أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تأصيل ذهنية الأبدية على كراسي المعارضة

العميد سليم إدريس يرفض قرار المجلس العسكري بتنحيته، بل و"ينشق" عن هيئة الأركان ويشكل هيئة جديدة، ويصف رئيس الائتلاف أحمد الجربا بالديكتاتور ووزير الدفاع أسعد مصطفى بالفاسد.

أحمد عاصي الجربا وبعد انتهاء فترة رئاسته الأولى للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، آثر، وقيل عن رشى واستمالات، ليبقى رئيساً للائتلاف.

تتم دعوة ساسة ومثقفين كبار، أو هكذا كنا نحسبهم، لمؤتمر أو تشكيل كتلة أو حتى حزب، فيسألون أول ما يسألون عن موقعهم ضمن التشكيل وعن ممولي الحدث، قبل سؤالهم حتى عن هدف التجمع.

وما قيل عن إدريس والجربا وبعض المثقفين يمكن سحبه على قائد أصغر لواء مقاتل على الأرض، فذاك القائد المنحدر -على الأغلب- من قطاع الأعمال العضلية أو أفرج عنه من السجن أثناء الثورة، مع بالغ احترامي لأي إنسان وأي عمل، لأن العمل من نظري شرف وإتقانه هوية، لكني أرمي إلى التخصص، ذاك القائد يُقصي ضباطاً برتب أمراء، بل ولا يقبل بهم ضمن صفوف لوائه الذي شكله وفق طرائق لا تتناسب البتة مع أخلاق الثوار الذين انتفضوا على الظلم وقاموا أصلاً على الإقصاء وعدم العدالة في منح الفرص، وذاك القائد مجهول الماضي والمشكوك بحاضره، يأتي بأخيه أو ابن عمه ليكون مساعدا أو معاوناً له في إدارة صياغة مستقبل البلاد.

سؤالان موجعان قد في البحث عن حلول لهما، لا في السعي للإجابة فحسب، بداية لتلمس معالم طريق صحيحة، يمكن أن تعيد قطار آمالنا إلى سكة الممكن، بعد حرفه إلى جملة من الاحتمالات، أحلاها كارثي.

أي نمط أو عرف يمكن أن يتركه سلوك من يدعي تمثيل الثورة، سياسياً وثقافياً وميديانياً عسكرياً، على مؤسساتها الحالية الآن وعلى سوريا المستقبل لاحقاً؟!

وهم-القادة العظام- من برروا ولازالوا، وجودهم في مواقعهم ومكتسباتهم، بأنهم ثاروا على الاستئثار بالمواقع وعدم التعاطي وفق الكفاءة والرجل المناسب.

اما السؤال الثاني، ترى ما سبب تكوّن هذه الذهنية، أيمكن مرده فقط -كما نتشدق دائماً- إلى النظام الأسدي الذي تربينا بكنفه لعقود وزرع في لاوعينا الديكتاتورية والحقد والقصاص؟!.
أعتقد أن لهذي الحالة، التي أعطت بعدا شخصانياً قد لا يختلف من حيث المبدأ مع بدايات "تأليه الأسد الأب"، سببين اثنين:
الأول ذاتي يتعلق بذهنية يبدو أنها متأصلة وعميقة، لدى الغالبية على الأقل، ذهنية تكرّس الفردية وترفض الجماعة والمؤسسية، ذهنية مرتكزة على بعد مؤامراتي تشكيكي وشللي إقصائي للكفاءات والمتخصصين.
أما العامل الآخر فأعتقد له علاقة بالداعمين والممولين للثورة السورية، والذي-من السذاجة ربما- النظر لما يفعلونه ومن يسوقونهم، على أنه محض مصادفة، فأن تكرّس أسماء وتسوّق قناعات وأفرقاء، من شأنها حرف انتفاضة السوريين وحلمهم، بل ويؤتى بكل من يضمن استدامة وتشعّب الأزمة ويدفع لهم أموالاً، وفي الآن نفسه، تمارس طرائق أبعد ما تكون عن الديمقراطية و الأخلاق الثورية، لإقصاء أو ربما تشويه، من لديه علاجات ولو لبلسمة جرح طفل صغير نال حصته، وإن على عجل، من براميل نسور الأسد البواسل.

نهاية القول: قد يرى البعض، أو يبرر آخرون، أن ما يجري هو ضمن المتوقع وربما الطبيعي لثورة شعب تكالب عليها الأشقاء قبل الغرباء، ولم يدخر الآخر في وأدها أي طريقة وسلاح، بيد أني أرى كل تلك الأسباب-على صحتها- عاملاً إضافياً لتتمسك المعارضة بالديمقراطية والعدالة في منح الفرص، وإلا أعاد التاريخ تفسه وصح في الثورة ما قاله غاندي" إذ أردنا طرد الإنجليز بالسلاح الذى استعبدونا به, فإن استعبادنا سيظل معنا حتى عندما يخرجون"...

(192)    هل أعجبتك المقالة (213)

زياد عبد القادر

2014-03-02

وهذا ما بقي راسخاً في ذواتنا من آخر 40 سنة حكم .. انا وانا ثم انا.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي