أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أريد حصتي من مؤتمر مانحيّ الكويت فوراً!

سأفرض جدلاً أن المبلغ الخيالي"2.6 مليار دولار" الذي أقره المؤتمرون في "مانحي الكويت" الأخير حقيقة وليس على الورق والمنابر، وسأمنّي النفس كسوري يقتات على الأمل، أن بعض ظروف ملايين اللاجئين والمشردين ستفرّج، لكني هذه المرة سأسأل، ليس لأن فكري مبني على الجدل وحسب، بل لأن "القيح وصل الحنجرة".

1- من سيستلم المبلغ من المتبرعين وأصحاب الغبطة والسعادة والقداسة، هل الائتلاف الوطني ممثل الشعب وعليه، أم سيبقى لدى خزائن الأمم المتحدة، لطالما الهدف إنساني إغاثي وليس من علاقة له بالسياسة.؟! .قلت سأفرض جدلاً بوجود المبلغ.
2 – هل سيجرؤ الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة "مارتن نيسيركي" هذه المرة على الإجابة عن المبلغ الذي لم يصل سوى لعناوين نشرات الأخبار، ولا يكتفي كما المؤتمر السابق بتحويل السؤال لمكتب الشؤون الإنسانية؟! 
3- هل يمكن لمكتب تنسيق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) أن يقدم قائمة توضح ما وصل من مبالغ والفارق بينها، وبين ما أقر وتشدق به الأشقاء والأصدقاء أمام عيون الكاميرات، وهو -أوتشا- من ألمح سابقاً إلى ما فعلته الإمارات والسعودية مجرد مثال - من احتساب ما دفع لمنظمة الصحة العالمية ومن تبرعات ومن مساعدات عينية من الهلال الأحمر، ضمن المبلغ المعلن في مؤتمر المانحين، ولن أصدم القارئ وأقول أن السعودية لم تدفع المؤتمر السابق من أصل 300 مليون دولار أعلنته كمساعدة تحت أضواء المؤتمر، سوى 78مليونا.
4- هل سيحسب الأشقاء، ما يدفعونه لكتلهم في الائتلاف، من أكلاف مؤتمرات وحجز فنادق وحتى "إكراميات" ضمن ما أعلنوه للشعب المهجر والمحاصر الذي يموت جوعاً بمعنى الكلمة لا بمَجازاتها.
5- وأسأل أخيراً كسوري رأى السوريين يبيعون كل ما يباع ليصمدوا بوجه الحصار والبراميل والميغ، ولا يبدلوا تبديلا، عن سر التريث والاتزان والمماطلة في عقد مؤتمرات الإغاثة والمساعدة والنجدة للسوريين، وأسأل هل سيتم ترضية الدول المستضيفة للسوريين من ضمن المبلغ...ولن أبيع عقلي وأسأل هل سيصل مساعدات لمن يموت جوعاً في الداخل، لأني أرى وأسمع عجز العالم وتآمره، حتى في تمرير الخبز لداريا واليرموك.

قصارى القول: إن تناسينا كل تلك الأسئلة والهواجس، لنسأل فقط عن عدم تجميع المساعدات والمنح والمعونات في صندوق أو مشروع أو اي شكل استثماري، يدار على نحو علمي ومؤسسي من قبل اقتصاديين سوريين يبحثون عن عمل الآن، ليتم عبره إغاثة السوريين في الداخل ويؤمّن عملاً ودخلاً للمحتاجين في الخارج، ولماذا حوربت هذه الفكرة عندما طرحت.

هل السبب فقط لأن المتبرعين حنثوا بوعودهم، أم ترى ثمة أسباب أخرى تتعلق برواتب وسفر وإقامة من وجد في الثورة عملاً فآثر استدامتها وحرص-ولم يزل– على إذكاء الفرقة والشقاق والخلافات، بل أعاق ويعيق وسيعيق كل حل لأن فيه قطعاً لرزقه وعودته لحجمه...إن لم نقل تعريته وكشف ما سلف من ارتباط ومتاجرة حتى بالدم.

خلاصة القول: بات من نافل القول ومن البدهيات ربما، أن نشير إلى عورات وجرائم النظام، الذي أعلنها حرباً دونما رحمة وهوادة، على شعب انتفض لنيل بعض حقوقه من حرية وكرامة وتوزيع الدخل ومنح الفرص، بيد أن أصدقاء وعدوا وعرباً تنطعوا منذ بداية ثورة السوريين، فحرفوا بمالهم السياسي قطارها عن سكته، وثوريين لبسوا ثوب النضال مقلوباً فتاجروا بجوع وتشرد وحتى شرف أهليهم، هي الحقيقة المرة التي أخطأ السوريون بتأجيل طرحها والسكوت عليها، كما فعلوا لجهة الاستعانة بالشيطان على النظام، بحجة الأولويات ونحن على عتبة جنيف والوقت غير المناسب..

من كتاب "زمان الوصل"
(188)    هل أعجبتك المقالة (177)

لمى يوسف

2014-01-19

أسألتك مهمة وخطيرة ...يعني بتقصد أن مال المساعدات راحت للائتلاف..يا حرام على هل الثورة اليتيمة والشعب اليتم.


زياد عبد القادر

2014-01-19

لو كان المنح يصل لمستحقيه لانتصرت الثورة منذ اكثر من سنه.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي