تنتظر "أم زياد" عودة زوجها ووحيدها "زياد" المختطفين لدى جهتين تشير كل المؤشرات إلى وجود تقاطع كبير بينهما من حيث السلوك والمهمات والممارسة والاستراتيجية. الناشط الثوري زياد الحمصي المصور الفوتوغرافي الذي حصد عددا من الجوائز العالمية عن صور ومشاركات له حول الثورة السورية في العديد من وسائل الإعلام العالمية ..والده معتقل منذ أشهر طويلة على أيدي مخابرات نظام الأسد.
أم زياد القابعة مع آلاف المدنيين تحت ضغط الحصار الخانق في مدينة دوما، حيث القتل يحصد الجميع، مازالت تعلل النفس وتكابر على أوجاعها بأمل أن تلتقي ركني أسرتها ابنها وزوجها.
منذ مايقارب ثلاثة أشهر تكبد زياد الحمصي العناء ورأى الموت بعينيه مرات عديدة متجسدا في طريق خروجه من الغوطة الشرقية مرورا بالصحراء وطرق البادية باتجاه تركيا.
هذا الطريق الذي يسميه الجميع طريق الموت، إذ ليس المشي لأكثر من 30 كيلومترا هو العناء الأكبر، فهناك القناصة الأسدية التي تترصد العابرين، وتزرع الطريق بالكمائن تلك التي قتلت المئات من أهالي الغوطة ممن حاولوا العبور لكسر الحصار عن المنطقة وتأمين أي إمدادت غذائية لها على نفس الطريق.
تحدى زياد الحمصي الناشط الثوري والإعلامي كل ذلك للخروج ونجا في محاولة منه للوصول إلى الحدود التركية والتنسيق مع بعض الجهات لتوفير القليل من الدعم للغوطة الشرقية وللنشطاء الإعلامين.
أدى مصور الفوتوغراف مهمته وتعرض لعدد من خيبات الأمل في تركيا وواجه النكوص بالوعود من قبل من خرج للقائهم طالبا دعمهم ولكنه حاول وحاول، وأخيرا كان لابد له من العودة إلى مدينته هناك حيث يصنع من مثله الأحدث، أما طريق العودة الوحيد فهو طريق الموت الذي عبره في المرة الأولى..حملته الشجاعة والمجازفة فالتحق بقافلة عائدة إلى الغوطة، تحمل روح من فيها على أكفهم، ولربما تحمل معها العيون والبصاصين أيضا، وهو ما سهّل اعتقال من فيها جميعا.
وكان من ضمنها طاقم صحفيين سوريين يعملون مع "سكاي نيوز" أوقفهم بعض عناصر "داعش" في شمال سوريا وكحال جميع الإعلامين الذي يقعون في أيدي "داعش" تم سوقهم للتحقيق معهم أرادت "داعش" منهم معلومات وتفاصيل عن شخصيات معينة مطلوبة لديها وكان ذلك ادعائهم لسبب الاعتقال.
يرد أتباع "داعش" وعناصرها داخل ريف دمشق على كل من يسألهم عن الناشط "زياد الحمصي" ويطالبهم به بأنه عنيد ولا يعترف؟ فعن ماذا يمكن لناشط في الثورة السورية أن يعترف لجهة تدعي أنها (تقاتل النظام )ولماذا يغيب في سجونها؟
خرجت المظاهرات في مدينة دوما تطالب بإطلاق سراح أحد أبنائها ونشطائها "زياد الحمصي" من بين يدي "الدواعشة" ونادى الأهالي ضمن ما نادوا به أن يغلق الجيش الحر من أبناء المدينة الطريق أمام هؤلاء الأغراب ويمنعوهم من التغلغل في الغوطة الشرقية، كما أطلقت عشرات الدعوات على "فيس بوك" لإطلاق سراح "زياد الحمصي" ابن تلك المدينة الثائرة والتي سجلت بدماء أبنائها، وعذاب معتقليها ومشرديها ومحاصريها أبهى المآثر الثورية.
وأكد هؤلاء بأنهم يمتلكون من الالتزام الديني الوسطي ما يمنع فكرا مغلقا كالفكر الذي تدعو وتروج له "داعش" من أن يأخذ بألباب أبنائها واتهامها بأنها ليست سوى يد للنظام وقد غير وجهه وأطلق لحيته زورا.
سعاد خبية - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية