أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

في سوريا: إياك أن تقول رأيك

أخيراً، وبعد مضي ستة أشهر واثنين وعشرين يوماً على اعتقاله من قبل الأمن الجوي بحلب، عَرَف "أبو مراد" أن أخاه الأستاذ عمر قد تمت تصفيته جسدياً، وألقيت جثته على طريق العباسيين جوبر بدمشق. 
كانت الجثة مشوهة، ولكن واحداً من أقارب أبي مراد استطاع التعرف عليها في براد مشفى المواساة، وتمكن، بصعوبة بالغة، أن يرسل إليه خبراً. وبالطبع لا يوجد أحد يعرف كيف ولماذا أصبح هناك، وكل ما وصلهم من أخبار، عن طريق المجند (سامر) الذي كان يسرب لهم أخباره، هو أنهم أخرجوه من مقر الفرع في حي الزهراء بحلب، وأرسلوه إلى جهة مجهولة قبل ثلاثة أشهر من الآن، ثم انقطعت الأخبار.
مع أن الخبر قصم ظهر أبي مراد، إلا أنه، في الوقت نفسه، أزاح عبئاً ثقيلاً عن كاهله، فقد كان يشعر بأنه مكتوف، لا يستطيع أن يقول شيئاً، أو يفعل شيئاً، خشية من أن ينعكس الأمرُ على أخيه المعتقل.. وها هم قد قتلوه، فانتهت قصته، وبالتالي هو يستطيع أن يتحرك.
قال لزوجته: أين مراد؟
قالت: في الكافي نت.
زمجر أبو مراد: ولد عنيد وتنح.. يعني مصر على الذهاب إلى الكافي نت. كم مرة قلت له إن أصحاب مقاهي الإنترنت مرتبطون بالأمن، ومَنْ كان منهم له علاقة بفرع أمني واحد (فقط) فهو يعتبر رجلاً نظيفاً!! اطلعي فوراً هاتيه وتعالي.
حينما حضر مراد قال له: أنت مسؤول عن إيصال أمك وإخوتك الصغار إلى تركيا..
قال مراد: كيف؟
قال له: تأتي إلي غداً إلى المكتب، وتتقصد أن تقول لي (أمام الحاجب) إن جدك والد أمك قد توفي في القرية، وإن أمك تريد الذهاب إلى القرية حالاً لحضور مأتم أبيها. وأنا، بعدها، أرسل معك سيارة تخرج بكم من هنا عن طريق مشتى الحلو، ثم إلى مصياف من خلال الطريق الجبلي، ثم إلى السقيلبية، فمحردة، ثم إلى مشارف الهبيط.. وسيكون معك اثنان من عناصر كتيبتي، هما يتفاهمان مع الحواجز الأمنية التابعة للنظام فلا تتعرضون للتفتيش، فإذا أصر أحد الحواجز على تفتيشكم لا توجد مشكلة، فليس معكم شيء خطير.. وحينما تصلون إلى مشارف "الهبيط" قل للعنصرين إن بإمكانهما العودة، لأن المنطقة هنا ستكون خطرة عليهما، وأن بإمكانكم المتابعة من دونهما، وهناك، وبعدما تتأكد من أن العنصرين عادا، تذهب مع أمك وإخوتك إلى بيت محمد السلمو، أنت تعرف منزله غربي الهبيط، وهو يعرف كيف يوصلكم إلى كفرسجنة من خلال الطرقات الفرعية.. إذا لم يكن محمد موجوداً اسأل عن أخيه علي وهذا أيضاً يعرف كيف يتصرف. 
قال مراد: وبعد؟
لا أعرف. من كفرسجنة أنت تتدبر نفسك، والأفضل أن يتبنى محمد السلمو الموضوع كله. المهم. قبل أن تصبح ضمن الأراضي التركية يجب أن تتصل بي من رقم سوري. طبعاً ليس من رقمك، لأنكم ستتركون جوالاتكم هنا، والأفضل أن تحرقوا البطاقات بالكامل.. إياك ثم إياك أن تحكي معي من رقم تركي!
قالت أم مراد: وبيتنا هنا؟
قال: انسيه.
قالت: إننا، منذ سنوات، نضع فيه كل ما نوفره من رواتبك ومن إيرادات الأرض في القرية.. وضعنا فيه تحويشة العمر.
حزم أبو مراد الأمر: قلت لك انسيه. أنا راجع الآن إلى الكتيبة. موعدنا غداً مراد. 
خرج أبو مراد من البيت. وأم مراد بدأت جولة سريعة على محتويات البيت وقررت حشو حقيبة أو اثنتين بما خف وزنه وغلا ثمنه.
أبو مراد لم يذهب فوراً إلى الكتيبة. ذهب باتجاه منزل ابن قريته أبي عثمان. التقاه على عجل عند الباب وقال له:
الله يخليك، بأي طريقة، أريدك أن توصل خبراً إلى ابن عمك مأمون في إدلب، ليخبر ابن عمه "محموداً" زوج أختي "سميرة" بضرورة أن تغادر سميرة إدلب خلال هذه الفترة، لأن خطراً ما قد يتهددها.
بعد حوالي عشرة أيام، وكان مراد قد طمأن أباه بأن الأسرة أصبحت في أمان، وأن سميرة غادرت مدينة إدلب التي تسيطر عليها قوات النظام، تمكن أبو مراد من مغادرة كتيبته في ضاحية من ضواحي مدينة حماه، واجتاز مخاطر لا حصر لها حتى وصل إلى الأراضي التركية، وهنالك أعلن انشقاقه عن النظام السوري، وحكى واستفاض في الحكي عن حقارة النظام وضلوعه في الإجرام.
سألته المذيعة: طالما أن حضرتكم تعرفون كل هذا، لماذا لم تقولوا كلمة حق عن هذا النظام من قبل؟
قال أبو مراد: السوريون وحدهم يعرفون، وأنا أكثر واحد يعرف، كم يكلف قول كلمة الحق في سوريا.

(133)    هل أعجبتك المقالة (129)

نيزك سماوي

2014-01-18

رأي الشعب السوري إختصره الطفل محمد الكنج من معرة النعمان بريف إدلب بهذه العصابة الغاصبة المجرمة الطائفية الحقيرة وهل تريد أن أكتب ما قاله الطفل على مسمع العالم بالمجرم الوريث غير الشرعي أعتقد التحشوكي بالإدلبي المعروفة بالمسبة من تحت الدست كما يقال الكل سمعها ولا داعي لتكرارها.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي