وثيقة سرية جديدة تكشف سطحية وتناقض وليد المعلم، وتبادله "الأكاذيب" مع زيباري

في وثيقة سرية جديدة حصلت "زمان الوصل" على نسخة منها عبر "Damascusleaks" يظهر دور الدبلوماسية العراقية المؤازر لموقف نظام دمشق في الإجمال، وإن اختلفت بعض التفاصيل.

واللافت في الوثائق أن وزير خارجية العراق "هوشيار زيباري" ووزير خارجية النظام "وليد المعلم" تكلما خلال لقائهما بما يمكن اعتباره "الأكاذيب المتبادلة"، التي تنم عن تبسيط كبير يصل حد السذاجة في مقاربة الملف السوري، دون أن يتضح إن كان ذلك بالفعل هو منتهى فهم الوزيرين، أم إنها مجرد عبارات فضافضة تطلبها الاجتماع كونه كان موسعا وغير مغلق، حيث ضم وفد النظام اللواء محمد ناصيف معاون نائب رئيس الجمهورية، ومدير مكتبه، فضلا عن سفير النظام في بغداد.

أما الطرف العراقي فكان يضم وكيلي وزير الخارجية ومستشارها.

اللافت في الأمر أن وليد المعلم تحدث إلى "زيباري" وكأنه يتحدث أمام كاميرات التلفزيون، مؤكدا أن نظامه "مع الحل السياسي، لأن قناعتنا أن الحل العسكري يعني مزيدا من الدماء والدمار"!

أما "زيباري" نفسه فلا يعدو أن يردد كلاما صرح به لأكثر من وسيلة إعلام، ومفاده الإشادة برؤيته وتحليله للأمور، وانطباق الواقع على تحليلاته، وتهافت ساسة العالم للنهل من معين حكمته!

ولكن أشد ما يجذب الانتباه، أن الحديث كان عائما وفضافضا بل وسطحيا جدا لدى الطرفين فيما يخص الأزمة السورية، وانحدر إلى تعميم مقولات لايصح أن ينطق بها من لديه أدنى اطلاع على الوقائع، حيث قال وليد المعلم بالحرف إن "السعودية تدعم الجيش الحر التابع للإخوان المسلمين"!، وهو تعميم متناقض جدا فضلا عن ضحالته، إذ إن الجيش الحر ليس كتلة واحدة، وهو ليس تابعا للإخوان المسلمين، والسعودية -فيما يظهر للجميع- هي من آخر الدول التي يمكن أن تفكر بدعم الإخوان.

وإلى هذا التعميم السطحي، يضيف المعلم تعميما آخر لايقل فداحة، حين يقول إن قطر تدعم جبهة النصرة.

يبقى أن وليد المعلم كشف في لقائه مع زيباري، مدى استماتة نظامه وتلهفه للانتفتاح على "الجميع".. جميع الدول العربية، بعكس ما يحاول إعلامه الترويج له بأنه بات بغنى عن هذه الدول كونها تآمرت عليه، وبأنهم هم من يطلبون وده، حيث يقول المعلم: "نحن منفتحون على الجميع ولم نقاطع أحدا، وإذا كانوا جاهزين لاستقبالنا فسنتوجه إليهم في اليوم التالي.