أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

السويداء مشغولة بصراعات جانبية والنظام ينجح في تحييدها عن ساحة الثورة

شباب وشابات السويداء واكبوا الثورة من البداية

اجترح شباب السويداء من مثقفين وطلبة وعاملين المستحيل لينخرطوا في ثورة الكرامة منذ انطلاقتها متحدين بطش النظام، وكل مساعيه السياسية منها والأمنية لإقصاء هذه المحافظة عن الحراك الثوري عساها أن تكون ورقة رابحة في يده، فلم يخل أسبوع من تحرك مدني أو ميداني شهدت لهم به شوارع المدينة وصفحاتها الإعلامية.

ومع مطلع 2014 انكفأ حراك الناشطين الميداني بما فيه الاعلامي إلى أن تلاشى تقريبا، ورغم تواتر الأحداث المخلة بأمن السويداء، والمهددة لاستقرارها، الأمر الذي زاد من احتقان الأهالي، ورأى فيه مراقبون المناخ المناسب لاشتعال محافظة السويداء، وانخراطها الفعلي في الثورة السورية، ولكن ماحدث كان عكس ذلك إذ سادت المدينة حالة من الترقب والقلق، فكان لابد من استجلاء أسبابها والوقوف عليها.

المناطقية تطغى
في سؤال توجهت به "زمان الوصل" للناشط فؤاد الأشقر حول أسباب تراجع الحراك الثوري في السويداء وعلى مختلف أصعدته المدني والميداني وحتى الإعلامي، وما إذا كانت هذه الأسباب متعلقة بوضع أمني أوظرف سياسي عام انعكس على الناشطين، قال "الأشقر": ما حصل في محافظة السويداء وتحديدا بعد ضربة الكيماوي على ريف دمشق، جُيّرت تداعياته بشكل ممنهج ومتقن لسحب آخر ورقة من أيدي معارضي السويداء في أن يكون لهم دور حقيقي وفاعل في الثورة السورية، فبعد تهديد أوباما بضرب سوريا، وخروج "بسام جعارة" بإحدى حلقات الاتجاه المعاكس ليحذر أهالي السويداء من كميات الأسلحة الكيماوية التي دخلت فرع الأمن العسكري في السويداء، والتي سيضرب النظام بها المدينة، تعزيزا للفكر الطائفي السائد، تولد عند أهالي السويداء حالة غريبة من الرعب والهيجان من ضربة "أوباما" العسكرية، والكيماوي الذي أشيع دخوله المحافظة، حتى إن حديث عامة الناس في تلك الفترة وشغلها الشاغل كان يتمحور حول كيفية حماية السويداء من الضربة الأمريكية، والأنكى أن هذا كان موقف أغلب معارضي المحافظة ومثقفيها، فعلى مدار شهر تقريبا لم يخلُ صالون معارض من اجتماع مسائي للتكاتف ولمّ الشمل، وهدفه الوحيد كيف نحمي السويداء من أعدائها.

ويتابع الأشقر: ومع مرور الأيام بدأت فكرة المناطقية تجد لنفسها مكانا واضحا بين صفوف الناشطين في المحافظة، والمفاجئ في الموضوع أنّ شباباً كانوا يحملون على الأكتاف في المظاهرات، وينادون بشعارات الثورة السورية، أصبحوا ناشطين فقط لحماية المحافظة ومنع أي "غريب" من الدخول اليها، والمقصود بالغريب ليس الأجنبي وإنما السوري خاصة إن كان "حوراني" أو "بدوي" أو غيره.. هذا الشكل من التفكير حيَّد وبشكل كامل ناشطي السويداء عما يجري على ساحة الثورة، والنظام أدرك هذه الحالة وعزز من مخاوف الناس بتخطيطه لعمليات خطف مدروسة نفذها عناصر الأمن من البدو تحديدا، كما عمل على زرع الخوف في قلوب الناشطين بتعمده قتل أبناء السويداء بالمعتقلات وتحت التعذيب وبشكل يومي تقريبا، وكل هذا أدى الى تعزيز الفكر المناطقي لدى معارضي السويداء، ونستثني هنا بعض الأصوات التي تعلو وبشكل فردي على مواقع التواصل محذرة أبناء الجبل من انجرارهم وراء الأكاذيب الإعلامية التي مازال النظام يصر على تصديرها بطرقه المختلفة.

وخلال حديثه لـ"زمان الوصل"، وصف الناشط فؤاد الأشقر المعارضة في السويداء بأنها مشرذمة وفردية، وأن هذا التشرذم دعمته التشكيلات التي ضمها الائتلاف، وكانت بعيدة كل البعد عن شارع الثورة في السويداء.

"المحايدون" يتكاثرون
من جهته، أكد عضو المجلس المحلي لمحافظة السويداء السيد سلمان فرهود أن من أهم أسباب حالة الركود السائدة في السويداء تعود إلى الحصار الأمني للناشطين بالمحافظة، والتضييق عليهم، واعتقال كل من يحاول خرق حالة الركود تلك، علماً أن المحافظة أصبحت منطقة محاصرة بكل معنى الكلمة، حيث ازداد عدد الحواجز داخلها وأغلقت معظم الطرق المؤدية إليها، ناهيك عن تغول آلة القتل والدمار في باقي المحافظات، وازدياد عدد الذين قتلوا تحت التعذيب من ناشطي المحافظة، كما لايمكن تجاهل عدم وجود رؤية مسقبلية واضحة للثورة، وخصوصا بعد التوجه الإسلامي الذي اتخذته الثورة في باقي المحافظات، إضافة إلى قناعة بعض الناشطين بأن الأشخاص الذين يمثلونهم بالخارج غير جديرين بهذا التمثيل، ما دفع هؤلاء الناشطين للانكفاء والتراجع.
ونوه "فرهود" بما قال إنه ازدياد توافد اللاجئين إلى السويداء وخشية أن يتعرضهم أحد بسوء، ما ساهم بشكل أو باّخر في تراجع الحراك، إذ أصبح من أكبر هموم الناشطين توفير الأمن والأمان لضيوف السويداء من المحافظات الأخرى.

أما عضو الائتلاف السوري ريما فليحان وممثلة المجلس المحلي للسويداء فعبرت عن رؤيتها بخصوص ضعف حراك محافظتها في الفترة الأخيرة، نافية أن يكون لسياسة ممثلي المحافظة في الائتلاف يد في ذلك.
وقالت "فليحان": "الحراك الثوري في أي مكان لا يرتبط بممثلين داخل الائتلاف أو غيره، لانه يرتبط بإرادة قوى ثورية وشعبية وقدرتها على التحرك على الأرض كالخروج بمظاهرات وسواها، الحراك الثوري بالسويداء ضعيف لعدة عوامل وقبل تشكيل الائتلاف لذلك لا يمكن ربط هذا الحراك بأشخاص موجودين داخل الائتلاف، بل يرتبط بانقسام المجتمع المحلي بالسويداء بين مؤيد للثورة ومعارض لها، وبين شريحة واسعة على الحياد، وقد اتسعت أكثر على حساب الشريحتين الباقيتين؛ بفعل تزايد وتيره العنف وظهور القوى المتطرفة، وحوادث الخطف للمدنيين من قبل جبهة النصرة.

وواصلت فليحان: كل هذا تسبب بحالة من التوتر والانقسام والخوف وعدم الثقة بالمستقبل، أما أهم العوامل المؤثرة بشدة على الحراك الثوري فكان تعاظم القبضة الأمنية، وتزايد حالات الاعتقال والموت تحت التعذيب، وخروج عدد كبير من الناشطين من البلاد، ومن هنا لا يمكن الحديث ضمن كل تلك العوامل عن أن السبب في ضعف الحراك هو التمثيل لدى الائتلاف.

لاعلاقة للمجلس المحلي بالحراك الثوري
ونوهت "فليحان" بأن ربط ضعف الحراك بالائتلاف تم "اختلاقه" من قبل بعض ناشطي الفيسبوك، ومنهم عدد من الأسماء غير المعروفة، وجزء منهم يملكون حسابات متعددة تتبع لنفس الشخصيات المعترضة على التمثيل، مؤكدة أن الاعتراض من حق الجميع، ولكن ليس بهذه الطريقة، إذ من غير الممكن اعتبار السجالات على فيسبوك معيارا لحقيقة الوضع، خاصة وأن معظم الأسماء المعترضة تقيم خارج البلاد، كما أن عددهم بالعشرات مقابل أعداد كبيره من الناشطين والسياسيين الموجودين على الأرض، والذين ترفعوا عن الخوض في هذه السجالات.

وتابعت فليحان: ومع هذا سأوضح أكثر عن موضوع التمثيل في الائتلاف، هناك ممثل للمجلس المحلي في الائتلاف وهو أنا، لكن المجلس المحلي ليس له علاقة بالحراك الثوري لأنه مؤسسة مدنية لديها هيئة عامة، ولها مكتب تنفيذي ورئيس، وقد تم تشكيل هذا المجلس بعد تشكيل الائتلاف ووفقا للاصول القانونية، وهو من ينتخب ممثله السياسي بالائتلاف وبالفعل انتخبت هذه المؤسسة مكتبها التنفيذي ورئيسه، كما انتخبت ممثلها السياسي داخل الائتلاف بمحاضر قانونية أصولية موجودة لدى الائتلاف في الدائرة المختصة، وهذه المؤسسة لا يمكن لها أن تنشر تلك الوثائق بسبب الحالة الأمنية في المحافظة، أما بخصوص ممثل الحراك الثوري -وهذا لم يكن موجودا منذ فتره طويلة لأنه حصل بعد توسعة الائتلاف-، فهو مرشح من تنسيقية أحرار القريا، وكان اسمه من ضمن 5 أسماء تم ترشيحها، واختارت لجنة التوسعة أحد هذه الأسماء ليصبح عضوا في الائتلاف، وبما أن الائتلاف طلب إرسال أسماء المرشحين خلال مدة زمنية محددة، فقد تواصلنا مع كل التنسيقيات وطلبنا إرسال مرشحيهم، وتم إرسال المرشحين الخمسة بناء على ذلك.

واستطردت "ريما فليحان": اعترضت إحدى الجهات على ذلك، وطلبتُ إعطاء السويداء وقتا أطول للتوافق على مرشح واحد، وهذا لم يحصل لأن الوقت المخصص للترشيح واحد لكل المحافظات ولا يمكن تأجيله من أجل أن يتم التوافق على مرشح وحيد لمحافظة واحدة، ورغم أن الوقت مدد فعليا 3 أيام إضافيه بفعل تأخر جميع المحافظات عن إرسال أسماء مرشحيها، إلا أنه لم يتم إرسال أي اسم متوافق عليه من الجميع في السويداء، لأن ذلك لا يمكن أن يحصل إلا بموجب انتخابات وصندوق اقتراع، و هذا ما لا يمكن الوصول إليه في واقع الحال بسبب الظرف الأمني، الأمر الذي أدى لانزعاج بعض الجهات التي لم ينجح مرشحها، فحدثت مشاكل انعكست على صفحات فيس بوك، لكن لا علاقة لهذه المشاكل بانخفاض مستوى الحراك الثوري على الأرض في السويداء، لأنه انخفض وبشكل ملحوظ قبل تشكيل الائتلاف بأشهر، وهذه الحالة لا تتعلق فقط بالسويداء، فالحراك المدني اختنق في كثير من المدن السورية الأخرى.

وأوضحت "فليحان" بأنها شخصياً من نشطاء الحراك السلمي، ولم تؤمن يوماً بالسلاح كحل، ولكن واقع الحال على الأرض فرض نفسه، مبينة أن موقفها من أي معركة دائرة على الساحة الثورية مرتبط بالهدف منها، فإن كان هدفها انتصار الثورة والمصلحة الوطنية فهي معها، أما إذا كان الهدف منها طائفي أو عشوائي فإنها ترفضها وترى أنها ستسبب خسائر كبيرة على المدى الطويل، حتى وإن حققت انتصارات مؤقتة، المهم بالأمر -كما تقول- أن يكون هناك تخطيط استراتيجي عميق، فأي معركة يتم فتحها تعني خسائر على مستوى الأرواح والبنية التحتية، لذلك يجب أن يكون الهدف واضحا ويصب في المصلحة الثورية والوطنية.

المعتقلون قضيتنا الأهم
في الوقت الذي يُعتبر فيه ناشطو "تجمع أحرار السويداء" من الشباب الخبراء في التنسيق، وتنظيم المظاهرات، يبدو تراجع نشاطهم لافتا ومثيرا للتساؤل، بما في ذلك نشاطهم على صفحتهم الإعلامية التي اتصفت بمصداقيتها ودقتها، والتي انكمشت في الفترة الأخيرة واقتصر دورها على النقل عن صفحات إعلامية أخرى، ما دفع "زمان الوصل" للاستفسار عن سبب هذا التراجع، فكان جواب "تجمع أحرار السويداء": "أكثر ما يثير استغرابنا هو الإصرار على التناول السلبي لحراك السويداء عبر وسائل الإعلام والصحافة، ونسجل امتعاضنا من ذلك، فالمحافظة تختلف ظروفها الموضوعية عن ظروف أي منطقة أخرى إذ أنها مازالت محتلة من النظام ولا جود للعمل العسكري داخلها، في الوقت الذي تحولت فيه سوريا كلها الى ساحة معركة واحدة، فقلة الاحتجاجات والتظاهرات فيها يتناسب مع تراجع كل الحراك الميداني السلمي عموماً وفي كل المحافظات".

ورأى "التجمع" أن تركيز صفحته الإعلامية على منشورات مركز توثيق الانتهاكات في السويداء "لا يعيب صفحتنا، فمسألة المعتقلين والشهداء تحت التعذيب هي القضية الأهم التي نعيشها اليوم في المحافظة، حيث بلغت في بعض المراحل شهيدا تحت التعذيب في كل أسبوع". 

وأقر "التجمع بأن من أهم أسباب تراجع أداء صفحته، هو الملاحقة الأمنية لناشطي "التجمع" واعتقال أكثر من ناشط في الأشهر الأربعة الأخيرة، مضيفا: "وقد ساهمت الخلافات الفيسبوكية والمهاترات بين نشطاء السويداء إلى كشف أسمائهم للعلن؛ ما دعاهم للانكفاء ريثما يخف الضغط عنهم".

وأشار "التجمع" إلى ما سماه الضائقة المادية التي مازال ناشطو "التجمع" يعانون منها حالهم في ذلك حال كل ناشطي السويداء، موضحا أنهم عاجزون حتى عن تسديد المستحقات المادية كفواتير الاتصالات مثلا، ما أدى إلى تأخرهم عن مواكبة تغطية العمل الثوري في ظل غياب الدعم المادي -غير المشروط-.

الحراك العسكري أيضا
يبدو أن انكفاء حراك مدينة السويداء لم يقتصر فقط على الجانب السلمي، وإنما ترافق مع تلاشي الحراك العسكري، متجسدا في غياب واضح للجناح العسكري المعارض في السويداء، حتى أن أفراد كتبية سلطان باشا الأطرش الذين غادروا إلى الأردن، لم يصدر عنهم بعد البيان الذي أوضحوا فيه سبب مغادرتهم أي تصريح جديد بخصوص عودتهم ودعمهم لسهل حوران، لاسيما بعد أن أشيع عن دعم ثوار درعا بالسلاح اللازم لمواكبة تقدمهم باتجاه دمشق، فأين ثوار السويداء الآن؟، سؤال توجهنا به لأكثر من طرف. 

سلمان فرهود عضو المجلس المحلي، قال في رده: "الثوار الذين غادروا درعا لن يستطيعوا في الوقت الحاضر العودة إليها، وذلك بسبب وجود جبهة النصرة التي أصبحت تشكل خطراً عليهم، خصوصا بعد أن سيطرت على معظم المناطق فيها، و من المعروف أن جبهة النصرة كانت قد اعتقلت شخصين منهم، ولم يعرف مصيرهم حتى الآن، وهكذا أصبح وجود كتيبة سلطان الأطرش في محافظة درعا يشكل خطرا على حياتهم، خصوصا مع الفارق الكبير بين السلاح الموجود لدى الكتيبة والسلاح الموجود مع جبهة النصرة، إضافة لعدم دعم الكتيبة بالسلاح من قبل هيئة الأركان أو أي جهة أخرى". 

أما الناشط فؤاد الأشقر فاعتبر أن المجلس العسكري في محافظة السويداء وبعد معركة ظهر الجبل التي قادها الشهيد الملازم أول خلدون زين الدين، هو مجلس غير فاعل ولم يشارك بأي عمل عسكري واضح، سوى ما قيل عن مشاركته الخجولة بمعارك خربة غزالة. وأضاف الأشقر: أكبر دليل على عدم فاعلية المجلس العسكري بالمعنى القيادي هو غياب الدعم بكافة أشكاله عن كتائب الدروز بوجه الخصوص؛ ما أدى إلى حل جميع الكتائب التابعة له، فأصبحت عناصر الكتائب مبعثرة ما بين الأردن وتركيا، حتى الكتيبة الوحيدة غير التابعة للمجلس العسكري في السويداء والعاملة في ريف دمشق /الغوطة الشرقية/ بقيادة ابن السويداء حسام ذيب، تم حلها لأسباب مجهولة حتى الآن.

رجال دين تحت عباءة النظام
وفي سياق بعيد بعض الشيء، لكنه متعلق بالسويداء، سألت "زمان الوصل" عضو الائتلاف "ريما فليحان" عن سبب عدم إصدار أي بيان باسم المعارضة يدين بعض رجال الدين وعلى رأسهم شيخ عقل الموحدين الدروز "حكمت الهجري" الذي تقدم بالعزاء لآل الأسد بمقتل هلال الأسد، اتهم خلاله ثوار الساحل بأنهم إرهابيون، اكتفت فليحان بالتعليق: من المعروف أن بعض رجال الدين لا يخرجون عن عباءة النظام، وبالتالي يصرحون بما يطلب إليهم التصريح به، وهذه الحالة تتعلق ببعضهم وليس الجميع، وهي سمة عامة لدى كل رجال الدين بعيدا عن طائفة بحد ذاتها.

وذهب ناشطو تجمع أحرار السويداء إلى نفس ما قالته "فليحان" تقريبا، معتبرين أن بيان التعزية الذي قدمه الهجري "كغيره من البيانات التي تصاغ في دوائر الأمن وتملى على المشايخ، وربما تكون صناعة إعلامية لا أكثر قامت بها صحافة النظام، والحديث عنه لا جدوى منه كوننا نعلم الظروف الأمنية التي تعيشها السويداء، وقدرة النظام على التخلص من كل من يرفض ما يملى عليه، كما حدث مع الشيخ أحمد الهجري حين قُتل بظروف غامضة".

سارة عبدالحي - السويداء - زمان الوصل - خاص
(121)    هل أعجبتك المقالة (117)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي