أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من تونس إلى سوريا... "الشرق الثقافي" تفتح ملف سينما الثورة

يجيء ملحق "الشرق الثقافي" مشكّلًا ظاهرة ثقافية لافتة على الساحة العربية، وسط تحولات تاريخية سريعة وحاسمة، قفزت بالخبر السياسي إلى الواجهة، فيما تراجع الاهتمام بالجوانب الأخرى، على الأقل إعلاميا، في اللحظة الراهنة.

من هنا يراهن الملحق الجديد، والذي يصدر العدد الثاني عشر منه مطلع الأسبوع (الأحد)، على إعادة الاعتبار للثقافة والمثقف بعيدا عن قعقعة السلاح ودهاليز السياسة، بحثا عن فضاء أرحب للحرية الفكرية والإبداع الخلاق والانتماء إلى الحياة الإنسانية الكريمة.

يفتتح "الشرق الثقافي" عدده الأخير بملف "سينما الثورة" عبر تجربتين عربيتين مهمتين، لكل منهما مرجعيتها الإيديولوجية ومدرستها الفنية، أولاهما من تونس، منطلق ثورات "الربيع العربي"، والثانية من سوريا، البلد الذي أعاد شعبها صياغة مفهوم الثورة وأسئلتها الأولى، ثورة العبيد على "سبارتاكوس"، ومحاولة "سيزيف" لحمل الصخرة الجاثمة على النفوس إلى أعلى قمة الجبل، بما يؤكد الأسطورة بالمحاولة الأسطورية.. فثمة قراءة نقدية يقدمها الروائي خليل صويلح للفيلم السوري الجديد "سلم إلى دمشق" للمخرج محمد ملص، توازيها قراءة للفيلم التونسي"صراع" للمخرج منصف بربوش، ويتناول فيه للمرة الأولى تاريخ التعذيب وممارسات الاستبداد في عهد الرئيس الهارب زين العابدين بن علي، لما يزيد عن العشرين سنة، اعتمادا على أشهر الممثلين التونسيين، وعلى تقنيات سينمائية عالية، مستمداً مادته من الروايات الحقيقية للقمع والتعذيب والقتل والسجون السرية في العهد الفارط، بينما تختلط سيرة ملص السينمائية مع سيرة أحد أبطال فيلمه، ذلك المصوّر الشاب، المهووس بالسينما والتصوير وتوثيق وقائع ما تعيشه دمشق اليوم، تحت وطأة العنف والتظاهرات والاعتقالات، وهنا يستعير ملص مشهداً من فيلمه التسجيلي "نزيه الشهبندر" أحد رواد السينما السورية، وهو يبكي ضياع أرشيفه السينمائي، كما يوجّه ملص تحية خاصة إلى صديقه المخرج الراحل عمر أميرلاي، قبل أن يخاطبه: "انكسر الخوف.. طوفان يا عمر طوفان"، في إشارة إلى فيلم أميرلاي الشهير "طوفان في بلاد البعث".

ويحتوي الملحق موضوعات وحوارت ومتابعات ثقافية وفنية متنوعة، من زيارة قام بها خالد عواد الأحمد إلى بيت الشاعر الأردني الراحل "عرار"، إلى ترجمة الشاعر التشيكي المميز "يان سكاسل" بتقديم وترجمة سعيد بوكرامي، إلى قراءة لعبدالله الحامدي في تجربة الفنان التشكيلي ورسام الكاريكاتير القطري سلمان المالك، إلى رصد دقيق وطريف لشارع الفن الباريسي قام به الفنان والناقد المصري الدكتور عبدالرازق عكاشة، وحوار مع الممثل المغربي الكبير عبدالحق زروالي أجراه إدريس علوش، وحوار آخر أجراه فيصل حضرة مع الناشطة السودانية الشابة سامية الجلابي حول مشروعها الطموح لتشجيع القراءة بين أوساط الشباب، وأخيرا رحلة أدبية فوتوغرافية إلى مدينة أبي الأنبياء "أورفة" جنوب تركيا، فضلًا عن الزوايا الثابتة لكوكبة من الكتاب العرب.


الدوحة - زمان الوصل
(112)    هل أعجبتك المقالة (113)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي