أحدث آية في "المصحف الإيراني" !!

دكتوراه في الإعلام. فرنسا
وجه حيدر الجبوري، تهديداً لأهل السنّة في سورية بإبادتهم عن بكرة أبيهم وتدمير مساجدهم، وإلحاقهم بعمر وعثمان رضي الله عنهما، وقد جاء في صفحته: أنْ يا أهل السنة كفاكم قتل أطفالنا ونسائنا.
لمن لا يعرفه، فالجبوري قائد ميداني لميليشيا "ذو الفقار"، وهو عراقي الجنسية جاء إلى سورية بحجة لا سابقة لها، وهي قتال "الجيش السفياني" نسبة لعائلة أبي سفيان رضي الله عنه. تقوم ميلشيا "ذو الفقار" بتعذيب أهل السنة وسحلهم وحفر رؤوسهم بالمثقاب الآلي. وقد روى شهود العيان عن إجرامه ما لا يكاد العقل يصدقه. فهو الذي قتل متفاخراً أربعين رجلاً مسناً من أهل النبك بعد أن تفنن في تعذيبهم، فهشم رؤوسهم بالحجارة ومزق أجسادهم بحراب البنادق، وكتب عليها العبارات الطائفية.
الأغرب، أن الرجل استشهد بما وصفه آية من القرآن الكريم، حيث كتب في منشوره السابق: أنه سيطبق على أهل السنة ما نصّ كتاب الله عليه: "واعتدوا عليهم بمثل ما اعتدوا عليكم..صدق الله العظيم".
نتفق بالطبع على عدم وجود آية في القرآن الكريم بهذه الصيغة "الفارسية" وإنما هناك الآية 194 من سورة البقرة، حيث يقول الله تعالى "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم".
لا تفاجئنا معرفة الجبوري الإيرانية للمصحف الشريف. "فالقرآن" الإيراني يضم " آيات" جديدة ومختلفة ظهرت لأول مرة بعد الثامن عشر من آذار في العام 2011، مثل "لن تسبى زينب مرتين" حيث أرسلت هذه العبارة كرسالة نصية هاتفية لكل أبناء الشيعة في المنطقة.
ليس فحسب، ففي الشهر السابع من العام الماضي صرح أمين عام حزب الله العراقي الشيعي أن الجيش الحر هو الجيش السفياني الذي سيقاتل الإمام المهدي وأفتى بوجوب القضاء على كل مقاتل في سورية يقف ضد الأسد وحزب الله اللبناني "حالش".
وصل الحوثيون إلى سورية من اليمن، ووصلت ميليشيات "حالش" من لبنان، كما وصل مرتزقة شيعة من العراق وباكستان، بل ومن مصر، إضافة إلى الحرس الثوري الإيراني، وأكد كل هؤلاء أنهم سيقتلون السنة صغاراً وكباراً، رجالاً ونساء، بينما اتهم العالم كله السنة بالإرهاب.
في بداية الأمر، زعمت تلك الميليشيات أن عناصرها لم تدخل سورية البتة، وبعد أسر الجيش الحر لعدد كبير من أولئك القتلة، اعترف الشيعة "غير الطائفيين" أنهم جاءوا إلى سورية للدفاع عن المراقد الشيعية، والسيدة زينب رضي الله عنها، وكأن المسلمين عبر التاريخ كانوا ينبشون بقبرها.
بعد ذلك لم يتمالك هؤلاء أنفسهم فأعلنوها صراحة أنهم يقاتلون بأمر الحسين رضي الله عنه، فقد قال جلال الصغير في شهر أيار مايو عام 2013 إن على الشيعة أن يقاتلوا السنة في سورية لأن الحسين غادر كربلاء إلى إلى دمشق وهو اليوم هناك يستصرخ الشيعة.
وبعد كل هذا، يُتهم المسلمون في سورية بالطائفية، ويمنع عنهم السلاح خوفاً على العلويين في الساحل بينما يسمح للشيعة بقتل المسلمين بأي طريقة كانت في مدن سورية كلها. لدرجة أن صفحات المقاتلين الشيعة في سورية على الفيسبوك تبشر صراحة بتدمير مسجد بني أمية وإعادة دمشق إلى الحضن الإيراني وتشييع سورية كلها أو إعمال السيف فيها.
لهذا، ومنذ أعوام طويلة وحتى قبل اندلاع الثورة السورية المباركة حذرنا، ولا نزال، من خطر إيران على الأمة الإسلامية، وأوضحنا في أكثر من مناسبة أن خطر فارس لا يقل عن خطر الكيان الصهيوني ولا نشك أن كليهما في حلف واحد للقضاء على الأمتين الإسلامية والعربية. ولذلك يدهشنا سكوت كثير من الدول العربية الإسلامية على إيران، بل ومجاملتها وبناء العلاقات الاقتصادية والسياسية معها.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية