أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الرفاق والمجاهدون .. إلى الجنة سكارسا

يوم استشهاد الرفيق هلال الأسد، دخلتُ على صديقي الحشاش أبو عبدو الإدلبي، فوجدته مسروراً مفرفشاً، وقد بادرني بالقول:
أنا اليوم مبسوط، ومفرفش، و«مجحِّش»!!.. 

لاحظ دهشتي فراح يشرح لي أن كلمة «مجحّش»، هنا، لا تعني أنه «متنّح» و«راكب راسه»، بل تعني أنه منسجم مع نفسه، وعنده- مثل رئيس القصر الجمهوري في الشام بشار الأسد- شفافية، وحكمة، وحنكة، ومقدرة استثنائية على استشراف المستقبل!
وقال وهو يشفط من سيجارته الثخينة:
أخي، بالعربي الفصيح، سواءً أكنا مؤيدين للنظام، أو معارضين له، أو بينَ بين، سنلتقي في يوم من الأيام، ليس على أرض سوريا العظيمة، الصامدة، ولا في بلاد المنافي والمَهَاجِر، وإنما في جنات الخلود!
وضحك بطريقة تشحيط الفرامات (ك خ خ خ خ) وقال:
ولن يكون، هناك، أيُّ داعٍ لوجود الدكتور المناضل علي حيدر، لكي يعرض علينا فكرة المصالحة، ثم يدفعنا، بالتي هي أحسن، لتبويس شوارب بعضنا البعض، فسكان الجنة، كما تعلم، أناس تجاوزوا كافة المراحل الدنيوية، وشَمَلَهم عفوُ الرب الكريم... أي بلا «علي حيدر» بلا بطيخ مبسمر!
قلت: أنت مستند في تحليلك على أيش؟
قال: مستند على العقل والمنطق، فجنة رب العالمين، جل جلاله، ليست حكراً على أحد، وأنا، باعتباري رجلاً مسناً، أتذكرُ ما حصل في 21 كانون الثاني يناير 1994، كما لو أنه يحدث أمامي الآن. يومها حلف عددٌ كبيرٌ من علماء الدين الإسلامي الكبار- وبضمنهم المفتي، ووزير الأوقاف، وحتى الرفيق الشيخ المناضل مروان شيخو- أيماناً معظمةً (وبعضهم حلف بالطلاق بالتلاتة) على أن الرفيق الرائد الركن المظلي باسل حافظ الأسد عبارة عن «شهيد»!... ولولا الحياءُ لأطلقوا عليه اسم: «الشهيد الركن»!...
ولأنهم يعرفون أن عقولنا قاصرة، واستيعابنا بطيء، فقد زادوا في الشرح حتى شَرَّبُونا إياها بالملعقة، قائلين، بما معناه، إن باسل الأسد وابن خاله حافظ مخلوف، حينما وقع ذلك الحادث المروري الأليم، لم يكونا ذاهبين إلى مطار دمشق الدولي بسرعة 280 كيلومتر في الساعة من أجل «السُّكْر» و«العربدة» و«التعريص»، و«التشبيح»،... أو «عقد صفقات مشبوهة تؤدي إلى الإمعان في إركاع الشعب السوري»، وإنما كانا ذاهبين لأمور سرية الهَدَفُ منها الدفاعُ ليس فقط عن سوريا قلب العروبة النابض، بل وعن الأمتين العربية والإسلامية!!!

ولأن الأرض بتتكلم عربي- كما تَفَضَّلَ الشيخ سيد مكاوي- ولأن الصورة بتتكلم وبتقول «الحئيئة»، فقد عرضوا علينا صورة للرفيق باسل الأسد بلحيته السوداء الجميلة، وهو يرتدي لباس الطواف، والكعبة المشرفة في عمق الكادر، معتمراً لوجه الله تعالى! فكان ذلك إيذاناً منه لجيش عرمرم من البعثيين الأشاوس الذين، وبمجرد ما رأوا صورة هذا الشاب التائب لوجه الله، توقفوا، مؤقتاً، عن النضال ضد الاستعمار والصهيونية والرجعية والطابور الخامس، وذهبوا، زرافاتٍ ووحداناً، لأداء فريضة الحج والعمرة، بعدما كانوا قد أقلعوا عن أدائها نكاية بالدكتور رفعت الأسد الذي كانت له صورة وهو معتمر، فماذا يفيد رفعت إذا كان يتظاهر بالتقوى، ويعادي القائد التاريخي حافظ الأسد باني سوريا الحديثة؟!
إن السادة العَلمانيين المُلحدين لا يروق لهم مثلُ هذا الحديث، وحينما عرض العلامة الكبير الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رؤياه القائلة بأنه رأى حافظَ الأسد متكئاً على الأريكة تحت سدرة المنتهى، سرعان ما حطوا في الرز بصلاً وتساءلوا كيف يدخل الجنة مجرمٌ في رقبته مئتا ألف قتيل ليس من الأعداء الصهاينة وإنما من شعبه؟

وقتها أفحمهم فضيلة الشيخ بقوله: صحيح أن حافظ الأسد مجرم، ولكن الله تعالى غفور رحيم!
توقف أبو عبدو عن الكلام فجأة.. أخذ «شحطة مبحبحة» من سيجارته، وحاول كتمها في رئتيه أطول مدة زمنية ممكنة، وتابع يقول:
الحقيقة إن الجنة لن تكون- برأيي المتواضع- حكراً على شهداء آل الأسد، وبضمنهم الرفيق هلال، بل إن الشباب المجاهدين أصحاب اللحى هم أكثر الناس تأكُّدَاً من دخول الجنة.. وأنا أحلف لك، وحياة من جمعنا بلا ميعاد، ومَنْ كَتَبَ هذا الدخانَ للحرق، أن مَنْ قطع منهم طريقاً لتشليح الناس، ومَنْ تاجر منهم بالمازوت أو بالنحاس، ومَنْ جلدَ الناس في الساحات، ومَن قَطَع أيدي الناس، ومَن ذبح الناس على الشبهة ودون أن يترك لهم حق الدفاع عن أنفسهم.. هؤلاء، كلهم، أكدوا للقاصي والداني أنهم فعلوا ذلك في سبيل الله، وابتغاء لوجهه الكريم، وطمعاً برحمته وجَنَّتِه.

ههنا اقترب مني، وقد ارتسم شيء من الأسى على وجهه وقال:
عرفت بقى، ليش أنا مبسوط و«مجحش»؟!

(163)    هل أعجبتك المقالة (152)

مجد الأمويين

2014-03-30

ضحكتنا يا استاذ بهالمقال الحلو، وبنفس الوقت لعنا روح حافظ وحتى مروان شيخو اللي طلع يندب عليه مثل العا..........


عبد المجيد شريف

2014-03-31

الجمهورية العربية السورية-الجمهورية السورية -دولة الخلافة الإسلامية ولاية سوريا-الدولة الإسلامية في العراق والشام-دولة كردستان الغربية-دولة شهداء سوريا في الجنة-دولة مجرمي سوريا في جهنم-دولة المهجرين السوريين و....... صفرا يا صفرا براسها الريح نساس بنت الحمولي صيتها يرفع الراس.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي