تقام حاليا في مدينة اللاذقية على الساحل السوري عمليات تصوير مسلسل الحوت سيناريو وحوار الكاتب كمال مرة ( مؤلف كوم حجر وباب الحارة الجزء الأول ) وإخراج رضوان شاهين.
يؤكد المراقبون أن المسلسل سيكون من أضخم الإنتاجان السورية للعام 2008وفيه كبار النجوم السوريين : بسام كوسا وخالد تاجا و سلوم حداد ومنى واصف وسامية جزائري ووفاء موصلي، عبد الرحمن أبو القاسم وغيرهم المسلسل من إنتاج هاني العشي الذي قدم" ليالي الصالحية وباب الحارة " بجزئية الأول والثاني ويؤكد العشي بان مخرج الحوت رضوان شاهين من المخرجين الذين لهم رؤية تناظرية وحسية وجمالية قادرة على رسم معالم الحالة بإيمائية تفاعلية تحمل سوية عالية من المشهدية،
كمال مرة كاتب درامي بامتياز أثبت وجوده ككاتب سيناريو متميز من خلال العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية التي كان آخرها "كوم حجر" عند سؤالنا له عن الحوت قال مرة لزمان الوصل :
" مسلسل الحوت هو ثالث تعاون فني مع شركة عاج ، بعد باب الحارة 1 وكوم الحجر الذي يعرض حاليا على قناة mpc وهو الثاني لي مع المخرج رضوان شاهين .
الحوت عمل إنتاجي ضخم جدا رصدت له إمكانيات مادية كبيرة "
وعن رأيه في الأعمال السورية للموسم القادم صرح لنا :
ليس مهما أن يكون لدينا كم كبير في الإنتاج بقدر سوية تلك الأعمال ، فمن البديهي أن السوية الجيدة تستمر تقدما ، بينما الأعمال الرديئة قد تجد لها صدى واسعا في البداية ، لكنها لا تستمر ، لأنها لا تتمتع بالمصداقية ، والأعمال الدرامية السورية للموسم القادم بما فيها عملي الحوت ، سيحكم عليها جمهور المشاهدين ، لأنه الحكم الأول وليس جمهور الصحفيين الذين يكتبون في (النقد) ، مع احترامي لأراء الجميع .
يتميز مرة بقراءته العميقة للتاريخ السوري حيث انه يحاول تقديم الحياة السورية بشقيها الشعبي والوطني في حقبة زمنية معينة محاصرة بحس ووعي درامي قل مثيله بين الكتاب المعاصرين وحسب الكثير من النقاد هو الأب الفعلي و عراب باب الحارة الأصلي من خلال جزءه الأول ومن خلال ما رسمه من شخصيات محورية مازالت حتى الآن تثير الجدل " الأدعشري وأبو عصام وأبو النار ...... "
تدور حوادث المسلسل في الساحل السوري فترة الانتداب الفرنسي على سورية في عشرينات القرن الماضي، حيث يتناول ضمن هذا الإطار طبيعة الظروف التي يعيش فيها الصيادين، والنزاعات التي تنشب بين أهل المهنة.
مركزاً في خطه الدرامي الرئيسي على حكاية أحد الانتهازيين من أصحاب الأهداف الشريرة والنفوس المريضة.
(اسعد الحوت) هو أحد الشخصيات الرئيسة في العمل يستغل الناس البسطاء، والصيادين المبتدئين، يسخر من شقيقه ورفاقه الذين يقاومون الفرنسيين، وبعد انتقاله من الريف إلى مدينة اللاذقية تتوسع لديه نزعة الشر، وتتنوع أساليبه في النصب والاحتيال، فيمضي في تحقيق مشاريعه وأهدافه الخاصة، من دون أي رادع أخلاقي.
إلى جانب هذه الشخصية الرئيسية يرصد العمل قصصاً وحكايات أخرى تجري وقائعها في البيئة الساحلية في ظل مرحلة عاصفة من تاريخ سورية التي كانت قد خرجت للتو من الحقبة العثمانية، وتعيش مخاضاً مضنياً، إذ يتطلع الناس إلى الانعتاق من الانتداب الفرنسي.
قال منتج المسلسل إن شركته استكملت بناء مدينة كاملة على مساحة 10آلاف متر مربع لتصوير المشاهد الخارجية للعمل حيث كان هناك اكبر سوق "بازار" في مدينة اللاذقية في عشرينات القرن العشرين .
يؤكد خبراء الدراما السورين بأن الحوت سيكون (ملحمة شعبية ) بعوالم درامية بالغة الثراء حيث يسعى كاتبه لتقديم بانوراما شاملة للبيئة الساحلية في سوريا تشمل دقائق الحياة بأفراحها وأتراحها وتقاليدها وطموحاتها من خلال دراما اجتماعية شعبية تدور أحداثها في البيئة الساحلية السورية أثناء محاولة فرنسا فرض احتلالها على سوريا بعد هزيمة الدولة
أما في الجانب الفني والتقني للعمل فقد تم اختيار خيرة من أهم الفنيين السوريين وعلى رأسهم مدير إدارة الإنتاج ماجد صليبي ورضوان ريحاوي للإضاءة وخليل سلوم للتصوير وناصر جليلي للديكور وأكثر من مئة فنان وفنانة من الصف الأول والثاني وآلاف من الكومبارس، أما الكاتب كمال مرة فرأى بان المسلسل لوحة مضيئة بحكاياته الخاصة والعامة التي تجري وقائعها في تلك البيئة البحرية وفي تلك المرحلة الغنية من تاريخ سوريا ويضيف بان النص يزخر بالعوالم الدرامية والدراماتيكية وسيكون قنبلة الموسم .
المسلسل يحفل بالكثير من الخطوط الدرامية في إطار الزمان والمكان فشخصية "اسعد الحوت" التي يؤديها النجم بسام كوسا والتي تحمل الكثير من التملق والتسلق والأنانية والقسوة ضاربا كل الأعراف الاجتماعية والقيم الإنسانية بعرض الحائط للوصول الى أهدافه المريضة، والحضور اللافت للمعلم جميل "سلوم حداد" الرجل الطيب والتاجر الحر الذي يساعد الناس لكنه يتعرض للغدر، وهناك شخصية "الأشهب" التي يجسدها الفنان خالد تاجا والتي تحمل ملامح الشر والخيانة لصالح الاستعمار والتسلط على أبناء بلده.
وهناك ريم علي بدور "حورية" المرأة الشابة زوجة الصياد عبد القادر "محمد حداقي" التي تقوم بأعمال بطولية ضد رجال الإخطبوط "نجاح سفكوني" الذي يعتدي على الصيادين بما يبرز دور المرأة في مقاومة الظلم والانتصار لقيم الحياة الإنسانية .
أما الفنان وفيق الزعيم "أبو رشيد" صاحب الخان الذي يتعرض لنكران الجميل من اسعد الحوت بعد أن مد له يده واحتضنه، فن الزعيم يظل على فطرته ولا يتوانى عن تقديم كل ما يملك للثوار والناس .
أم اسعد "منى واصف التي تترك قريتها وتذهب الى المدينة للبحث عن ابنها اسعد الحوت فتضطر للعمل في بيت الأشهب "رئيس عصابة" لكي تستدل على مكان ابنها وبعد أن تعرف حقيقة ما يقوم به ابنها من أفعال سيئة وشريرة تنوي قتله لتخليص الناس من شروره لكن أبو رشيد يسبقها بالانتقام من ابنها .
وهناك شخصيات نسائية كثيرة وبارزة تتميز بحضور قوي في سياق العمل وكل واحدة تحمل همها الخاص، كما لايخلو العمل من شخصيات لها حضورها العربي كشيخ الجامع والمختار والوجهاء ورجال السلطة والدرك والثوار .
وحسب رأي المراقبين والمهتمين بالحراك الدرامي فان المسلسل بما يحمله من مفردات حياتية صاخبة وأحداث ملحمية وشعبية متواترة سيكون له مساحة كبيرة من المشاهدة والمتابعة، ولا يخفي منتجه ومخرجه وكاتبه من أن العمل سيكون بتفاعله وأحداثه لوحة اجتماعية مطرزة بالحب والإيقاعات المتفاعلة وسيبتلع بلقطاته المفردة الكثير من الأعمال الأخرى التي ستقدم على مائدة البث الفضائي في شهر رمضان القادم
كمال مره لـ زمان الوصل :نجاح الجزء الثاني من باب الحارة جاء استثمارا للجزء الأول
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية