توفي رسام الكاركاتير العراقي أحمد الربيعي، الأربعاء، في مستشفى بأربيل، عاصمة اقليم كردستان العراق، اثر اصابته بالتهاب رئوي حاد، بحسب مصادر في وزارة الصحة العراقية.
ويعتقد مراقبون ان موت الربيعي، الذي ينشر رسومه في صحيفة الصباح الجديد، له علاقة بالضجة الكبيرة التي اثيرت حوله قبل نحو شهر، بعد ان رسم "بورتريه" للمرشد الايراني الأعلى علي خامنئي، وتلقى بسببه سيلا من التهديدات بالقتل، فقرر الهروب الى اربيل، حيث مات هناك في ظروف غامضة.
وعدت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة، الخميس، أن الربيعي مات مقتولاً، والمتسبب بموته هو من طارده وحرض على قتله.
ونعت الجمعية الربيعي، محملة الحكومة العراقية "مسؤولية موته بسبب عدم توفير الحماية له ولعائلته مما أضطره إلى الهرب إلى اربيل، بعد تلقيه تهديدات بالقتل من الميليشيات".
وقالت الجمعية إنها تعد "أن الزميل أحمد الربيعي مات مقتولاً، والمتسبب بموته هو من طارده وحرض على قتله وأجبره على الهروب من بغداد، لذلك فأنها تدين تغاضي الحكومة عن ممارسات الميليشيات وعن تحريض نواب علنا على قتل الربيعي".
وطالبت الجمعية رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "بمحاسبة كل من حرض على قتل الربيعي ومن هدده من اعضاء في مجلس النواب وميليشيات، لاسيما وان بعض النواب هم اعضاء في كتلته البرلمانية".
وذكرت أن الربيعي "طورد وأجبر على الهرب من بغداد، بحثا عن مكان آمن يحميه من التهديدات بالتصفية الجسدية، بسبب نشره بورتريه لشخصية المرشد الايراني علي خامنئي الشهر الماضي في جريدة الصباح الجديد".
والربيعي من مواليد بغداد 1968، فنان كاريكاتير وعضو رابطة رسامي الكاريكاتير العراقية، وكان يعمل في جريدة الصباح الجديد العراقية اليومية.
ويعد الربيعي من رسامي الكاريكاتير المحترفين في العراق. احترف فن الكاريكاتير في وقت مبكر فكان له اول معرض شخصي في بغداد عام 1993، لكنه مُنع من نشر رسوماته في الصحافة العراقية من عام 1993 حتى عام 2003.
وللربيع العديد من المشاركات والمعارض داخل وخارج العراق، منها معرضه الشخصي في القاهرة عام 2005، ومعارض مشتركة في دول عدة مثل تركيا وفرنسا والمكسيك و بلغاريا.
وأصدر الربيعي كتابين عن اعماله الفنية، الأول نشر في مصر وضمّ 150 رسماً كاريكاتيرياً، والإصدار الثاني يضم أعماله التي أنجزها بين عامي 2003 و2011.
وفي عام 2011 رسم الربيعي كاريكاتيرا صور فيه اجتماع الكتل السياسية العراقية، وبدلا من تصوير القادة السياسيين وهم يجلسون على طاولة المباحثات، وضع الربيعي كتلا اسمنتية شبيهة بتلك التي تحيط اغلب الحارات والشوارع في بغداد، والتي وضعت قبل سنوات للتقليل من ضحايا العنف وللفصل بين الحارات التي كانت تشهد صراعا طائفيا انذاك.
ووقتها قال الربيعي بعد صمت "كلها كتل.. والفرق ليس بكبير".
وتعتبر الاحزاب الدينية والطائفية المدعوة من ايران ان مس المراجع الفارسية بأي طريقة كانت، كفرا، وسبق وان قام عناصر من الاحزاب الحاكمة اليوم بقتل الشاعر الشعبي هادي العكاشي في الثمانينات من القرن الماضي بعد أن ألف قصيدة ساخرة من الخميني.
وكان الربيعي قد عاد في 2009 إلى العراق بعد اربع سنوات قضاها في المهجر عقب تلقيه رسائل تهديد.
وبعيدا عن الشخصيات السياسية فان غالبية الرسامين يتجنبون المساس بالشخصيات الدينية ايضا، رغم ان العديد من هذه الشخصيات بدأت تخط لنفسها ادوارا سياسية بارزة في فترة ما بعد عام 2003 .
ويعتبر انتقاد المؤسسات الدينية او شخوصها في العراق من غير الجائز.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية