أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الرجل الغامض في صفقة كازينو دمشق

صورة تعبيرية

كان خبر تسريب افتتاح أول ناد للقمار في سوريا أواخر شهر كانون الأول من عام 2010 خبرا مقصورا على بعض الصحافيين وحفنة من المواقع الإلكترونية، جرى تداوله بالقطارة ضمن خطة مرسومة تهدف إلى الترويج للنادي مع محاولة عدم استفزاز مشاعر علماء الدين والمجتمع المحافظ عموما، ومحاولة دق "خازوق كبير" بطريقة هادئة وسلسلة، ومن دون صراخ على حد تعبير بعض ظرفاء دمشق.

وهذا ما يفسر عدم صدور ترخيص رسمي لنادي قمار وإنما لنادي ترفيه ومنشأة سياحية، فضلا عن إطلاق حفل افتتاح متواضع ومن "دون صخب أو احتفال رسمي معلن وذلك تلافياً لأي إضرار بمشاعر الآخرين الذين لا يشجعون مثل هذه النشاطات الاقتصادية " على حد تعبير تسريب متكرر عن النادي.

بالوقت نفسه الذي أنكر فيه رئيس الحكومة وقتها ناجي عطري ترخيص ناد للقمار أمام مجلس الشعب، وطالب نائب رئيس مجلس الشعب رضوان حبيب بأن يقوم النواب المحتجون بإعطائه عنوان النادي، جرى تظهير الخبر على أنه محاولة لتنشيط قطاع السياحة السوري ومنع ضياع الأموال التي يقامر بها بعض السوريين في كازينو لبنان، وهو المكان درج مقامرون سوريون على زيارته لقربه من بلدهم.

وفي نفس الوقت، جرى الترويج لفكرة أن ترخيص النادي -الكازينو بإدارة شركة "أوشن كلوب" هو استعادة من رجل الأعمال خالد حبوباتي (مالك نادي الشرق وصهر رجل الأعمال موفق الشلاح ) رخصة سابقة كان أبوه توفيق حبوباتي يملكها وافتتح بموجبها ثلاثة كازينوهات هي: كازينو بلودان، وكازينو فندق المطار، وكازينو الشرق، وأغلقتها الحكومة السورية عام 1977 بقرار من رئيس الوزراء آنذاك عبد الرحمن خليفاوي.

القرار الأخضر الناعم
والحقيقة أن خالد حبوباتي لم يكن المالك الوحيد، فالضوء الأخضر الناعم لفتح كازينو القمار كان قد أمر به رئيس النظام بشار الأسد مكلفا صديقا له بإطلاق هذا "المشروع التنموي"، والمفارقة أن الصديق ليس من رجال الأعمال وإنما من الفنانين التشكيلين الذين وجدوا حظوة كبيرة عند بشار وقبلها عند أخيه باسل، وهو ياسر حمود ابن محافظة طرطوس.

وكان ياسر حمود المولود عام 1963 قد جمع ثروة غير قليلة نتيجة تكليفه بأعمال كبرى منها مدفن باسل الأسد، والذي تحول لاحقا إلى مدفن لحافظ الأسد وأيضا ابنه مجد..كما كلف بتصميم وتنفيذ بانوراما المدخل الشمالي لمدينة دمشق، التي تصور حافظ الأسد ضمن جدارية كبيرة في محاولة لـ"أسطرة" وعبادة الشخصية.
وكلف "حمود" كذلك بتصميم وتنفيذ مداخل مدينتي اللاذقية وحلب، وزار بشار الأسد معرضين له أداهما قبل أن يصل للرئاسة عام 1996 في صالة "السيد" بدمشق، والآخر عام 2008 بصالة "آرت هاوس" بدمشق، المملوكة لابن الخال "رامي مخلوف". 

وكانت الخطة أن يلحق افتتاح هذا الكازينو إنشاء ثلاثة كازينوهات أخرى تتوزع بين منطقة يعفور الراقية في ريف دمشق، والثاني في مدينة تدمر السياحية وسط سوريا، على أن يكون الثالث في حلب. 

لم يعمر "كازينو دمشق"، فقد جرفته أحداث الثورة السورية، وكان من أولى ضحاياها وكان قرار إغلاقه ضمن حزمة وعود أعطاها بشار الأسد للشيخ محمد سعيد رمضان البوطي في نسيان 2011، لضمان تأييده ودعمه بمواجهة احتجاج تيار عريض من علماء سوريا وحتى مريدي البوطي على موقفه من الثورة السورية.
ومن هذه الوعود بالإضافة لإغلاق الكازينو إعادة المنقبات من المدرسات لوزراتي التربية والتعليم العالي وإطلاق قناة دينية تدعى قناة نور الشام وتأسيس معهد الشام العالي للدراسات الشرعية.

المفارقة أن السلطات السورية أغلقت الكازينو بذات الطريقة الكاذبة والخادعة التي افتتحته بها، وكان صاحب القرار بفتح الكازينو وإغلاقه هو نفسه، وعلل قرار الختم بالشمع الأحمر بـ"ممارسة أعمال تخل بالآداب العامة والمخالفة للأنظمة والقوانين، على أن تستمر عملية الإغلاق لحين تسوية أعمال الصالة بما ينسجم مع الأنظمة والقوانين".

زين الياسري - دمشق - زمان الوصل
(365)    هل أعجبتك المقالة (309)

حر على كيفي و مبسوط

2014-02-05

من الواجب وضع اشعار المكان يخل بالآداب العامة و للمقامرين فقط .ممنوع دخول الشيوخ رجال الدين.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي