أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الذخيرة وعاملة الصيدلية وعجائز المعارضة

التاسعة صباحا اتصلت موظفة تعمل في الصيدلية التي اشتري منها الدواء الشهري لتقول لي ان الادوية الاربعة التي اتناولها يوميا تم تجهيزها، ويمكنني المرور لأخذها دون انتظار، او يمكن توصيلها لكم مجانيا الى المنزل، شكرتها وقلت لها انني افضل الحضور شخصيا لاستلام الدواء، ضاربا بذلك عصفورين بحجر واحد (رغم ان الضرب ممنوع)، التمرين الصباحي وإلقاء تحية الصباح عليها، وسألتها في الوقت نفسه اذا كانت وحيدة، اقصد ان لا احد يقف بقربها، فأكدت انها وحيدة.

 قلت لها: من فضلك اريد معرفة ما اذا كان دواء البروستات والضغط ومميع الدم والكلوسترول كل منهم في علبته الخاصة، فأكدت ان ذلك هو الوضع الطبيعي، ولكن لماذا سألتني ان كنت وحيدة قبل سؤالك عن الادوية؟ قلت لها: اخشى ان تكون احدى معجباتي الفيسبوكيات بقربك، وتسمع انني اتناول كل هذه الادوية، مما قد يؤثر على صورتي في ذهنها.

 قالت الموظفة الخمسينية التي تعرفني جيدا: ولكن ما دمت حريصا على التنكر واخفاء وضعك الجسدي الحقيقي عن معجباتك، فيجب عليك ان تعتني اكثر بنوع صبغة شعرك وشواربك، ولا تنس صبغ الشعيرات البيضاء التي تلون صدرك وتحاول اظهارها من فتحة قميصك، ومن الواجب ايضا، حرصا على جمالية الصورة فقط، ان تنتف الشعر من مداخل انفك، ومن الاذنتين، فربما بعد ذلك، قد تكون حظوظك افضل مع المعجبات الفيسبوكيات العربيات، اما انا الفرنسية المسكينة، فعادة أقبل بالرجل الذي يعجبني على عيوبه، يعني بالحمصي على (عفشو).

اكتشفت اليوم، وأنا اقرأ أخبار المعارضة السورية، لماذا تحرص الزوجات الشابات على تهوية فراش النوم كل صباح، فقد عرفت ان السبب الحقيقي هو عدم ترك روائح الحب الليلي تتخمر، ومن الافضل تهوية اللحاف كل ليلة كي تتجدد الرغبات.

وعرفت بالمقابل، لماذا تحرص الزوجات المسنات على القيام بالعمل نفسه كل يوم، فهن حريصات على ان لا تتخمر روائح الضراط الليلي، خاصة وان الازواج، في العادات الشرقية، هم اكبر في العمر من زوجاتهم وبالتالي فإن افرازاتهم "العطرة" في تزايد مضطرد يتناسب مع رغباتهم في التهام الطعام.

سألتني زوجتي ليلا، وهي التي سكنت في حمص القديمة سبع سنوات: هل تعتقد، مثلي، ان حجارة حمص تتعذب من القصف؟
لماذا يقصفون حمص ولم يعد يسكنها بشر، أليس هذا دليلا على خوفهم من الارواح التي تعيش في الحجارة السود؟
أدرت رأسي الى الجدار، ولم امسح دمعة تدحرجت على خدي..
من نتائج جلسة البيرة البارحة، ان صديقنا الحوراني هاني روى لنا قصة سورية حقيقية جرت مع احد اصدقائه، قال:
من المعروف ان النظام الاسدي يراقب اغلب خطوط الهاتف، وخاصة تلك التي تعود ملكيتها لاشخاص مشكوك في ولائهم للنظام، فيتم وصل خط الهاتف الذي يجب ان يراقب بجهاز كمبيوتر مشفر، يعني عندما تمر كلمة لها علاقة بالثورة، او السلاح او المظاهرات او اي نوع من الاحتجاج، يلتقطها الكمبيوتر فورا ويرسلها الى جهاز المخابرات المهتم بالامر ليتم التحقيق مع صاحب خط الهاتف بعد ذلك.

ويشاء سوء حظ صديق صديقنا الحوراني، ان زوجته اسمها "ذخيرة"، وهو اسم حقيقي وليس اسما وهميا كما تفعل عادة جماعة الفيسبوك، فكان كلما ورد اسم "ذخيرة" في مكالمات الهاتف في بيت الرجل، يشعل النور الاحمر في فرع المخابرات.

احد الايام جاءت دورية من الامن واعتقلت الرجل صاحب البيت واقتادته الى الفرع للتحقيق معه، وكالعادة بدأ الرجال "البواسل" بالضرب والركل والدولاب قبل ان يسألوا الرجل اي سؤال، اخيرا وبعد ان استعطفهم عشرات المرات من اجل معرفة الاسباب او السبب الذي يضربونه من اجله، سأله "المعلم" ان يعترف عن اماكن الاسلحة، ونوعيتها، ومن اوصلها له، كي يقدمها "للارهابيين"، وعندما انكر الرجل التهمة استمر الضرب والتنكيل به، الى ان استطاع احد العناصر الانفراد به في التحقيق، والذي تعاطف معه دينيا لان الاثنين مسيحيان، فقال له: يا حمار اعترف وين الذخيرة، كنا عم نسمع كل المكالمات التي تصلك الى البيت وكان المتصل يتكلم مع الذخيرة. هنا انتبه الرجل، فقال: والله يا شباب في سوء فهم، فذخيرة هي زوجتي، وهذا دفتر عائلتي وباستطاعتكم التأكد من اسمها بسهولة.

توقف الضرب، ولكن الرجل بقي في السجن ثلاثة اشهر اضافية عقوبة له لان اسم زوجته "ذخيرة".

(134)    هل أعجبتك المقالة (141)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي