أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

محمود الجوابرة.. أول شهداء الثورة السورية روى بدمائه أرض حوران فأزهرت وردة

في الثامن عشر من آذار عام 2011 خرج السوريون للمطالبة بالكرامة والحرية بعد أربعة عقود من الاستبداد والقهر والاستئثار بالسلطة التي مارسها النظام الأسدي على الشعب السوري، ولم يحتمل هذا النظام خروج تظاهرة مناهضة لحكمه فأطلق الرصاص الحي مباشرة على المتظاهرين ليسقط أول شهيد في الثورة في أول أيام المظاهرات وهو الشهيد "محمود قطيش الجوابرة" ابن درعا الذي روى بدمه أرضها فأنبتت شقائق نعمان لا زالت تتفتح على امتداد سوريا حتى الآن.

ومع الشهيد محمود استشهد ثلاثة من أقربائه ودفن الشهداء الأربعة فيما يسمى الآن مقبرة الشهداء، وبعد مراسم دفنهم ورغم تهديد أحد أقارب عائلة الجوابرة من قبل حزب البعث لإبقاء مراسم الجنازة تحت السيطرة ونصحوهم بالهدوء لكن أقارب الشهداء رفضوا هذا الأمر وخرج معهم آلاف الدرعاويين الأحرار من المسجد العمري ليهتفوا "يلي بيقتل شعبو خاين"، كما هتفوا "يا ماهر يا جبان خوذ جنودك عالجولان" و"الموت ولا المذلة"، التي تحولت فيما بعد إلى أقانيم للثورة السورية وأناشيد مضرجة بالدماء.

عن جوانب من حياته ونشأته واستشهاده فيما بعد تحدث أبو الفوز الجوابرة لـ"زمان الوصل" -وهو قريب الشهيد- قائلاً: 
محمود قطيش الجوابرة الذي يُعد أول شهيد في الثورة السورية من مواليد عام 1987 توفي والده وهو صغير، درس المرحلة الابتدائية، ولكنه ترك الدراسة ليتفرغ لإعانة أهله بسبب تردي حالتهم المعيشية، فعمل في البيع لمدة طويلة ثم قطع جزءاً من بيته وفتح بقالية صغيرة.
ويضيف قريب الشهيد: كانت هوايته المفضلة كرة القدم حيث لعب في كل مباريات الشباب في حوران وانتسب لنادي الشعلة حتى وفاته في 1832011 وبعد خروجه بدقائق من المسجد العمري في أول تظاهرة علنية ضد النظام أصيب بطلق ناري في الرقبة من قبل عصابات الأسد، فاستشهد وسقت دماؤه أرض حوران الطاهرة في القطرة الأولى تمحق الظلم وفي الثانية تنبت وردة.

وحول معرفته الشخصية بالشهيد وانطباعاته عنه يقول أبو الفوز: 
كيف لا أعرفه وهو من عائلتي أولاً، وثانياً كنت أدرس معه في مدرسة حارة الجوابرة الغربية بالقرب من الجامع العمري وكنا نلعب كرة القدم سوياً، كان الشهيد محمود رحمه الله إنساناً طيباً وشهماً صاحب نخوة.
وكان متحمساً للخروج في المظاهرة التي استشهد فيها، وكان من أوائل الشباب الذين خرجوا فيها مع أقربائه الذين استشهد بعضهم معه، وكان موقفه من إسقاط النظام واضحاً منذ بداية الثورة، وهتف من أعماق قلبه للحرية والكرامة ورفع الظلم، وهو أول شهيد في الثورة السورية ولا أقول ذلك كونه ابن عائلتي ولكن لأنه شاب شجاع مندفع قدّم روحه فداء للثورة، علماً أن عائلة الجوابرة التي ينتمي إليها الشهيد قدمت حوالي 15 شهيداً و40 معتقلاً و20 مفقوداً لا نعرف مصيرهم إلى الآن. 


وعن كيفية استشهاده يقول أبو الفوز الجوابرة:
عندما خرجت المظاهرة من المسجد العمري وسارت باتجاه نزلة المحطة الشرقية بجانب حي الكرك وعند وصولها إلى هناك بدأ إطلاق النار على الجميع، فأصيب محمود في رقبته وسقط شهيداً على الفور، وعندما حمل الشبان جثته أطلقت قوات الأمن عليهم النار ثانية فأصيب الشهيد "حسام عياش" برصاصة في بطنه وتم نقله إلى المشفى فاستشهد هناك ليكون ثاني شهيد في الثورة السورية.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(420)    هل أعجبتك المقالة (355)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي