دخل "شيخ الديمقراطيين" السوريين بأحلام التغيير الكبيرة إلى الائتلاف الوطني.. حلم بمعارضة متجانسة ينسجم فيها ابن اليسار مع ابن اليمين بحضور الإسلامي في الإطار الوطني السوري.. وانتهى بخيبة أمل ويأس من كل آمال تغيير عيوب المعارضة.
ميشيل كيلو.. يتحدث هذه المرة ويقرّ بأن الائتلاف في أضعف حالاته، فهو بين فكي كماشة طرفاها النظام والتطرف.. ويعتقد وبكل وضوح وبجرأة أن النظام لن يذهب دفعة واحدة.
ظن كيلو أن ترجمته لـكتاب: "لغة السياسة" قد تنفع في ائتلاف يانع ومازال فتيا على أصول السياسة، إلا أنه اصطدم بـ"معيقي الإصلاح" –كما سمّاهم.. "زمان الوصل" حاورت كيلو بعد مخاض طويل للائتلاف، تحدث من خلال هذا الحوار عن موقفه من الائتلاف وجنيف والجيش الحر.. فإلى التفاصيل.
• كيف تصف حال الائتلاف اليوم؟
سأكون واضحا وصريحا أمام الشعب السوري.. الوضع اليوم في الائتلاف سيئ وتسوده البيروقراطية وممانعة في التغيير .. حتى الآن لم نستطيع الإصلاح ونواجه الكثير من الصعوبات في تعديل بعض القوانين الداخلية الخشبية.
• إذا كان ميشيل كيلو صاحب الكتلة الأكبر في الائتلاف يتحدث عن صعوبات وعن قوة "عطالة" فكيف بالآخرين.. ألا تستطيع كتلتكم التغيير؟
هذا في الظاهر، فعلى الرغم من أن الكتلة الديمقراطية من أكبر مكونات الائتلاف، إلا أننا حتى الآن لسنا مسجلين في الائتلاف على أساس تكتل، وإنما أفراد .. هل يعقل هذا، وأقول للمرة الأولى "إذا ما بقي الحال في الائتلاف على ما هو عليه فإنني بحكم المنسحب قريبا.
• البعض يرى أنك نافذ في الائتلاف وخصوصا أنك مقرب من رئيسه أحمد الجربا .. وهذا يقتضي أن يكون لك تأثير ونفوذ .. فإذا بك تشتكي من وضعه الحالي؟
هذا لا أساس له على أرض الواقع، فهناك قوى تعطيل خطيرة في الائتلاف تحول دون تطويره وإصلاح قوانينه، وإذا بقيت حالات التعطيل فلا قيمة للائتلاف، نحن الآن بحاجة إلى إصلاح القانون الداخلي الذي اعتبره من أسوأ القوانين، فعلى سبيل المثال يقول القانون الداخلي إنه لا بد أن يكون هناك امرأة نائبا للرئيس، وعندما لم تترشح سوى سهير الأتاسي يفترض أن تنجح كنائب رئيس بالتزكية، إلا أن القانون يرى أنه لا بد أن تحصل على أصوات، هل هناك أكثر من هذه البيروقراطية.
• على من تضع المسؤولية في القانون الداخلي للائتلاف؟
وضع هذا النظام حتى يبقى الائتلاف محكوما من قبل قوى عربية وإقلييمة.
• هل حاولتم الإصلاح في داخل الائتلاف وفشلتم؟
طبعا من اللحظة الأولى التي دخلنا فيها الائتلاف، قدمنا مشروعا متكاملا لإصلاح بعض القوانين الداخلية للائتلاف، ولكن جوبهنا بآليات تعطيل وطلبنا من اللجنة القانونية تعديل النظام الداخلي، ولكن للأسف حتى اليوم لم نصل إلى مشروع تعديل النظام الداخلي .. و"طلع على لسانا الشعر ونحن نطالب بتعديل النظام الداخلي" .
• هل لك أن توضح لنا بعض ملامح مشروعكم الذي دخلتم به الائتلاف؟
استند مشروعنا إلى ثلاث نقاط رئيسة: 1- مأسسة الائتلاف، 2- حكومة وطنية تقوم بكل المهام في الأراضي المحررة في الداخل، 3- تشكيل جيش وطني، يجمع كل الفصائل المقاتلة على الأرض. هذا الجيش من شأنه أن يقضي على أمراء الحرب، فهناك الكثير من أمراء الحرب الذين لا يريدون للأزمة السورية أن تنتهي، هؤلاء تجار حروب جمعوا المال على حساب دم الشعب السوري .. ومع ذلك لم نتمكن من تطبيق هذا المشروع بسبب ما ذكرت من قبل عن قوى التعطيل الداخلية.
• ربما مشكلتك مع "المعطلين" .. كما وصفتهم بأنك محسوب على السعودية؟
نحن سوريون ولن نكون غير ذلك، لست سعوديا ولا قطريا .. لنا علاقات جيدة مع دول الخليج، لكن هذا لا يعني أن نكون ألعوبة بيد هذه الدول، ركزنا في كل اجتماعاتنا مع الأصدقاء على استقلالية القرار السوري، ولم يعترض أحد ولم نر من يتحكم فينا .. كما أننا لن نجامل أحدا في قرار سوريا الوطني.
• بمناسبة الحديث عن الجيش الوطني، هل هناك من توجه نحو شخص معين؟
هذا ليس مهما، المهم في تأسيس هذا الجيش، أما من يتولى القيادة فهناك الكثير من القادة الميدانيين الذين يؤمنون بالدولة المدنية، وأنا قريب جدا من الداخل السوري وعلى تواصل مع العديد من قادة الجيش الحر، فلا خوف من قيادة الجيش.
• لكن الخوف من نزعة التطرف وأسلمة هذا الجيش؟
إن وجود أشخاص يصلّون ويصومون بين صفوف الثوار، لا يعني التطرف .. هذا من حقهم .. إلا أنني على يقين من أن إنشاء هذا الجيش المدني ممكن.
• من هم أفراد هذا الجيش؟
من هم ليسوا مع النظام وليسوا مع القاعدة.
• ما هي مشكلة الائتلاف؟
سأروي لك هذه القصة، عندما ذهبنا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وجدنا دعايات يقف وراءها النظام السوري مأخوذة من واقع المعارضة .. وهي تعرض انتقادات المعارضين لبعضهم البعض .. والمماحكات السياسية وهجوم كل شخص على الآخر .. وفي نهاية الدعاية وهي عبارة عن فيلم قصير .. تظهر النتيجة مكتوبة.. هل تثق بهؤلاء ليحكموا سوريا.. هذه هي المشكلة في الائتلاف.. الكل ينتقد الكل .. وأقولها بالسوري "ما حدا عاجبوا حدا".
• ماذا عن "جنيف2" .. أنت مصنف من المتحمسين له بأي وسيلة لإنهاء الصراع؟
نعم .. قيل إننا جئنا إلى الائتلاف من أجل الذهاب إلى "جنيف2"، وأنا قلت للائتلاف إننا ذاهبون إلى "جنيف2" من أجل تطبيق "جنيف1"، الذي ينص على تشكيل هيئة انتقالية، وإذا لم يحدث ذلك لن نجلس أكثر من ساعة مع وفد النظام .. وأنا قلت لهم أيضا قد يذهب بشار الأسد في مرة واحدة .. لكن النظام لا يسقط مرة واحدة .. إنه بحاجة إلى مرحلة انتقالية .. نحتاج إلى أربعة سنوات على الأقل للتخلص من آثار هذا النظام المادية والمعنوية .. أمامنا اقتصاد منهك وأمن منعدم وبنية تحتية متهاوية .. نحن أمام بلد مدمر بكل معنى الكلمة .. المشكلة أكبر من بشار المشكلة مشكلة وطن تحت دائرة الصراع الإقليمي والدولي.
• أمام طاولة التفاوض في جنيف .. هل تتصور أن الأسد ووفده سيقول لكم "تفضلوا خذوا السلطة"؟
بالتأكيد الأسد لن يقول كذلك، وهو بالأصل لم يوافق للذهاب إلى "جنيف2" من أجل الجلوس مع المعارضة .. هناك قوى دولية هي من تقول له نفذ هذا الاتفاق أو ذاك .. لهذا نحن نذهب وفق هذا الأساس .. الإرادة الدولية إن كانت جادة.
• ماذا تمتلك المعارضة من أوراق حتى تتفاوض عليها؟
في الحقيقة إننا ذاهبون إلى "جنيف2" ونحن أضعف أطراف الصراع في سوريا .. النظام والقاعدة يبتلعون المعارضة .. هناك الكثير لا يريدون السلام ويريدون أن تطول هذه الأزمة حتى تتراكم أموالهم وتجارتهم.
عبد الله رجا - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية