يواجه المدخنون في الامارات مخاطر مرض قاتل يعتبر سبب لوفيات تفوق ضعف ما يتسبب به السكري.
ورغم ان معظم المدخنين في الامارات على علم بمخاطر عادة حرق التبغ في الرئتين وخاصة زيادة خطر الاصابة بالامراض القاتلة مثل السرطان ومشاكل القلب، لكن قلة منهم على معرفة بمخاطر "الانسداد الرئوي المزمن".
وتعتبر الوفيات جراء مرض الجهاز التنفسي القاتل آخذة في الارتفاع على مدى السنوات العشرين الاخيرة، الامر الذي يجعله السبب الرئيسي الثالث للوفيات على مستوى العالم بحسب تحذيرات صادرة عن منظمة الصحة العالمية.
وتحذر المنظمة، بحسب ما نقلته صحيفة "ذي ناشيونال" الاماراتية، في عددها الصادر السبت، من مغبة عدم اتخاذ اجراءات حيال تلوث الهواء وتعاطي التبغ بكافة اشكاله.
ويعتبر التدخين السبب الرئيسي لمرض الانسداد الرئوي المزمن، وهو مصطلح علمي لمرض مزمن يصيب الرئة ويتسبب في ضيق مرور الهواء، ولكنه لا يزال غير موجود على رادار المدخنين حول العالم.
وقال الطبيب بسام محبوب رئيس جمعية اطباء الجهاز التنفسي الاماراتية "المدخنون في العادة يأتون لفحص مشاكل القلب او اذا كانوا يعانون من السرطان فقط.. لديهم جهل تام بهذا المرض الخطير".
واضاف "مع مضي الوقت، يسعى المدخنون الى العلاج ولكن في وقت متأخر اذ في الغالب خسروا 50 بالمئة من وظائف الرئة فعليا.. اذا لم يتم علاج هذا المرض الفتاك في وقت مبكر فانه في نهاية المطاف سيؤدي الى فشل الجهاز التنفسي، وتتوقف الرئتين عن العمل".
ويؤثر الانسداد الرئوي المزمن على المدخنين في عمر تزيد عن 40 عاما بشكل رئيسي لكن بوادره تظهر على شاكلة ضيق في التنفس وسعال منتظم.
ويرى الدكتور محبوب ان غير المدخنين ليسوا بمنأى عن هذا المرض الفتاك، اذ ان اولئك الذين يستنشقون انواع اخرى من الدخان لفترة طويلة كعمال المصانع والذين اعتادوا على طهي الطعام باستخدام الخشب او الفحم يجابهون مخاطر الانسداد الرئوي.
وقال "ما نعرفه ان المريض الذي يعالج في وقت مبكر سيتسبب ضيق التنفس في الحد من كثير من انشطته الحيوية".
وتابع "لا يستطيع المرضى القيام بالانشطة اليومية المعتادة، ويعتمد ذلك على مستوى الانسداد، وفي النهاية يكونون عرضة لامراض اخرى"، مرجحاً ان يصاب المرضى بالاكتئاب وهشاشة العظام وامراض القلب.
وقال الدكتور محبوب "يعاني 4 بالمئة من سكان الامارات من مرض الانسداد الرئوي المزمن، وفقا لمسح اجري في العام 2011 لم يتم اعادته لمعرفة اذا ما تزايدت هذه الاعداد ام لا".
ولا يمكن للان الشفاء من مرض الانسداد الرئوي المزمن لكن الادوية تبطئ عمل المرض وتقدمه وتخفف من الاعراض، وتحسن نوعية الحياة فقط.
ونصح الدكتور محبوب جميع المدخنين بالتوقف فورا، ولكن اذا تجاوزوا الاربعين عاما عليهم ان يسارعوا الى الفحص الطبي.
وتعتبر السكتة الدماغية وامراض القلب ومن ثم الانسداد الرئوي الاسباب الرئيسة للوفيات حول العام وفقا لدراسة منظمة الصحة العالمية في العام 2011. حيث قتل هذا الداء الفتاك 3 ملايين فرد في الوقت الذي لقي 1.5 مليون شخص حتفهم بالسكري.
وقال الطبيب ساشكران بودي المتخصص بالقلب في مستشفى ابوظبي "يمكن ان يتطور الانسداد الرئوي ليتحول الى مرض جهازي، اي انه لا يقتصر على جزء واحد في الجسم لينتقل الى انحاء اخرى".
واضاف "اذا كان المريض يعاني من الانسداد الرئوي لاكثر من 10 سنوات فان الالتهابات ستستمر في الجسم كله والقلب على وجه الخصوص".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية