أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الخط العربي هوية.. وتراث .. في معرض الحروفية العربية

تألق الحرف العربي في مهرجان الدوحة الثقافي، وذلك بمشاركة فنانين من مختلف الدول العربية، أعطوا الحرف مزيداً من الضوء، وصاغوا منه تحفاً فنية تسرق الألباب. من معرض الفنون البصرية، اكتشف جمهور مهرجان الدوحة الثقافي ألواناً تعبيرية فريدة من نوعها تتجمل فيها اللغة بميسم الابداع، وتستعيد تطور الحركة التشكيلية للحرف العربي، التي تحاور فيها مع روافد حضارية وتيارات فنية عديدة، في إطار التمازج الخلاق الذي طبع علاقة الحضارة العربية الاسلامية بمثيلاتها من الكتل الكبرى.

ويعتبر الخط العربي أحد الفنون الضاربة في التاريخ، ويذكر شربل داغر في كتابه «مذاهب الحسن» ان النقش الأول يعود تاريخه الى سنة 106م، وقد اكتشفت في وادي المكتب بطور سيناء، إضافة الى مجموعة من النقوش التي يعود تاريخها الى القرن الرابع للميلاد، ومن هذه النقوش التي حظيت باهتمام العديد من الباحثين نقش عرف باسم «نقش المنارة» من أعمال حوران في سورية ويعود تاريخه الى سنة 328م. ويؤكد المستشرق «يوهنسي بيدرس» ان الخط أصبح له أهمية تاريخية عالمية في جميع الكتابات الاسلامية وجاء للوجود كفرع من فروع الآرامية. ‏

ان الحركة الحروفية العربية مرحلة من مراحل التشكيل العربي والاسلامي، انتشرت من أندونيسيا الى بلاد المغرب، وقد كانت استجابة لبحث ما عن هوية تشكيلية عربية، وقد استخدمت الحروفية العربية الحرف العربي بطرق متباينة تبايناً شديداً، فالاستعمالات تندرج ابتداء من استخدام الحرف بوصفه موتيفاً تشكيلياً جرافيكياً، منقطع الصلة بما يحمله داخله من موروث ثقافي، الى استلهام المعاني الباطنية أو الصوفية للحرف العربي ما يفتح آفاقاً جديدة لإنتاج اللوحة وتأويله على حد سواء، نهاية الى الانزلاق والتوجه التام لاستخدام الحرف العربي في التزيين الفلكلوري الذي يستغل استغلالاً سيئاً.. إلا ان الحرفية العربية في أحسن أحوالها ونماذجها الناجحة محاولة جادة وأصيلة لاسترداد السلطة التشكيلية للحرف العربي في الثقافة العربية وقد كانت المشاركة السورية واضحة حيث استطاع الفنانان محمد غنوم وخالد الساعي من تحقيق المعادلة المتوازنة في المزج بين التقاليد المتعارف عليها في الخط العربي وطرق جديدة مبتكرة يتم من خلالها اعادة احياء استخدامات الخط العربي.. وأشار الفنان خالد الساعي الى أهمية المشاركة السورية بهذا الملتقى حيث شارك بـ 10 أعمال خطية قدم من خلالها أهم المحطات الفنية في تجربته مؤكداً ان الحرف العربي هو بناء وهندسة روحانية والفنان الحقيقي هو القادر على توظيف هذا الحرف كعنصر رئيسي في العمل الفني لا كزينة جانبية أو عنصر زائد، والخط العربي جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية فنحن نمارس اللغة يومياً.. ‏

وقد شمل معرض الخطوط الاسلامية على مصاحف ومخطوطات أخرى، من بينها مصحف شريف أعد منه 377 نسخة يبدأ بسورة الفاتحة وينتهي بسورة الناس، وقد نسخ سنة 900 للهجرة، على يد حسين بن مصطفى بالمداد الأبيض داخل أشكال هندسية ويقع المخطوط في 499 ورقة مجلد بجلدة فارسية مذهبة.. وهناك مصحف آخر أعد منه 382 نسخة يتضمن ما بين سطوره ترجمة لمعاني الكلمات الفارسية كما يضم المعرض «الجامع الصحيح» من تأليف الإمام مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري المتوفى عام 261 للهجرة، وأيضاً، تفسير القرآن للثعالبي ومخطوط عن «أصول البزدوي» وشرح الفرائض للجرجاني، ومخطوط «فتح الرحمن شرح زبد بن رسلان» لمؤلفه الملي أحمد بن حمزة بن شهاب الدين المتوفى سنة 971 للهجرة.

تشرين السورية
(169)    هل أعجبتك المقالة (154)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي