أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حديث الحمار السوري الفهيم الحكيم

اعتاد الحمار السوري الفهيم الحكيم أن يفكر أمامي بصوت مسموع، فقال:
تزاحمت الأخبار -في الآونة الأخيرة- على وكالات الأنباء الخاصة بنا نحن الحمير. وأجهدت تلك الوكالات نفسها في سبيل تقديم أكثر الأخبار معقولية وملاءمة للعقول الجحشية، ولا سيما بعد الحادثة التي حصلت في شهر آب (أغسطس) من العام الماضي، على أثر تصريح بنت جلدتنا السيدة بثينة شعبان بخصوص ضرب الغوطة الشرقية بالكيماوي من قِبَلِ العصابات التكفيرية التي جاءت لتُسقط نظامنا السوري الرائع.
يومها، كنا واقفين على بعد أمتار من "الطَّوَالة"، بعدما انتهينا من تناول وجبة تبن مع شعير ممتازة، وشرعنا نتفرج على محطة (HA HA DUNIA- TV)، حيث كانت الزميلة بثينة شعبان تقدم للمشاهدين حقيقة ما جرى، وهو أن عناصر من جبهة النصرة وداعش كانوا يجمعون أطفالاً من قرى الساحل السوري ويقولون لهم:
يا الله عمو، اطلعوا عالباص، بدنا ناخدكم تش عالغوطة!..
وكانوا يغنون لهم الأغنية التي كتب كلماتها الزعيم فخري فخري البارودة وغناها معن دندشي:
ع الغوطة يللا نروح
يلا ع الغوطة
عروس الشام الحلوي
بدها زلغوطة.
والأطفال يصعدون إلى الباصات فَرِحين.. حتى إذا ما امتلأت الباصات بالأطفال الأبرياء الحلوين ساروا بهم عابرين تشكيلةً واسعة من الحواجز الأمنية يتبع بعضها للتكفيريين، وبعضها الآخر للنظام الوطني السوري الممانع وللإخوة الأعزاء من اللجان الشعبية الذين يعرفون باسم (الشبيحة)، ولم يخطر ببال أي واحد من مسلحي هاتيك الحواجز، على اختلاف مشاربهم، أن يمنع الباصات من المرور، لأن كافة الأطراف -الله يعزكم- لديهم فائض من الحنان باتجاه الأطفال، وكانوا يرددون أبيات شاعرنا الكبير بدوي الجبل:
ويا رب من أجل الطفولة وحدها- أفض بركات السلم شرقاً ومغربا
ورد الأذى عن كل شعب وإن يكن- كفوراً وأحببه وإن كان مذنبا
وصُنْ ضحكةَ الأطفال يا رب إنها- إذا غردت في موحش الرمل أعشبا
ملائكُ لا الجنات أنجبن مثلهم- ولا خُلْدُها- أستغفر الله- أنجبا
ويقولون للسائق: تابع طريقك!
دواليك حتى وصلوا الغوطة، ووزعوا الأطفال على بيوت الناس تيمناً بآخر ابتكار للرفيق المرحوم الدكتور الركن أحمد أبو موسى الذي دأب قبل رحيله بسنوات على إصدار توجيهات إلى الشعب السوري باستضافة الطلائعيين في بيوتهم، ليس لأن المنظمة فقيرة ولا تمتلك أجرة أوتيلات وثمن طعام للأطفال والمشرفين والمشرفات -معاذ الله- ولكن لأجل تقوية اللحمة الوطنية، هذه اللحمة التي شاهدناها تعطي ثمارها خلال السنوات الثلاث الماضيات على أكمل وجه!
المهم في الموضوع، انتهت الزميلة بثينة من روايتها المتعلقة بأطفال الساحل، وبينت لنا كيف قامتْ طائراتُ سلاح الجو التابعة للعصابات الإجرامية المسلحة بقصف الأطفال الضيوف مع أهالي الغوطة الذين يستضيفونهم لتقتلهم بالجملة.. وإذا بابن جلدتنا الحمار "أبو تنوح" يقع على الأرض مغمياً، عليه!... فسارعت شاحنات الإسعاف بنقله إلى أقرب مربط صحي، وهناك أدخل إلى العناية المشددة، واتضح أن حديث الزميلة بثينة قد أصابه بما يُعْرَفُ طبياً باسم "النزيف الدماغي"، أو، بحسب ما يرد في شهنقاتنا نحن الحمير بأن هذا الكائن النبيل "طق عقله"!..
وعلل الفريق الطبي ذلك بأن "أبا تَنُّوح" المحترم كان قد نسي عقله على وضعية (ON) قبل سماعه تصريح الأخت بثينة، بينما نحن الحمير الواعين لمستجدات المرحلة قد وضعنا عقولنا، من باب الاحتياط في وضعية (OFF)!
الوكالات الحميرية، منذ هاتيك اللحظة، بدأت تبث لنا الأخبار بطريقة مبسطة للغاية، فعرفنا، من خلال ذلك، أن السيناتورات الأكارم أعضاء مجلس الشعب السوري، قد تنبهوا لخطورة المؤامرة التي ما فتئت تتسع يوماً بعد يوم، مثلما يتسع الخرقُ على الراتق، فأصدروا قانوناً يقضي بالسماح لمن يشاء من السوريين المقيمين داخل سوريا بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية! مع التأكيد على أنهم لا يضمنون لهم النتائج.
وعرفنا، كذلك، في هذه الآونة، أن الرفيق هلال الأسد قد استشهد في معركة كسب وهو يدافع عن تراب سوريا في وجه الهجمات التكفيرية! وأوردت وكالة (Barseem News United) إضاءة على سيرة الرفيق هلال تضمنت وَلَعَه، حينما كان في أوج نشاطه، بما يعرف باسم "رد المظالم إلى أهلها"، وحرصه على الوحدة الوطنية بين الإخوة السوريين، فكان يدعو إلى إزالة الصفة الدينية والمذهبية من شخصيات البشر، ويحبذ أن يقول الواحد عن نفسه: أنا سوري والسلام!.. وكان أكثر شيء يحرص عليه هو المرأة السورية، فإذا عرف أن رجلاً ما اعتدى على امرأة أو حاول اغتصابها في أقصى أنحاء البلاد كان يذهب إلى القاضي المختص ويقول له:
سيدي، أنا لا أحب أن أتجاوز القانون! لذلك جئت إليك لأحث سيادتك على إنزال أقصى العقوبات بحق هذا الواطي الذي يريد تخريب المجتمع بعدوانه على هذه الإنسانة البريئة. 
خالتي، كبيرة الجحشات في مربطنا، حينما انتهت من سماع هذا التقرير المؤثر، انقلتت بالبكاء، وقالت:
عيني أنت يا رفيق هلال الأسد. والله لو عاد الأمر لي لفديتك بنص جحاش هذا البلد المعطاء!

(117)    هل أعجبتك المقالة (136)

سوري

2014-04-13

يازلمة مو عيب عليك تكتب هيك مقال .. جد غريبين انتو كتاب زمان الوصل !!!! قسم الأخبار ممتاز إنما مقالتكن برأيي كتير سخيفة.


نيزك سماوي

2014-04-13

يعني الحمار بيفهم معنى المقال ومغزاه بث الكر يلي ما بيفهم على ما يبدو بدو ترويض أستاذ خطيب وبتعرف الكر كيف بيتروض ؟ لازم تركب على ظهره ثم تسوقه ثم تضربه ثم ..... أستاذ خطيب : إن أتتك مذمة من ناقص فهي الشهادة لك من انك كامل.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي