صفقة واشنطن وملالي طهران تتفاعل في ساحات التواصل، و"مربط الفرس" سوريا
تفاعلت أنباء الصفقة الأمريكية مع ملالي طهران بخصوص المسألة النووية، لتعوم على بحر من التعليقات شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي فور الإعلان عن الصفقة التي ضحت فيها طهران ببعض طموحها النووي، لتمرير أجندتها في المنطقة، لاسيما سوريا، حيث ما تزال الثورة المشتعلة تقض مضاجع الملالي، وتهدد بتدمير مشروعهم الذي سهروا على إنشائه منذ عقود.
وفيما رأى المحسوبون على إيران أن طهران كسبت اللعبة، وأنها قايضت بعض اليورانيوم بإطلاق يدها في المنطقة، لاسيما سوريا، فإن المناوئين اختاروا أن يتساءلوا عن كيفية رد السعودية على هذه الصفقة، وبعضهم رأى أن تنازل طهران عن بعض طموحاتها النووية لم يكن إلا تحت الضغط الهائل الذي يعانيه بشار من ثورة الشعب السوري، مذكرين أن طهران خالفت كل تعهداتها بأنها لن تتخلى "قيد أنملة" عن برنامجها النووي، لكنها تراجعت، وهذا ما يثبت قوة الثورة السورية وصلابتها، بعكس ما يروجه البعض عن انكفائها واحتمال انطفاء شعلتها.
واستغل المناصرون للثورة السورية على مواقع التواصل أن يقترحوا قيام السعودية بتصعيد دعمها للثوار، لأن ذلك هو الرد العملي على الصفقة التي أبرمتها واشنطن مع "عدو السنّة".
ونوه آخرون إلى أن دول الغرب وعلى رأسها أمريكا لم تكن لتتأخر في التعبير العملي عن قلقها ورفضها توحد الفصائل الجهادية في سوريا تحت مظلة "الجبهة الإسلامية"، وهكذا تلاقت مصالح واشنطن وطهران على حرب المسلمين السنة، ومحاولة كبح جماح مشروعهم، ولو جاء ذلك على حساب تنازلات من قبل الطرفين (الإدارة الأمريكية وملالي طهران).
إلا أن اللافت كان مسارعة نظام بشار للترحيب بالاتفاق النووي بين طهران والغرب (الذي يعده عدوا!)، وهو ترحيب قد يكون من باب مكاسب وُعد النظام بأن يجنيها، وربما يكون ترحيبا من باب التهويل و"الحرب النفسية" التي تريد أن تقول للثوار إن بشار وحلفاءه يبقون أصحاب الكلمة الفصل، وإنهم صامدون متماسكون!
ويبقى الشق الاقتصادي على ما يبدو، والمتعلق برفع العقوبات والإفراج عن أموال بمليارات الدولارات هو الأهم لطهران، التي أنهكت خزينهتا بفعل الهبات المليارية التي ضختها في عروق نظام دمشق، ليسيّر به آلة قتله، ويدفع منها رواتب شبيحته ومرتزقته.
ولاتزال بنود الاتفاق الذي عقد ليل السبت غير واضحة تماما، والأهم أن تفسيرات الطرفين (الغرب وإيران) له متضاربة، فمقابل تخفيف بعض العقوبات الاقتصادية على طهران وافقت إيران على الحد من أنشطة برنامجها النووي وفتحه أمام عملية تفتيش دولية أوسع لمدة 6 أشهر، يتم خلالها التفاوض على "حل كامل".
ولم تكشف إيران عن تفسيرها للاتفاق، لكنها أكدت أنه تم "الاعتراف" بحقها في تخصيب اليورانيوم، بعكس ما صدر عن البيت الأبيض الذي قال إن الاتفاق "لا يعترف بحق التخصيب لإيران".
وبحسب واشنطن فإن إيران:
- قبلت وقف كل أنشطة تخصيب اليورانيوم "بنسب تفوق 5%، وتفكيك العملية التقنية اللازمة للتخصيب بنسب تفوق 5%".
- تعهدت بالتخلص من مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% من خلال تذويبه.
- تعهدت بعدم بناء أجهزة طرد مركزي جديدة لتخصيب اليورانيوم، ووقف التقدم نحو تشغيل مفاعل في مصنع أراك النووي، الذي يمكن أن ينتج البلوتونيوم.
- قبلت بعدم بناء مصنع قادر على استخراج البلوتونيوم من الوقود المستخدم.
- قبلت بأن تسمح بوصول خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل يومي لإلى مواقعها وأن تعلن معطيات عن كيفية عمل مفاعل أراك.
في المقابل أعلنت الدول الست التي تفاوض إيران:
- موافقتها على تخفيف العقوبات بشكل "محدود ومؤقت ومحدد الأهداف، ويمكن أن يتم إلغاؤها".
- تلتزم الدول الست بعدم فرض عقوبات جديدة خلال فترة الستة أشهر، إذا احترمت إيران تعهداتها.
- تعلق "بعض العقوبات على الذهب والمعادن الثمينة وقطاع السيارات والصادرات البتروكيميائية الإيرانية" وتسمح "بعمليات إصلاح في إيران لبعض شركات الطيران الإيرانية".
- تقوم الدول الست بتحويل مبلغ قيمته حوالى 4.2 مليار دولار من إيرادات مبيعات النفط الإيراني الخاضع لعقوبات خلال فترة الستة أشهر.
- تبقى معظم العقوبات التجارية والمالية الأميركية تبقى سارية، وكذلك كل العقوبات المفروضة بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي.
زمان الوصل - زمان الوصل-رصد وقراءة
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية