التفت الساق بالساق و رهقتهم زلة .... الكدح و العرق و رائحة النتن غطت أنوفهم و سواعدهم و دنياهم إلا أحلامهم بما سيجنون ..!
أنهم جامعوا النفايات , أصحاب المهنة التي بدأت تدق أبواب الدول العربية سواءً بسوريا أو بغيرها , و هذه قصة مجموعة منهم : من خيط الفجر الأول يتجمعون ليذهبوا إلى مكب نفايات حمص في (دير بعلبة) ليبدؤوا عملهم اليومي الطوعي المعتاد , انتظار سيارات القمامة القادمة من المدينة لترمي نفاياتها في المكب العام , و التي بمجرد اقترابها يهجمون عليها و يتصارعون للحصول على (البلاستيك – النايلون – علب المشروبات الغازية _ أجهزة كهربائية محطمة ) و غير ذلك ....
و يبدأ كل واحد منهم بجمع ما التقط في مكان ما , و بعد غياب الشمس و انتهاء عملهم تبدأ عملية الفرز المنظم لما جمعوا ..
الملفت بالأمر تنظيمهم الاحترافي , فجامعو القمامة , يقسمون أنفسهم إلى مجموعات متخصصة , مجموعة مختصة بالنايلون لا تجمع غيره و مجموعة مختصة بالبلاستيك لا تجمع غيره و مجموعة مختصة بعلب المشروبات الغازية و هكذا , و ينطبق هذا على بقية النفايات و لكل مجموعة خيمتها الخاصة , و يمكن أن تتعرف على اختصاص سكان كل خيمة من النفايات المجموعة خارجها ...
جامعوا القمامة هؤلاء يسكنون خلف سور مكب النفايات تماماً , بخيم رثة , و تشكل كل مجموعة منهم كياناً مستقلاً له قائده و نوع النفايات التي يجمعها و طريقة بيعه لما يجمع ..
هذه ليست حكاية من كتاب ألف ليلة و ليلة أنها من واقع مكب نفايات مدينة حمص السورية و القابع في منطقة دير بعلبة ... قصة تتكرر في أكثر من دولة عربية , دون حتى الالتفات لها و محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه ...
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية