ما أن ظهر النجم الأمريكي الهوليوودي، مارتن شين، في جلسة حوارية على خشبة المسرح في مدينة جميرا، الأحد، ضمن فعاليات مهرجان "دبي السينمائي"، للحديث عن مسيرته المهنية، وأبرز أعماله السينمائية والتلفزيونية، على مدى العقود الخمسة الماضية، وقبل أن ينهي المحاور جملته الترحيبية بعبارة "تحية حارة إلى مارتن شين"، حتى علت صيحات الجمهور الذي صفق طويلا للنجم المعروف.
بدا الممثل الهوليوودي السبعيني مرتاحاً بالكامل، وكأن الجمهور هو جزء من حياته اليومية، قال كلماته ببساطة، وتحدث عن طفولته، وعن شغفه بالتمثيل، وعن حبه لزوجته، متطرقاً أيضاً إلى المرحلة التي عولج فيها من مرض الإدمان على الكحول.
كان شين كأنه أمام جمهور أجنبي، وليس عربي، يدرك تماما كيف يتعاطى معه، تكلم برحابة صدر، وبطلاقة، وبلا أي توتر عن عدة مواضيع تضمنت خبرته كأحد النجوم العالميين، ومسيرته الطويلة، وتفانيه في العمل، وأبرز المحطات المهنية في حياته، واللحظات التي لا يزال يعتز بها.
ووقف في إحدى المرات، مستعرضاً أمام الحضور كيفية ارتداء سترته، بسبب المشكلة التي يعاني منها بيده اليسرى، ورقص في إحدى المرات، مقلداً سلوك الأمريكيات في تظاهراتهن النسائية. لقد كان اللقاء مع شين، بمثابة حضور فيلم هوليوودي جديد من بطولته.. شيق وممتع وحماسي إلى أبعد حدود.
وبداية، تذكر شين أمام الحضور مراحل طفولته، إذ قال: "كنت السابع من بين عشرة أولاد، وميزني أبي عن إخوتي بالإنفاق على تعليمي الجامعي"، لافتاً إلى شغفه بالتمثيل، ما دفعه أن يتعمد الرسوب في امتحانات الجامعة حتى يضطر والده للرضوخ لرغبته.
وأوضح شين أنه بسبب التشوه بكتفه اليسرى الذي عانى منه في وقت الولادة، ما تسبب بإعاقة في الحركة، رأى والده أنه لن يتمكن من استخدام عضلاته للعمل، وبالتالي يجب عليه أن ينمي ذهنه. وأضاف: "لكنني رسبت عمداً، فأحس والدي بالتزامي في تحقيق هوايتي بالتمثيل، ودعمني لاحقاً."
واعترف شين، بالفترة التي كان مدمناً فيها على الكحوليات، إذ قرر الخضوع للعلاج، بعدما أدى مشهدا عنيفا في فيلمه "القيامة الآن" من إخراج فرانسيس فورد كوبولا في العام 1979.
وقال شين: "تزامن التصوير مع عيد ميلادي السادس والثلاثون، حيث كنت ثملاً، وأثناء المشهد حطمت مرآة ونزفت يدي وخرجت من التصوير محطما نفسيا"، وقررت بعد تلك الحادثة الخضوع لمعالجة الإدمان على الخمر.
وعلق مارتن شين على أعماله مع مارتن سكورسيزي قائلاً: "أنا من عشاق مارتين سكورسيزي، وإذا ما سنحت لي الفرصة لأعمل معه مجدداً فسأفعل دون تردد، فهو يتميز عن أقرانه من المخرجين الآخرين بما يمنحه من حب كبير لمن يعملون معه من ممثلين."
وأضاف: "كما أود في العمل أيضاً مع الأخوين كوين، فأنا مفتون بأعمالهم."
وتحدث الممثل الأمريكي عن قصته الغرامية الأكبر في حياته والتي استمرت منذ 50 عاماً، وبطلتها زوجته، إذ قال أمام الجمهور "لا حدود لحبي لزوجتي." وأضاف: "إنها مثلي الأعلى وأتمنى دائما أن أرتقي إلى مستواها".
ويذكر أن نجم هوليوود حائز على العديد من جوائز "إيمي"، و"غولدن غلوب"، وكان "مهرجان دبي السينمائي الدولي"، العاشر، اختار شين، هذا العام، للاحتفاء به، إذ منحه جائزة "تكريم إنجازات الفنانين"، في الحفل الافتتاحي، في 6 كانون الأول/ديسمبر الحالي.
ويعتبر شين أحد أكثر الوجوه الفنية في هوليوود شهرةً، على مستوى العالم، برصيد يزيد عن 80 فيلماً، وتتضمّن قائمة أعماله روائع سينمائية، كان لها بصمتها الواضحة في تاريخ السينما العالمية، مثل الفيلم الشهير "القيامة الآن"، بالإضافة إلى أعمال سينمائية أخرى، مثل "أراضٍ خربة"، و"وول ستريت"، و"غاندي"، و"أمسكني إن استطعت"، و"الرئيس الأميركي"، و"المرحلّون"، و"الرائع رجل العنكبوت".
وكان للنجم مارتن شين إطلالاته التلفزيونية المتميزة، حيث ترشّح لنيل ست جوائز "إيمي"، عن دوره في مسلسل "الجناح الغربي"، الذي جسّد خلاله شخصية "الرئيس جوسيا بارتليت". وحصد شين ست جوائز "غولدن غلوب"، من أصل ثمانية، كان قد ترشّح لها، وجائزتين من "إس إيه جي"، عن مسلسل "البيت الأبيض".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية