أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بشرى للسوريين..الائتلاف كشف جنس الملائكة!

خلص الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة مساء الأحد، إلى الاتفاق على اجتماع في السابع من الشهر المقبل للبت في حضور مؤتمر جنيف2 من عدمه ....ليس ركاكة مني في صياغة الخبر، بل هو جاء على هذا النحو، فالاتفاق على الاجتماع وليس على أي شيء آخر، وخلال الاجتماع الذي توصل الائتلاف إلى الاتفاق عليه، سيتم البت بالمشاركة من عدمها.

بداية القول: إن كان مؤتمر "جنيف2" في 22 الشهر المقبل، وفي السابع منه سيتخذ الائتلاف قرارا بالمشاركة، فكم من الأيام أمام الائتلاف ليرتب أوراقه ومفاوضيه وخططهم، أم أن ما قاله بدر جاموس"الأمين العام للائتلاف" هو مناورة ولعب على أعصاب النظام السوري الذي حدد كل ما يقتضي لجنيف، من تشويه الثورة وتسويقها على أنها حرب أهلية وحرب على الإرهاب ووصل الحال بواشنطن لتطلب مساء الإثنين بوقف تمويل"الدولة والنصرة" ووقف تدفق المقاتلين، أما عن روسيا فحدث ولا حرج، فهي، وبعد أن اقتنعت أن "الأسد" أفضل من "الإرهابيين" ها هي تقول أن أوروبا بدأت تقتنع بقناعتها...بل وصل الأمر بالنظام الذي يكسب على الأرض بمساعدة"أنصار العقيدة" ومباركة العالم، لأن يحدد وليد المعلم -على غير المتوقع- رئيسا للوفد السوري.

والائتلاف يقول: توصلنا للاتفاق على اجتماع للبت بالمشاركة من عدمها.
لنأخذ هذا التصريح على أنه بالون اختبار لمعرفة ردود أفعال "هيئة التنسيق" التي يقتص النظام من كوادرها تباعا، وإلى أي حد يمكن أن تقبل الانضواء تحت مظلة الائتلاف في جنيف.

واختبار أيضاً لمن "تشرذم" عن النظام، من قدري جميل وما شابه، علهم يضعون أيديهم بيد الائتلاف، ليس على مبدأ عدو العدو صديق، بل عدو الوطن وقاتل أهليه، عدو ولا بد من رحيله.

وربما بالون اختبار لمن يهمه الأمر من"الكبار" فأنتم خططتم ووجهتم الدعوات وغيرتم مكان المؤتمر وليس لنا إلا الحضور والمباركة..فما ردكم إن لم نشارك.

هنا، وإن لم يشارك الائتلاف، فلا شك أن ثمة سياسة في المسألة ومن الطراز الرفيع أيضاً، ولكن دائماً هناك"بلان بي" لمن يرمي هكذا قنابل سياسية، فإن خيره الكبار بين الحضور.. وإلا، فلديه ما يقول ويفعل، وإن لم يذهب لجنيف ليرضخ لإملاءات الكبار ويشرعن بقاء "الأسد" بعد الإقرار دوليا والاعتراف بالأدلة أنه من استخدم الكيماوي وقتل الأطفال وها هو يعيد في حلب ودرعا الآن، فأيضاً لديه ما يقوله على الأرض ويلزم النظام ومن قبل "برشوته الكيماوية" على قبول خيار الشعب السوري.

أما أن يقول الائتلاف لا من أجل "خالف تعرف" أو لا لأنه لم يتفق فيما بين أجنحته ومن يحق لهم المشاركة على اعتبارهم معارضات، فذاك وفي منتهى البساطة، إطالة في عمر الأزمة والمتاجرة في دم السوريين وأعراضهم.

ودليل قاطع على أن من تنطع ليمثل أطهر ثورة شهدها العصر الحديث، ليس كفوءاً لتمثيل من أشعلها بدمه، بعد أن ساهم، عبر الأضواء والخلافات والصغائر والارتباطات، إلى حرفها عن سكتها ووصولها لما هي عليه من تخبط واختلاط.

خلاصة القول: ليس العبرة في الحضور من عدمه على ما أحسب، بل فيما تحصّل من ضمانات ملزمة قبل الحضور، وفي الوحدة بين المعارضة لتكون جسدا ورأيا واحداً، فأن يرحب الائتلاف بمشاركة روسيا ويسكت على مضض على مشاركة إيران، ويتحفظ على مشاركة معارضين لهم باعا في النضال والمعارضة والعمل السياسي، والأهم لهم الرأي ذاته بالتحول الديمقراطي ورحيل الأسد وعصابته...ففي ذلك مثار للشك والتشكيك في آن .

أما أن يحسب الائتلاف أن نتائج عملية وفورية ستتمخض عن "جنيف2"، ففي ذلك-إن كان- حلما سياسياً إن لم نقل مراهقة، فـ"جنيف2" لن يكون أكثر من كرنفال استعراضي لإلقاء الكلمات وتبادل الصور..وربما بعض الجلسات الثنائية أو الثلاثية المغلقة، وكل ما سيتمخض عن "جنيف2" لا بد من تسليمه "للكبار"قبل موعد المؤتمر، فللأرض دور في نتائج المؤتمر وللسياسة أدوار، فأن يقال لروسيا منذ البداية، أنت عدوتنا ولن يكون لك موطئ قدم لا على أراضينا ولا في المياه الدافئة، فلذلك ثمن يتم دفعه الآن، وأن يتم إعلان الحرب على إيران وتهديدها فأيضاً لذلك أثمانه، ولئلا أفهم على نحو خاطئ هنا وأبدو نصيرا لطهران وموسكو وينهال الغيارى علي بالشتائم والتخوين، أقول: لنحقق هدفنا الذي خرجنا لأجله أولا وبعد إسقاط النظام وبناء دعائم دولتنا، نرد جمائل الآخرين كلٌ حسب ما قدم، أما أن تقوم الثورة السورية على روسيا وإيران والصين و"دول بريكس" فلاشك سيكون مصيرها الهلاك في ضوع تبدل السياسة الدولية وأخص التي تقودها واشنطن.
وعلى مبدأ الشيء بالشيء يذكر، كيف يقاطع الائتلاف روسيا ويعلن الثورة عليها، في حين قرارات واشنطن تصدر لاسترضائها وأردوغان ذهب ليحفظ أعمدة اسطنبول من الاهتزاز وبندر السعودية ذهب ليعرض بضاعته.

نهاية القول: السياسة أولا وأخيراً، ورغم ضيق الوقت، إلا أن ثمة ما يمكن فعله الآن، السياسة مصالح يا سادة وليست خزائن الدول جمعيات خيرية ومن الغباء السياسي قياس الأمور على مسطرة الأخلاق والحق والعدل، لأنه وإن كان كذلك، فما الحاجة لجنيف2 لمفاوضة "رئيس" وصل للحكم تجاوزاً ووراثة وهجّر الملايين وقتل حتى بأسلحة محرمة دوليا...السياسة سياسة وإن استعرنا من إيران "تقيتها".

(174)    هل أعجبتك المقالة (176)

Omar

2013-12-24

كلام سياسي موزون. و لكن و بتجرد مطلق لا تنسى أن الثورة هبت لكسر الباطل و إقامة الحق و الثوار الفاعلين على الأرض منذ كانت سلمية إلى اليوم لم يقيموا قائمة للمناورات و الخزعبلات السياسية. الهدف واضح و الطريق إليه واضح و لكن هذا الطريق مزروع بالشوك و الألم و النكبات. و هذا للأسف ما جنته أنفسنا علينا خلال ٤٠ عاما من الخضوع و الذل. ركود الوضح الحالي عى الأرض هو نتيجة لعدة عوامل معظمها خارجي و لكن أهمها هو عدم تغير فكر معظم الناس ليناسب التحول القادم. بتقديري الواقع سيتغير بشكل جذري و سريع حالما تبين للناس في سوريا حصرا أن القطيعة مع الماضي هي الطريق الوحيد لفتح صفحة المستقبل. بتجرد مطلق..


زياد عبد القادر

2013-12-24

لا شك أنها النزعات الأخيرة للإئتلاف .. وكل ما يتمخض عنهم غير مجدي لا للشعب ولا للنظام !.


sali

2013-12-24

فرصة أخيرة لاثبات وجوده مع يقيني بعدم جدواه من بدايته.


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي