أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"يرموك" فيلم صادم يشوّه صورة فلسطيني الشتات !

أثار فيلم جديد للمخرج والممثل الفلسطيني "محمد بكري" بعنوان "يرموك" استهجان واستياء الكثيرمن المثقفين الفلسطينيين والعرب ومرتادي شبكات التواصل الاجتماعي، ورأى فيه البعض "مادة للمتاجرة بآلام الناس وجباية الأموال وتشويه لصورة شعب الشتات عموماً واليرموك بصورة خاصة".

يحكي الفيلم عن أب فلسطيني من مخيم اليرموك بدمشق "يبيع كبرى بناته لنخاسة الرقيق الأبيض" -ويقصد أثرياء الخليج- ليشتري بالثمن أكياساً من الفواكه" -هكذا بكل بساطة-، وفي نهاية الفيلم يتناول طفلا في العائلة قرني موز ويرسم بهما إشارة جنسية ذات مغزى. 

هذه القصة الصادمة، التي لم يشفع لها إضفاء نوع من الشفافية والرومانسية من الإخراج والتمثيل عليها، قوبلت بهجوم عنيف من قبل مرتادي "فيسبوك" والكتّاب والمثقفين الذين رأوا فيها قصة مختلَقة لا أساس لها، وأنه لا وجود لظاهرة تزويج الفتيات الفلسطينيات من خليجيين في مخيم اليرموك.

ورأت "ريم الخضراء" أن بكري لم يعلم ولم يفقه معنى كلمة فلسطيني لم يفقه أن ابن المخيم هو من يمثل معنى كلمة الشرف والكرامة.

وتضيف "لكأني أرى أن معنى الإنسانية والأخلاق باتت مفقودة لدى الكثيرين من تلك الفئات الذين ينشرون مايدعون أنه إبداع في أفلامهم".

وعقّب "يوسف فخر الدين" قائلاً: "محمد بكري لا يريد أن يفهم ما يجري في سوريا، لا يريد أن يفهم ما يحدث في اليرموك، يريد أن يقول لنا إن هناك خليجياً يشتري البنات الصغار من مخيم اليرموك، وهناك أناس تريد أكل الموز ولو كان الثمن بيع بناتها. لا يوجد قصف ميغ وهاون، لا قنص، لا اعتقالات لا قتل في المعتقلات، فقط إدمان على الموز. وفي الخلفية طلقات رصاص وإعلان عن "أحداث دامية في سوريا".

وعلق "محمد زغموط" قائلاً: "لما حصار اليرموك يصير سلعة للمستثقفين والمتصهينين العرب ومادة للمتاجرة بآلام الناس رح نشوف أكتر من هيك كمان... وطبعاً الله ينتقم ويذل يلي وصلنا لهون".

الاستبداد السلطوي والمرأة
الناقد نصري حجاج اعتبر في مقالة ناقدة أن محمد بكري اختصر في فيلمه مأساة وصمود مخيم اليرموك بحكاية من نسج خياله الاستشراقي الذي لا يعرف شيئا عما يجري لشعبه في سوريا، أو من وحي الصور النمطية التي ترضي الجمهور الإسرائيلي والغربي معا. وإن كان اختيار هذه الظاهرة التي لم تحصل قط في مخيم اليرموك؛ يدل على شيء لدى الفيلم وفريقه، فإنما تدل على رؤية متخلفة لما يحصل في الحروب. تمتد مما حصل في نكبة 1948 وإلى ما يشهده المجتمع العربي من حصر الرعب القائم في المجتمعات نتيجة الاستبداد السلطوي بالشرف المحصور بالمرأة واستخدام جسدها كسلطة ليبين لنا مدى الرعب القائم في الحروب.

ورأى الشاعر "إياد حياتلة" أن محمد بكري الممثّل الذي أساء كثيراً لفلسطين والفلسطينيين من خلال مشاركاته في أفلام عالميّة إستشراقية، يجهد في فيلمه هذا محاولاً إقناع المشاهد أنّ الوضع المأساوي في اليرموك لا يزيد عن كونه حالة إفتقادٍ للمال، متناسياً الحصار المفروض على المخيّم وشهداء التجويع بسبب ذلك، إضافة إلى القصف والقنص اليومي من قبل النظام الأسدائيلي الذي يساهم بكري في تبييض وجهه الممانع من خلال هذا الفيلم. 

ابتذال وتسطيح !
وأصدر عدد من الناشطين الفلسطينيين بياناً يندد بفيلم "يرموك" جاء فيه:
"نحن أبناء الشعب الفلسطيني من أهالي مخيّم اليرموك ومخيّمات سوريا والشتات، ندين وبشدّة الفيلم القصير الذي حمل إسم (يرموك) من إخراج المخرج الفلسطيني محمد بكري عن قصة لابنه صالح بكري، من فلسطين المحتلّة عام 1948.

واعتبر البيان أنّ "الرسالة التي يحاول الفيلم توصيلها وتعميمها تشّوه حقيقة ما يجري في المخيّم، وتختصر الكارثة التي يعيشها شعبنا هناك من حصار وتقتيل واعتقالات وتجويع، والتي أودت بحياة أكثر من 150 فلسطينياً بريئاً، إلى مجرّد حكاية عن أب فلسطيني من المخيّم يبيع ابنته مقابل المال، وذلك من خلال فيلم يقدّم المجتمع الفلسطيني في سوريا بطريقة تتّصف بالنذالة، وهذا ما نعتبره تشويهاً لثقافة شعبنا الذي صمد طوال ثلاث سنوات أمام قصف جيش النظام السوري وعمليات القتل والاعتقال والحصار والتجويع".
وأضاف بيان التنديد بالفيلم "إنّ مثل هذه الأفلام التسطيحيّة والابتذال في الرؤية التي تحملها، لا تخدم سوى قتلة شعبنا وتكرّس فكراً رجعياً متخلفاً. 

من هنا، وبالإضافة إلى إدانة هذا الفيلم والمسوّقين له والمدافعين عنه، وما ارتكبه محمّد بكري من إساءة بالغة ومتعمّدة لصورة شعبنا، وطالب موقعوا البيان المخرج والممثل محمد بكري بتقديم اعتذارٍ علنيٍّ واضحٍ لشعبنا وأهلنا في سوريا والشتات، وإذا لم يقم بتقديم الاعتذار المطلوب، فسوف نبحث إمكانية إقامة دعوى قدح وذم وتشويه سمعة ضدّه باسم أهالي مخيم اليرموك".

يذكر أن المخرج محمد بكري ممثل مسرحي وسينمائي ومخرج أفلام فلسطيني من مواليد بلدة البعنة عام 1953 التي يفتخر بأنها مولت فيلمه "يرموك"، مثلّ وأخرج العديد من الأفلام ومنها (وراء القضبان) (درب التبانات) (حيفا)، كما أخرج فيلماً وثائقياً بعنوان (جنين، جنين)، وحصل العديد من أفلامه على تمويل من مؤسسات إسرائيلية وهو لا يرى في حصوله على تمويل إسرائيلي لإنتاج أفلام فلسطينية تطبيعاً أو خيانة للقضية لأن هناك إسرائيليين يدعمون القضية الفلسطينية بحسب إحدى تصريحاته، وكذلك نفس الوضع بالنسبة لتمثيله في بعض الأفلام الإسرائيلية ولا يستبعد أن يكون "يرموك" قد حصل على مثل هذا التمويل لتشويه صورة فلسطيني الشتات وتقزيم معاناتهم بالحاجة إلى أكل الموز !

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(138)    هل أعجبتك المقالة (125)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي