أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عندما يحولوننا إلى "أرانب" في اسطنبول خوفاً من "انتحاريي الأسد".. متابعة "لواقعة الائتلاف"... مي الفيصل

استمراراً لمحاولتنا في استعادة الدور الرقابي للصحافة السورية يأتي هذا التقرير الثاني عن كواليس الائتلاف الوطني والمعارضة لوضع الحقائق أمام الشعب السوري بقدر مايمكننا من جهد... ومع الضجة التي أحدثها التقرير الأول نود التأكيد هنا أن الهدف الوحيد من هذه السلسلة من التقارير هو إظهار تلك الحقائق بكل مايمكن من الموضوعية. 

نحن حتما لانقول بأننا محايدون أو أنه ليس لنا رأي، وإنما نقول إننا منحازون إلى الشعب وإرادته التي نحاول استقراءها من وجودنا على الأرض وتماسنا المباشر مع مختلف الشرائح. لن نقسم بالأيمان لنؤكد على هذا الأمر وإنما تكفينا الثقة بوعي المواطن السوري وقدرته على الحكم انطلاقا من تحليله لمضمون هذا التقرير والتقارير التي ستليه.

وفي التفاصيل أن قرار قيادة الائتلاف بعقد اجتماع الهيئة العامة على بعد ... كيلومتر من اسطنبول أثار لغطا كبيرا بين أعضائه (لم نذكر المسافة رغم علمنا بها حرصا على أمن الأعضاء). 

ففي حين أكدت قيادة الائتلاف أن القرار بعقد الاجتماع بعيدا عن اسطنبول وفي ظلال رقابة كاملة على الأعضاء اتخذ لأسباب أمنية أولا ثم لتأمين السرية الكاملة للاجتماعات منا كصحافة ومن آخرين لانعلمهم (الله يعلمهم).. إلا أن مجموعة من الأعضاء رفضوا هذا القرار. 

وكالعادة كان نجم الحوارات الدكتور كمال اللبواني الذي قال في رسالة له للأعضاء "أنا لا أوافق على هذا الإجراء أولا هو إهانة للأمن والدولة المضيفة، إلا إذا هي طلبت ذلك وهي لا تفعل كما أظن. ثانيا أشعر بأننا أرانب في استنبول وشعبنا يقاوم بشجاعة تحت القصف والبراميل، والصورة التي نقدمها قبيحة وأرفضها عن نفسي لذلك لن أحضر اجتماعا سريا لعدم توفر السبب المقنع ولشعوري بالإهانة من الطريقة الجبانة التي سنسلكها.
وأخشى أن تكون مؤامرة لتزوير الانتخابات". نعلم بأننا قد نحرج كمال ونضعه في موضع الاتهام بالتسريب وما إلى ذلك لكننا لانملك إلا أن نؤكد عكس هذا الاتهام ثم إننا نعلم أن لديه من الشجاعة والصراحة و(قوة القلب) ما يجعله لايأبه لمثل هذه الاتهامات.

أما أعضاء آخرون فقد ناقشو الجانب الأمني وحاولو نقضه بالقول إن تجميع الأعضاء في (باصات) وشحنهم بالجملة إلى مكان قصي هو خطأ أمني فظيع لأنه يجعلهم هدفا سهلا خاصة إذا كان التهديد انتحاريا!.. 

لا نعلم إلى أي درجة يخشى النظام من الائتلاف ليرسل انتحاريين إليه، لكن أطرف ما في هذا الموضوع أن أحد الأعضاء طلب إلغاء التدابير بأسرها للسبب التالي حين قال "أما بالنسبة لتسريب المعلومات من مكان الاجتماع للخارج أعتقد أن السيد صاحب "زمان الوصل" هو عضو في الائتلاف وأن جلسات الائتلاف كلها مسجلة بالحرف وتصل إلى "زمان الوصل" قبل خروجنا من قاعة الاجتماع، لذلك لايوجد أية سرية في اجتماعاتنا. لذلك أخي بدر جاموس أعد النظر في الخطة وحاول أن تكون واقعيا لأن ما حاولت أن تقوم به مشكوراً عليه من أجل الحفاظ على الأمن والسرية أصبح مفضوحاً ولا قيمة له وأرجو أن يكون الاجتماع بنفس الفندق واتكل على الله" .

نبارك لزميلنا فتحي بيوض "أبوسوريا" عضويته الافتراضية في الائتلاف ونعود إلى موضوع الاجتماع نفسه والتحضيرات التي تتم له من قبل مختلف الأطراف، لنؤكد على أن المناورات مستمرة، لكن الأجواء توحي بأن هناك تغيرا فعليا في موازين القوى لغير صالح قيادة الجربا الذي يبدو أنه يعاني إلى درجة كبيرة من انقسامات حادة في صفوف أصدقائه وحلفائه. بل إن أكثر من عضو مؤثر من هؤلاء الحلفاء السابقين يقودون شخصيا الحملة ضد إعادة انتخابه.. 

وفي هذا الإطار يجري الحديث عن أن الزخم الإقليمي الذي صاحب انتخابه في المرة السابقة كان زخما (وهميا) تمكن من صنعه بمهارة بعض من أوصلوه إلى موقعه الحالي ... وبالتالي فإنه لا صحة للمقولات التي كانت تشير إلى أنه يحظى بغطاء إقليمي قوي ... 

لم يتضح لنا في الحقيقة حتى الآن على الأقل مصداقية هذه الطروحات لأن هناك مؤشرات متناقضة بهذا الخصوص، لكن مايعطيها قوة هو أنها مسربة عن بعض من كانوا أقرب الناس إلى الجربا نفسه وساهمو بقوة في وصوله لرئاسة الائتلاف...

ويزيد من احتمال تلك المصداقية المعلومات التي تشير إلى أن عملية التنافس على رئاسة الائتلاف ربما باتت محصورة فعليا في شخصين هما الأمين العام السابق مصطفى الصباغ والقادم القوي الجديد إلى الائتلاف رئيس الوزراء السابق المنشق على النظام رياض حجاب. إذ يبدو أن كثيرا من الأعضاء ومنهم كثيرون من أصدقاء الجربا وجماعته أدركوا أن هناك معادلات جديدة .. ولهذا فإنهم يكثفون الاتصالات بالمرشحين المذكورين بشكل كبير .. بل وكبير جدا.. 

كما أن بعض القرارات التي اتخذها الجربا في الآونة الأخيرة لم تساعده على الإطلاق. فهناك رفض يصل أحيانا إلى درجة الغضب من اللقاء الذي تم في القاهرة منذ فترة قصيرة مع حسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية المتهمة إجمالا في أوساط المعارضة والقوى الثورية بأنها أقرب للنظام منها إلى الثورة وهو ما سربته "زمان الوصل". وكان هذا الاجتماع يهدف إلى التنسيق بين الطرفين لتشكيل وفد موحد إلى مؤتمر "جنيف2" الأمر الذي يرفضه غالبية أعضاء الائتلاف الذين يرون أن يكون أي وفد للمعارضة إلى جنيف إذا حصل تحت اسم الائتلاف باعتباره رسميا الممثل الشرعي للشعب السوري وثورته، على الأقل نظريا حسب ما كان يسمى مجموعة أصدقاء الشعب السوري التي اختفت عن الأنظار في الآونة الأخيرة وخاصة عندما اشتدت الحاجة إلى وجودها ودورها ...

ويزيد من غضب البعض ما تسرب عن مؤتمر قرطبة القادم في التاسع من هذا الشهر وأيضاً سربته "زمان الوصل"، وهو مؤتمر تعتبره هيئة التنسيق امتدادا لاجتماعات القاهرة ويهدف في نظرها إلى جمع قوى المعارضة لتشكيل وفد موحد إلى "جنيف2". ورغم أن منظمي مؤتمر قرطبة (دسوا) في قائمة الحضور أسماء ليس لها به علاقة بأي طريقة ولايمكن لها أن تحضره إلا أن حضوره الفعلي يضم بالتأكيد كثيرا من الأسماء التي تدور حولها الشبهات لسبب أو آخر.

وجاءت تصريحات الجربا مؤخرا بأنه سيزور موسكو لتصب الزيت على النار في أوساط الائتلاف، خاصة أن القرارات التي تتعلق بأمور مثل اجتماع القاهرة والتصريح بخصوص زيارة موسكو تصدر فجأة دون علم أعضاء الائتلاف بها رغم أنها قرارات مصيرية وحاسمة ويجب أن تؤخذ بعلم الهيئة العامة. 

ويبدو أن مايزيد الأمور سوءا بالنسبة للجربا أنه يشعر كما صرح للبعض بأنه "يوضع في واجهة المدفع" من قبل بعض (مستشاريه) الذين يوصون بمثل هذه القرارات، ثم إنهم ينسحبون من الصورة عندما تدق ساعة الحقيقة ... ومرة أخرى يبدو أن كل هذه الأحداث تفسر الانهيار المتسارع والكبير في صفوف التيار الذي كان يلتف حول الجربا في الائتلاف.
لكن رئيس الائتلاف لازال يتمسك ببعض الأوراق التي في حوزته وأهمها التأييد المستمر من بعض الإخوان المسلمين مثل نذير الحكيم وأحمد رمضان. وإن كان هذا لايعني دعم الإخوان الكامل لأن هناك انقساماً فيما يبدو بين خطهما والآخرين. 

أما بالنسبة لموقف التيار الوطني فتؤكد مصادر انه لن يدعم الجربا.

الأجواء إذن مفتوحة من حول الجربا، وهو مطالب بأن يقوم بالكثير من التفكير والكثير من التغيير فيما يتعلق برؤيته السياسية وبقراراته وبتحالفاته سواء ابتسم له الحظ وأعيد انتخابه أو إذا فشل في ذلك. 

وفي مقابل هذه الأجواء المفتوحة من حول الجربا يبدو أن كلا من الصباغ وحجاب يتحركان بدرجة كبيرة من الهدوء وبعيدا عن الضجيج الإعلامي والسياسي.

أنا مي أُحدث السوريين من اسطنبول... وأسمع ما يقال عني وما اتهم من قبل البعض، تلفتوا جيداً ربما أكون بالقرب من أحدكم... ".

مقال مرتبط... 


من كواليس "الائتلاف".. ماسمعت وشاهدت ولمست... مي الفيصل*
2014-01-03
فيما يبدو أشبه بالأفلام الهوليودية قررت قيادة الائتلاف الوطني السوري عقد مؤتمرها العام في مكان سري بعيدا عن اسطنبول ، وطلب أمينه العام بدر جاموس من الاعضاء القدوم الى مقر الائتلاف صباح يوم الاجتماع ليذهبوا من هناك...     التفاصيل ..

مشاركة لـ"زمان الوصل"
(137)    هل أعجبتك المقالة (129)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي