رئيس هيئة "اللاجئين الفلسطينيين": تزايد ملموس في أعداد الفلسطينيين الفارين إلى تركيا وهذا مانقوم به لأجلهم

أيمن فهمي رئيس هيئة اللاجئين الفلسطينيين

اعتبر أيمن فهمي رئيس هيئة اللاجئين الفلسطينيين التي أنشأتها الحكومة المؤقتة أخيراً، اعتبر أن الفلسطينيين معنيون كما إخوتهم السوريين في نيل الحرية والكرامة في سوريا، لأن النخب والمثقفين أمام امتحان فيصل، سقط خلاله التسويق القطري الضيق الذي سوقته الأنظمة الاستبدادية.

ورأى فهمي خلال حديثه مع "زمان الوصل" أن الهيئة مؤسسة ثورية، إضافة إلى عملها الدعمي والإغاثي للفلسطينيين الذين هربوا من قتل وملاحقة نظام السوري، بل يتطلع فهمي لأن يتوسع عمل الهيئة ليطال الهاربين الفلسطينيين من بطش الأسد في مصر والأردن ولبنان وغيرهم.

وعن علاقة الهيئة الوليدة التي ستقوم قريباً بمناشط ثقافية في ذكرى النكبة بالسفارة الفلسطينية في تركيا قال فهمي لا يوجد حساسية أو مشاكل مع السفارة، بل ودعا فهمي السقير الفلسطيني عبر "زمان الوصل"
ليزور العائلات على الحدود ..وهاكم نص الحوار:

ثورة إنسانية لا شأنا سوريا
* بداية، قد يقول سائل، لماذا انخرط الفلسطينيون في ثورة كرامة السوريين، ألا تعتبر أن الثورة شأن سوري داخلي؟!
** فعلاً، كثيرا ما نسمع مثل هكذا تبريرات ليغطوا مواقفهم وانهزامهم، لكني أجزم بأن ثورات الشعوب العربية وضعت النخب والنشطاء والمثقفين أمام تحدٍ تاريخي، وهو امتحان الخطاب التحرري الذي ينظرون له ويدعون إليه، وفي هذا الامتحان سقط الكثير من الأقنعة، وخابت التوقعات في الكثير من الرموز الفكرية والثقافية، وفي المقابل هناك من أكد مصداقيته وانسجامه مع نفسه، واستعداده للتضحية في سبيل الحرية والكرامة، باعتبارها مطالب ما فوق وطنية في بيئة الاستبداد العربي، وهي ليست شأناً خاصاً لهذه الدولة أو تلك، لأن الانحياز لمن تقع عليه مظلومية القمع والاستبداد واجب وطني وإنساني وأخلاقي، ومن سعى لترويج خطاب يرى في هذه الثورات شأناً داخلياً خاصاً، هي الأنظمة المستبدة التي كانت تروج لمنطق قطري ضيق يقوم على عدم التدخل في شؤونها الداخلية، كي تبرر تسلطها واستبدادها، وللأسف رأينا كثيرا من النخب العربية تتماهى مع هذا الخطاب الوظيفي، كي تبرر تقاعسها وانتهازيتها وعجزها عن الانخراط في الحراكات الثورية، ولكن المسألة الإيجابية، هو الفرز التاريخي الذي أحدثته تلك الثورات، وهو حاجة ضرورية للتمييز بين قوى التحرر والتغيير، وقوى التمسك بالواقع السائد، والنقطة الجوهرية أن كوة الأمل التي فتحتها الثورات العربية، هي إنجاز تاريخي يحسب للشعوب التي ثارت على واقعها، ولكل الأحرار والمثقفين الذين وقفوا إلى جانبها.

الحرية قضيتنا والسوريون
* لماذا هيئة للاجئين الفلسطينيين، هل هي مؤسسة ثورية معنية بإسقاط النظام من قبيل وحدة الدم والمصير، أم تنظيم لدعم فلسطينيي سوريا وتأمين احتياجاتهم ليس إلا؟!
** قيام الحكومة السورية المؤقتة بإنشاء الهيئة العامة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين، رسالة سياسية وأخلاقية تؤكد من خلالها قوى الثورة والمعارضة عن التزامها بشراكة الدم والمصير التي تجمع السوريين بإخوتهم الفلسطينيين، الذين دفعوا ضريبة كبيرة بسبب انخراطهم في الثورة ضد نظام الإجرام والاستبداد، وكانوا يطالبون منذ بداية الثورة باحتضانهم ورعايتهم من قيادات الثورة والمعارضة، وتطمينهم بمستقبل وجودهم في سوريا بعد نيل حريتها، لاسيما أن تضحيات الفلسطينيين في الثورة السورية، وتدمير النظام لمخيماتهم وتشريدهم عنها، ودوره ومسؤوليته في صنع نكبتهم الثانية التي تجاوزت بمآسيها وويلاتها نكبتهم الأولى عام 1948، جميعها حقائق كشفت صدق انتماء الفلسطينيين لوطنهم الثاني سوريا، ووفائهم للشعب السوري الذي استضافهم بكل محبة وأخوة، والذي نالوا معه نصيبهم من قمع وتنكيل وجرائم النظام، وبالمقابل أظهرت هذه الحقائق ضرورة مأسسة علاقة الثورة بالفلسطينيين، وقطع الطريق على رواية النظام التي قامت على المتاجرة بالفلسطينيين وقضيتهم، ومن هنا تتأتى أهمية وجود هذه الهيئة ودورها في تنظيم الحراك الفلسطيني المنخرط في سياقات الثورة السورية، ودعم صمود المخيمات الفلسطينية والحفاظ على هويتها الوطنية، وتوفير سبل الدعم للاجئين الفلسطينيين سواء المتواجدين في الداخل أو من نزحوا الى دول الجوار، على كافة الصعد الإغاثية، والإنسانية والحقوقية، ومنذ بداية تأسيس هذه الهيئة خلقت حالة من الارتياح بين أوساط الفلسطينيين السوريين، في حين قوبلت بهجمة إعلامية من أبواق النظام التشبيحية، التي شعرت بدور هذه الهيئة في سحب الورقة الفلسطينية من يد النظام وأدواته الفلسطينية، والتحدي الكبير هو في قدرة هذه الهيئة على أن تكون مؤسسة ثورية فاعلة وقادرة على تجسيد المبادئ والقيم التحررية التي جمعت الفلسطينيين والسوريين وتعمدت بتضحياتهم المشتركة من أجل خلاص وحرية الشعبين.
مركز إيواء للفلسطينيين

* بدأتم كهيئة وليدة بعمل شاق، مركز إيواء للفسلطينيين الهاربين من موت نظام الأسد، فهل التزمت الحكومة المؤقتة بوعودها وساعدتكم في استيعاب وتأمين احتياجات اللاجئين؟!
** تزامن مع صدور قرار الحكومة السورية المؤقتة بإنشاء الهيئة العامة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين، تزايد ملموس في أعداد اللاجئين الفلسطينيين الذين اضطروا مؤخراً إلى مغادرة الأراضي السورية، بسبب قصف النظام لمخيم حندرات شمال حلب بالبراميل المتفجرة، وبسبب أن دخول هذه العائلات إلى الجانب التركي من الحدود يتم بصورة غير شرعية، مما يضاعف من مشكلات إسكانهم وتحركهم، كان من الضروري والملح، أن تقوم الهيئة بإيجاد حلول عملية وسريعة لهذه المشكلات التي تواجه عشرات العائلات النازحة التي تقطعت بها السبل، وما شجعنا على هذه الخطوة استجابة رئاسة الحكومة لفكرة إقامة مركز إيواء مؤقت وموافقتها على صرف 25 الف دولار، مخصصة لاستئجار مكان مؤهل لاستقبال العائلات الأكثر احتياجاً للسكن، لاسيما أن هناك صعوبات وتعقيدات إدارية في استقبال المخيمات داخل الأراضي التركية للاجئين الفلسطينيين، وبسبب أيضاً غياب خدمات منظمة الأونروا المعنية بشؤونهم ضمن تركيا لأنها ليست من مناطق عملياتها الإغاثية، وقد تمت المباشرة بتجهيز مركز الإيواء، واستقبلنا عدة عائلات لم يكن لديها مكان تنام فيه، ولازالت أعمال التجهيز مستمرة، ولكن هناك احتياج إلى كرافانات وبناء حمامات ومطابخ، لأن هناك تزايدا في أعداد العائلات الفلسطينية التي تعبر الحدود يومياً، وأرى أن هذا المشروع المدعوم من الحكومة المؤقتة، سيخفف كثيراً من معاناة هذه العائلات التي سبق لبعضها أن اضطر للنوم في الحدائق العامة عدة ايام، ومنها من لايملك ثمن كسرة خبز لاولاده، ولذلك سنعمل على تطوير المركز وزيادة قدرته على الاستيعاب، وتأمين الحد الأدنى من متطلبات الإقامة المؤقتة فيه.

فلسطينيو الداخل والشتات
* ولكن مازال فلسطينيو الداخل يتعرضون لأبشع طرائق التجويع والحصار والقتل، هل تتواصلون معهم وتقدمون لهم المساعدات، رغم محاصرتهم "بالشبيحة الفلسطينيين" وماذا بالنسبة للفلسطينيين الذين لجؤوا لدول غير تركيا ؟!
** هناك آليات متعددة تعمل الهيئة من خلالها على تحقيق التواصل والتفاعل مع مخيمات وتجمعات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وهنا سيكون لدينا عدة مستويات من التواصل. 

الأول: يركز على المخيمات والتجمعات الفلسطينية المحررة، ومن ضمنها تلك التي تقع تحت الحصار مثل مخيم اليرموك كبرى المخيمات الفلسطينية في سوريا، حيث يتم من خلال المؤسسات الإغاثية والإعلامية والنشطاء المتواجدين فيها، ولدينا خطط سنقوم بتنفيذها لدعم أهلنا في تلك المناطق من خلال الحملات الإغاثية، والمطابخ الأهلية، وتبني العديد من المشاريع التنموية، ودعم المدارس البديلة وإعداد خطة لإعادة بناء المخيمات المدمرة بالتعاون مع الوزارات المتخصصة في الحكومة، وسيتم تنفيذ تلك المشاريع بالتعاون مع الهيئات الفلسطينية الناشطة والمتواجدة في الداخل.
الثاني: ويتعلق بالتواصل السري مع النشطاء في المخيمات والتجمعات الفلسطينية الخاضعة لسيطرة قوات النظام، من أجل تفكيك بؤر التشبيح التي يستخدمها النظام في تلك المخيمات، وتوعية جيل الشباب على مخاطر الإنخراط في ما يسمى (اللجان الشعبية) وتعزيز الرأي العام المناهض لتلك اللجان.
الثالث: بالنسبة لدول الجوار التي نزح إليها اللاجئون الفلسطينيون، سيتم تشكيل روابط خاصة في تلك الدول، تقوم بالتصدي للمهام الإغاثية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين مع الأخذ بعين الاعتبار لسياسات ومواقف تلك الدول من القضية السورية، ونحن نتشاور حالياً مع كافة النشطاء في الداخل والخارج لتشكيل مجلس عام للهيئة، يعكس تمثيلا حقيقيا لفلسطينيي سوريا، ويكون له الدور الرئيسي في صياغة رؤية الهيئة وخططها وبرامجها، ويساهم بصورة جدية كما نأمل في تعزيز المشاركة و بناء الهيئة على أسس وطنية ديمقراطية. 
كما سيكون من أولويات الهيئة متابعة ملفات تتعلق بالمشكلات التي تواجه فلسطينيو سوريا على صعيد تنقلهم وسفرهم وإقامتهم في دول الجوار، وذلك بالتعاون والتنسيق مع رئاسة الحكومة المؤقتة، التي أكد الدكتور أحمد طعمة على اهتمام الحكومة بمتابعة هذه الملفات مع حكومات الدول الصديقة والطلب منها معاملة الفلسطينيين السوريين أسوةً بالمواطنين السوريين.

دعوة مفتوحة للسفير
* ولكن ثمة سفارة فلسطينية بتركيا، هل تلتزم بشؤون الهاربين من قتل النظام السوري وما شكل العلاقة فيما بينكما؟! 
** المبدأ في تعامل الهيئة مع المرجعيات والمؤسسات الفلسطينية، يقوم على التعاون والتنسيق في كل ما يتعلق بحقوق ومصالح أهلنا المنكوبين، ونحن كهيئة ليس لدينا مشاكل أو حساسية مع السفارة الفلسطينية في تركيا، ولكن هذا لايعني أننا راضون عن مستوى ما تقدمه للاجئين الفلسطينيين المتواجدين في تركيا، وهم الآن بأمس الحاجة للمساعدة والدعم، والمطلوب هو الوقوف إلى جانبهم حتى لا يبقى التخلي عنهم هو سيد الموقف، وأدعو السفير الفلسطيني من هذا المنبر ليقوم بزيارة العائلات الفلسطينية المتواجدة على الحدود، في كلس وغازي عنتاب والريحانية للاطلاع عن كثب على مشاكلها والمساهمة بدوره في معالجتها.

فن وتثقيف
* أينما حل الفلسطينيون يحدثون حراكاً وثقافياً خاصة،هل تحضرون نشاطاً بمناسبة ذكرى النكبة رغم كل الظروف؟! 
. ** فعلاً، تستعد الهيئة، بذكرى النكبة الفلسطينية التي تصادف 15/ آيار، لإحياء هذه المناسبة، والسبب، أو بصيغة أدق، الهدف، هو لفت أنظار العالم إلى النكبة الثانية لفلسطينيي سوريا، التي يعيشون فصولها المأساوية المفتوحة، وذلك من خلال ندوة تتناول تراجيديا النكبات الفلسطينية، والأطراف المسؤولة عنها، إضافة إلى معرض فني يساهم به عدد من فناني الكاريكاتير برسومات تعبر عن واقع حال فلسطينيي سوريا. وسيكون افتتاح مركز الإيواء بصورة رسمية بالتزامن مع هذه الأنشطة.

عدنان عبدالرزاق - زمان الوصل - خاص
(179)    هل أعجبتك المقالة (187)

Abu Ahmad

2014-04-28

بارك الله جهودكم الجباره أخ أبو كنعان وأتمنى منكم المثابره والعمل المخلص لوجه الله الكريم ولعزة ومنعة الشعبين الشقيقين السوري والفلسطيني ولكم كل الحب والإحترام والتقدير وبارك الله فيكم ..


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي