يزداد احتقان الطائفة العلوية ضد آل الأسد، فبعد صفقة تبادل الراهبات بنساء وأطفال كانوا معتقلين عند النظام، وتجاهل النظام لنداءات أطلقها علويون محتجزون عند إحدى فصائل المعارضة في ريف اللاذقية للموافقة على عقد صفقة تبادل أسرى تشملهم، بالإضافة إلى تنامي شعور العلويين باستغلال آل الأسد لهم، بعد مقتل عشرات الآلاف من أبنائهم في حرب أصبح كثيرون منهم يعتبرونها ليست "دفاعاً عن الوطن، أو الطائفة"، وإنما "كرمى لعيون الأسد"، وأن أبناء آل الأسد إما مؤَمّن عليهم في الخارج، وينعمون بعيش رغيد، أو أنهم موجودون في المراكز القيادية، ويصدرون الأوامر فقط، ولا يشاركون بأية معركة، بينما يقتل العشرات من أبناء الطائفة يومياً في سبيل أن يبقى الأسد في السلطة، وهو ما أشار له المعارض العلوي وحيد صقر، والإعلامي فيصل القاسم في إحدى الحلقات الأخيرة من برنامج الاتجاه المعاكس الذي أثبتت الوقائع أنه يستفز رأس النظام إلى حد كبير.
في ظل هذا الاحتقان المتصاعد، يأتي مقتل هلال الأسد قائد ما يسمى بجيش الدفاع الوطني (الشبيحة) الذي تعددت الروايات عن كيفية مقتله، فقد تبنت بعض فصائل المعارضة مقتله بعد استهداف مقر اجتماع كان يحضره في اللاذقية بصواريخ غراد.
رواية أخرى تقول أنه قتل برصاص استهدفه أمام مكتبه، أو أنه قُتل في أرض المعركة مع "الإرهابيين"، وهي الرواية التي يحبها النظام، وروّج لها إعلامه، واستغل فتح معركة الساحل للتخفيف من احتقان الطائفة، وتجييشها معه في حربه ضد الثورة، وليقول لهم انظروا كيف يشارك آل الأسد في الصفوف الأولى للقتال، وكيف يُقتلون من أجل حمايتكم من بطش الإرهابيين الطائفيين.
مهما يكن السبب، فإن وسائل إعلام الثورة يجب ألا تنجر وراء مقولة أنه قُتل على أرض المعركة، فالانتصارات على جبهة الساحل لن يضيف لها كثيراً مقتل هذا الشبيح أو ذاك، بالمقابل، هذه فرصة جديدة للطائفة لكي تعيد حساباتها، وتدرك أن هذا النظام مستعد لأن يصفي أقرب المقربين إليه، أو حتى أن يقصف القرداحة نفسها بالصواريخ، وبالكيماوي، ويلصق هذه التهمة بالمعارضة، كل ذلك، فقط لكي يبقى في السلطة.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية