أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الحديث الشامل للسيد الرئيس بشار الأسد مع صحيفة الوطن القطرية في

أجرى السيد الرئيس بشار الاسد حديثا صحفيا موسعا شمل محاور عديدة مع صحيفة الوطن القطرية خلال لقائه مع السيد احمد علي مدير عام ورئيس تحرير صحيفة الوطن . وقد ابتدأ السيد الرئيس اللقاء بالاجابة عن سؤال بشأن تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية حول عدم حصول اي صفقة مع سورية في قضية اغتيال الحريري .. وهل تعتبر سورية ذلك تهديدا ام نوعا من الضغط السياسي قائلا .. نحن من يرفض ان يكون هناك اي صفقة باي موضوع .. ليس من عاداتنا ان نقيم صفقات بالسياسة فالقضية ليست عملية بيع وشراء لبضائع .. القضية قضية حقوق ومبادئ ومصالح دول .. متابعا ان الذي حصل هو عكس ذلك .. عرض علينا الكثير مما يتضمنه هذا التصريح من قبل الامريكيين او من له علاقة بهم وكنا دائما نقول لهم قضية المحكمة الدولية قضية لها علاقة بلبنان هي اتفاقية بين الحكومة اللبنانية والامم المتحدة .. لقد كانت ردودنا دائما نحن لا نقيم صفقات وموضوع المحكمة لا يعني سورية ونحن بالاساس كسورية دعمنا بتصريحاتنا منذ البداية التحقيقات الدولية واصدقاء سورية في لبنان دعموا التحقيقات الدولية ودعموا المحكمة في الحوار الذي سبق الحرب على لبنان في العام 2006 لذلك هذا التصريح لا قيمة له ولاسيما في ظل الادارة فاقدة المصداقية اساسا . وتابع السيد الرئيس في رده على سؤال في نفس المنحى .. كل من طرح معنا من العرب ومن الاجانب موضوع المحكمة على اساس انه موضوع مقلق لنا .. قلنا له .. ان هذا الموضوع لا يعنينا .. ورفضنا حتى الخوض فيه من الاساس .. ولكن هناك اصرار بانه مقلق وهناك اصرار على ربط القضايا التي تحصل في منطقتنا وخاصة في لبنان بقلق سوري او لبعض اللبنانيين من موضوع المحكمة .. مشكلة المحكمة الوحيدة هي عندما تكون محكمة ليس هدفها البحث عن الحقيقة .. اذا كان هدفها معرفة من قتل الحريري فاين هي المشكلة .. والدليل على هذا الكلام ان سورية تعاونت مع لجنة براميرتز وفي كل التقارير التي قدمها براميرتز للامم المتحدة كان واضحا من خلالها بان سورية تعاونت بشكل مرض .. مرض يعني فعليا بشكل كامل .. لو كان هناك عدم تعاون لقال هذا الكلام في تقريره .. فنحن دعمنا التحقيق الدولي ودعمنا اي عمل او اداة او طريقة او حل يؤدي للوصول .. هناك من يتحدث عن تسييس المحكمة اذا كان هناك تسييس للمحكمة فهذا سيضر بلبنان قبل ان يضر بسورية ونحن يأتي قلقنا في سورية من اي خلل في لبنان وليس من المحكمة . وبشأن تسييس سير المحكمة الذي تفصح عنه بعض وسائل الاعلام السورية ومصدر هذا الشعور .. قال الرئيس الاسد .. ان هذا نتيجة تصريحات الادارة الامريكية .. عندما تتحدث الادارة الامريكية مسبقا او بعض المسؤولين فيها عن ان التحقيق سيعطي كذا او سيؤدي الى كذا او ان المحكمة سيكون عملها كذا فهذا يعنى انهم وضعوا انفسهم مكان المحكمة .. عندما تتحدث ادارة سياسية نيابة عن القضاة يعني ان الموضوع مسيس .. اما بالنسبة لنا اذا كانت كاي محكمة اخرى اي محكمة بالمعنى الاحترافي فبالعكس هذا شيء ايجابي وليس سلبيا . وحول تراجع احد شاهدي قضية الحريرى واختفاء الاخر في فرنسا في ظروف غامضة واذا ما كان هناك لعبة تدبر في الخفاء ضد دمشق .. قال السيد الرئيس .. انا لا أعرف كل هذه التفاصيل لكن احد هؤلاء كان موجودا في السجون الفرنسية فكيف يختفي في ظروف غامضة .. غامضة بالنسبة لنا .. اما بالنسبة لهم ليست غامضة .. فيجب ان يفكوا الغموض ويقولوا كيف اختفى عندها نستطيع ان نعرف ان كان هناك لعبة ام لا .. لا توجد لدينا معطيات .. لكن بكل تأكيد هو اختفى في ظروف معروفة وليست غامضة .. لانه كان في سجن دولة لم تحصل عملية هروب كبير . وتابع السيد الرئيس معلوماتنا تقول .. انه كان موجودا فترة في السجن وهذا ما نعرفه بشكل اقرب الى التأكيد لكن لا توجد لدينا تفاصيل .. بكل الاحوال كان موجودا في دولة لها سلطة هي فرنسا .. هل اختفى من فرنسا .. كيف خرج من المطار .. الى اين .. يجب على فرنسا ان تعلن ذلك . وعن مطالبة سورية بفك الغموض عن اختفاء هذا الشاهد .. قال السيد الرئيس .. ان ذلك لمصلحة التحقيق لان هذا الشاهد افترى على سورية بكلام غير صحيح وثبت لاحقا انه كان يكذب .. وهناك قناعة لدى جهات لها علاقة بالتحقيق او المحققين ربما بان كلامه غير صحيح .. فاذا يجب ان يكون معروفا اين هو لسلامة التحقيق لان التحقيق يجب ان يعرف لماذا افترى هذا الشخص . وحول الهدف من اتهام سورية في قضية اغتيال الحريري وغيرها من جرائم الاغتيالات في لبنان .. أوضح السيد الرئيس .. لا أستطيع ان احدد الاهداف نيابة عنهم .. ولكن سورية مستهدفة منذ عدة سنوات لمواقفها .. هل هناك اهداف اخرى موجودة .. لا نعرف من قام بعملية الاغتيال .. ما هو الهدف منها .. هذا الموضوع حتى الان اغلب الناس لا تعرف ما هو .. فلا تستطيع ان تقيم تماما لماذا دون ان تعرف كل هذه التفاصيل .. لكن ما نعرفه اننا مستهدفون وهذا جزء من الاستهداف بالعنوان العام .. اما بالتفاصيل فمن الصعب ان نقول الان ما هي التفاصيل .. اي الهدف بالتفاصيل . وعن تزامن الاغتيالات مع الخروج السوري من لبنان ومحاولة ربطه بالانتقام لذلك أشار السيد الرئيس الى ان اغتيال الحريري قد حصل قبل خروج سورية وأكمل قائلا .. نحن خرجنا وانا قلت هذا الكلام بشكل واضح في خطابي عندما أعلنت باننا سنخرج من لبنان .. عندما يصبح جزءا كبيرا من المجتمع ينظر اليك نظرة سلبية وعندما يكون هناك انقسام في المجتمع اللبناني حول الوجود السوري فيصبح الوجود ضارا لا يحقق النتائج التي كانت مرجوة منه قبل تلك الحالة .. فأعلنت هذا الشيء بشكل صريح وانسحبنا على هذا الاساس . أما بالنسبة الى الجرائم التي أتت لاحقا او اي عمل يؤدي لعدم استقرار لبنان فهذا يناقض الحقيقة التي تقول بان سورية خلال ثلاثين عاما دفعت دماء في لبنان .. لم تدفع اموالا دفعت ارواح ابنائها سواء في تحقيق السلم .. ومنع التقسيم .. او في الدفاع عن لبنان عام 1982 خلال الغزو الاسرائيلي وفي مراحل لاحقة ودفعنا الالاف وليس بضعة مئات .. لماذا .. لان استقرار لبنان ينعكس مباشرة على استقرار سورية .. كل هذه الاعمال التي تمت في السنوات الماضية تؤدي الى نتيجة واحدة وهي خلق حالة من عدم الاستقرار في لبنان .. السؤال البديهي في هذه الحالة اين هي مصلحة سورية لكي تقوم بهذا العمل .. في السياسة لا يوجد انتقام .. السياسي الاحمق هو الذي ينتقم .. في السياسة هناك مصالح لا يوجد عواطف .. في السياسة علينا ان نفكر ما الذي يحقق مصلحتنا .. هذه الاعمال ضد مصلحة سورية .. اولا لان سورية تتهم بها .. ثانيا لان خلخلة الاستقرار وهو طبعا الموضوع الاهم سينعكس علينا ونحن سوف ندفع ثمنه .. فهل من المعقول ان نقول كما يقول المثل الامريكي بانك تطلق النار على قدمك .. هذا مستحيل . وفي اجابة عن مداخلة بانه حصلت مجموعة من الاغتيالات في ظل الوجود السوري . قال السيد الرئيس .. طبعا .. وحصلت اغتيالات في سورية .. هل يعني ان سورية مسؤولة عن هذه الاغتيالات .. بالتأكيد لا وهذا شيء بديهي .. هذا اولا .. ثانيا عليك ان تحدد ما هي مسؤولية سورية في لبنان .. مسؤولية سورية ليس حفظ الامن الشخصي ولا منع التفجير .. ليس دورها ان تكون جهاز امن .. مسؤولية سورية كانت حفظ الامن الوطني بمعنى منع الاقتتال ودعم الجيش اللبناني في مرحلة ما بعد الطائف .. وبناء على ترسيخ الامن في لبنان في التسعينيات ومع مجيء الرئيس لحود الى رئاسة الجمهورية في عام 1998 رأينا ان الوضع أصبح مهيئا كي تبدأ سورية بعملية الانسحاب .. وبدأنا بالانسحاب حتى قبل اغتيال الحريري كنا قد سحبنا حوالي 62 او 63 في المئة من القوات السورية بمعزل عن الظروف .. فدور القوات السورية لم يكن دورا امنيا لا للاشخاص ولا حتى بمعنى اجهزة الامن .. هذا ليس من مهام القوات السورية . وعبر السيد الرئيس عن وجهة نظره بالشأن اللبناني في معرض اجابته عن تساؤل عن الذي يحول دون تعيين ميشيل سليمان رئيسا للجمهورية .. وما الذي يعطل اجراءات جلسة الانتخاب .. حيث قال .. لا أستطيع ان أعطيك اجابة نيابة عن لبنان .. ولكن نحن بالنسبة لنا معرفتنا بالعماد ميشيل سليمان معرفة وثيقة ونعتقد بانه شخص جيد بالمقاييس المختلفة .. هذه وجهة النظر السورية .. وجهة النظر اللبنانية من المعارضة نفس الشيء .. وجهة النظر من الطرف الاخر المعلنة على الاقل لا نعرف ما هو الواقع بنفس الاتجاه .. فاذا المشكلة ليست انتخاب الرئيس .. هي جزء من مشكلة اكبر لها علاقة بانعدام الثقة بين الاطراف اللبنانية .. والثقة انما تضمنها المؤسسات والالتزامات المختلفة منها رئاسة الجمهورية ومنها الحكومة ومجلس النواب وقوانين الانتخاب واشياء مشابهة وتفاصيل كثيرة لا أريد الدخول فيها .. فعندما يكون هناك انعدام ثقة في بلد ما .. لا بد من ايجاد كل الاليات دون استثناء التي تعيد الثقة بين الاطراف .. وبالتالي القضية ليست ان تحل مشكلة واحدة .. القضية ان تحل المشكلة الكبرى .. هذا بالعناوين اما التفاصيل فلا أستطيع ان أعطيك اجابة نيابة عن اللبنانيين . وحول تأجيل جلسات انتخاب رئيس الجمهورية المستمر وتأثير ذلك على مصداقية الرئيس بري .. أكد السيد الرئيس ان القضية انه اذا لم يكن هناك اتفاق على الحلول كلها بشكل عام من كل الاطراف فلا تستطيع ان تحملها لطرف او لشخص في طرف .. الرئيس بري هو مؤتمن في الدستور اللبناني على مؤسسة معينة وهو يحدد هذا الموضوع من خلال قناعته المرتبطة برؤية معينة لمصلحة لبنان .. لكن انا لا أستطيع ان أعطي جوابا نيابة عنه .. هل هذا يضر بمصداقيته ام لا ..  لان مصداقيته يجب ان تكون مصداقية داخل لبنان فانا لا أستطيع ان أحدد موضوع المصداقية في هذا الاطار لان هذه تفاصيل لبنانية . وأوضح السيد الرئيس في رده عن مقدار الضغط الذي يمكن ان تمارسه سورية على المعارضة اللبنانية للوصول لحل للازمة ان المشكلة ليست الى اي مدى نستطيع ان نضغط .. انما هل نقبل بمبدأ الضغط .. نحن لا نقبل بمبدأ الضغط في تعاملنا مع الاطراف المختلفة لا في لبنان ولا في غيرها وهذا الموضوع نشرحه لكل من يأتي الينا ويقول لنا يجب ان تضغطوا .. نقول لهم مبدأ الضغط غير موجود لدى سورية .. نحن نتحاور مبدأ النفوذ يختلف عن مبدأ التدخل .. هم يريدون منا ان نتدخل من خلال الضغط .. نحن نمارس نفوذا من خلال العلاقة الطبيعية بين اي طرفين فيها نوع من الحوار وفيها نوع من القناعة وفيها نوع من المصداقية .. اي هو يقبل بما أقوله اذا كان مقنعا ويحقق مصلحته .. اما عدا عن ذلك فهو ليس مضطرا ليقبل برأيي .. لذلك نحن نحاور الاطراف اللبنانية انطلاقا من رؤيتنا .. ولكن تبقى الاطراف اللبنانية تعرف مصالحها اكثر منا . وعن ما قيل عن التمديد للرئيس لحود لفترة رئاسية ثانية بوصفه نوعا من الضغط على الملف اللبناني .. أوضح السيد الرئيس انه كانت هناك اطراف ضد التمديد وقلنا لهم نترك الموضوع لكم .. نحن لم نضغط .. وكانت هناك اطراف لا تريد من حلفائنا في ذلك الوقت وقلنا لهم .. هذا الموضوع يعود لكم .. وهم غيروا اراءهم وساروا في الموضوع .. لم نمارس عملية الضغط في هذا الموضوع على الاطلاق .. لكن أريد ان أفرق بين ما نتبناه كمبدأ وكسياسة وبين الممارسة .. اي ممارسة الشخص تختلف عن سياسة الدولة احيانا .. هو لا يفرق بين مبدأ الحوار والضغط وربما الشخص الاخر لا يفرق بين انه يحاوره او يطلب منه او يضغط عليه .. اما نحن كسياسة سورية لم نتبن الضغط على الاطلاق حتى في موضوع الرئيس لحود . وفي معرض اجابته عن سؤال يقول كيف تنظرون لتحالف عدوكم السابق عون مع حليفكم الاستراتيجي حزب الله .. وعن استمرار هذا التحالف ودعوة عون الى دمشق .. قال الرئيس الاسد .. انا لا اسميه عدوا .. العدو من يحتل الارض او يعتدي على الوطن .. كان هناك خلاف .. الخلاف ربما يتحول الى خصومة ولكن الخصومة تختلف عن العداوة . وتابع السيد الرئيس رغم كل ما حصل فان مبدأ هذا الخلاف لم يكن يعتمد على عداوة بالشكل الذي نراه نحن .. العدو هو بالنسبة لنا اسرائيل .. ورد السيد الرئيس على الاصرار انه /سالت الدماء بينكم وبينه/ .. ان الدماء تسيل احيانا بين ابناء البيت الواحد .. في العائلة الواحدة وفي البلد الواحد لكن هذا لا يعني عداء .. الخلاف غير العداء والخصومة غير العداء .. الدم لا يعني عداء .. العداء له أسس معينة .. من يحتل ارضا على المستوى الوطني .. على الاقل .. من يحتل ارضنا هو عدو .. من يعمل ضد مصالحنا بشكل مباشر ويؤدي الى ضرر كبير تجاه بلدنا فهو عدو .. فكان هناك خلاف ورؤية مختلفة .. كان لديه نظرة معينة للوجود السوري وكان لدينا نظرة معينة للاوضاع في لبنان في ذلك الوقت .. هذا الخلاف أدى الى تلك الحرب واساسا انت في بلد فيه حرب .. الحرب التي حصلت والدماء التي سالت هي جزء من الدماء التي كانت تسيل .. كانت كل مرة تأخذ شكلا واتجاها معينا .. حصلت صدامات بين حزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل وهم حلفاء .. وبين أمل وحزب الله .. وبين القوات السورية وحزب الله في 1987 .. وهذا لا يعني عداء .. فاذا هذا لا نستطيع تعريفه بانه عداء .. اما بالنسبة للتحالف طبعا لا أستطيع ان أجيب نيابة عنه .. بالنسبة لزيارته الى سورية .. أنا سئلت هذا السؤال سابقا وقلت ابواب سورية مفتوحة للجميع بما فيها العماد ميشيل عون بكل تأكيد عندما يرى ان الظروف مناسبة لزيارة دمشق سيقوم بهذا الشيء والابواب مفتوحة له . وبمعرض الحديث عن الشأن الرسمي اللبناني السوري واستعداد سورية لاقامة علاقات دبلوماسية متكافئة بين البلدين .. أوضح السيد الرئيس أنا من طرح هذا الموضوع وليس اللبنانيين .. أنا طرحته في عام 2005 في الاجتماع الاخير للمجلس الاعلى السوري اللبناني عندما كان الرئيس لحود والرئيس كرامي والرئيس بري في اليوم الذي وقعنا فيه على انسحاب القوات السورية في اذار .. قلت لهم .. انا أسمع انه يطرح احيانا موضوع السفارات .. الان القوات السورية ستنسحب قريبا .. اذا كنتم تعتقدون ان موضوع السفارة ضروري للعلاقة بين سورية ولبنان فأخبرونا لاحقا ونحن لا يوجد لدينا مشكلة في هذا الموضوع .. هكذا بدأ الموضوع .. انا من طرح الموضوع .. وليس كما يظهر ان الطرف الاخر يضغط على سورية بان عليها ان تفتح سفارة لانها لا تعترف بلبنان .. هذا كلام غير صحيح .. نحن نعترف بلبنان بكل كلمة نتحدث عن لبنان .. لبنان بلد مستقل وعضو في الجامعة العربية والى اخره .. لكن عندما تريد ان تفتح سفارة .. فانها بحاجة الى علاقات جيدة بين حكومتين على اساسها يعلن تمثيل دبلوماسي وتفتح السفارة وبشكل طبيعي اذا كان لديك علاقات سيئة مع دولة تغلق السفارة .. فكيف تفتح سفارة والعلاقة غير جيدة .. هذا من جانب .. من جانب اخر .. نحن لا يوجد لدينا سفارات في اغلب دول العالم لاسباب مختلفة .. هل هذا يعني باننا لا نعترف باغلب دول العالم .. هذا الكلام سخيف وغير منطقي ولكن عندما تكون هناك حكومة وحدة وطنية وحكومة تسعى لعلاقة جيدة مع سورية تصبح السفارة شيئا طبيعيا وبديهيا بين اي بلدين . وعن أجواء الشحن والاتهامات التي تساق من بعض الاطراف في لبنان ضد سورية ..  قال السيد الرئيس .. المشكلة ليست بيننا وبين لبنان ككل .. انما بيننا وبين طرف في لبنان .. طبعا انا لست في موقع الرد على تصريحات من هذا النوع .. ولكن بشكل عام وبجملة بسيطة كل من يقول هذا الكلام يجب ان يمتلك دليلا .. اذا كان يحترم نفسه .. كل من لديه دليل فليقدمه .. هناك لجنة تحقيق وهناك اهتمام عالمي بهذا الموضوع .. فليقدموا هذه المعلومات التي تدل على تورط سورية .. وكفى اتهامات لثلاث سنوات واضاعة الوقت .. هذا ما يعنينا .. عدا عن ذلك لا يعنينا اي شيء اخر .. اذا كانوا يريدون ان يبتعدوا عن سورية او يقتربوا من سورية هذه مشكلتهم . وعن التصريحات التي توجه ضد سورية وتتعدى شحن الرأي العام اللبناني الى العربي بين السيد الرئيس ان جزءا كبيرا من الرأي العام العربي بعد ثلاث سنوات لم يعد مقتنعا بهذا الكلام .. الكلام في السياسة وعلى مستوى دول وعلى مستوى شخصيات سياسية دون دليل يفقد قيمته ويجعل صاحبه يخسر .. بكل الاحوال لا نستطيع ان نتعامل مع الرأي العام العربي الا من خلال القول .. ان هذا الكلام غير صحيح .. أما بالنسبة للرأي العام اللبناني فأعتقد ان ما يحصل هو مؤقت .. سورية ولبنان يعيشان الى جانب بعضهما البعض .. واي انعكاس سلبي لا نتعامل معه في سورية على طريقة رد الفعل على اساس ان لبنان بلد صغير وسورية بلد كبير .. كلا البلدين سيخسر وكما قلت في السياسة علينا ان ننظر نظرة ابعد .. عندما تمر هذه الغيمة العابرة .. اذا قمنا بعملية رد فعل سيكون من الصعب ان تعيد الامور الى طبيعتها بين الشعبين ربما لجيل كامل .. فعلينا ان نستوعب كل هذه الامور وانا متأكد ان الشعب اللبناني خلال فترة قصيرة والبعض منه يأتي الى سورية ويقول لقد ظلمنا سورية لم نكن نعرف هذه الحقائق .. لقد غرر بنا .. أخذنا بالعواطف .. يقولون لنا هذا الكلام من الجهات التي كانت تهاجم سورية .. الان بدؤوا يتحولون ونحن نقول لهم لا نلومكم .. هذا طبيعي .. عمليات الاغتيالات والتفجير والانقلاب المفاجئ لم تكن شيئا سهلا على اي عقل ان يستوعبه . وفي محور اخر يتعلق بالقمة العربية التي ترأسها الان سورية وزعم البعض انها كرست الانقسام العربي وأضعفت احتمالات التوصل الى حل قريب للازمة اللبنانية ..  رد السيد الرئيس متسائلا باستغراب .. هل ان حل الازمة اللبنانية كان قريبا جدا قبل القمة وأتت القمة لكي تبعد هذا الحل من جانب وان العرب كانوا على حافة التضامن العربي الممتاز والرائع وأتت القمة لتنسف هذا التضامن .. وأردف قائلا بشفافيته المعروفة .. هذا الكلام غير مقبول .. القمة العربية ربما أظهرت للبعض للذي لا يعرف حقيقة الوضع العربي أظهرت حقيقة الوضع العربي .. هذه الحقيقة لها جانبان .. سلبي وايجابي .. السلبي هو ما رآه البعض من انقسام موجود ليس جديدا ولكنه أصبح اكثر وضوحا ولكنها أظهرت جانبا ايجابيا بان هذه المشاركة العربية في هذا الظرف وعلى الرغم من كل هذه الضغوط هذا يعني ان الوضع العربي ليس سيئا كما نتصور .. حتى انا في موقعي السياسي وبعلاقاتي اليومية مع الدول العربية كنت أرى هذا الجانب السلبي اكبر مما كنت أراه خلال القمة .. من القمة وما بعد انا أعتقد ان الوضع العربي بجانبه السلبي هو اقل سلبية مما كنا نراه فلذلك لا .. هذه القمة العربية أظهرت الانقسام ولم تزده .. أوضحت حقيقة الامور كما هي .. ومن الضروري بالنسبة لنا كعرب ان نبتعد عن الكذب والخداع .. يجب ان تكون الامور واضحة .. لا يجوز ان نتحدث عن شيء غير موجود .. التضامن العربى وعلاقات الاخوة والى اخره هي في الواقع غير موجودة .. لدى البعض بشكل جزئي .. وليس بشكل عام .. بالمقابل لا يجوز ان نقول .. ان الوضع العربي سيء للغاية ونرى ان دولا ترفض الضغط الامريكي وغير الامريكي وتأتي الى القمة .. هذا شيء ايجابي لا يجوز ان ننكره .. لنكن واقعيين . وفي نفس السياق حول تساؤل عن نجاح القمة في الوصول الى اهدافها رغم ضعف تمثيل بعض العرب ..

 قال السيد الرئيس .. اذا أردنا ان نتحدث عن هذه الوفود .. ما هي قيمة المستويات .. على سبيل المثال .. عمان دائما تمثل بمستوى معين .. الكثير من الدول تمثل بالاساس بمستوى معين .. لكن هذا الشخص مفوض ان يتحدث باسم الامير او الملك او الرئيس .. هو يمثل بلده .. فاذا السؤال لا يجوز ان يكون ما هو مستوى التمثيل .. السؤال يجب ان يكون ما هو مستوى الاداء .. هل قامت هذه الوفود بأداء يؤدي الى نجاح القمة .. نعم .. حتى الدول التي كانت بمستوى منخفض لاسباب مختلفة لم يكن أداؤها اقل من الدول التي شاركت على مستوى القمة لذلك كان هذا احد اهم عوامل نجاح القمة .. لم يحصل تفجير .. لم يكن هناك الغام سياسية .. وكانت هناك مشاركة لمصلحة القمة وعكست وضعا ايجابيا .. هذا الجانب الاول .. الجانب الثاني .. ما هو معيار نجاح القمة .. هل نجاح القمة في انعقادها في هذه الظروف .. كان ممنوعا على العرب ان يلتقوا والتقوا .. فهذا نجاح .. هل كان مطلوب من القمة ان تنفجر من الداخل ولم تنفجر .. لم تنفجر وهذا نجاح .. نأتي الى ما يهم المواطن اكثر .. المواطن العربي يهمه ماذا ستعطي هذه القمة لاحقا .. هنا نستطيع ان نقول .. من المعروف عن قممنا العربية بانها تنتهي في نهاية كل قمة وبعدها لا تكون هناك متابعة ولا يكون هناك التزام في القرارات .. فهنا النجاح لا يحمل للقمة ويحمل لادائنا العربي والتزامنا بالقرارات .. هذا تقييم اخر . وعن غياب الملك عبد الله ملك المملكة العربية السعودية .. أكد السيد الرئيس ان عدم مجيء رأس الدولة بشكل عام هو ليس الشيء الافضل .. ولكن عندما يفوض شخص مكانه فهذا شيء جيد ايضا .. الاختلاف بين الجيد والاقل جودة ليس كأن نقول بين قمة ناجحة وفاشلة .. انا هنا أريد ان يكون واضحا بين اقصى اليمين واقصى اليسار .. كنا نتمنى لو حضر كل القادة العرب . وعن توجيه الدعوة الى الرياض عن طريق مسؤول في الهلال الاحمر .. قال السيد الرئيس .. هو وزير في الحكومة السورية .. وكل الوزراء لهم نفس المنزلة .. وانا في العام الماضي عندما دعيت الى الرياض لم يأت وزير الخارجية وانما أتاني وزير لا اذكر من هو .. لكن أتاني وزير غير وزير الخارجية .. أنا لم اعتبرها اهانة .. كل الوزراء بمستوى واحد .. لا يوجد وزير اهم من وزير .. والوزير يحمل رسالة باسم الملك .. وكل الدعوات السابقة التي أتتني شخصيا الى القمم العربية المختلفة كانت تأتي من وزراء مختلفين ليس لهم علاقة بالسياسة .. فليس لها معنى .. ولكن بنفس الوقت .. عندما طلبت سورية ان تنقل الرسالة من قبل وزير الخارجية الذي كان يقوم بجولة على الدول العربية لكي تعطى للملك .. هم تأخروا في الجواب .. حددوا موعدا لاحقا .. وكان وزير الخارجية مشغولا فتم ارسال وزير اخر .. واستقبل من قبل وزير الخارجية السعودي وليس الملك . وعن الدعوة التي وجهت الى لبنان من خلال معاون في وزارة الخارجية الى وزير مستقيل .. رد السيد الرئيس ان ذلك الوزير لم تقبل استقالته .. اذا هو وزير .. ومن الناحية الدستورية كان العمل صحيحا . وفيما اذا كان ذلك هو تكتيك سياسي سوري ينتمي الى دهاء معاوية .. قال السيد الرئيس .. لا .. هذا تقييم اخر .. ولكن الحقيقة باننا طلبنا في البداية بسبب عدم وجود علاقة مع هذه الحكومة اللبنانية .. حيث لا يوجد لا تمثيل دبلوماسي ولا علاقة على الاطلاق .. فكيف نرسل الدعوة .. في البداية طلبنا من الامين العام لجامعة الدول العربية ان تقوم الجامعة بنقل الدعوة الا ان الطرف اللبناني هو من أصر ان تكون الدعوة من قبل سورية .. فبالنسبة للدعوة لا يوجد رئيس جمهورية لمن نرسلها .. بالتالي لا يوجد الا رئيس الوزراء .. في هذه الحالة لا أرسلها انا كرئيس جمهورية .. وانما أرسلها رئيس الوزراء لدينا في سورية الى رئيس الوزراء اللبناني .. مستوى الدعوة اختلف ومن الطبيعي ان يكون مستوى نقل الدعوة مختلفا .. لا تستطيع ان تعامل هذه الدعوة كدعوة رؤساء الجمهورية .. او الملوك او الامراء .. هذا ايضا شيء بديهي يدخل ضمن البروتوكولات .. نحن لم نخرق الوضع مع لبنان .. رئيس الجمهورية غير موجود في لبنان .. لو كانت الدعوة لرئيس الجمهورية كنت حتما سأرسلها بنفس الطريقة التي أرسلتها الى كل الدول الاخرى .. هذا الشيء بديهي .. وعما اذا كان يعتقد بان ثمة اطرافا سعت لافشال قمة دمشق أجاب السيد الرئيس .. بكل تأكيد الولايات المتحدة وبشكل معلن .. بكل تأكيد . واستطرادا حول ما اذا حلفاؤها سعوا لذلك ايضا قال .. نحن سمعنا عن ذلك ولكن لا أستطيع ان أقول نعم الان من خلال موقعي الرسمي الا اذا كانت لدي معطيات واضحة .. لكن أقول .. ايضا من الجانب الايجابي .. طالما ان وفود الدول بشكل عام أدت اداء جيدا .. لا أستطيع ان أتهم دولة عربية بالعرقلة .. طالما انها شاركت وكانت مشاركتها ايجابية .. وهذا امر حقيقي .. أنا لا أجامل .. ما رأيناه كان يختلف عن الصورة الموجودة قبل القمة .. لماذا .. الله أعلم . وعن التحرك الدبلوماسي السوري المفترض لمتابعة القرارات وتفعيلها التي أعلنها الرئيس الاسد اثناء القمة أوضح السيد الرئيس ان الاجواء في القمة تجعلنا نتفاءل اكثر بان جولة عربية من قبل رئاسة القمة سأقوم بها قريبا .. الان بدأنا بتحديد المواعيد .. ربما تعطي نتائج .. لا أستطيع ان أتنبأ لان هناك طرفا اخر هو الدول العربية الاخرى .. ولكن انا أميل الى التفاوءل اكثر من قبل القمة وليس العكس . وعن زمن انطلاقة الجولة واذا كانت ستشمل الرياض والقاهرة .. أجاب السيد الرئيس .. ان هذا يعتمد على المواعيد .. وهي ستشمل تقريبا كل الدول من دون استثناء . وتابع قائلا لكي أكون صريحا معك .. لا توجد مشكلة بين سورية وبين الرياض وبين سورية وبين القاهرة .. هناك مشكلة من الطرف الاخر .. لديهم سوء فهم للموقف السوري .. أما سورية فليس لديها مطالب من هذه الدول .. نحن نعتبر انه لا توجد مشكلة معهم .. هذا الموضوع يعتمد عليهم .. انا أريد ان أزور كل الدول العربية من دون استثناء . وعن قمة شرم الشيخ التي تمت بعد القمة وربطت موضوع انفراج العلاقات العربية بحل الازمة اللبنانية .. قال السيد الرئيس .. انا أشجعهم لكي يتحركوا لحل الازمة اللبنانية .. ونحن سندعم .. كما قلت في كلمتي في القمة .. سندعم اي جهة عربية او غير عربية تتحرك لحل الازمة اللبنانية .. ولكن طالما انهم يعتقدون ان جوهر المشكلة العربية هو لبنان فلنتفضل كعرب ونحل مشكلة لبنان .. اما ان يقال .. ان سورية هي المسؤولة عن لبنان .. فهذا الكلام غير مقبول على الاطلاق . وعن اتفاقه مع من يرى ان البيان الختامي لقمة دمشق اعتمد على جماليات اللغة العربية للايهام بانه حدث تضامن وتوافق عربي بينما الواقع يقول عكس ذلك .. أوضح السيد الرئيس انه لا يتفق مع ذلك حيث ان البيان عبر فعلا عن الامور التي توافقنا عليها .. ومن البديهي ان يعبر عن الامور التي توافقنا عليها وليس الامور التي اختلفنا عليها .. كلما كانت الخلافات اكبر كلما كانت اللغة عامة اكثر .. كلما كانت الخلافات اقل .. كلما كان البيان أوضح .. فنحن لا ندعي باننا متفقون على كل شيء .. وانت تعرف الوضع العربي منذ عقود يعتمد على الحد الادنى من التوافق .. نحن لا نستطيع ان نتحدث عن قمة الحد الاقصى من التوافق .. الحد الاقصى من التوافق غير موجود .. الحد الادنى الان نحن نعتبره انجازا لان الامور كانت تسير باتجاه تحت الحد الادنى بكثير .. فمن الطبيعي ان يكون البيان معبرا عن هذه الحالة .. اما ان نصف الامور بانها على توافق كامل او انهيار كامل فهذا كلام غير موضوعي . وفي محور اخر يتعلق بالسلام وتبادل الرسائل مع اسرائيل عبر قنوات ووسطاء والمراحل التي وصلتها .. قال السيد الرئيس .. هذه الوساطات موجودة منذ سنوات ولكنها تكثفت بشكل دراماتيكي وجذري بعد العدوان على لبنان في عام 2006 وبعد انتصار المقاومة .. الوساطات تأخذ عدة اشكال .. احيانا يكون مسؤول اجنبي قادما الى سورية .. احيانا بعض قادة اليهود في العالم يتحركون باتجاه سورية .. احيانا يكونون اعضاء في الكونغرس او برلمانيين او رجال اعمال كبارا لهم علاقات سياسية .. يتحركون بهذا الهدف .. نحن لا نعرف من يتحرك بمبادرة شخصية منه .. ومن يتحرك بمبادرة من دولته .. من يتحرك بدفع من اسرائيل .. لا نعرف .. طبعا .. البعض يقول لنا .. ولكن نحن لا توجد لدينا معطيات .. ولكن تعاملنا مع كل هذه الوساطات بمنهجية واحدة .. انت تأتي لتتحدث عن وساطة وانا أقول لك لي حقوق .. هذه حقوقي .. وبهذه الطريقة فقط نستطيع ان نبدأ مفاوضات سلام لها اسس معينة .. لها متطلبات معينة .. ولا نسميها شروطا .. انما متطلبات .. من دون هذه النقاط المختلفة سيكون ذلك اضاعة للوقت .. طبعا الرسائل تذهب وتأتي وكلها في الاطار العام .. ونحن نقول لهم في الاطار العام وفي العناوين العامة .. كأن نقول اسرائيل تريد السلام .. اي سلام .. مثلا بالنسبة لهم .. نتنياهو طرح السلام مقابل السلام .. لم يطرح الارض مقابل السلام .. بالنسبة له هذا هو السلام .. اما بالنسبة لنا ليس سلاما .. فهناك اسس يجب ان تحدد .. ما ذكرته الان هو اول مؤشر واضح .. على ان اولمرت يقول انهم مستعدون للسلام وذلك يأتي على خلفية الوساطة التركية التي استمرت من نيسان الماضي حتى نيسان الحالي لمدة عام كامل سعى بها الرئيس اردوغان تحديدا ولاحقا الرئيس عبد الله غول وكنا نقول لهم نحن لدينا نقاط معينة يجب ان تكون واضحة .. اولا .. اعلان واضح من قبل اولمرت بانه يريد السلام .. ثانيا .. ان يطرح اولمرت مع الوسيط التركي وهو اردوغان بانه مستعد لاعادة الجولان .. ان لم يكن مستعدا لاعادة الجولان .. فلا داع للحديث عن هذا الموضوع .. أتانا هذا الخبر منذ اسبوع عبر اتصال من رئيس الوزراء اردوغان بان اولمرت مستعد لاعادة الجولان ولاحقا سمعنا ان اولمرت يقول في تصريح .. نحن نعرف ماذا تريد سورية .. وسورية تعرف ماذا نريد .. طبعا .. ماذا تريد سورية .. هذا معلن . وفيما اذا كانت الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة التركية تقع في هذا الاطار .. أجاب الرئيس الاسد بالنفي متابعا .. هي تأتي في اطار لقاء مجلس رجال الاعمال السوري التركي .. ولكن بكل تأكيد سنتحدث بهذه النقطة .. لكن نحن تحدثنا على الهاتف .. الان اسرائيل تطرح مفاوضات مباشرة .. المفاوضات المباشرة لها اسس مختلفة .. الان نحن لا نتحدث عن مفاوضات مباشرة .. الان نحن نتحدث عن دور تركي .. وساطة تركية تقوم بنقل المعلومات والمعطيات الاساسية من اجل ايجاد ارضية مشتركة .. الارضية المشتركة تكون هي القاعدة لانطلاق المفاوضات المباشرة لاحقا .. لكن المفاوضات المباشرة بحاجة الى دور راع .. ولا يمكن ان يكون هذا الراعي سوى الولايات المتحدة .. مع كل اسف ولكن هذا امر واقع .. هذه الادارة لا تمتلك لا رؤية ولا ارادة لعملية السلام .. هذه الادارة لا تمتلك شيئا .. فلذلك نحن ما نتحدث عنه الان هو ايجاد الارضية المشتركة من خلال الوسيط التركي .. بشكل واضح لن تكون هناك مفاوضات سرية .. بل ستكون معلنة ان حصلت .. ولن تكون مباشرة .. لا توجد مفاوضات مباشرة .. ستكون علاقتنا مع الطرف التركي .. والطرف التركي ستكون علاقته مع الطرف الاسرائيلي .. وسنبحث اولا في موضوع الارض لنرى المصداقية الاسرائيلية .. انت تعرف لا توجد ثقة بيننا وبين اسرائيل .. ونحن نعرف ونفهم الالاعيب الاسرائيلية بشكل جيد .. لذلك علينا ان نكون حذرين ودقيقين في مناقشة هذا الموضوع .. اذا تكونت هذه الارضية .. لاحقا .. ربما مع ادارة مقبلة في الولايات المتحدة .. نستطيع ان نتحدث عن مفاوضات مباشرة . وفيما اذا كان ذلك بشيرا للرأي العام العربي والعرب جميعا وكل شعوب الشرق الاوسط بان الحل قريب .. نبه السيد الرئيس بانه لا داع للتبشير لاننا لا نستطيع ان نضمن الطرف الثاني . وعن اتهام اسرائيل لسورية بانتهاك القرار الدولي 1701 عبر تزويد حزب الله بالصواريخ واعادة بناء قدرات الحزب العسكرية بعد حرب لبنان الاخيرة .. أجاب السيد الرئيس .. اذا سالت اسرائيل كيف عرفت هذا الشيء سيقولون لك نحن كنا نرسل طائراتنا لكي تمسح الحدود اللبنانية .. اي ان اسرائيل بطائراتها تخرق القرار 1701 .. فهي من يخرق وليس نحن . وعن حقيقة الغارة الاسرائيلية التي تمت في شهر ايلول وأثارت الكثير من اللغط .. أوضح السيد الرئيس ان الغارة كانت على موقع عسكري قيد الانشاء .. لماذا أغاروا عليه .. لا نعرف ما هي المعطيات التي كانت لديهم .. ولكن هم يعرفون ويرون بالاقمار الصناعية .. وأغاروا على موقع غير مكتمل لم يكن يوجد فيه لا عناصر ولا شيء .. اي انه فعليا فارغ .. وعما اذا كان ذلك الموقع هو لبرنامج نووي نفى السيد الرئيس ذلك وأردف .. هل من المعقول ان هناك موقع نووي ليس فيه حماية وليس محميا بالمضادات .. موقع نووي تحت رؤية الاقمار الصناعية في وسط سورية في الصحراء وفي مكان مفتوح .. كيف يكون موقعا نوويا والاقمار الصناعية كل يوم ترى كل متر تبنيه وهو يبنى منذ سنوات .. هم يبحثون عن مبرر .. هم لا يعرفون ما هو هذا الموقع .. لكن هم أربكوا عندما أعلنت سورية .. وأربكوا عندما رأوا النتائج على الارض .. هم قصفوا موقعا لا يوجد فيه شيء .. فما هو المبرر .. مرة قالوا انه موقع نووي .. لاحقا قالوا موقع لامداد سلاح لحزب الله .. من أين يأتي السلاح لحزب الله اي انه يأتي من تركيا الى وسط سورية الى لبنان .. ان يأتي من العراق من قبل القوات الامريكية الى سورية ولبنان .. من أين يأتي .. هذا كلام مضحك .. ثم قالوا انهم أنزلوا قوات كوماندوس وقاموا بأخذ عينات وكل هذا الكلام لكي يبرروا خطأهم وفشلهم في تحديد الهدف .. هذه هي المشكلة . وتابع السيد الرئيس مجيبا عن مدى انسجام رد الفعل السوري مع الفعل الاسرائيلي .. الرد لا يعني صاروخا مقابل صاروخ .. ولا قنبلة مقابل قنبلة .. ولا رصاصة مقابل رصاصة .. أنت عليك ان تسال سؤالا اخر .. لو لم تكن سورية تؤلم السياسات الاسرائيلية .. هل كانت اسرائيل قامت بعمل من هذا النوع .. الحقيقة لدينا وسائل الرد .. ولكن وسائلنا بطريقتنا .. هم يفهمون ماذا نقصد .. نحن لا نقول باننا سنرد اي سنقصف .. نحن نفهم بان اسرائيل تريد ان تستفز سورية .. وربما تريد ان تجر سورية للحرب .. نحن لا نسعى لحرب .. كنا واضحين بشأن هذه النقطة .. ولكن نحن لدينا طرق اخرى ليس بالضرورة ان نقول ما هي .. وفيما اذا كانت هذه الطرق الاخرى هي عبر الاداة العسكرية السورية في لبنان اي حزب الله .. قال الرئيس الاسد .. لا .. والدليل ان حزب الله لم يرد على اسرائيل .. وتابع الاجابة عن المداخلة بوجود مناوشات بين حزب الله واسرائيل قائلا .. حتى حزب الله بعد حرب 2006 لم يقم باي عملية .. هذا اولا .. ثانيا .. حزب الله عندما قام بعملية اختطاف الجنود الاسرائيليين كان هدفها استعادة الاسرى اللبنانيين ومنها قياديون في حزب الله .. لم يقم بها من اجل اي شيء له علاقة بسورية .. فان يقال بان حزب الله ذراع سورية .. هذا الكلام غير مقبول .. ولا يمكن لشخص او اشخاص ان يموتوا في حروب من اجل ارضاء سورية .. لا تصدق هذا المنطق .. لا من اجل اموال ولا من اجل شيء اخر .. هو يموت من اجل قضيته .. لن اقول ما هي هذه الوسائل ولكن انا أقول لك ان سألت نفسك سؤالا لماذا اسرائيل تقوم بهذه الاعمال ضد سورية .. هذا هو السؤال .. لو لم يكن لسورية تأثير تستطيع ان تؤثر من خلاله في السياسات الاسرائيلية لما قامت بهذا العمل .. لو كنا دولة ضعيفة ومسكينة ولا نستطيع ان نقوم بشيء ونؤثر في منطقتنا لما قامت اسرائيل بهذا العمل . وعن طبيعة المقاومة في الجولان .. قال السيد الرئيس .. ان المقاومة تنشأ عندما لا يكون هناك جيش .. ولا تقوم المقاومة عندما يكون هناك جيش قادر على الدفاع .. والدليل ان اسرائيل ايضا بنفس الوقت لا تقوم بعمليات اختراق لجبهة الجولان .. وانما هي منطقة تحكمها اتفاقية فصل دولية .. في لبنان الوضع يختلف .. اسرائيل دخلت وغزت لبنان واحتلت اراضيه .. وحاصرت بيروت ودمرتها .. اي هناك وضع مختلف .. الوضع السكاني يختلف .. الوضع الجغرافي يختلف .. كل الظروف تختلف .. لكن أهم شيء بانه عندما لا يكون هناك جيش فالبديل للجيش هو المقاومة .. اما هذا من مهام الجيش في سورية .. لدينا جيش نظامي له مهمة محددة وهو محتشد بهذا الاتجاه .. وهو جيش يتطور باستمرار بهدف الدفاع عن الاراضي او بهدف اخر .. تحرير الارض في المستقبل .. فنحن لدينا هدف نقوم به .. اما الوضع في لبنان يختلف .. وعن تطوير الجيش السوري ووصول النظام الصاروخي الروسي بانتسير  الذي يستطيع التعامل مع الطائرات الاسرائيلية .. أوضح السيد الرئيس ان هذه مواضيع تقنية .. يفضل الا نتحدث بها .. هذا موضوع عسكري . وعن استعداد سورية للحرب مع العدو الاسرائيلي .. او على الاقل قدرتها على ردع هذا العدوان .. بين السيد الرئيس ان الجميع يعرف بان اسرائيل لديها دعم الولايات المتحدة الكبير .. وكلنا يعرف بان جيش اسرائيل من الجيوش القوية في العالم .. وهذا السؤال الذي تطرحه كان مطروحا على مستوى الجبهة اللبنانية وانا دخلت في نقاشات مع بعض العرب حول هذه النقطة .. ماذا كانت النتيجة في عام 2006 .. جيش كبير من اقوى الجيوش في المنطقة والعالم .. ومجموعة من المقاومين هم متطوعون .. اغلبهم غير متفرغ .. بعضهم مهندسون درسوا في جامعات سورية ربما .. ومنهم صيادلة .. فقضية الاستعداد هي اولا الاستعداد الشعبي للدفاع عن البلد .. اما ان نقول اننا سنشن هجوما طالما اننا نتحدث عن السلام وطالما انه لدينا بعض الامل في السلام .. فلا احد يسعى للحرب .. السعي نحو الحرب ليس شيئا جيدا تحت اي عنوان .. الحرب لا تكون الا حلا بديلا عندما يفقد الامل نهائيا بالسلام .. وما نراه الان نحن في سورية بغض النظر عن الرياء والنفاق الدولي الموجود ولكن لا شك بان هناك قلقا من اي تفجير في المنطقة وهناك مساع للسلام .. فاذا كان هناك باب ولو كان صغيرا مفتوحا للسلام لا يجوز ان تسعى باتجاه الحرب .. لكن عليك ان تسعى للدفاع عن نفسك .. الان هل انت مهيأ ام غير مهيأ .. نفسيا نحن دائما نستعد ونحضر انفسنا ولكن بالنتيجة لا احد يعرف النتائج الا خلال المعركة نفسها . وعن المتابعة السورية للمناورات العسكرية الاسرائيلية الاخيرة .. قال الرئيس الاسد .. لا تستطيع ان تحدد بدقة .. لكن تستطيع ان تأخذها كتنفيذ لتوصيات فينوغراد .. تستطيع ان تأخذها كشيء جديد بالنسبة لاسرائيل التي لم تكن معتادة على ان تكون المعارك في اراضيها .. كانت دائما المعارك في اراضي اعدائها .. ولكن بنفس الوقت تستطيع ان تأخذها في اطار انها استعداد لعمل عدواني .. بغض النظر عن الاحتمالات .. الاحتمالات تبقى تقييما شخصيا .. في مثل هذه الحالة نحن كدولة .. ولو كان احتمال العدوان ضئيلا فنحن نتعامل معه على انه ربما يكون امرا واقعا وبالتالي من الطبيعي ان نحضر انفسنا لعدوان من خلال معرفتنا بالسياسات العدوانية الاسرائيلية . وعن اغتيال عماد مغنية ومدى تورط اسرائيل فيه .. أوضح السيد الرئيس انه حتى الان لم تنته التحقيقات ومازال هناك الكثير من المعطيات المطلوبة لكي نحدد من هي الجهة المسؤولة .. من البديهي ان تتهم اسرائيل لانها المستفيد الاول ولان تاريخ اسرائيل مليء بالاغتيالات العلنية .. وبالتالي من الطبيعي ان يكون هناك ربط بين العملية والدور الاسرائيلي .. ولكن لا نستطيع ان نعلن شيئا واضحا حتى تنتهي التحقيقات وهذه التحقيقات لم تصل حتى الان الى نتائج نهائية . وتابع عن التقاط خيوط تقود الى الحقيقة .. حتى الخيط ليس بالضرورة ان يقودك للحقيقة .. ربما يتوقف الخيط في مكان معين .. وربما يكون الخيط قليل الاهمية وتعتقد انه مهم .. هذا الموضوع معقد وليس بهذه البساطة .. وعن المفاجأة لو تم الكشف ان هناك اطرافا عربية تواطأت لاغتيال مغنية .. أكد السيد الرئيس .. طبعا .. سنتفاجأ بكل تأكيد . وعن مدى احتمال ذلك تابع .. لنفترض بان شخصا عربيا قام بعمل ما في دولة عربية .. فان ذلك لا يعني بانه قام بذلك بتوجيه من دولته .. هذا سؤال  اخر .. ربما يكون هو عميل لدولة اخرى .. هناك فرق بين ان يكون شخصا عربيا وبين ان تكون دولة عربية .. وتابع .. لا توجد لدينا اي معطيات باتجاه اي دولة حتى الان .. لذلك التحقيق الان مستمر . وفي محور الشأن الداخلي .. أوضح السيد الرئيس جوابا عن سؤال يتعلق بالشائعات المختلفة انه عادة في سورية عندما نقيل ضابطا نقيله بقرار رسمي ولكن لا يوجد مثل هذا القرار .. هذا القرار كان سيعلن ويعرف به كل الناس .. وان ذلك هو نوع من الاشاعات التي لا تتوقف بالنسبة لنا فيسورية .. وكل مرة تأخذ شكلا من الاشكال المختلفة ولكن نحن لا نهتم بهذه الاشاعات .. ولا تعنينا كثيرا . وعن فتح ملف الفساد الذي ارتبط بعملية الاصلاح الجارية .. قال السيد الرئيس .. نحن قمنا بهذا الموضوع .. ولكن هذا الموضوع بحاجة لمنهجية ولا يتم بالاندفاع والحماس .. وقضية الفساد ليست ملاحقة الناس واطلاق النار والى اخره .. العملية معقدة ومتجذرة وبحاجة الى معالجة عقلانية .. هذه المعالجة العقلانية تبدأ من اصلاح النظام الاداري في سورية وطبعا من اختيار الاشخاص على المستوى الاعلى .. ونحن في سورية نجحنا على المستوى الاعلى .. كان لدينا فساد اكبر من هذا على المستوى الاعلى .. الان على مستوى القيادات العليا هو أخف .. ولكن بنفس الوقت قاعدة الاقتصاد السوري توسعت في السنوات الاخيرة وتوسعت معها قاعدة احتكاك الدولة وقاعدة المصالح .. فاذا كنت اختصرت الفساد من الاعلى لا يعني بانك اختصرته من الاسفل00 وأصعب الفساد هو الفساد في المستويات الدنيا هو صغير ومتكرر وكثير .. ويضيف كلفا لا تراها .. اي كلفا بالمعنى السلبي .. فنحن بدأنا بعملية تطوير للنظام الاداري .. وهنا المشكلة وهنا التحدي .. كم نستطيع ان نطور .. احيانا تطور عملا .. وتعتقد بانه انجاز كبير وترى ان نتائجه محدودة .. نحن نجرب بانفسنا .. لم تكن لدينا خبرات في هذا المجال .. هنا التحدي الكبير وهنا نسير حقيقة بشكل بطيء . وفيما اذا كانت الحملة مستمرة ضد الفساد أكد السيد الرئيس استمرارية ذلك وأردف .. ولكن محاربة الفساد دون اصلاح اداري لا قيمة لها .. سيبقى الفساد .. كيف تكشف الفاسد .. الفاسد ايضا يطور نفسه .. لا يمكن ان تضبط الفساد الا بنظام اداري متطور .. من الاتمتة الى معايير اختيار الاشخاص .. المعايير بحد ذاتها هي علم الموارد البشرية وهو علم قائم بحد ذاته .. لا توجد لدينا هذه الخبرات في سورية .. لدينا تراكمات .. هذا من جانب .. من جانب اخر .. نحن انتقلنا من نظام اقتصادي او من توجهات اقتصادية عبر العقود الماضية الى توجهات اقتصادية فرضتها الظروف الدولية الجديدة بالنسبة لسورية .. لم يكن لدينا تسويق .. لم يكن لدينا تخطيط على مستوى المؤسسات في الدولة .. ولدينا قطاع عام كبير .. فلابد لهذه التراكمات مع انفتاح الاقتصاد ان تبرز الفساد .. هناك جانب اخر .. ان الحديث في سورية وخاصة من قبل الاعلام .. وانا شجعت الاعلام على كشف هذا الموضوع .. ايضا أوضح الفساد الذي لم يكن واضحا .. فعندما يتحدث الاعلام عن الفساد يرى المواطن اشياء لم يكن يراها .. لو لم يتحدث الاعلام عن هذا الفساد لبقي بالنسبة للمواطن في حجم معين .. ولكن تكرار الحديث عن الفساد في وسائل الاعلام ايضا ضخم صورة الفساد .. هذا له جانب ايجابي وجانب سلبي .. لكن هذا طبيعي .. فهذا الفساد تضخم .. والحقيقة بهذه التصنفيات أستطيع ان أضع موضوع مكافحة الفساد .

وعن أداء الحكومة ونية تعديلها .. أوضح السيد الرئيس نحن نعدل من وقت الى اخر .. ومنذ فترة ليست بعيدة عدلنا .. ونقوم بالتعديل عندما نعتقد بان هناك شخصا يمكن ان يقدم بشكل افضل .. اما بالنسبة للرضا .. اهم شيء .. علينا ان نفرق بين الاسباب الموضوعية وغير الموضوعية .. الاسباب الموضوعية ليس لها علاقة بالتراكمات .. هل أستطيع ان أحمل اي شخص اليوم .. ليس بالضرورة الحكومة .. اي مسؤول ان أحمله تراكمات لها علاقة ببضعة عقود .. هل أستطيع ان أحمله تراكم ثقافة مثل ثقافة عدم احترام العمل على سبيل المثال .. هذه قضايا يلزمها تراكم تربوي وتراكم تطويري لكي تعطي نتائجها .. هل أستطيع ان أحمل الدولة والمؤسسات المختلفة مسؤولية اشياء هي ظروف خارجية .. سواء موجة الغلاء العالمية او الضغوط السياسية .. انا سأعطيك مثالا بسيطا .. نحن طلبنا من احدى الشركات المتطورة في العالم في عام 2005 تحديدا وانا التقيت بمجموعة من الخبراء ليبدؤوا معنا عملية التطوير الاداري للدولة .. أتوا بعد شهر وقالوا لي ان الحكومة الامريكية منعتنا .. اي ان هناك حصارا ضد التطوير .. فاولا علينا ان نفرز بين الاسباب الموضوعية وغير الموضوعية لا ان نخلط بينهما .. وعندها نستطيع ان نقيم عمل الحكومة ومؤسسات الدولة .. طبعا هناك تقصير ولكن ايضا هذا التقصير علينا ان نضعه في نفس الاطار .. اذا كان لديك تحول من اقتصاد الى اقتصاد ومن توجه الى توجه .. الست بحاجة لتأهيل الاشخاص بالنسبة للتوجه الجديد .. اذا لم يؤهلوا فكيف تلومهم ان لم يقدموا .. ايضا هذا عائق اخر .. فاذا عندما نوزع كل هذه الامور نستطيع ان نقول ان طموحاتنا كبيرة .. لا شك بأن هناك تقصيرا .. ولكن لا شك ايضا ان هناك انجازا .. اما التقييم الحقيقي فيبقى دائما للمواطن .. لانه هو من يعيش المشكلة .. وهو من تنعكس عليه المشكلة .. انا لا أستطيع ان أقيم بشكل موضوعي كما يقيم المواطن في سورية .. ولكن مهمتي ان أعطيهم الصورة الحقيقية للفرز بين هذه الجوانب المختلفة . وعن الرؤية السورية لجهود كارتر لضم حماس للمسيرة السلمية وعدم عزلها ورؤية السيد الرئيس للرد الامريكي الاخير على ما أعلنته حماس .. قال .. مرة اخرى نؤكد باننا نتعامل مع تصريحات الادارة فاقدة المصداقية داخل امريكا .. فكيف يكون لها مصداقية لدينا في سورية .. لا يعنينا ما تقوله هذه الادارة .. وانحيازها الاعمى لاسرائيل واضح .. مضيعة للوقت ان نناقش ردودهم وان ندخلها في الحسابات .. اما الهجمة على كارتر فشيء طبيعى لان ما نراه من تحركات من داخل الادارة الامريكية لرؤساء سابقين .. لاعضاء في الكونغرس الامريكي .. لرئيسة الكونغرس نفسها .. وغيرهم من الشخصيات .. وبعض حلفاء امريكا تجاه سورية وتجاه المنطقة .. يفضح فشل الادارة .. فمن الطبيعي ان يكون هناك هجوم على مثل هذه التحركات .. هذا من جانب ومن جانب اخر لا ننسى بان الرئيس كارتر عندما كان في موقع المسؤولية وأنجز كامب ديفيد .. كان يتحدث عن دولتين فلسطينية واسرائيلية .. الان وبعد ثلاثة عقود لا توجد دولتان .. فمن الطبيعي ان يرى هذا الفشل .. فهو الف كتابا عن الوضع الجديد في اسرائيل والذي اتهم فيه اسرائيل بالفصل العنصري .. فهذا الفضح لحقيقة اسرائيل عادة في الغرب لا يجروء الكثيرون على ان يطرحوه . وعن العلاقة مع السلطة الفلسطينية والجهود المبذولة لرأب الصدع بينها وبين حماس .. أكد السيد الرئيس .. نحن نحاول في هذا الموضوع ان نكون على مسافة واحدة من الطرفين .. لانه لدينا قناعة بان الخلافات والانقسامات بينهما ستستفيد منها اسرائيل .. بمعزل عن قناعاتنا الشخصية .. بالذات نحن قلنا لهم في موضوع الخلاف الفلسطيني الفلسطيني .. وانا نصحت اكثر من طرف عربي .. لا يجوز ان نتعامل معه على اساس من أخطأ بحق من .. ومن ابتدأ قبل من .. هذا الشيء لن يوصلنا الى الموضوع .. كاي خلاف في اي عائلة بين اخوة .. من الطبيعي ان لا يأتي الاب في البداية ويقول للاول بانك أخطأت .. يقول له ذلك لاحقا .. بعد ان يصلح الامر .. يتحدث مع المخطئ ويقول له انت أخطأت ويتحدث مع الاخر ويقول له انت أخطأت اقل او اكثر .. الخ .. ولكن الان الدخول في هذا الموضوع في البداية يفجر الاوضاع ويعقدها اكثر .. فنحن هدفنا الان ان نعمل على موضوع توصيل الامور ورأب الصدع .. وهذا الشيء بالنسبة لنا كان احدى الاولويات في القمة العربية .. ومجيء ابو مازن يؤكد على حيادية سورية في الصراع الفلسطيني .. وليس كما يحاول البعض ان يصفنا باننا نقف مع حماس ضد السلطة . وعن وجهات النظر المختلفة بين فتح وحماس لما قامت به الاخيرة وهل هو انقلاب ام دفاع عن الوجود .. شرح السيد الرئيس رأيه في ذلك قائلا .. هذا الموضوع مهم .. وانا أريد ان أتوسع في هذا الموضوع .. فهو احدى النقاط التي طرحتها في مؤتمر القمة .. اي في لقائى مع الرئيس ابو مازن في اليوم الذي سبق انعقاد القمة .. اي في يوم الوصول .. تحدث عن انقلاب . فقلت له نحن كعرب بالاساس منقسمون حول قضايا مختلفة .. اضافة مصطلح جديد الان للنقاش ستجعلنا منقسمين اكثر .. اي هو انقلاب .. تمرد .. او اي شيء اخر .. لا داع للدخول في هذه التفاصيل .. دعنا نسميها نحن مشكلة .. والافضل ان نتبنى نحن كعرب قضية مشكلة .. كأن تقول مشكلة بين شقيقين .. هناك مشكلة ودعنا نحلها .. لن نختلف على كلمة مشكلة لان هناك مشكلة .. عندما نقول ان هناك مشكلة .. ننطلق منها لكي نصل لجواب الى موضوع المبادرة اليمنية .. المبادرة اليمنية تحدثت عن مجموعة نقاط .. ابرزها واهمها نقطتان تناولتا موضوع الحوار .. النقطة الاولى وهي ما يتعلق بعودة الوضع الى ما كان عليه .. والنقطة الثانية بانها قاعدة للحوار .. بدأ الصراع بين فتح وحماس بانها هي للتنفيذ ام للحوار .. هذا النقاش بحد ذاته نحن وقفنا ضده في سورية .. لا يوجد شيء له جانب تنفيذ دون جانب حوار .. ولا العكس .. الحوار هدفه التنفيذ والتنفيذ بحاجة لحوار .. النقطة ليست هنا . . النقطة هي ما تحدثنا به وهو ما سعينا وسنسعى به خلال رئاستنا للقمة مع الطرفين .. خلال القمة قلت لهم الحوار الحقيقي سيكون حول ما المقصود بكلمة عودة الوضع الى ما كان عليه .. لان حماس قالت انها مستعدة لاعادة الوضع الى ما كان عليه .. وفتح تقول بانه يجب ان يعود الوضع الى ما كان عليه .. اذا أين الخلاف .. الخلاف في التفاصيل .. في تفسير كل طرف لما هو المقصود من عودة الوضع الى ما كان عليه .. فطلبنا من الرئيس محمود عباس .. وانا في اتصال هاتفي معه منذ عدة ايام أكدت عليه ما قلته في القمة هو ان يقوم بارسال تصور تفصيلي .. لان هذا عنوان عام .. عودة الوضع .. ماذا تعني عودةالوضع .. هل هو عودة الوضع في غزة .. في الضفة .. في كليهما .. عودة الوضع هي ان تخرج حماس من المؤسسات .. ام يعنى ان تعود حكومة هنية .. هذا يجب ان يوضح .. فقلنا لابو مازن أرسل لنا نحن كرئاسة قمة وأرسل نسخة مشابهة لصاحبة المبادرة .. اي لليمن .. حول تصورك لهذه التفاصيل ونحن سنطلب من خالد مشعل في دمشق .. اي حماس .. ان يعطونا نفس التصور .. وعندها نقارن بين مفهوم الجهتين لهذا الموضوع .. وعندها نحاول ان نقرب المسافات او ان تفشل المساعي . اي ان هذا احد المحاور الاساسية المهمة لرئاسة القمة . وفيما اذا كان من أولويات سورية كرئيس للقمة العربية تقريب المسافات .. أجاب السيد الرئيس .. تماما .. لكن حتى الان لم يصلنا شيء في هذا الموضوع لا من فتح ولا من الطرف الاخر اي حماس .. ونحن الان في حالة انتظار .. وعن تساؤل حول دعوة وزيرة الخارجية الامريكية الدول العربية الى العمل من اجل اثبات هوية العراق العربية .. قال السيد الرئيس .. حقيقة هذه الادارة لا تفهمها .. ولكن لنفترض بان هذا التصريح هو بداية جديدة فهذا عظيم .. لانه يتوافق مع ما نقوله .. نحن نتحدث عن الحل العربي وعن عروبة العراق .. ونعتبره اساس الاستقرار واساس الحل .. دون عروبة العراق من الصعب ان يكون هناك استقرار .. فاذا كانت هذه الادارة صادقة فهذا شيء جيد .. ولكن أيضا علينا ان نسأل هذه الادارة التي تتحدث عن استقرار العراق والديمقراطية في العراق .. وتحسن الاوضاع .. كل ما تقوله يحصل عكسه .. فنخشى ان يكون ما تقوله لنا هو كي نرى العكس .. وفيما اذا كان ذلك للغمز من قناة ايران قال الرئيس الاسد .. انت أعطيت الجواب .. اذا كان يتوافق كلام رايس مع كلام ليفنى عندما قالت عدوكم هو ايران وليس اسرائيل . وتابع .. فاذا كان الحل في العراق عربيا فربما يقصدون ايران .. انا دائما واضح مع الدول العربية بشكل كامل حول هذا الموضوع .. اولا ايران دولة موجودة وهي ليست دولة مستجدة في المنطقة .. لها حضارة تقارب الحضارة العربية في العمق في هذه المنطقة وفيها تواصل وفيها فترات صراعات وتوافقات ولكن بنفس الوقت كانوا معنا في الدول الاسلامية والى اخره .. وهم جزء من هذا النسيج .. ايران الان دولة كبيرة وهي دولة هامة شئنا ام أبينا .. أحببنا ام لم نحب .. لنأخذ تجربتنا مع تركيا .. ثمانية عقود من العداء مع تركيا .. الى أين أوصلتنا .. لم توصلنا الى شيء .. اقل من اربع سنوات من العلاقة الجيدة مع تركيا أنجزنا فيها انجازات هائلة لتركيا ولسورية وللمنطقة .. كان من الصعب ان يكون الوضع في العراق حتى على الرغم من انه سيء .. كان من الممكن ان يكون اكثر سوءا لو كانت العلاقة السورية التركية غير جيدة .. وتابع السيد الرئيس .. اذا عادينا ايران .. ماذا نربح واذا توافقنا مع ايران ماذا نربح .. ايران كأي دولة لها مصالح .. ونحن لنا مصالح .. لها رؤى ولنا رؤى .. من المستحيل لمجموعة دول تعيش في نفس المنطقة ان تكون كل مصالحها متناقضة .. هذا اولا .. فيجب علينا ان نبحث عن الامور التي نتفق حولها ومن ثم نحل بقية المشاكل .. هذا ما اتبعناه بالنسبة لتركيا .. من المستحيل ان تكون دولة كايران دولة عدوة وتختلف مصالحنا معها واسرائيل ليست عدوة .. من المستحيل ان تكون ايران هي مشكلة في العراق وامريكا هي الحل في العراق .. وهي اساس المشكلة فيه .. فهذا النقاش غير موضوعي .. ولكن ايضا وكنوع من المنهجية .. وهذا ما طرحته في القمة .. قلت اذا كنا نعتقد بان هناك خلافا مع ايران .. دعونا نحدد ما هي النقاط العربية .. مثلا ما صدر في البيان او اي قرار .. او في القمم المختلفة .. بكل القضايا المطروحة .. وخاصة موضوع العراق والمقاومة وغيره .. نحدد ما هي رؤيتنا العربية ونرى هل ايران تتفق معنا ام تختلف معنا .. اذا كانت تختلف معنا فنحن لسنا معها من حيث نختلف .. مثلا موضوع وحدة العراق بالنسبة لنا في سورية موضوع أساسي .. اي دولة تقف ضد وحدة العراق نحن ضدها .. نحن نقول للايرانيين بالنسبة لنا وحدة العراق هي الاولوية .. على سبيل المثال .. نحن ضد الوضع الطائفي في العراق .. نحن مع الوحدة الوطنية .. الخ .. فاذا علينا ان نحدد بنودا قبل ان نقول نحن نختلف مع ايران .. نختلف على ماذا .. عن الدور في العراق .. هل هناك دور عربي .. وايران وقفت ضد الدور العربي .. هناك غياب عربي .. فهناك الوان لكلالعالم في العراق .. فتفضلوا والعبوا دورا . وعن تأييد سورية حق ايران في الحصول على الطاقة النووية .. ودعم برنامجها النووي .. أكد السيد الرئيس .. نحن مع الحق لكل دول العالم .. لكل دول العالم لها الحق وليس ايران فقط .. كل دول العالم لها الحق في الطاقة السلمية .. نحن ضد اسلحة الدمار الشامل .. والدليل نحن وفي عام 2003 قدمنا مشروعا عندما كنا في مجلس الامن للامم المتحدة حول نزع اسلحة الدمار الشامل .. ووضع في الادراج له الوان ربما ازرق .. اي يبقى وثيقة ولكن غير مفعلة .. ومن وقف ضده الولايات المتحدة لانه يشمل اسرائيل .. فنحن بالعكس تماما .. نحن ضد اسلحة الدمار الشامل .. لا ايران ولا اسرائيل ولا غيرها . وعن عدم استبعاد وزير الدفاع الامريكي للحرب مع ايران رغم انها كارثية .. علق السيد الرئيس قائلا .. ان هذه الحرب ستؤدي لنتائج ندفع ثمنها ربما ليس لعقود .. وانما ربما لقرن من الزمن .. لا نعرف أين تذهب بالمنطقة .. نحن الان كعرب رأينا من خلال الوقائع في العراق بعد خمس سنوات .. باننا نكاد ندفع الثمن قريبا اذا استمرت الامور على الوضع الحالي .. ونتائجها ستمتد من البحر المتوسط وربما الى الاطلسي .. ربما الى المحيط الهادي في العالم الاسلامي .. وتنعكس على دول اوروبا في المستقبل .. وهذا ما أقول للاوروبيين .. فكيف اذا أصبح لدينا العراق وفلسطين ومشكلة ايران وغيرها .. هذا الموضوع العالم كله لا يستطيع ان يتحمله .. خطير .. ليس خطرا على دول الخليج كما يقال الخليج ومضيق هرمز .. الموضوع اكبر من ذلك بكثير .. فأغلب المسؤولين الذين التقي بهم في الغرب تحديدا هم ضد هذه الحرب .. وأعتقد ان هناك تيارا كبيرا في امريكا .. في الجيش الامريكي .. لدى السياسيين الامريكيين .. ضد هذه الحرب . وعن موقف سورية من تعرض ايران لهجوم في ظل اعلان اكثر من مسؤول ايراني مساندتهم لسورية في حال تعرضها لعدوان .. أوضح السيد الرئيس انه لا توجد اتفاقية دفاع مشترك بين الدولتين .. ولا توجد جبهة مشتركة .. وليس المطلوب من ايران ان ترسل جيشا الى سورية ومن سورية ان ترسل جيشا الى ايران .. ونأخذ مثالا الحرب العراقية الايرانية .. نحن دعمنا ايران ولكن لم نرسل جيشا .. نحن لم نقاتل صدام نيابة عن ايران .. نفس الشيء مع حزب الله .. حتى علاقتنا مع حزب الله والمقاومة .. القضية ليست سلاحا .. السلاح متوفر تستطيع ان تأتي به باي طريقة .. غزة محاصرة من كل الجوانب ولديها سلاح لم يكن موجودا من قبل .. المقاومة تستطيع ان تحصل على اي شيء .. لا تصدق ان هناك ضوابط في العالم .. فالقضية هي قضية دعم سياسي .. قضية دعم حقوق .. هذه هي القضية . وعن اسقاط حزب البعث العراقي وتأثير ذلك .. أوضح السيد الرئيس انهم أسقطوا الحزب من الحكم من السلطة .. ولكن الحقيقة الان ماذا كان البديل في العراق .. هل كان البديل احزابا علمانية ووطنية .. الى اخره .. الوضع الان ان البديل هو احزاب طائفية .. بالعكس انا برأيي الان التيار القومي في العراق أصبح اقوى على الرغم من الكوارث الفظيعة التي تحصل في العراق .. لكن التيار القومي أصبح أقوى .. صحيح ان التيار الطائفي قوي من خلال الميليشيات .. بعض الميليشيات .. ولكن انا أتحدث عن القاعدة الشعبية .. التيار القومي أصبح اقوى .. الان التيار الطائفي ليس موجودا على المستوى الشعبي بعد .. وخاصة نحن نحتك معهم .. لدينا مليون ونصف المليون عراقي في سورية .. موجود على مستوى فصل جغرافي سببه القتل والقتل المتبادل .. بهدف الوصول الى حالة طائفية كما كان الوضع في لبنان خلال الحرب الاهلية .. الميليشيات بشكل طبيعي لا تستطيع ان تتواجد وتكسب السلطة الا من خلال الوضع الطائفي .. فهم يدفعون الناس لكي يصبحوا طائفيين .. حتى الان لم يتحقق هذا الشيء بشكل كامل .. ولكن مع الوقت اذا ترك الموضوع فسوف يتحقق . وعن تواصل سورية مع كوادر حزب البعث العراقي .. قال الرئيس الاسد .. نحن نتواصل بشكل علني مع التيارات القومية وكل شخص قومي نحن نقف معه .. ويشمل ذلك حزب البعث وغيره .. هي أخذت اشكالا مختلفة .. الان نحن في حالة حوار معهم .. حول ما هي التصورات المستقبلية .. أين أخطأ التيار القومي في الماضي .. واضح ان التيار القومي هو جزء طبيعي من النسيج الاجتماعي لمنطقتنا .. وهو ضمانة توحيدية .. هو لا يفرق .. لكن كيف نستفيد من أخطاء الماضي .. وبكل الاحوال هم يأتون الى سورية .. والبعض منهم يعيش في سورية  .. ونتواصل معهم بمعرفة الحكومة العراقية .. ونحن لا نخفي هذا الشيء .. وعما اذا كان ذلك لكي يعودوا الى السلطة .. أوضح السيد الرئيس .. هذا يرتبط بالوضع العراقي .. كيف يتحول .. الان الوضع العراقي يتحول بشكل مستمر .. من الصعب ان نحدد هذا الشيء بمعزل عن التحولات العراقية .. لذلك انا قلت .. انا أرى ان الوضع العراقي اما يذهب الى الاتجاه الطائفي او الى الاتجاه القومي .. فالقوى القومية الان تثبت نفسها وليس العكس .. على الاقل كضامنة لمستقبل العراق .. وهذا يتوافق مع ما أقوله انا بان الحل يجب ان يكون حلا عربيا او عروبيا .. عروبيا اي يرتكز على عروبة العراق .. ليس بالضرورة ان يعني حلا عربيا تقوم به سورية والدولالعربية .. وانما ان يكون مرتكزا على عروبة العراق . وعن موقف سورية من العمل العسكري التركي لاقتلاع كوادر حزب العمال الكردستاني في شمال العراق .. قال السيد الرئيس .. موقفنا كان واضحا عندما كنت انا في تركيا .. العمليات التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني فى تركيا ليست مقبولة .. ومرفوضة .. عمليات قتل لعسكريين ومدنيين .. والاخطر هو قتل المدنيين الابرياء .. ماعلاقة المدنيين .. يقومون بعمليات تفجير لباصات وما شابه .. ذا الكلام غير مقبول .. اي دولة تدافع عن نفسها .. طبعا نحن اتفقنا معهم منذ البداية بان الحرب كما قلت قبل قليل هي حل سيء .. فيه خسارة للجانبين .. وليس من السهل للجيش التركي ان يدخل الى الاراضي العراقية ليقاتل في اراضي غيره .. ولكن ما هو الحل عندما تستمر العمليات .. اتفقنا على ان تكون هناك مساع سياسية شاركنا نحن بها .. نقلنا رسائل للحكومة العراقية .. كان هناك نوع من الاستجابة .. ولكن كلنا يعرف بان الوضع في العراق من يتحمل مسؤوليته هو الامريكي وليس العراقي .. لا يوجد جيش عراقي كي يسيطر .. ولا شرطة عراقية .. وهذا الشيء واضح بالنسبة للاتراك .. أعطوا مهلة للعملية السياسية .. وعندما استمرت العمليات .. كان من الطبيعي ان يقوموا بعمليات لحماية اراضيهم وشعبهم . وعن النزعة الاستقلالية التي يراها البعض في اكراد العراق .. قال السيد الرئيس .. نحن سألنا هذا الموضوع لعدد من القيادات الاساسية لديهم .. وكلهم نفوا .. هذا النفي جيد .. اما بالنسبة للتخوف من الانفصال فليس فقط نتخوف .. نحن ضد الانفصال بالمطلق .. نعتبره خطرا ليس فقط على العراق .. على كل المنطقة .. وعلى الامن القومي في سورية .. ونفس الشيء تنظر له تركيا .. ونفس الشيء تراه ايران والدول العربية الاخرى المجاورة .. كل الدول تتخوف .. وفيما اذا كان هناك تنسيق مع الجيران بشأن ذلك .. قال السيد الرئيس .. طبعا .. ليس فقط بهذا الموضوع .. لدينا في سورية اكراد وهم وطنيون .. لا توجد لديهم هذه النزعة .. ولكن نحن نتحدث عن تقسيم العراق بشكل عام .. سواء بدأت في الشمال او الوسط او الجنوب .. النتيجة واحدة .. كل هذه الدول من دون استثناء ضد تقسيم العراق . وفي محور اخر يتعلق بمؤتمر السلام المرتقب في موسكو .. لبحث الصراع في الشرق الاوسط .. والاستراتيجية السورية في هذا المؤءتمر وامكانية نجاح هذا المؤتمر في ظل التعنت الاسرائيلي .. أوضح الرئيس الاسد بانه لا نجاح في ظل التعنت الاسرائيلي .. في نفس الوقت .. عندما أتى لافروف الى سورية لم يكن واضحا ما هو مضمون هذا المؤتمر .. لا يكفي الحديث عن المؤتمر .. ماذا يعني المؤتمر .. ان نلتقي على الطاولة .. المهم ما هو المضمون .. حتى الان لم يأتينا اي شيء واضح حول هذا المضمون .. ولسنا متأكدين من موعد انعقاد المؤتمر .. ليست المشكلة في التعنت الاسرائيلي فقط .. وانما في الادارة الامريكية .. اي انها مؤثرة في هذا الموضوع .. فلذلك نحن حتى الان لا يوجد امامنا شيء واضح لكي ندعي التفاؤل .. مع اننا دعمنا اي مؤتمر يتم في موسكو لمصداقية موسكو بالنسبة لقضية السلام مع العرب .. ولكن هل سيسمح لها بالنجاح .. نحن لا نثق لا بالاسرائيلي ولا بالامريكي . وتابع السيد الرئيس .. المشكلة ان المؤتمر لم يحدد .. لم يؤكد بانه سيعقد .. مازال في اطار الكلام .. متى سيعقد .. كيف .. كان في البداية عندما عقد مؤتمر انابوليس قيل بان المؤءتمر سيعقد في شهر اذار او نيسان .. نحن الان في نيسان ولم يعقد .. ولا يوجد موعد .. فهو مجرد حديث .. فلا نستطيع ان نبني رأيا على حديث . وأردف .. الطرف الروسي يريد .. متحمس .. ولكن هذا بداية الحماس ان يستقبل .. لكن يجب ان ينسق مع الاطراف .. هل نسق حتى عندما جاء لافروف قبل القمة بفترة قصيرة لم يكن هناك شيء .. وحتى الان لا يوجد شيء .. حتى الان هو شيء افتراضي .. وليس حقيقيا . وعما اذا كان قد انحصر دور روسيا وبالتالي لا تستطيع حتى ان تحدد مؤتمرا في اراضيها .. قال السيد الرئيس .. هذا دائما حتى في ايام الاتحاد السوفييتي كان الدور الاساسي لعملية السلام للولايات المتحدة .. بسبب علاقتها مع اسرائيل .. وليس لانها اقوى او اضعف . ولكن الولايات المتحدة لها علاقة قوية مع الاطراف العربية .. ولكن اقوى بكثير مع اسرائيل .. انت بحاجة الى طرف يضغط على اسرائيل او يؤثر عليها في عملية السلام .. هذا الشيء .. روسيا لا تستطيع ان تقوم به .. لا اليوم ولا في الماضي . وعن العلاقة الخاصة التي تربط دمشق بالدوحة والرئيس الاسد بأمير قطر .. شرح السيد الرئيس قائلا .. السبب ان العلاقة السورية القطرية قبل عام 2003 ولسنوات امتدت منذ مجيء الامير الى موقعه على رأس الدولة .. كانت هي نموذج للشكوك بين دولتين عربيتين .. كعلاقة مليئة بالشكوك غير المبنية على اي اساس .. مبنية على قيل وقال .. كانت نموذجا .. وانقلبت هذا الانقلاب خلال زيارتي الاولى الى الدوحة في النصف الثاني من العام 2003 .. اللقاء الاول بيني وبين الامير تناول الحديث عن هذه الشكوك .. تحدثنا بصراحة عن النظرة السلبية لسورية تجاه قطر وشكوكها وتخوفها منها .. نظرة احيانا ربما في بعض الجوانب دعنا نسميها شيطانية .. للدور الشيطاني القطري تجاه العرب وتجاه سورية .. وتحدث معي الامير بنفس المنطق .. ففوجئ كلانا بان كل ما هو لدينا غير صحيح .. لماذا في 2003 .. لانه بعد الحرب على العراق وفي ذروة الضغوط على سورية كانت مبادرة الامير في هذا الاتجاه .. بادر بشكل غير الصورة السلبية الموجودة لدينا .. لانه في ظرف مثل هذه الظروف لو كان الدور القطري سيئا لكان الاداء مختلفا .. الحقيقة انقلبت الصورة وأتت زيارتي وارتكزت العلاقة على الصراحة .. هذه البداية أسست لاحقا لحديث صريح في كل القضايا .. الان تسألني سؤالا هل نحن متفقون حول كل شيء نحن وقطر .. لا بالعكس كثيرا ما نختلف .. ولكن الميزة في العلاقة بيننا وبين قطر بانه اولا قطر تتفهم موقف سورية وسورية تتفهم موقف قطر .. سورية تتفهم موقع قطر الجغرافي والجيوسياسي .. وقطر تتفهم موقع سورية .. فليس المطلوب من قطر ان تكون سورية وليس المطلوب من سورية ان تكون قطر .. هذه نقطة الضعف في العلاقات العربية العربية .. لو تفهمنا هذه النقطة لما كانت هناك مشكلة .. ما يهمني في الموضوع .. هل قطر تسعى في سياستها لمساعدتي كدولة شقيقة .. هذا ما تقوم به قطر .. وهذا ما تقوم به سورية .. هذا النوع من الصراحة بكل الامور .. لا يوجد اي نوع من المجاملات بيننا وبين قطر .. هذا ما خدم العلاقة لانه لا توجد مجاملات .. فتجاوزت العلاقة كما قلت العلاقة السياسية الى علاقة شخصية قوية جدا ولكنها تصب ايضا في الاتجاه السياسي .. وهذا ماجعل العلاقة السورية القطرية فاعلة جدا في المحافل المختلفة .. احيانا بشكل غير معلن .. كثير من الاشياء التي ننسق بها واللقاءات والاداء السياسي لاحقا .. يكون على خلفية التنسيق .. هذا من جانب .. من جانب اخر نحن رفضنا منذ البداية التعامل مع قطر على اساس دولة كبرى وصغرىي .. وهذه مع كل الاسف تحكم احيانا عقلية العلاقات بين الدول العربية .. الفرق بين سورية وقطر في المساحة وفي عدد السكان كبير جدا .. ولكن نحن لدينا مبدأ باننا ان لم ننظر الى بعض كدول عربية على اساس كلنا دول مستقلة .. وكل دولة لها اهميتها .. لا يمكن ان تتطور العلاقة .. بنيت العلاقة بين سورية وقطر اولا على الاحترام .. هذه دولة لها اهمية وهذه دولة لها اهمية . ثانيا قطر أرادت ان تلعب دورا .. هذا الشيء نحترمه .. كانت تستطيع ان تنكفئ الى موضوع تطوير داخلي وتطوير اقتصادي .. ولكنها أرادت ان تلعب دورا .. وفي اجابته عن ماهية هذا الدور .. أوضح السيد الرئيس انه دور سياسي .. دور على المستوى العربي .. ان يكون لها دور في بناء البيت العربي .. في التضامن في التطوير الاقتصادي .. احيانا في وساطات تحسين العلاقات بين سورية ودول اخرى لعبت دورا في هذا المجال . وعما اذا كان مثل هذا الدور لتقريب المسافات او نقل الرسائل بين دمشق وواشنطن .. نفى السيد الرئيس ذلك وقال .. أعتقد بان قطر كانت واعية تماما لحدود النجاح في مثل هذا الدور .. مع مثل هذه الادارة .. وهذا الشيء جيد .. ان لا تلعب دورا في شيء تعرف بان احتمال فشله كبير .. فقطر لعبت دورا في قضايا تعرف بان احتمال نجاحها كبير .. وحققت خطوات في هذا الاتجاه . وعما اذا كان نموذج العلاقات القطرية السورية مطلوبا للعلاقات مع لبنان والرياض والقاهرة .. أكد السيد الرئيس ان هذا ما نريده .. ولكن هذا يعتمد على تفهم موقفك .. المشكلة هي شخصنة العلاقات بين الدول .. بين المسؤولين العرب .. والشكوك الكبيرة .. المشكلة هي ان يعتقد احد الاطراف العربية بأنني ان لم أكن مثله فانا ضده .. هذا مستحيل .. نحن الاخوة في المنزل الواحد لا يمكن ان يكون لنا نفس الرأي .. فكيف على مستوى الدول .. هذه هي المشكلة في العلاقات العربية . وهذا ما طورناه في العلاقة مع قطر .. لذلك علاقاتنا تتطور بشكل كبير على الرغم من اننا لا نتفق على كل القضايا ولكن نشكل رؤية موحدة لاحقا للقضايا التي نختلف حولها وتقوم قطر بالسير بالطريق التي تناسبها وسورية تسير بالطريق التي تناسبها .. طريق تختلف عن قطر .. ولكن في المحصلة المهم ان نلتقى بهدف واحد .. هذا هو المنهج .

زمان الوصل
(131)    هل أعجبتك المقالة (129)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي