كشف الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية، تفاصيل رافقت قراري المملكة العربية السعودية بخصوص قطع النفط عن أمريكا عقب حربي 67 و73.
وقال الأمير تركي إن والده الملك فيصل بن عبدالعزيز بدأ، قبل حرب 1973 بثلاث سنوات، بالحديث عن ضرورة أن تقوم أمريكا بخطوات لإزالة الاحتلال الاسرائيلي بناء على قرارات الأمم المتحدة؛ وبدأ يخاطب الأمريكيين رسميا، وعبر صحافتهم، وقال لهم "إذا أردتم زيادة إنتاجنا للبترول فلا بد أن تعالجوا القضايا التي نواجهها وهي إنهاء الاحتلال".
وأضاف "عندما وقعت الحرب كان الوقت مناسبا لوضع حظر يتناسب مع قيمة الحدث، عندما قدمت أمريكا المساعدة لإسرائيل وعوضتها عن خسائرها في بداية الحرب".
|
قرار تدريجي وأوضح الأمير تركي أن "قرار قطع النفط عن أمريكا وهولندا والبرتغال لم يكن مطلقا؛ وإنما متدرجا، حيث بدأ بـ 5 % من الانتاج، ثم زادت النسبة إلى 10 % حتى حصل الملك على وعد من الرئيس نيكسون بايجاد حل عادل وشامل للشرق الاوسط".
وتابع "بعد ذلك قام هنري كيسنجر برحلات إلى مصر والسعودية، وزار سوريا لاحقا بتنسيق بين الملك فيصل وحافظ الأسد لأن العلاقات الأمريكية السورية كانت مقطوعة، ثم حصل فض الاشتباك الأول والثاني".
وقال الأمير تركي إن الهدف من قطع البترول كان إيصال رسالة وأذية لأمريكا، ولم يستمر القطع نتيجة التغيير في سياسة الأمريكيين، مشيرا إلى أن الملك فيصل كان يتبع سياسة مدروسة وكان أكثر ما يضايقه أن يتم اتخاذ قرار دون دراسة. |
|
كلام عبدالناصر في المقابل، كشف الأمير تركي أن والده الملك فيصل بن عبد العزيز لم يكن راضيا عن قرار مشابه اتخذ في وقت سابق.
وأوضح "بعد حرب 1967 اجتمع وزراء المالية والاقتصاد العرب في بغداد وقرروا قطع البترول عن أمريكا، ورغم أن المملكة اشتركت بهذه الخطوة التي استمرت شهرين، إلا أن الملك فيصل لم يكن راضيا عن القرار واعتبره انفعاليا".
وأضاف "عندما ذهب إلى مؤتمر الخرطوم، حيث عرض الرئيس المصري جمال عبد الناصر وضع مصر المهزوم عسكريا وسياسيا واقتصاديا، اقترح الملك فيصل أن تقوم الدول المنتجة للنفط بتعويض سوريا والأردن ومصر عن خسائرها. وتبرعت السعودية بخمسين مليون جنيه استرليني والكويت 55 مليون والجزائر 10 ملايين وليبيا 30 مليون".
وقال الأمير تركي "هذا القرار أعطى نفسا للدول المهزومة للنهوض من كبوتها، كما أعطاها الثقة لتحدي الاحتلال، وآنذاك صدرت اللاءات الثلاث (لا مفاوضات ولا اعتراف باسرائيل ولا إنهاء لحالة الحرب)". |
العربية
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية