هذا ما أفضت إليه مفاوضات الهدنة مع النظام في حمص !

بعد مفاوضات مع النظام امتدت شهراً لم تزد الأوضاع الإنسانية والأمنية في حمص إلا سوءاً أصدر وفد مفاوضات الهدنة في المدينة بياناً أوضح فيه ملابسات ما جرى خلال الأسابيع الماضية بعد التوصل إلى مسودة اتفاق مع ممثلي النظام يوقف نزيف الدماء ويحافظ على ما تبقى من بنية تحتية في مدينة حمص وذلك خلال ثلاثة اجتماعات مطولة كان آخرها يوم الخميس 10/4/2014 وتفرق شمل الاجتماع مساءً على أمل اللقاء في اليوم التالي بحضور مسؤول أمني لإتمام ما تم الاتفاق عليه ووضع آلية لتنفيذ بنود الاتفاقية لكن أمل الوفد لم يزل معلقاً في الهواء كما ورد في البيان المذكور الذي تلقت " زمان الوصل" نسخة منه.

ويتساءل موقعو البيان: "ما هو مبرر هذه المواعيد المطاطية، وإلى متى تبقى سياسة النظام مرهونة بوشوشات شياطين الإنس والجن المتعطشين لفرض الحل الأمني بغض النظر عما يجره هذا الحل الوحشي على النظام نفسه من انغماس في مستنقع الدماء".

ويمضي بيان الوفد مستفسراً: "أليس بين مفاوضي النظام رجل رشيد يضع حدا لأوهام وهذيان وجنون الحاقدين المجرمين أعداء الله والحرية والإنسان".

ويردف البيان: "ليعلم القاصي والداني أننا أصحاب قضية عادلة لا مساومة عليها ونقول لمن توهم ضعفنا أن للصبر حدودا".

وأنهى الموقعون بيانهم ببيت شعري يقول: "قوة الله إن تولت ضعيفاً... تعبت في مِراسِه الأقوياءُ".

وكانت "زمان الوصل" قد خاضت حوارات "ماراثونية" مع الشيخ أبو الحارث الخالدي أحد أعضاء لجنة المفاوضات مع النظام في وقت سابق بغية الحصول على معلومات حصرية عن بنود وخفايا اتفاق الهدنة، فذكر لنا أن لدى اللجنة جلسة مع المحافظ ووزير المصالحة علي حيدر بتاريخ 2/ 4/ 2014 وبعد أيام وعدنا بالاطلاع على خفايا ومحاور الجلسات عندما تصبح الاتفاقية قيد التطبيق مضيفاً إن نص الاتفاقية على طاولة بشار الأسد والمفوض عنه في حوار اللجنة هو الوزير "علي حيدر" وبعد أن طلب منا إمهاله حتى البدء بتطبيق الاتفاقية لتزويدنا بتقرير كامل، عاد ليعتذر عن ذكر أية تفاصيل قائلاً "معلش تعذرني لأن حتى الوزير طلب أن يبقى الأمر طي الكتمان لساعة التطبيق لأن المعطّلين كثر من جهتنا ومن جهتهم".

وبتاريخ 10 / 4/ عاودنا الاتصال بالشيخ الخالدي فقال لنا "غدا ستكتمل للجنة من جهة النظام بحضور ضابط كبير لترتيب الخروج الجماعي للمسلحين بالسلاح الفردي تجاه الريف".