فقط 1450 مسجدا تعرضت لتدمير كلي أو جزئي في مختلف أنحاء سوريا بسبب قصف آلة حرب النظام، ولم يبد "الأسد والعالم" امتعاضهم وتخوفهم، ولا حتى قلقهم كما يفعل الأمين العام للأمم المتحدة، ولكن أن يدخل الثوار معلولا التي يأخذ منها جيشه وشبيحته مقرات ومراكز للقصف على اعتبارها منطقة مرتفعة، فالأمر اختلف لدى الجميع، وبدأ التأويل على اعتبار أنها بلدة يقطنها المسيحيون وإنما الاستهداف لدور العبادة وللمقدسات، بل واتهم النظام الثوار بخطف الراهبات من دير مار تقلا في معلولا، قبل أن يرد الثوار ويؤكدوا أن الراهبات ورجال الدين هم بيبرود و هم بأمان.
اليوم، أرسلت وزارة السياحة السورية رسالتين إلى مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة حول "دخول المسلحين صباح يوم 2 ديسمبر/كانون الأول بلدة معلولا التاريخية في ريف دمشق". وهوّلت في رسالتيها مذكرة أن سكان معلولا يتكلمون لغة السيد المسيح، في طريقة فجة ومفضوحة لاستعطاف مسيحيي العالم لتأييد مواقف النظام..وربما لإرسال قوات دولية لحماية الأقليات والمحافظة على المقدسات ودور العبادة. أو على الأقل، الضغط على "الدول الداعمة للثورة" كليبيا والسعودية، وهو ما لم يخفِه النظام أصلاً خلال الرسالتين "نطالب مجلس الأمن بإدانة هذه الأعمال الإرهابية بأشد العبارات وندعو المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته في الضغط على الدول الداعمة لتلك المجموعات الإرهابية التكفيرية لوقف تزويدها بكل وسائل الدعم اللوجستية والمادية".
لاشك أن التعدي على المدنيين ودور العبادة والمنشآت العامة، سوريةً كانت أو تمثل دولا خارجية، هو عمل مدان ومذموم، كما هو ليس من أبجديات الثورة وأخلاقيات الثوار، بدليل عدم ردهم على جرائم النظام بالمثل، إن لجهة قصفه وقتله للمدنيين أو حتى لضربه المساجد والكنائس ودور العبادة الأخرى التي كانت منطلقاً للثورة ما دفع بنظام "الممانعة العلماني" ليقصف المساجد والكنائس ويقتل المصلين في داخلها.
ولعل ما تعرض له مسجد خالد بن الوليد في حمص مرقد الصحابي سيف الله المسلول منذ أكثر من 1300 عام، للقصف دليل دامغ، حيث حيث بات يستقبل صواريخ النظام بدلا من المصلين.
وكذا لجهة المسجد العمري الذي بناه الصحابي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أصبح هو ومن حوله من الأبنية المدمرة سواء، في حين لم يبقَ من مسجد بلال إلا قبته التي بقيت شاهدة على سابق وجوده.
إذاً، القصة برمتها ليس خوف النظام على الأقليات، التي اضطهدها لعقود، ولم تعرف سوريا الطائفية إلا في زمانهما، ولا حتى الخوف على المدنيين الذين قتلت آلة حربه أكثر من 126 ألف حسب آخر إحصائية نشرت اليوم، بل محاولة إثارة مخاوف "العالم المسيحي" وتهويل ما يجري لاستعطافهم ليتابع في حملته التضليلية..وربما يستقدم قوات دولية بحجة حماية الأقليات، تساعده على تحقيق حلمه النهائي في التقسيم و"الفيدراليات"التي لم نسمع أي تصريح حولها رغم ما حدث في شمال سوريا عما سُمي إقليم كردستان سوريا.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية