أيفعلها "ميشيل كيلو" وينقلب على الائتلاف؟!

خرج ميشيل كيلو الذي آثر-على ما يبدو- أن تقترن باسمه صفة رئيس اتحاد الديمقراطيين السوريين، أكثر من عضو الائتلاف السوري المعارض، خرج عن صمته وأحدث ما يمكن وصفه، إطلاق الإنذار الأخير قبل الإعلان عن موقف، على الأرجح سيكون الانسحاب من الائتلاف، ورمى"الغولة" في وجه الائتلاف، وغادر "غازي عنتاب" ليل الأربعاء إلى لندن دون أن يعطي تفسيراً مقنعاً، حتى لمن حوله من الديمقراطيين، إزاء الموقف الشديد الذي أخذه من الائتلاف.
كيلو الذي أسف-كما قال حرفياً- للحال الذي آل إليه الائتلاف وعدم قدرته على أخذ الريادة، بل وفشل رغم أن القائمة الديمقراطية التي دخلت-31 آيار الفائت– أرادت مأسسة العمل، لكنها للأسف اصطدمت بمحاولات إيقافها ومنعها من أخذ الائتلاف كمؤسسة إلى ما يتناسب وأهداف الثورة السورية ومستوى التضحيات والدم التي قدمها السوريون، وإلى ما يتناسب-سياسياً- والتغيرات التي طرأت على مواقف"الكبار" ومحاولات حرف الثورة عما خرجت إليه، واختزالها باللجوء والمساعدات حيناً وبقضايا تصب في بقاء النظام، كتسليم الكيماوي ومحاربة الإرهاب، بقية الأحايين.
قالها ميشيل كيلو المحسوب على أحمد عاصي الجربا، أو ربما العكس، لطالما دخلا في نهاية آيار 2013 ككتلة ديمقراطية أو ليبرالية "14 عضواً" إلى جانب 51 عضواً جديداً ليبلغ الائتلاف 114 عضواً، ما وازن بين الإسلاميين الذين كانوا يسيطرون، أو غالبون في الائتلاف، وبين الديمقراطيين والليبراليين.
قالها إن الإئتلاف ضعيف ولن يستمر الوضع على هذا النحو، ففي ظل السقوط المستمر، إن في التنظيمات العسكرية التي تتبع الائتلاف، أو حتى سقوط المناطق التي كان يسيطر عليها الجيش الحر، بات يخشى على الثورة قاطبة من السقوط، ولا بد من ثورة مقابلة تعيد الأمور إلى نصابها.
إذاً، أيكون اتحاد الديمقراطيين السوريين الذي تأسس أخيراً في اسطنبول"28سبتمبر 2013" وبدأ مأسسة عمله في الداخل والخارج وعلى الحدود، وخرج عن المتوقع له ومنه، وفق بيان لقائه أمس الأربعاء على الحدود التركية السورية، أيكون بديلاً عن الائتلاف الوطني، وبخاصة أن فيه من الائتلاف والمجلس الوطني ومن تيارات علمانية وإسلامية ويمثل معظم الاتجاهات وحتى أطياف السوريين لجهة القومية والطائفية، وهو ما لم يخفه أحد أعضاء الإتحاد عندما ألمح لقلب الطاولة على الائتلاف قبل أن ينهيه كيلو بدبلوماسية ويلمح بأن "الوقت لم يحن بعد".
نهاية القول: لعل سعي بعض أعضاء الائتلاف المقربين من الرئيس أحمد الجربا لمعرفة حقيقة ما جرى في غازي عنتاب وما سبب "انقلاب"كيلو، يدلل ربما على فجوة ما بين كتلة الديمقراطيين التي دخلت-كما قلنا- كقوة موحد لتمنع الائتلاف من الانقسام...فإذا هي-ربما- ستقسمه أو تقصم ظهره.
من كتاب "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية