أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ويكتفي المثقفون برمي الحجر

الائتلاف مؤسسة سياسية فاشلة، مخترقة، جل من فيها هواة وبالتالي هي وأعضاؤها لا تمثلني.
المقاتلون على الأرض جنحوا عن سكة وأهداف الثورة التي نادينا بها، فهم لا يمثلونني.
العالم متآمر والعرب خونة والمتأسلمون سرقوا الحلم الذي انتظرناه عقوداً، وهم جميعاً لا يمثلونني.
سأتفرغ لكتابة الشعر، أو تأريخ المرحلة على طريقتي، وليذهبوا جميعهم وثورتهم التي لا تشبهني إلى الجحيم.

ترى يا أيها المثقف السوري، ألم يخطر لك أن تسأل: وأنت من تمثل؟!
بمعنى آخر، هل مازلت تحتفظ بصورة البطل الطليعي حامل شعلة المعرفة ومجهر الحقيقة الذي يمشي أمام "الجماهير" ليكشف لهم، على اعتباره قلب التنوير وكاشف الاختلالات البنيوية، الطريق القويم الموصل للخلاص.

أما زلت تحتفظ بصورة العضوي المنتمي الأقرب "للنبي" الذي يقترح، إن لم يجترع الخوارق، فيقود من المقدمة، يشير فعلا لا نظريات للفساد الثوري.. ولا يكتفي بأضعف الإيمان؟!.

بداية القول: تعيش الثورة السورية أسوأ مراحلها اليوم، فإن غضضنا الطرف عن تركها يتيمة، حتى ممن ادعى ريادتها وقيادتها من الدول، يكفي أن نعيش هول ما يجري في الداخل، فمن براميل حلب التي مزقت آخر حصون التثاقف والإنسانية، إلى التطهير العرقي المعلن، وإبادة آخر آمال بالتعايش.

ما يطرح وبإلحاح سؤال، أين المثقفون اليوم عن حلول قد لا يمكن لسواهم طرحها وقيادتها ومن ثم تنفيذها، وهم الذين نأوا مطلع الثورة بأعذار سقطت، أو هكذا يفترص، بفعل الدم لا التقادم.
أين المثقفون اليوم مما يجري بالائتلاف من نقاشات حول توسعة هيئته السياسية وقبول العودة إلى طاولة التفاوض، من عدمه؟!.

أين المثقفون اليوم من فضح الهيمنة الدولية بلبوس الإعانة والمؤسسات السياسية والإعلامية، وحرف جيل بأكمله لينغمس تحت وطأة الحاجة والضوء في كل ما يقتل سوريتنا.

وأين المثقفون من التجهيل المتعمد لجيل ابتعد عن المدارس وتاه في خيم اللجوء وأرصفة عواصم الأشقاء.

قصارى القول: لنعترف أن ماجرى في المنطقة العربية من ربيع بشكل عام، وفي سوريا على وجه التحديد، كان مفاجئاً للمثقفين، فرغم ما كان بادياً ومعاشاً من احتقان، لكنه ما كان ليشي ببراكين عارمة تقلب المفاهيم وتمتد ألسنة لظاها من تونس لتستقر قبل أن يحاول الجميع إماتتها في دمشق.

ولكن، ولأن "أهل الأرياف" قادوا الانتفاضة التي اعتبرها المثقفون حلماً ومشتهى، فهل يمكن القبول بالحياد خلال التعامل مع الحرية والدم، كما اعتاد المثقفون التعاطي مع قصيدة ولوحة وفيلم سينمائي، على اعتبار أن الحيادية إحدى شروط الموضوعية في التفكيك والتحليل. حتى وإن لم يتبنَّ السياسي موقف وتحليل المثقف ويحتضنه، فهل ذلك مبرر للنأي بالنفس وهجاء الحالة شعرا وأحياناً ردحا.

صحيح أن الثورة بمؤسساتها ليست حكراً وملكاً لهاتيك الوجوه، التي فقدت كما علب السردين صلاحيتها، وصحيح أيضاً أن الذهنية التي تدار بها الثورة، هي ذاتها ذهنية النظام من إقصاء ونفعية وسعي للأبدية، وقد يكون صحيح أيضاً أن البعض يتاجر بماضيه النضالي وسني سجنه ليرث المرحلة ويبيع ما يتبقى منها على رصيف "النضال الثوري".

لكن الصحيح، أو الأصح ربما، أن التاريخ لن يشفع لمن آثر التنظير والعيب على أفعال سواه وبقي بعيداً، يحتفظ بمعسول الطرح وحدة الانتقاد، بل وإن حاول الاقتراب من "الفعل الثوري" ذهب لتأسيس تنظيم أو تكتل، لا يختلف عن الموجود جوهراً ولا يقدم سوى مزيد من التشرذم والتأكيد، أن المعارضين مرضى مال ومدمني سلطة وأضواء.

نهاية القول: بدأت الثورة بإعادة تعريف وإنتاج المثقف والثقافة كما فعلت لسواهما، وفق منطق الفاعل والمؤثر، وليس على حسب الصدى المألوف عن المثقفين قبل آذار 2013، وبدأ أهلوها يسألون فيما لو ممدوح عدوان وسعد الله ونوس عاصرا الثورة، فكيف سيكون تعاطيهما، بعد الخيبات من هامات ادعت التحرر ومطلب الحرية وتاجرت بالعقول لعقود.

وبدأ المكلومون على الأرض يسألون عن اختلاف ما يسوقه المثقفون المحسوبون على الثورة من أعذار عن الذي يدعيه مثقفو الأنظمة، فكما لهؤلاء أعذارهم وشروطهم التي لن ينساها التاريخ ..أيضاً لهؤلاء شروط لن ينساها الشعب.

(191)    هل أعجبتك المقالة (198)

زياد عبد القادر

2014-04-07

أن الأرياف هي من ثارت وهي من تقود الآن .. هي مشكلة كبيرة للكثيرين من أدعياء المدنية أقرأ كل يوم هكذا انتقادات منذ اول الثورة وحتى اليوم !!.


mays

2014-04-07

يمكن التفرقه الطويلة والواضحه اللي كانت بين اهل الريف وأهل المدينة هي ما اوصلتنا لهنا.


sali

2014-04-07

أستاذ عدنان معارضة كان متحدثها لؤي الصافي وتستطيع ان تجلب رياض نعسان آغا ليكون متحدثها هي معارضه لا تشبه في المعارضه شئ .. متسلقون و…..


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي