أثارت مادة
"هل أعلن دروز إدلب إسلامهم" التي نشرتها "زمان الوصل"، عددا من التعليقات، ذهب معظمها إلى مناقشة إن كان الدروز مسلمون أم لا، وبالطبع التقرير الصحفي الذي كتبت لا يناقش من المسلم ومن الكافر، إنما حاولت أن أنقل صورة ما يتم تداوله حول إعلان قرى الدروز"الموحدين" في جبل السماق بمحافظة إدلب إسلامهم، ما يعني تغيير مذهبهم الديني، أي فرض معتقد مختلف بهذه الدرجة أو تلك على بشر سوريين عن معتقدهم - القائم منذ نحو ألف عام -، هذا ما يستحق الاهتمام والتمحيص، وهذا ما كنت أرغب أن تذهب حمية البعض لمناقشته، وليس هل الدوزر الموحدين مسلمون أم لا.
ورغم ذلك فإنني أجد نفسي مضطرةً لتوضيح عدد من النقاط، انطلاقاً من موقعي كصحفية في "زمان الوصل" تسعى إلى نقل ما يجري بكل موضوعية، ولكوني أساساً مواطنة سورية منحازة لثورة شعبنا ويهمها سلمه الأهلي وتعايشه المشترك، والذي لن يستقيم بفرض معتقدات أي طرف على الطرف الآخر، وإلا فإننا سنكرر تجربة حكم البعث البائد، إنما بلبوس مختلف هذه المرة، وباسم الدين، وتحت يافطة "الفرقة الناجية".
أنا مسلمة درزية
وقبل الخوض في غمار مقالتي هذه، أنا سوريّة مسلمة درزية موحدة... وزميلي رئيس التحرير سوري مسلم سني، ولي زميلات وزملاء من الدين المسيحي، وهناك أيضاً زملاء من الطائفة الإسماعلية والعلوية.. لكن في النهاية كلنا سوريون، مع ثورة الكرامة، وضد أي محاولة لاختصار الثورة في طائفة معينة، أو تكفير أي سوري... الدين لله والوطن و"زمان الوصل" للجميع.
سأعترف بأن التعليقات الواردة على المادة فاجأتني، خاصة عندما ذهب بعضها لتكفير طائفة بكاملها، أردت استلال قلمي لأدافع عن هويتي السورية أولاً، فأنا ابنة سوريا وابنة هذه الثورة قبل انتمائي لأي مذهب أو طائفة أو دين، وفي دولة الحرية والعدالة والكرامة التي أنحاز إليها، لا يمتلك أي شخص حق فرض آرائه على الآخر، فكيف إذا ما كانت هذه الآراء تتعلق بالدين؟، وهو الجوهر الذي تساءلت عنه المادة المنشورة، لكن التعليقات ابتعدت تماماً عن هذا الهدف، فإذا كان علماء الأزهر سبق وأفتوا بانتماء الدروز للدين الإسلامي، فمن أنا لأنفي أو أؤكد؟، وإذا كانت الدولة السورية وقبل حكم البعث نصت في قوانينها على أن الدروز "الموحدين" هم مسلمون، فمن يمتلك الحق بنزع صفة الإسلام عنهم؟.
في كل القوانين والشرائع لا أحد يمتلك حق تكفير الآخر، وأعتقد أن ما لم يناقش في التعليقات، هو ما إذا كانت جبهة النصرة أو الدولة الإسلامية فرضت على دروز إدلب تغيير مذهبهم من الدرزي إلى السنة، بغض النظر من المؤمن ومن الكافر.
هناك بعض التعليقات التي استندت في تأكيدها على أن الدروز ليسوا مسلمين، لأنهم لم يشاركوا في الثورة، وأنا أيضاً أعيب على بعض أبناء سوريا صمتهم أو تأييدهم للنظام، ومن بينهم المسلمون، فليس كل "أهل السنة" إن صح التعبير مناصرين للثورة، وهذه حقيقة، والمطالبة بشفافية الصحافة تقتضي أن نقول ذلك.
لست أتحدث بطوباوية إن كنت أطمح إلى دولةٍ لا تسألني عن مذهبي أوديني، دولة مواطنة حقيقية، تضم سوريا بكل أطيافها، بجميع ألوان الدين الإسلامي والمسيحي، بكل أشكال المعتقدات والأفكار، إنها ثورتي التي أؤمن بها، ليست "صحافة تجميلية"، كما وصفها البعض، لكنها ابنة الثورة، ثورة لكل السوريين، ترفض الطغاة مهما كانت أشكالهم وألوانهم.
لست من دعاة الوحدة الوطنية المزيفة كما ذهبت بعض التعليقات ولست بصدد أسلمة الدروز الموحدين أو نزع صفة الإسلام عنهم، فالوحدة الوطنية والتعايش المشترك والهوية السورية حسب ما أعتقد يجب أن تقوم على أساس المواطنة المتساوية بالحقوق والواجبات بين المواطنين الافراد، دون أي تمييز أو انتقاص بسبب المعتقد الديني أو الرأي أو العرق أو الجنس، الهوية السورية تقوم على القناعة التي كررها الكثير من القادة الوطنيين السوريين (الدين لله والوطن للجميع).
*ما جرى لدروز إدلب:
وحول ما جرى مع سكان الدروز في بعض قرى إدلب أكد أحد مشايخ الموحدين الدروز في مدينة إدلب لأحد الزملاء الصحفيين أنه من المعيب أن يتم نشر "بوستات" تقول بإجبار النصرة للموحدين الدروز على الإسلام ... فهم في الأساس موحدون مسلمون.
وأضاف: نحن لسنا بحاجة للنصرة أو غيرها لنثبت للآخرين أننا موحدون مسلمون.
وأماط الشيخ اللثام عن حقيقة ما جرى، مؤكدا أن جهات طلبت من دروز إدلب توضيحا حول مذهب الموحدين الدروز، أنهم ليسوا خارج الإسلام.
وأكد الشيخ أن اجتماعا بين مشايخ دروز وآخرين سنة تم لتوضيح ذلك، مشيرا إلى أن ما تم نشره عبر وسائل الإعلام "التي نعرفها جيداً ونعرف توجهاتها القذرة ليس سوى لنشر كلام مسموم مثلهم".
وأضاف "لكن أُفاجأ بأشخاص من قلب الثورة تجلس خلف شاشات أجهزتها المحمولة في آخر بقاع الأرض، وتجدها تؤكد ما تروجه تلك الوسائل.
وختم بأن دروز إدلب شاركوا بالثورة من أول أيامها، وكانوا مساندين لها وكانت مناطقهم ومازلت مكانا لكل اللاجئين والجيش الحر.
هل أعلن دروز إدلب إسلامهم...؟2013-12-25تناقلت الصفحات التابعة لجبهة النصرة نبأ إعلان دروز جبل "السماق" في محافظة إدلب إسلامهم، لكن كيف إذا كانوا أصلاً مسلمين؟، وما هو موقف هذه الفئة من محيطها المنتفض منذ ثلاث سنوات؟. الخبر الذي أوردته العديد من المواقع... التفاصيل ..
زينة الشوفي - دمشق - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية