أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

اشتباكات عنيفة في بيروت ونصر الله يتهم الحكومة بإعلان حرب

وصف الحريري تصريح نصر الله بأنه إهدار لدم وليد جنبلاط

اندلعت اشتباكات عنيفة في العاصمة اللبنانية بيروت عقب انتهاء المؤتمر الصحفي للأمين العام لحزب الله،

وأكدت مراسلة بي بي سي سقوط قتيلين وعدة جرحى في اشتباكات عنيفة تدور في أحياء رأس النبعة و بشارة الخوري و كورنيش المزرعة في بيروت وتستخدم فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية .

وقالت المراسلة إن تلك القذائف أدت إلى اندلاع حرائق في عدد من الابنية وإن عناصر حزب الله وحركة امل تحاول التتقدم داخل بعض الاحياء التي تسيطر عليها عناصر مؤيدة للأكثرية.

وأضافت  أن الوضع على الأرض مستباح من مسلحي الطرفين وإن الاشتباكات تدور من مبنى لآخر في أحياء ضيقة وإن الجيش لايمكنه وقف الاشتباكات.

كما عقد في السراي الحكومي اجتماع وزراي لبحث الموقف والرد على مضمون ما جاء في المؤتمر الصحفي لأمين عام حزب الله.

مسلح يعتقد أنه من حركة  أمل 

وأصدر الجيش اللبناني بيانا حذر فيه من أن استمرار الوضع على حاله " يمس وحدة المؤسسة العسكرية".

ودعت قيادة الجيش جميع الأطراف للتوصل إلى حلول للأزمة الحالية، وقال البيان إن الجيش يضع نفسه في جميع جميع الأطراف للمساعدة في التوصل إلى حل.

 

اقتراحات

من جهته قال زعيم تيار المستقبل سعد الحريري إن الفلتان المسلح في بيروت " جريمة يجب أن تتوقف فورا " ، وأضاف موجها كلامه إلى نصر الله " أدعوك إلى كلمة سواء بيننا وفك الحصار عن بيروت وفتح طريق المطار وسحب المسلحين من الشوارع ووقفة تاريخية مسؤولة تنقذ لبنان من الجحيم"

وعرض الحريري اقتراحا من أربع نقاط " لنزع فتيل القتنة في لبنان" وتشمل الاقتراحات أولا : أن يكون ملف شبكة اتصالات حزب الله وكاميرات المطار في عهدة الجيش اللبناني.

ثانيا : سحب كل مظاهر السلاح والإقفال من الشارع وإعادة فتح الطرقات وتشغيل مطار رفيق الحريري فورا " لتفادي أن تسبقنا الفتنة".

ثالثا : انتخاب الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان فورا

رابعا : الانتقال إلى طاولة حوار وطني برئاسة العماد سليمان.

كما وصف الحريري تصريح نصر الله بأنه إهدار لدم وليد جنبلاط وخطاب بصيغة " أنا الدولة والدولة أنا".

وقال زعيم تيار المستقبل إن ما يجري في شوارع بيروت " ليس ضربا من ضروب الجنون فحسب بل هو الفتنة بعينها".

من جهته قال ميشال فرعون وزير الدولة اللبناني لشؤون مجلس النواب إن خطاب نصر الله لم يأت بجديد، وإنه "استكمال للانقلاب المبرمج من الخارج وتعطيل المؤسسات واللجوء إلى الشارع" وأضاف أن الشعب اللبناني يقف مع الحكومة لوضح حد فاصل بين " مصلحة المقاومة ومصلحة الدولة ".

وأوضح أن الحكومة في بيانها احترمت شرعية المقاومة وأن ما جرى في شوارع بيروت وجه جديد من أوجه الانقلاب.

وفي حديثه رفض وليد جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي الرد على هجوم نصر الله عليه.

وقال جبنلاط إنه خلال الحوار عام 2006 لم يقدم حزب الله ردا على طلب مناقشة استراتجية دفاعية على مدى طويل تتضمن "استيعاب المقاومة تحت سلطة الجيش والدولة".

وأكد جنبلاط أن الأكثرية مازالت متمسكة بالتحرك السياسي مشيرا إلى ضرورة طرح كل الأمور على طاولة الحوار وأَضاف " لم نعد نفهم أين حدود ما يسمى بالمقاومة والدولة".

مؤتمر نصر الله

وكان حسن نصر الله قال في مؤتمره الصحفي إن قرار الحكومة اعتبار شبكة اتصالات حزب الله غير قانونية " إعلان حرب يهدف لضرب المقاومة واغتيال كوادرها والإيقاع بين الجيش اللبناني والمقاومة".

وأضاف نصر الله في مؤتمر صحفي " من يعلن علينا حربا ولو كان أبا أو أخا من حقنا أن نواجهه و شبكة الاتصالات هي الجزء الأهم من سلاح المقاومة".

وأكد نصر الله أن شبكة اتصالات الحزب السلكية تشكل المكون الأساسي لمنظومة القيادة والسيطرة للحزب وإنها بمثابة سلاح الإشارة.

وقال نصر الله في بداية المؤتمر إنه بعد قرارات " فريق السلطة الأخيرة " بدأت مرحلة جديدة بالكامل في لبنان.

واعتبر أن قرار الحكومة "يهدف لخدمة أمريكا وإسرائيل و إشعال حرب أهلية".

ووصف نصر الله الحكومة الحالية بأنها " عصابة وليست دولة قانون و مؤسسات" وقال إن رئيس الحكومة الفعلي هو وليد جنبلاط وإن فؤاد السنيورة موظف عنده.

ومضى نصر الله في توجيه الانتقادات إلى جنبلاط وقال إنه " لص وكاذب وقاتل".

الاتصالات والمطار

حرق إطارات لإغلاق الطرق 

وبرر نصر الله الاعتماد على الشبكة السلكية بأنه يمكن التنصت بسهولة على الاتصالات اللاسلكية وفك شفرتها ويمكن أيضا التشويش عليها واستهدافها بسهولة.

وكشف أيضا أن ضباطا من الأجهزة الأمنية اللبنانية أجروا منذ شهور محادثات مع قيادات الحزب بشأن الشبكة وأن الحزب قدم لهم كل التطمينات المطلوبة.

وكشف الأمين العام لحزب الله أن مسؤولي الأمن عرضوا عليه تجاهل موضوع الشبكة مقابل إنهاء اعتصام المعارضة اللبنانية في وسط بيروت

وفيما يتعلق بمطار بيروت قال نصر الله إنه موضوع سخيف، وأكد أن العميد وفيق شقير ضابط وطني متلزم بالقانون أن وجوده كان "عقبة أمام تحويل مطار بيروت إلى قاعدة لـ إف بي أي وسي أيه إيه والموساد" في إشارة إلى أجهزة الاستخبارات والأمن الأمريكية والإسرائيلية.

وأكد الأمين العام لحزب الله أن المخرج الوحيد لهذه الأزمة هو" إلغاء القرارات الغير شرعية لحكومة جنبلاط الغير شرعية"، والاستجابة لدعوة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إلى الحوار.

مدرعة للجيش اللبناني 

مجلس الأمن

وقد توالت ردود الفعل الدولية فقد اعربت واشنطن عن قلقها تجاه مايحدث في لبنان دعا البيت الأبيض حزب الله إلى وقف " أنشطته المثيرة للاضطراب في لبنان". وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوردون جوندرو إن على حزب الله "أن يختار مابين ان يكون حزبا سياسيا أو أن يكون جماعة إرهابية" .

وتشير الأنباء إلى وجود تحركات داخل مجلس الأمن الدولي لاتخاذ خطوات إضافية من بينها فرض عقوبات إذا لم تتحرك كل من سورية وحزب الله لحل الأزمة القائمة حاليا.

وقال السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة زلماي خليل زاد إنه " يتعين على حزب الله التحرك في إطار القانون و يتوقف عن تحدي الحكومة اللبنانية الشرعية ويدعم مسألة انتخاب الرئيس".

من جهة أخرى اعتبر مبعوث الأمم المتحدة تيري رود لارسن أن إقامة حزب الله بنية تحتية عسكرية خاصة يمثل " تقويضا لاحتكار الدولة في استخدام القوة و تهديدا للسلام والأمن في المنطقة".

جاء ذلك سياق تقرير لارسن الذي عرضه أمام اجتماع مجلس الأمن ، وجدد لارسن الدعوة إلى سرعة انتخابق رئيس للبنان بدون أي شروط سوى ما ينص عليه الدستور اللبناني، وقال إن انتخاب الرئيس بدون شروط هذا سيكون خطوة عظيمة تجاه الحفاظ على استقلال لبنان السياسي ووحدة أراضيه.

وأكد دعم الأمم المتحدة لجهود الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لحل الأزمة ودها كل الأطراف للتعاون مع موسى.

وقال لارسن إن لبنان يجب أن يشهد إطارا سياسيا لتطبيق اتفاق الطائف ، وأضاف أن البلاد يجب ألا تتحول لأرض معركة بين أطراف تحاول زعزعة استقرار المنطقة .

وأكد المبعوث الأممي أن المنظمة " تقف بقوة إلى جانب الحكومة الشرعية والشعب اللبناني في تحقيق هدف استعادة استقلالهم السياسي".

كما وصف الأمين العام للجامعة العربية موسى لبي بي سي مايجري في لبنان بأنه تصعيد مفاجئ وخطير ، وكان موسى قد اختصر زيارته لواشنطن بسبب هذه التطورات .

وقال موسى إن الحديث يدور حاليا عن وقف أعمال عنف بدلا من إنهاء الأزمة السياسية القائمة بسبب عدم انتخاب رئيس حتى الآن.

وأوضح رغم ذلك أن المبادرة العربية ستظل قائمة بهدف إعادة الوضع إلى الاستقرار الدستوري وتسهيل انتخاب الرئيس ولكن يجب التعامل أولا مع هذا الوضع الطارئ .

ودعا موسى جميع الأطراف في لبنان إلى وقف فوري للتصعيد والعودة إلى التهدئة والحوار، لكنه رفض التعليق على مطالب نصر الله مؤكدا أن الجامعة لاتعلق على أي اطروحات من أي طرف بل تسعى لتسوية الأزمة.

وأَضاف موسى أن مصير لبنان لايصح أن يكون معلقا بشروط من هذا أو ذاك، وأكد إجراء مشاورات مع قيادات لبنانية ووزراء الخارجية العرب لبحث الخطوات التي يمكن بها احتواء الموقف في لبنان.

زمان الوصل - وكالات
(124)    هل أعجبتك المقالة (112)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي