لأن الغدر في طبعي !
لم تعد "نحرق البلد" كافية لما يفعله الأسد وآله وصحبه في سوريتنا، بل تطاول الحقد والوهم المستقبل أيضاً، وليس القصد هنا حرمان الجيل من آبائه ولا حرمان نحو مليوني طفل من التعليم والحكم على سوريا المستقبل بالتجهيل، ولا حتى القصد بالمسقتبل ما يجري لجهة رهن مقدرات سوريا من نفط وغاز وفوسفات، وحتى عقود إعادة الإعمار لممولي الحرب وأنصار الوهم الطائفي النكوصي، بل أيضاً نرمي إلى قتل الثقة بسوريا اقتصاداً واستثماراً.
النظام الذي لم يتوانَ منذ البداية عن إشهار سيف الحجز الاحتياطي على أموال كل من أيّد الثورة ووقف إلى جانب الشعب السوري لنيل حريته وكرامته، بل ذهب إلى الأقصى، فسرق المنشآت ونقلها إلى الساحل وصادر الأموال والممتلكات، ليصل به الأمر في نهاية المطاف عند الحكم بالإعدام على بعض رجال الأعمال الذين ناصروا أهلهم ضد القتل والآلة العسكرية.
بيد أن بعض "البرجوازية التقليدية" أو حتى من حديثي النعمة، وقفوا بداية إلى جانب النظام، أو لنقل إلى جانب الوطن، لكنهم ولما لمسوا الوهم الذي يعيشه النظام وشاهدوا حجم القتل والتدمير، انزووا أو هربوا أو منهم من وقف وموّل الثورة وبعض فعاليات المعارضين في الخارج.
ومن هؤلاء من لم يزل يُحسب على النظام حتى الآن، إذ لم يظهر إعلامياً ولم يعبر عن موقف، ولم يقل كلمة حق في وجه النظام الجائر، ومع ذلك ورغمه، لم يسلموا من أذى النظام، بل طاولتهم أحقاده وتطرفه فحكم عليهم غيابياً لمجرد الشبهة ربما.
وثمة شريحة أخرى، وهم رجال الأعمال الذين لم يستجيبوا لنداء الأسد الأخير في العودة إلى سوريا و"المساهمة في الإعمار" أو الرضوخ لابتزازه ودفع رشى ليموّل عبرها حربه وأجور مرتزقته.
أولئك أيضاً كان لهم من الحجز والتشهير نصيب، بل ونبش لهم ملفات قديمة، يمكن وفق المنطق القانوني أو الاقتصادي، أن يحاسب هو وحكوماته وفقها، فببساطة، يمكن لي متابع أن يسأل، لماذا الآن وأين كانت تلك العقود والفساد منذ سنوات..ولماذا لم تفتح حتى الآن؟!.
في الأمس، وعبر آلة النظام الإعلامية، بدأت حرب جديدة على شركاء الماضي وحلفاء الأمس، لمجرد رفضهم العودة إلى سوريا وتمويل الحرب ودفع الأتاوات التي اعتاد النظام وممثلوه على أخذها، بدأت-آلة النظام- التشهير والتقديم لما يمكن قراءته بسهولة، وهو اتهام "نبيل الكزبري" الذي لم يعلن موقفاً حقيقياً من الثورة، رغم ماله من وزن وسمعة عالمية وصلت لوصفه بملك الورق، وكذا موفق قداح الذي أهدى سوريا أرض السوق المالية وهو من كبار المستثمرين السوريين في الإمارات العربية المتحدة وغيرها...وعماد غريواتي رئيس اتحاد غرف الصناعة السابق وأحد وجوه تبييض أموال النظام وأهم مشغل لأموال الأسرة الحاكمة.
قصارى القول: نشر إعلام النظام ما يلي، طبعاً بعد تقديم ما يلزم من كلمات الاستفهام والتعجب والتخوين:
- شركة فيمبكس التي يملكها رجل الأعمال نبيل الكزبري، مدينة بقرض لبنك بيبلوس سوريا بقيمة 540 مليون ليرة سورية تقريباً، وقرض آخر لبنك عودة بقيمة 254 مليون ليرة سورية تقريباً، بمجموع تقريبي يصل إلى 800 مليون ليرة سورية، علماً أن هذه الشركة حصلت على عقود بمئات الملايين من الجهات الحكومية خلال الفترة الممتدة من العام 2007 حتى نهاية عام 2010، ويمتنع الكزبري عن سداد القروض لأسباب مجهولة، علماً أنه يعتبر من أهم مؤسسي القطاع المصرفي في سوريا.
- الشركات التي يمتلكها السيد عماد غريواتي: بلغت قروض هذه الشركات حوالى 850 مليون ليرة سورية، بينهم 94 مليون ليرة سورية حصل الأخير عليها من بنك بيمو علماً أن شركاته لا تزال مستمرة بالعمل، مع عقود بالملايين من القطاع العام، وقد استفادت هذه الشركات أيضاً من القطع الأجنبي المباع من مصرف سوريا المركزي ومع ذلك لم يتم تسديد هذه القروض.
- شركة المتنبي للمشروعات، المملوكة من قبل رجل الأعمال السوري موفق قداح، حصلت أيضاً على قرض من بنك بيمو بقيمة 133 مليون ليرة سورية تقريباً، في الوقت الذي حصل ابنه طلال قداح على قرض آخر من بنك عودة، ويمتنع الإثنان عن سداد القروض.
نهاية القول: سأل الضفدع الذي يحمل العقرب على ظهره ليعبر به النهر، بعد أن رجا العقرب الضفدع وتوسل إليه ووعده أن لا يلدغه، لأنهما-على الأقل-سيموتان معاً، سأل الضفدع وهو يغرق جراء لدغة العقرب"لماذا لدغتني رغم أنك وعدتني وها نحن نموت معاً....أجاب العقرب: لأن الغدر في طبعي.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية