولا نريد في حوران أن تتكرر الفتن التي انتشرت في شمال سوريا وشرقها فصائل الجيش الحر وكتائبه هي المسؤولة عن المحاسبة غير ذلك يصبح خرقا بينا".
وفيما تفاوتت قراءات خلفيات الاعتقال وأسبابها بين مخاوف النصرة من سحب البساط من تحتها بعيد تشكيل جبهة ثوار جنوب سوريا والتي نادت بثورة مدنية لا تحمل الطابع الديني وبين من رأى أنها ـالنصرةـ تأتمر بأمر من سمح بدخولها من بواباته المراقبة ولخلط مزيدا من الأوراق لتجيء الحادثة التي أعادت توحيد المواقف المجتمعية والسياسية لجهة النظرة المتفحصة للنصرة وقراراها رغم بعض الإشارات التي حملت اعترافا بوجودها ودورها في إنجاز تحرير مناطق وألوية وحواجز تتبع للنظام.
لكن الحوارنة اعتبروا أن حادثة الاعتقال جاءت فرصة لإعادة البوصلة مجددا في اتجاهها الأقوم بما يخدم أهداف الثورة وليس انسحابا عاطفيا وراء أسماء رغم أهميتها ودورها، لكن الأصل يبقى في رفض أسلمة الثورة وتسليمها للنصرة أو غيرها، بما يؤكد أن البوابة الجنوبية بقيت حتى اليوم مختلفة عن البوابة الشمالية ولن يتركوا أبناء درعا اللاعبين الإقليمين بتحويلها لصراع بين فصائل وأجنحة قالت إن هدفها مواجهة قوى النظام.
محمد العويد - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية