السيدان الجربا وصبرا...عيل صبرنا
ليس صحيحاً أن الشعب السوري تورط بالثورة، لأن السكوت على الظلم هو الورطة، وليست جائزة البتة، المقارنة بين ما آلت إليه سوريا وحال السوريين، بين مع ما كانوا عليه قبل آذار 2011، لأن في ذلك توريطا وجلدا للذات وتأصيل الذّل والخنوع،.الهدف منه اختزال الحياة الإنسانية بالمأكل والنوم بكافة فروعه والأمان المؤقت، وهي ما يشترك فيها مع كافة الحيوانات...بل كان صوت الديكة وبعض الكلاب، أعلى من صوت السوري قبل الثورة.
ولكن أن يقارن مسؤولو الثورة مع مسؤولي النظام، فهذا من حق السوري الذي صرخ ونشد الحرية و ضحى بكل شيء، لا ليمثله رغماً عنه نسخ أخرى عن نظام قام عليه..ليدفع ويضحي بكل شيء، ويبدأ بإعادة إنتاج آلهة، لا ليأكلها وقت يجوع، بل ليسجد لها وتكبر إثر سجوده وصمته وتقتصر خياراتها على"لا تفعل"، نحن ننوب ونفعل، لا كما نراه مناسباً، بل كما يوحى لنا ونؤتمر به.
لن نقلب في دفاتر "مؤسسات المعارضة" لأن فيها من العفن ما يزكم ويصفع ويجلد، بل سنأخذ لقطة إنسانية من زاوية عامة، فيها من الانعكاسات والنتائج، ما يمكن أن يحرّض الدهر...وإن لم يرتدع عن فعائله العطار.
القصة يا سادة المجلس والائتلاف هي قاعدة بيانات، لا أقصد التأسيس لقواعد بيانات لتخرج المعارضة باختراعات وأبحاث وغزو فضاء، بل داتا عن المعارضة في الخارج من هي، أين تسكن، ماذا تفعل، ماذا كانت تفعل، من أين تعيش...أو بالأحرى هل تعيش؟!.
لماذا قاعدة بيانات قبل أن يظن أحدكم أن ثمة ترفا في التفكير، أو بدعة في الطرح، والبدعة حرام وكثر المحرمون في المعارضة الذين يقتلون على النوايا، كما كثر قبلهم المحللون الذين زادوا في انحراف قطار الثورة، إذ اختصروا ثورة الكرامة أثناء ظهورهم الدائم على الفضائيات والمحافل، بالتوصيف والتشكي والندب، ما ساهم، أو ربما ما سرّع في اختصار معاناة السوريين بالمساعدات والأمل والأغطية وحوّل قضيتنا من قضية وطن وعيش كريم..إلى قضية لاجئين جوعى.
المهم، لو سألنا كلتا المؤسستين الكبيرتين في المعارضة، المجلس الوطني والائتلاف الوطني، كم عدد السوريين اللاجئين في تركيا، حيث مؤسساتكم ونشاطاتكم وعيونكم، ولن نسأل عن اللاجئين في أوروبا وأعداد من تأكله الأسماك وأسباب الغرق وأكلاف الهجرة غير الشرعية.
بل سنسأل عن السوريين في تركيا، وأكيد لا نقصد العدد فقط، لأن المعنيين في تركيا تحصي من يدخل أراضيها، ويمكن أن تزودكم به أنّى شئتم، لكن المقصد من هم اللاجئون السوريون، أعمالهم وأعمارهم، انتماءاتهم واتجاهاتهم، كيف ولماذا تهجروا، من أين يعيشون.
كم طبيب ومهندس غادر سوريا، ماهي عدد أسر الشهداء، هل بين اللاجئين كفاءات علمية وثقافية يمكن أن تصوّب بعض الاعوجاج...هل بينهم خريجو علوم سياسية وعلاقات دولية، ماهي الخبرات التراكمية التي يملكها الهاربون من الموت وكيف يمكن أن تستغلوها، في حربكم وسلمكم وحتى تفاوضكم في جنيف؟
ولعل الأهم، هل هم فعلاً معارضون، أم بينهم ما يخترق صفوفكم وما هي حاجتكم لهم ولتخصصاتهم ليقدموا للثورة التي خرجوا لها وكفاكم استهلاكاً لوجوه مستهلكة...فللوجوه ياسادة ميزة علب السردين، من فساد ومدة صلاحية.
قصاى القول: قصة قاعدة البيانات ياسادة المعارضة يمكن تحقيقها عبر مكتب يعمل فيه موظفان في كل معبر، حدودي، يستقبل الهاربين من الموت أو المتمردين على الظلم، ليشعروا أنهم بشراً أولاً، ومن ثم تسجل بياناتهم الضرورية ووجهتهم، على أن يتم التواصل معهم فيما بعد...ولا ضير إن كان من حافلة أو أكثر عند كل معبر، لتقل السوريين من إلى، وهي بضع كيلومترات، لكن أثماناً باهظة يدفع اللاجئون خلالها.
ومن خلال تلك المعلومات، يمكنكم تأمين ما تستطيعونه، أو إعطاء المعلومات لرجال الأعمال السوريين أو للجمعيات الإنسانية في الدولة المضيفة، أو العالمية، ليأخذوا بيد أهلكم الذين تتكلمون باسمهم وبسببهم غدوتكم نجوماً وأعلاماً وقيادات.
نهاية القول: يا قادة المعارضة، القصة سهلة يمكن حلها ببضع مكاتب يعمل فيها من تدفعون له أجراً وتعويضات ويشتغل بكم لأنه بلا شغل، وقد تنعكس عليكم بأكثر مما تتوقعون فهؤلاء هم سندكم، هم أصواتكم وقت سيترك الأمر للصندوق، هذا إن فكرتم بسياسة ونفعية، وهم أهلوكم وأعراضكم التي تذل وتنتهك...اللهم إن فكرتم بإنسانية ووطنية.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية