*حكم البابا وبعيدا عن التفاؤل والتشاؤم يطلق نقاطه العشر في سالبها وموجبها
*طلاس متفائل لأن ذهاب "داعش" عزز الشعور بأن السوريين ليسوا متطرفين
* رستم: الهبّة ضد التنظيم، تثبت أن الشعب السوري مازال اللاعب الأبرز في كل المسألة السورية
*فاديا أبوزيد: الحرب اقتصادية وليست سياسية وفتشوا عن أمريكا وإيران
انقسم "الثوار"حول الدولة الإسلامية في العراق والشام، والتي سنكتبها "داعش" اختصاراً لا تقليلاً أو تحقيراً، كما انقسم الساسة وكذا الدول، بيد أن ما جرى أخيراً في الرقة من تفجير بيوت فوق رؤوس أهليها، وظهور أسلحة ثقيلة ومضادة للطيران ولم تستخدم للدفاع عن مدنيي الرقة أوقات غارات النظام واجتياح قطعانه، أزالت بعض اللبس عند البعض، لتأتي"مجازر" تل رفعت والدانا ومشفى الأطفال في حلب، والخطف وقتل المثقفين والإعلاميين في إدلب، التي ارتكبها "مهاجرو داعش" لتمحو ما تبقى من شك، ويظهر شبه رأي موحد لدى "مثقفي الثورة" بعد أن شرعن"الائتلاف "مقاتلتها على اعتبارها الوجه الآخر للنظام ...وهو ما أكده أخيراً وزير خارجة تركيا أحمد داوود أوغلو، رئيس دبلوماسية الدولة الأكبر في رعاية واحتضان الثورة والسوريين.
ولكن، أين يصب هذا الاقتتال ولمن سيخدم نهاية، وهل "داعش"مرتبطة بالنظام أو بأجهزة مخابرات اقليمية، تنفذ ما تؤمر به..وإن كانت قواعدها ومقاتلوها البسطاء لا يعلمون؟.
متفائل..ولكن بحدود
الصحافي حكم البابا حذر في تصريح لـ"زمان الوصل" من معركة أشد رعباً وقال: أنا أعتبر مايحدث الآن أول خطر حقيقي تتعرض له الثورة حتى قتال بشار والشيعة ليس خطرا على الثورة ولكن الخطر أن تخلق مثل المشكلة التي تم اختلاقها داخل الثورة والتي ستؤدي إلى معركة دم طويلة تقوم على الرد والرد المضاد ..وهي كفيلة بالقضاء على الثورة فيما لو استمرت.
رجل الأعمال فراس طلاس قال: أنا متفائل نسبيا بقتال داعش، لأن ذهابها عزز لدي الشعور بأن السوريين ليسوا متطرفين وأن الحرب لم تغيرهم من الداخل، في حين أبدى المهندس نبيه السيد علي تخوفه مما يجري على الساحة السورية، بل وعبر لـ"زمان الوصل" عن تشاؤمه، لأن الطريقة على حسب وصفه، ليست المثلى، وضرب النار لن يطفئها بقدر ما سينشر الشرر ويوسع الحريق.
الباحث رستم محمود رأى أن ما بات ثابتا من خلال الحوادث الأخيرة التي ضد تنظيم داعش، هو أمران بارزان، الأول هو أن المتخيل عن المجتمع السوري و"إسلامه" شيء يفتقد للحد الأدنى من المصداقية، فالمجتمع السوري مازال أقرب لشكل إسلامه الوسطي الشعبي المتسامح، ولا يقبل بهذا المستوى من التطرف الديني أبدا. والشيء الآخر، أن هذا النوع من التنظيمات هي من صنيعة أجهزة دول عميقة، تستهدف أولا الإساءة لنضالات ورغبات الشعب السوري. وهذه الهبّة ضد هذا التنظيم، تثبت أن اللاعب الأبرز في كل المسألة السورية، مازال الشعب السوري نفسه. لكن ذلك لا يعني بأي حال أن نهاية هذا التنظيم الفاشي، يعني عودة النقاء الأولي للثورة السورية، لكن الأكيد هو عودة الحيوية والثقة بالنفس من قبل القاعدة العريضة للثورة السورية.
الصحافية فاديا أبو زيد رأت المشهد مغايراً ربما، فبحسب ما قالت: ما نشهده من حرب هو في حقيقة الأمر حرب اقتصادية و ليست سياسية. نخطئ حين نظن، أن إيران عدوة أميريكا والعكس صحيح. وجود داعش مهم لكل الأطراف من جهة توريط أي منطقة بالدماء والعنف، كي يتم لاحقا، قمع أي فكر مستقبلي لأية ثورة ممكنة في تلك المنطقة. قتل فكر /الثورة/ أينما وجد! المشكلة التي واجهها السوريون في ثورتهم هي إعلام الثورة من جهة، ومثقفو الثورة من جهة أخرى. الإعلام كما التسلح، كان لذات الجهة التي تمول تخريب الثورة من جهة أسلمتها وتطييفها ومن ثم قتلها. إحدى تركات الأسد، التي سنعاني منها كثيرا.
لكن الإعلامي عقيل حسين والذي عايش الواقع حتى الانفجار الأخير بين داعش والجيش الحر قال: بالتأكيد أنا متفائل جداً، ومن خلال معايشتي للدوافع والمبررات التي أدت إلى هذه الخطوة الكبيرة، والخطيرة بنفس الوقت، أجد نفسي متفائلاً جداً بان الثورة تعود فعلاً إلى مسارها الصحيح بعد أن كادت داعش تقودها وتقود كل ما فيها إلى الهاوية.
حكم البابا
الصحافي والسيناريست حكم البابا كتب عبر موقع "فيس بوك" ما معناه النظر بأبعد من حس التفاؤل أو التشاؤم للمسألة، بل دعا للمقاربة من خلال:
1- هي معركة جاءت في غير وقتها، فالعدو الحقيقي اليوم هو بشار الأسد وحلفه الطائفي، وهو من يقتل بالبراميل والسكود والكيماوي، ولا تقارن جرائمه ومجازره ولا بحال من الأحوال بارتكابات تنظيم دولة العراق والشام بكل ما ارتكبه من أعمال سواء كانت حقيقية، أم أنها أُلبست له من أجل شيطنته.
2- ليس لدى الثوار السوريين فائض قوة يستطيعون به مواجهة النظام وحلفه الطائفي، وفي نفس الوقت المعركة مع تنظيم الدولة، ومالديهم من قوة بالكاد يكفي مواجهة بشار الأسد وحلفه الطائفي.
3- من قصر النظر الاطمئنان إلى أن المعركة ستنتهي باندحار تنظيم الدولة وإنهائه، فمن المؤكد أن هذا التنظيم سيعيد ترتيب قواه، ويعود للاقتصاص ممن أصبح يعتبرهم أنهم يعينون عدوه عليه، وهذه المعركة لن تتوقف، وسيتبادل الفريقان عمليات الاقتصاص والثأر إلى أن يدمرا بعضها، وذلك لن يستفيد منه إلاّ طرف واحد هو النظام وحلفه الطائفي.
4- نحن الآن في مرحلة تحرر وطني من مستبد داخلي وحليفه الطائفي الخارجي، ومن المبكر فتح معركة شكل الدولة السورية القادمة منذ الآن، فلا أحد يوزع لحم أضحية وهو لايزال يحلم بذبحها.
5- يجب قراءة المعركة بأنها معركة مخابرات دول تخشى من وصول تنظيم القاعدة إلى أراضيها، وهي من أعطت أمر العمليات، ورجالاتها على الأرض هم من قاموا بالتنفيذ، وأنها تشبه من حيث التكتيك والتنفيذ ماحدث في مصر، مع فارقين أساسيين: الأول أن تنظيم الدولة ليس منتخباً، والثاني أن ماحدث في سوريا كان قبل انتصار الثورة وليس بعده!!
6- في كل الثورات على اختلاف أنواعها وأشكالها هناك متطرفون، وهناك زعامات تتحين الفرصة لإقصاء بعضها أو ذبح بعضها في سعيها للسلطة، ولنتذكر أن ستالين أرسل من يقتل تروتسكي بالبلطة في المكسيك لأنه مختلف معه فكرياً، ومنح القاتل لقب بطل الاتحاد السوفييتي.
7- تُخطئ الأقليات السورية حين تنتشي بالقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وتطالب بعده بالقضاء على جبهة النصرة، ثم الجبهة الإسلامية، لأنها تعاند التاريخ والأكثرية، وعندما يدفع أحد ما الثمن فهي لن تكون بمنجى عنه، وستكون فرق عملة عند أول مصالحة تتم بين الفرقاء المتقاتلين في الأكثرية.
8- مع كل تشدد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وتضييقه على الناس بخصوص تطبيق تعاليم الإسلام حسب فهمه لها، إلاّ أنه حقق أمناً كان مفقوداً في المناطق المحررة، وطرد ولاحق كل كتائب اللصوص والشبيحة التي سرقت ممتلكات الناس في هذه المناطق، وعودة هؤلاء كبديل للتنظيم إلى هذه المناطق سيعيدها إلى الفوضى، وسيجعلها أقرب للسقوط بيد النظام، وطبعاً لاتدخل الجبهة الإسلامية ولا جبهة النصرة في عداد هذه الكتائب.
9- هل سأل أحد نفسه عن الأسباب التي جعلت تنظيم الدولة يستفرد بحكم مدينة الرقة بشكل كامل، ولم يحكم غيرها كمدينة، إنما تقاسم مع غيره حكم أحياء من مدن، هل من المفيد أن أقول أن الرقة كانت أكثر المدن قبولاً بالتشييع الإيراني قبل الثورة، وأن الإيرانيين بنوا فيها مركزين كبيرين، وأنها كانت مدينة آمنة للنظام قبل تحريرها، إلى حد اختيارها من قبل بشار الأسد لصلاة أحد الأعياد، وأن النظام لم يحشد فيها الكثير من القوات، وأن تحريرها تم بكتائب من خارجها مثلها مثل حلب، هل هذا يفسّر شيئاً أو يعني شيئاً!!
10- جزء أساسي من مشكلة الثورة السورية عدم وجود رأس أو مرجعية سياسية أو عسكرية تستطيع أن توحد الفصائل المقاتلة فيها، أو تحل المشكلات بينها، فالمجلس الوطني ومن بعد الائتلاف مازالا مشغولين بتقاسم الحصص والمناصب والعطاءات، ومداهنة هذه الدولة والتبعية لذلك السفير، وفي الداخل لم تظهر مثل هذه الشخصيات على الصعيد السياسي، ومن ظهر منها على الصعيد العسكري تم تهميشه أو اغتياله.
ترى..من المستفيد
قال رستم محمود: القوة المستفيدة من داعش يكمن تقسيمها لقسمين، إيران والنظام السوري تعتبر داعش من أهم أدواتهما لكسر الثورة وتشويه صورتها، وداعش وأمثالها هي من أدواتها الدفاعية المركزية، وسوف تسعى جاهدة للحفاظ عليها، وفي حال انهيار هذا التنظيم، فإنها ستسعى لخلق غيرها من التنظيمات الجهادية المخترقة. الولايات المتحدة وباقي الدول الغربية، لا أظنها مستفيدة من أمثال داعش، إنما حضور نماذج مثل داعش، يرفع عنها مسؤوليتها في الدفاع أو أتخاذ أي موقف حقيقي تجاه الثورة السورية. في النهاية، إن قرار بقاء داعش من عدمه، يبقى مرهونا بشكل مركزي بتضحيات وقرارات القوى السورية المسلحة.
فراس طلاس أعطى بعداً عميقاً لقضية الجهاد وقال أن المستفيد من وجود داعش قد يوجد غيرها في إشارة لعدم تمسك النظام السوري أو بعض أجهزة المخابرات الإقليمية بداعش..هذا إن كانوا هم وراءها أصلاً: أعتقد أن القوى المستفيده لامانع لديها من ذهاب داعش فستخلق غيرها لتحل محلها وبسرعه. فقصة الجهاد العالمي قصه معقده يتداخل فيها الاستخباراتي بالحقيقي.
حكم البابا وخلال تفنيده عبر النقاط العشر قال: نعم قد تكون بعض قيادات التنظيم مخترقة من قبل أجهزة مخابرات، مثلها مثل كل التنظيمات الأخرى، ولكنها بالتأكيد الأقل اختراقاً بسبب طبيعتها السرية، وأي اختراق فيها هو محاولة لكشفها والتغلغل داخلها والوصول إلى أعضائها تمهيداً لاعتقالهم، وليس لتشغيلها وفق أجندة هذا الجهاز أو ذلك من أجهزة المخابرات، فالعناصر الذين كانت تسهّل المخابرات السورية تسللهم للعراق لمحاربة الأمريكان، لم يكونوا يعملون كعملاء للنظام السوري، كما درج العامة على القول، بل كانوا يذهبون لتنفيذ أجندتهم الخاصة في محاربة الأمريكان، التي صادف في تلك الفترة تلاقيها في التوجه مع هدف النظام السوري، ومن المضحك مايقال اليوم عن تشغيل إيران أو النظام السوري له، لضرب مشاريع هذين النظامين على الساحة السورية، والأكثر إضحاكاً أن يتهم ائتلاف المعارضة الذي يضم مجموعة من المتعاملين الواضحين ولقاء أجر مع مخابرات أكثر من دولة التنظيم بأنه عميل لروسيا!!
وبخصوص حجة أن طائرات النظام وصواريخه لم تستهدف مقرات الدولة التي بقيت آمنه من القصف، والتي يستخدمها بغباء أو بتغابي البعض للتدليل على عمالة تنظيم الدولة للنظام، فهم يتناسون أن مقارات الدولة وبسبب سرية التظيم وشكّه بكل من ليس أصيلاً فيه ومعاداته للصحفيين والكاميرات، حمى نفسه من الشرائح التي يرميها عملاء النظام بوفرة في المناطق المحررة لتدل الطائرات والصواريخ على أماكن لقصفها.
أما أن يُقال بأن تنظيم الدولة قدّم خدمة إعلامية كبيرة للنظام في سوريا، فهذا أمر ما من شك فيه، فقد استخدمه النظام كفزاعة ليخيف الغرب واسرائيل والأقليات وحتى دول الخليج منه، وليضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، وقد نجح في ذلك إلى حد كبير، بحيث تحول جزء من هم هذه الدول والأقليات إلى محاربة هذا التظيم بشكل جعله أولوية على محاربة النظام، وقد ساعد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بممارساته النظام على النجاح في مهمته.
أما عقيل حسين فقال عن إيمان راسخ لديه أن الأفعى التي تحملها في صدرك ستلدغك يوماً ما، وبعد معايشتي لداعش فقد أصبحت أكثر إيماناً بهذه المقولة، وبالتالي أعتقد أن كل من ساهم بابتلاء الثورة بهذه المنظمة الإرهابية شعر اليوم بخطورتها حتى عليه. طبعاً هذا يشمل النظام وإيران والولايات المتحدة وحكومة المالكي، وهي جهات مساهمة كلها في تسليط سلاح داعش على رقبة الثورة، ومن أجل ذلك فهم لن يمانعون اليوم بمحاربتها ولكن ليس إلى درجة القضاء عليها.
فاديا أبو زيد التي آثرت إعطاء بعدا إسلاموياً للحالة قالت: دخلت داعش إلى سوريا، بناء على نداء الجهاد الذي أباحه قادة الثورة الإسلاميون، الخارجون من رحم الإخوان المسلمين ولكن بحلل، وخطابات، متعددة. داعش وجدت في سوريا حاضنا شعبيا حماها كل تلك الفترة من أي انتقاد، حتى أنها تمكنت من تجنيد الكثير من السوريين كي يقاتلوا معها. ما يجري ليس تنقية من الشوائب، ولا إعادة انطلاق للثورة. فمن قرروا اليوم محاربة داعش هم انفسهم من كنا نرفضهم، ولا زلنا، ومنهم جبهة النصرة، والكتائب الإسلامية وغيرها من التشكيلات التي رحبت بقدوم داعش ونسقت معها. فهي بالعموم خارجة من ذات الجذر الفكري الجهادي، وذات الهدف: بناء دولة الخلافة ودولة الإسلام. ما يتعارض مع حقيقة أهداف الثورة السورية التي خرجت إلى الشوارع تريد إسقاط النظام والحرية. الحرب مع داعش حرب مصالح مصطنعة تجري على طريقة النظام في حرف الثورة: وهي ضخ كم العنف اللامعقول الذي تمارسه داعش كي نتقبل /النصرة/ وخواتها، بصفتها الأقل عنفا والأقل تطرفا، وكقائد للمرحلة القادمة وحاكم لسوريا. نحن أمام تحد لا يقل خطرا عن داعش.
داعش من جذر القاعدة وهي منظمة إرهابية عالمية تمت صناعتها في أروقة الـ "سي آي اي" .. وهي على شاكلة المارينز، وشاكلة /بلاك ووتر/: مجندون مأجورون مستعدون لخوض أية عملية إرهابية في العالم تحت شعار /الإسلام/. داعش لن تهزم، فمن يمولها هم كل عصابات الدول الكبرى الصديقة ليعضها البعض في الخفاء، لكن المتناحرة حول اقتسام الغنائم ومناطق النفوذ.
مع داعش حتى النصر
ثمة مثقفين وصحافيين دافعوا عن"داعش"ولم يزلوا رغم كل ما قيل، بل يجد بعضهم أحياناً المبررات لما حصل، في حين لم يصدق البعض الآخر كل ما يقال عن"الدولة"
الصحافي حكم البابا يعتبر من أبرز المثقفين السوريين المدافعين عن تنظيم "داعش" فقد أعلن على صفحته على "فيس بوك" جملة من المواقف التي أثارت ردود أفعال متباينة، منها "لا يوجد شخص في الدنيا أعز عليّ من مقاتل يواجه إجرام بشار الأسد وطائفته في سوريا، وأي شخص مهما كان قريباً أو غالياً يوجه إهانة لمقاتل يحمل دمه على كفّه ويدافع عن كرامتي، لا أحتاج ولا لثانية تفكير كي أقطع علاقتي به كرامةّ لهذا المقاتل!!
ولا يهمني ما إذا كان هذا المقاتل معتدلا أم متطرفا، فليس لدي رفاهية اختيار شكل المقاتل وعقيدته وطريقة تفكيره وقت المجزرة".
قبل أن يأتي أخيراً بعد ما ظهر، أو بصيغة أدق، ما نُسب إلى داعش، فيما يشبه التحليل في نقاط عشر، قال عبره البابا، الموجب والسالب حول الدولة الإسلامية في الشام والعراق.
فراس طلاس برر دفاع بعض المثقفين عن داعش، إنما أتى كردة فعل إزاء ما تشهده عصابة النظام من تطرف وإقصائية وقال لـ"زمان الوصل": وبالنسبه لموقف المثقفين, هو ليس دفاعا عن داعش إنما هو دفاع عن صوابية موقفهم من ركوب موجة التعصب مقابل تعصب. تعصب العلويين والشيعه دعى إلى تعصب مقابل أبرره (رغم أن المثقف يجب أن يكون هو أول المحاربين لهذا نجد بعضهم انغمس فيه حتى العظم. لذا هو دفاع عن موقفهم لا عن داعش.
رستم محمود
لكن رستم محمود أجمل التمثيلات السياسية مع بعض المثقفين وقال لـ"زمان الوصل": يجب أن لا ننسى أن أهم القوى السياسية السورية المعارضة، الائتلاف الوطني كان في موقع شبيه بموقع المثقفين حتى الآن. وأظن أن الدافع لذلك هو أمران متخيلان عن داعش والتنظمات المتطرفة، هذا الأمران يثبت عدم صحتهما بالتقادم. الأول ثمة اعتقاد غير دقيق بأن الصراع مع داعش قد يستفيد منه النظام، لكن الأدراك العميق بأن داعش جزء من أدوات النظام يكسر ذلك التحاجج، الأمر الآخر يتعلق بالتوهم حول مدى قوى داعش وهيمنتها الاجتماعية، ما ثبت في الأيام الماضية هو أن داعش تنظيم مفروض على إرادة الناس في المناطق التي تسيطر عليها، وأنها قوة عنفية محضة لا تحظى بأي قبول اجتماعي، وأن قوتها المفترضة كانت ناتجة عن عدم توجيه النظام لنار قوته لها، كما توجهه لباقي القوى المعارضة. ومواقف المثقفين في النهاية، هي ناتجة عن سوء دراية وتحليل، وأبدا ليس عن سوء نية.
فاديا أبو زيد
لكن فاديا أبو زيد التي كانت حادة ربما أو واقعية من نظر البعض...أو قد إلغائية، قالت لـ "زمان الوصل": إن السوريين لا يملكون طبقة مثقفة حقيقية أصيلة قادرة على إنتاج فكر "الوطن والمواطنة". بل على العكس تماما، يعيدون أمام كل مجزرة ترتكب إحياء فكر المظلومية والجهاد، وهذا فكر مخرب هدام. النظام يقتل الثورة، و"مثقفو الثور" يساعدونه على ذلك!
عقيل حسين
وختم عقيل حسين لـ "زمان الوصل":بالنسبة لمن وقف معها من المثقفين حتى بعد اكتشاف جرائمها في حلب ومن قبل خطورتها على الثورة، فأعتقد أن هؤلاء كانوا ينافقون هذه الجماعة التي لا تعترف أصلاً إلا بمن هو معها تماماً ، وبالتالي لم يدركوا أنهم في نفاقهم لها لم يكسبوها وخسروا الثورة والناس. اليوم هؤلاء بدؤوا باستدارة غير كاملة على أمل التراجع خطوة خطوة، بحيث بدؤوا ينتقدونها مرة ويدافعون عنها مرة على مبدأ ضربة للحمار وضربة للبردعة. لكن للأسف أصبحوا مكشوفين تماماً والناس لم تعد تسامح مثل هؤلاء لأنه لم يعد بإمكان السوريين تحمل المزيد من الكوارث.
وفيما يشبه الرد على من ينتقد مواقف المثقفين من تأييدهم لداعش والرد على النظام بالمثل، كتب حكم البابا: "وإنت ياتشكل آس أمك اللي روح قلبك السلمية والرد بالورود على صواريخ الغراد، وضد العسكرة اللي خربت الثورة، هلق فرحان وعم بتصفق وبتحرض ع الحرب، ولا توقفوا عند داعش، لسّه في النصرة والجبهة الإسلامية، هدول متطرفين، اضربوهم، وفوقها بتكتب بوصف حالتك إنك تشعر بالحماسة للقتال والقتل بين حلفاء الجبهة الواحدة ضد بشار الأسد، ياريت تعتمد بدك تكون حربجي ولاّ سلمي؟ ولا سلمي مع جيش النظام وشبيحتو وأبو الفضل العباس وحزب الله، وحربجي مع كل شي اسمو إسلام أكثري!!؟ شنو مو حلوة منشان قدرك وقيمتك ومظهرك قدام العالم!!
بتحب جبلك كاسة دم وشلمونة منشان تروي عطشك..
آفة الثورة الأقليات.."
خلاصة القول
هكذا بدا لنا مشهد الانقسام حول"داعش" والذي يمكننا اعتباره يعكس بصورة جلية ما يجري على الأرض، ليس حول تنظيم"الدولة" فقط، بل حول قضايا دفعت بثورة السوريين لتأخذ مستويات عدة،" الإسلامية" واحدة منها.
عدنان عبدالرزاق - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية