التقيت السيد عامر الخليل مدير المكتب التنفيذي في محافظة حمص لقطاع الصرف الصحي والمياه مستفسرا عن تسوية المخالفات وإلزام المواطنين بتسوية منازلهم المخالفة قبل الشروع بتركيب عدادات المياه والكهرباء ، فأفاد السيد عامر أنه : لابد من تسوية المخالفات ، هذا قرار ينطبق على جميع المحافظات السورية ، ولا يهمنا إن لم ينفذ في بعض المحافظات ، نقدر وضع الموطنين وصعوبة دفع مبالغ مالية قد تصل إلى 200 ألف ليرة سورية حسب نوع المخالفة ، ونحن الآن بصدد تسويتها بناء على القرار رقم( 1 ) لعام 2003 القاضي بمعالجة أماكن المخالفات والسكن العشوائي ، من خلال تقسيط المبلغ لتسهيل الأمر على الموطنين .
توجهت بعد ذلك إلى بلدية حمص للحصول على مزيد من المعلومات حول الموضوع ،لكنني فوجئت أولا بوجود طابور طويل من المواطنين يبدأ من باب البلدية الرئيسي حتى باب المصعد ، حتى ظننت أنني أمام فرن أو مركز لتوزيع الخبز .
والحمدلله هذه المرة قاموا بصيانة المصعد - الذي ظل معطلا اكثر من أسبوع -، أما الآخر فهو معطل نهائيا ، والملفت أن المصعد لا يستوعب سوى أربعة أشخاص ،انتظرت قليلا ، لكن يبدو أن الدور بعيدا جدا، لست مضطرا للانتظار فأنا لست بحاجة إلى خبز أو قسائم مازوت !! ، لم أفكر طويلا وقررت صعود الطابق الثامن حيث تقع البلدية الموقرة، مستغلا قوة الشباب الذي أنهكته تفاصيل الحياة المملة، طبعا الدرج مزدحم كالعادة، بأكياس النايلون والكرتون وأعقاب السجائر.
تفا جئت ثانيا بالموظفين الذين امتنعوا عن الكلام رغم بساطة الموضوع بحجة وجود تعليمات من رئيسة البلدية تمنعهم من التصريح بأي شيء للصحافة، وطلبوا مني أن أجلب موافقة من رئيسة البلدية كي يستطيعوا التحدث معي !!
قصدت رئيسة البلدية للتحدث معها لكنني لم أجدها فذهبت لأمين السر الذي دفعني بدوره إلى حسان النجار ؟؟؟؟ مدير المعلوماتية كون صحيفتنا الكترونية ، وهو المكلف بمتابعة جميع المواضيع والأخبار حسب رأيه ، علما أن السيد النجار لم يفدنا إطلاقا بأي معلومات عن أي موضوع كان ، ولم نسمع أنه مكلف بالتنسيق معنا إطلاقا !!!.
رغم مضي أربع سنوات على صدور القرار لكنه لم ينفذ ، إلا عندما يريد البعض الحصول على صفقة معينة ، فالفساد منتشر بين المسؤولين والتجار والبلديات بشكل مرعب ، وجميعهم متفقون على الاستفادة من القرار وشفط الأموال على حساب المواطن الغلبان ...
بعض التعليقات التي سمعتها من المواطنين الحائرين في مبنى البلدية " والله ماباقي لحمص الا انهم يعملولها علم ونشيد وسفارة لان كل قوانينها مستقلة عن المحافظات السورية "
معظم المراجعين ممن سألناهم قاوموا اسئلتنا بالنكته وبعض المزاح لعلمهم الأكيد من ان الصحافة لن تقاوم الواقع المر الذي يعيشونه .
جذبني احدهم جانبا وهو يقول : استاذ اكتبوا عن الغلاء والضنك الذي نعيشه " يارجل من اسبوع بروح وبجي انا وها الأضبارة وفوقها دفعوني حق بيتي مرة تانية صرت دافع تسوية 400 الف ولهلق ما خلصت وبيتي كل حقوا اذا ببيعو 600 الف " وذهب
وإلى الآن لم تستطع الحكومة الرشيدة وضع مشروع واضح أو إستراتيجية واضحة لتأمين سكن للمواطنين وحل مشاكل السكن العشوائي وأماكن المخالفات ، فالأمر لا يحتاج إلا لخطة عمل واضحة ومستثمر محلي أو خارجي يعمل على بناء مجمعات سكنية حديثة وبأسعار مناسبة للمواطن . لكن من يسمع ؟؟
وللحديث بقية عن الدعم والمازوت والقسائم التي يغني لها الحمصي " رجعوني عنيك لأيامي اللي راحو "
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية