أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

إسرائيل وسورية... حرب محتملة أم مفاوضات مرتقبة بختم أمريكي

مؤشرات على تجاوب الطرفين لتجاوز مرحلة جس النبض

فيما رأى الوسيط الامريكي السابق للسلام في الشرق الاوسط دنيس روس (ثمة خطر لحدوث حرب) بين سورية واسرائيل هذا الصيف ذكرت جريدة (معاريف ـ نقلا عن مصادر رسمية اسرائيلية (ان توجه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الى عمان الاربعاء الماضي وعقده (لقاء ليليا سريا) مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني يرتبط بتقدم المحادثات للشروع في مفاوضات مع سورية).
وكشفت الصحيفة ان الرقابة العسكرية الاسرائيلية سمحت جزئيا بالنشر عن تزايد دفء الاتصالات بين تل ابيب ودمشق ونسبت الى مصادر لم تحدد هويتها ان المفاوضات السرية بين الجانبين ارتقت درجة وتجاوزت مرحلة تلمس المواقف وقالت ان الرئيس الاسد يرد على الرسائل التي يوجهها اولمرت تفصيلا ـ لكن الرقابة العسكرية لا تسمح لوسائل الاعلام بنشر تفاصيل المفاوضات السرية مؤكدة ان نية اولمرت هي احياء مسار المفاوضات مع سورية وان البلدين يتحدثان عن (افكار خلاقة) مثل استئجار اسرائيل هضبة الجولان من سورية لفترة طويلة وافكار اخرى.
وكانت الجريدة الالكترونية (اكسبريس) نقلت عن المبعوث الخاص للامم المتحدة الى الشرق الاوسط مايكل وليامس ان السوريين مستعدون لتغيير علاقاتهم مع ايران وحزب الله وحركة (حماس) اذا ما حصل تقدم في مسار المفاوضات مع اسرائيل باتجاه اتفاق سلام.

اصرار على العقوبات

ولكن روس ابلغ (ايدعوت احرونوت) ان السوريين يضعون انفسهم في وضع الاستعداد للحرب، وانتقد ادارة بوش لما سماه خطابها القاسي لفظيا والمتساهل عمليا مع دمشق قائلا (ان الامور وصلت الى مرحلة هي الاكثر سوءا ـ لان السوريين لا يدركون ما سيخسرونه كما لم يغيروا سلوكهم، ما انهم لا يدركون ما سيكسبونه اذا غيروا سلوكهم).
ويصر روس على معاقبة سورية على دورها في اعادة تسليح »حزب الله« وقال ان سورية اعادت تسليح الحزب حتى النخاع وهذا لا بد ان يكون له ثمن) ملاحظا ان ادارة بوش فشلت في تنفيذ قانون محاسبة سورية مشددا على ان عدم الحديث مع (دمشق سيزيد من فرص الحرب) وقال: (اذا كنت تتحدث، فهذا يقلل من فرص الحرب).
هذا في وقت حمّل فيه المفاوض الاسرائيلي ألون ليئيل ادارة بوش مسؤولية تعثر مفاوضات السلام بين اسرائيل وسورية مستدركا ان واشنطن هي الجهة الوحيدة القادرة على تعويض سورية في حال قررت التخلي عن ايران والدخول في مفاوضات علنية رسمية مع اسرائيل.
وقال ليئيل الذي شارك في ندوات مع (مفاوض السلام) السوري المستقل ابراهيم سليمان (ان مجرد دخول السوريين غرفة المفاوضات مع الاسرائيليين يشكل نكسة قوية لعلاقاتهم مع طهران ـ لكنهم اذا اوقعوا مثل هذه الصدمة، فانهم يحتاجون الى بديل عن هذه العلاقة وتعويضهم عنها) وهو ما ايده المدير العام السابق لوزارة الخارجية الاسرائيلية الذي اكد (ان الجهة الوحيدة القادرة على ذلك هم الامريكيون انفسهم).

تغيير السلوك

وطلب ليئيل من الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي اقناع الامريكيين بان هناك امكانية لتغيير السلوك الاقليمي للسوريين في الشرق الاوسط، (ليس حيال اسرائيل فقط، بل ازاء المنطقة برمتها) مستدركا (ان هذا لا يمكن ان يحدث بوجود مقاطعة لها واستمرار تصنيفها على لائحة الدول الداعمة للارهاب، ومن دون ان يفتح الغرب ابوابه المغلقة امامها) محملا (واشنطن مسؤولية عرقلة مفاوضات السلام مع سورية).
اولمرت اخبر السفراء الأوروبيين ان الاسد حينما يتحدث عن المفاوضات فانه يريدها مع الولايات المتحدة وليس مع اسرائيل.
والمشكلة هي ان الرئيس بوش اوضح أكثر من مرة عدم رغبته في التدخل في هذا الموضوع، فيما يواجه اولمرت موضوعات اكثر الحاحا من المفاوضات مع سورية، اذ ان الرئيس بشار الاسد كما يقول المحلل الاسرائيلي اوربن يوسف (لا يملك خيارا عسكريا حقيقيا ضد اسرائيل) معتبرا ان هذا الرأي السائد لدى اوساط متنفذة في القيادة العسكرية والسياسية في اسرائيل خاطئ لانه (ثبت في الماضي وخلال ثلاث مرات ادعت فيها اسرائيل ان عدونا لا يملك خيارا عسكريا وان بامكان اسرائيل ان تفعل ما تشاء اننا كنا محل خطأ ودفعنا ثمنا في المرات الثلاث باهظا).
المنطق العسكري الذي يسيطر على التفكير الاستراتيجي الاسرائيلي يميل الى استبعاد الاعتبارات السياسية التي تدفع سورية نحو طريق القوة وهذا برأي بن يوسف سيجعل اسرائيل تبكي اعواما للخطأ الذي ارتكبته باهمالها المسار السياسي بحجة ان الخصم لا يملك الخيار العسكري وقال ان عدم قدرة سورية على المواجهة العسكرية قد يكون سببا لحدوث مثل هذه المواجهة في حال الاستمرار في رفض المفاوضات السياسية انصياعا لرغبة بوش المهزوم في جبهات الحرب من اجل الديموقراطية في الشرق الاوسط.

الوطن - د. محمد خلف
(177)    هل أعجبتك المقالة (173)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي