أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

زمن ما قبل الثورة.. أيام كان حزب الله "أيقونة"، ومدعاة للتشيع في سوريا! (4 من 7)

حسن نصر الله

• كان بعض المثقفين السوريين، يرون أن "حسن نصر الله" أصبح رمزا وطنيا أكثر منه رمزا دينيا!

• رغم كل الدعم المالي والإعلامي الإيراني والتشجيع الرسمي من قبل نظام الأسد، لم تكن كل دروب العاملين في حقل التشيع "سالكة"

• أخبر رئيس البلدية الجديد أهالي داريا أنه لا يمكن أن يفعل شيئا؛ لأن الأمن هدد بعواقب وخيمة، إذا استمر الأهالي في الاحتجاج على المشروع الإيراني

بعيد اندلاع الثورة السورية، وبعد طول تستر وتخف، مزق الشيعة في سوريا معظم حجب "التقية"، وانطلقوا من وراء الكواليس، ليمارسوا دورهم مباشرة على مسرح الأحداث، فتواترت روايات نشطاء وأهالي حمص عن مدى الأذى الذي ألحقه شيعة الريف بسنّة المحافظة، مما يهون أمامه أذى عتاة النصيريين!
وكذا الأمر في إدلب وحلب بل وحتى في دمشق، حيث ظهر اعتماد النظام على مراكز ثقله الشيعية رغم إنها بلدات أو أحياء صغيرة تسبح في بحر سنّي، فكانت "الفوعة" و"كفريا" الشيعيتين في إدلب، كما "نبل" والزهراء" في حلب، كما "حي الأمين"، و"زين العابدين" في دمشق.

وخلافا للمتصور، فقد منح نظام بشار للقرى الشيعية -خلال الثورة- ما لم يمنحه للبلدات العلوية من امتيازات، حيث حصنها بتحصينات كبيرة ودجج أهلها بمختلف أنواع السلاح، حتى بدا إن سقوط "نبل" أو "الفوعة" لا يقل فداحة بالنسبة لبشار عن سقوط القرداحة نفسها!

لأجل هذه المعطيات وغيرها، وفي محاولة لفهم واقع الشيعة في سوريا، قررت "زمان الوصل" فتح ملف الشيعة والمتشيعين في سوريا، معتمدة على واحدة من أبرز وأحدث الدراسات التي نشرت قبل أعوام قليلة، حيث اطلعت "زمان الوصل" على النص الأصلي لدراسة ميدانية حول "دور الشيعة في سوريا" نشرها بالإنجليزية الباحث الأكاديمي المرموق خالد سنداوي.

وإليكم الجزء الرابع من السلسلة، التي تعرض فيها "زمان الوصل" لأهم نقاط هذه الدراسة:

أداة التعليم 
في معرض حديثه عن إغراءات التشيع، يقول سنداوي إن التعليم أداة أخرى تستخدم من قبل نظام الأسد لترويج التشيع وتقوية العلاقات مع إيران؛ وقد شهدت بداية العام الدراسي 2006-2007، افتتاح كلية دينية شيعية في بلدة الطبقة التحق بها أكثر من 200 طالب.

ولم يجد الشيعة أي صعوبة في الحصول على ترخيص لافتتاح هذه الكلية، رغم أنه لم يكن يوجد في سوريا بأكملها سوى كليتين للشريعة (السنية)، واحدة في دمشق والأخرى في حلب، وقد كان على حلب الانتظار عدة عقود للحصول على إذن بافتتاح كلية للشريعة فيها، لم يأت إلا في عام 2006.

وهناك مصادر حكومية تقول إن طهران حصلت مؤخراً (وقت نشر الدراسة) على ترخيص من نظام بشار لتأسيس جامعة إيرانية كبيرة، ستحتوي عددا من الكليات، وستقدم منحا دراسية مجانية للدراسة في "قم" و"طهران"، وبخاصة لطلاب الدراسات العليا ممن يتم اختيارهم بعناية. وتمنح هذه المؤسسات معاملة تفضيلية للطلاب الذين يؤيدون النظام، حيث يتم إعطاء طلاب هذه المؤسسات فرص عمل، كما حدث سابقا مع مفتي سوريا الحالي أحمد حسون وغيره.

وفي نفس الإطار يسمح نظام بشار لبعض الطلاب بالدراسة في "الحوزة العلمية بالسيدة زينب"، حيث لا يدفعون رسوماً دراسية، بل على العكس يحصلون على راتب شهري.

ويشير سنداوي إلى فتح الإيرانيين مكتبات في أماكن مختلفة من سوريا، تقوم بتوزيع كتب الشيعة مجانا.
وتحت عنوان "تأثير حرب 2006، على التشيع في سوريا"، يقول سنداوي إن فهم عملية التشيع في سوريا، لايمكن أن يتم في ظل تجاهل دور حزب الله، المنظمة الشيعية المرتبطة عقائديا بإيران.

ويلفت سنداوي إلى أن حرب الأيام الـ33 بين إسرائيل ولبنان في صيف عام 2006، أثارت موجة من الإعجاب بين السوريين بشخصية زعيم الحزب حسن نصر الله ومنظمته، بسبب "مقاومتهم" لإسرائيل؛ ونتيجة ذلك، أصبح التشيع ينظر إليه بصورة أكثر إيجابية، وتصاعد عدد المتشيعين من السوريين.

وأدت "إنجازات" و"انتصارات" حزب الله في تلك الحرب إلى زيادة في النشاط الإيراني، كما يقول رجل الدين الشيعي السوري مصطفى السادة، الذي لديه اتصالات عديدة مع السنة، معتبرا أن "جورج بوش خدم العرب و وحّدهم".

لعب بالنار
ويروي سنداوي: قال "السادة" إنه يعرف 75 شخصا سنيا في دمشق اعتنقوا المذهب الشيعي منذ بداية حرب تموز 2006، وإن الحرب أعطت زخما إضافيا لاتجاه السوريين المتزايد في السنوات الأخيرة نحو التشيع.
ويتابع سنداوي: "وائل خليل"، طالب يبلغ 21 عاما ويدرس القانون الدولي في جامعة دمشق، قال: "لأول مرة في حياتي أشهد حرباً ينتصر فيها العرب". ولاحقا بدأ "خليل" يخطط للتحول إلى المذهب الشيعي.

ومنذ تلك الحرب، أصبحت صور حسن نصر الله وخامنئي الأكثر عرضاً في سوريا من بين الشخصيات الأخرى، وسيشاهد أي شخص يمشي في شوارع دمشق اليوم (وقت نشر الدراسة) صورا لبشار الأسد وإلى جانبها صور لزعيم مليشيا حزب الله، حيث يتم عرض هذه الصور على واجهات المتاجر والسيارات الخاصة والحافلات والجدران.

حتى إن مثقفين سوريين، يرون أن هذه الصور ترمز للوطنية وليس لمشاعر دينية طائفية؛ لأن "حسن نصر الله" أصبح رمزا وطنيا أكثر منه رمزاً دينيا، حسب تعبيرهم.

ولاحاجة لـ"زمان الوصل" أن تستفيض هنا، بما آلت إليه صورة مليشيا حزب الله وزعيمها في العقلية السورية، وانقلاب هذه الصورة رأسا على عقب، إثر زوال غشاوات "المقاومة"، و"الصمود"، و"الانتصارات".

ويتابع سنداوي: في رد فعل على الوتيرة المتزايدة للتشيع، وعدم اكتراث النظام في دمشق بذلك، أطلق الداعية السعودي البارز سلمان العودة، تحذيرا في نهايات 2006، واصفا التمدد الشيعي في أوساط السنة بأنه لعب بالنار.

وجاءت تحذيرات العودة إثر زيادة نشاط التشيع في سوريا، وقيام الإيرانيين ببناء ضريحين، الأول على ما يعد قبرا للصحابي عمار بن ياسر، والثاني على قبر التابعي أويس القرني، وكلاهما في محافظة الرقة.

لكن رجال دين شيعة في سوريا انبروا للرد على "العودة"، ونفى اثنان منهم (هما: عبد الله نظام ونبيل الحلباوي)، وجود أي "حملة تشييع" بين السنة، وطالبوا من يدعي خلاف ذلك بأدلة، وكذلك نفى رجل دين نصيري بارز (ذو الفقار غزال) أي نشاط لتحويل العلويين إلى التشيع.

وليس ذلك فحسب، بل إن رجل الدين الشيعي عبد الله نظام، المشرف على المؤسسات والمزارات الشيعية في سوريا، والمدرس في حوزة السيدة زينب، بعث برسالة توبيخ إلى سلمان العودة قال فيها: "نتمنى أن يريح العودة نفسه وذهنه؛ فليس هناك خطر على العقيدة السنية هنا، ونحن نعارض الأشخاص الذين يبيعون دينهم".
لكن شخصيات سورية سنية شهيرة اتهمت المستشارية الثقافية الإيرانية في دمشق بممارسة أنشطة لا تتفق مع أهدافها الرسمية المعلنة، وأنها تعزز جهود التشيع سوريا.

داريا و"المقام" والثمن!
رغم كل الدعم المالي والإعلامي الإيراني والتشجيع الرسمي من قبل نظام الأسد، لم تكن كل دروب العاملين في حقل التشيع "سالكة"، لاسيما مع وجود أناس لم يكونوا يخشون الجهر بكلمة الحق، والوقوف في وجه هؤلاء.

ويذكر سنداوي عددا من الحالات التي اصطدم فيه المشيعون بعقبات الرفض الكؤود، ومنها قيام الواعظ العراقي الشيعي عبد الحميد المهاجر في عام 1996، برحلة عبر المحافظات السورية، مر فيها بما يعتبره "مراكز التشيع"، بما في ذلك مسجد عمار بن ياسر بالرقة، وقد ألزمت السلطات السورية الدعاة والطلاب بحضور خطبة ألقاها "المهاجر"، ولكن محتواها أثار غضب علماء سنة، نجحوا بمساعدة بعض زعماء القبائل المقربين من النظام، في وقف تجوال "المهاجر" في بقية أنحاء البلاد.

وفي عام 1998، زارت مجموعة من رجال الدين الشيعة مفتي دير الزور خلال عطلة عيد الفطر، ولم يتورعوا عن مهاجمة السنة وعقيدتهم، فما كان من المفتي إلا أن قال لهم: "كنت مع الرئيس حافظ الأسد منذ يومين فقط، وقال لي إنه لا يريد أي فتنة طائفية هنا"، وقد نجحت هذه الكلمات في إحباط خطتهم للقدح في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي عام 2003، زار وفد من رجال الدين الشيعة من دمشق مسجد خالد بن الوليد في ضواحي دير الزور، وأبلغوا إمام المسجد أن لديهم تصريحا رسميا للبحث عن قبور أفراد من عائلة الرسول صلى الله عليه وسلم، ورعايتها بشكل صحيح! ثم طلبوا من الإمام أن يتعاون معهم ويسمح لهم بالإشراف على المسجد، وعندما رفض، حاولوا مضايقته واشتروا الأرض التي حول المسجد، لبناء حسينية كبيرة تزاحم المسجد، ولكن محاولاتهم لم تنجح.

في عام 2006، أراد بعض المتشيعين الأغنياء بناء حسينية في قرية عين علي، ولكن بعد يوم واحد من وضع القواعد، قام القرويون بإزالتها.

وفي مدينة داريا القريبة من دمشق، بدأ الإيرانيون في إنشاء مركز شيعي واسع، تحت اسم مقام السيدة سكينة، وزار مسؤولون إيرانيون بارزون الموقع للتعبير عن دعمهم لهذا المشروع، وعلى رأسهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي حط رحاله في الموقع خلال زيارة له إلى سوريا مطلع 2006.

ولما كان سكان المدينة على بينة بما تبيته إيران لمدينتهم، فقد احتجوا لدى رئيس البلدية الذي كان يؤيد وجهة نظر سكان مدينته، ولكن نظام بشار الأسد وأجهزته الأمنية، قرروا الرد على "الدارنيين" بحسم، فتم عزل رئيس البلدية المتعاطف معهم، وعُين آخر بديلا له.

أخبر رئيس البلدية الجديد أهالي المدينة أنه لا يمكن أن يفعل شيئا؛ لأن الأمن هدد بعواقب وخيمة على المدينة بأكملها، إذا استمرت في الاحتجاج على المشروع الإيراني!

وتذكّر "زمان الوصل" أن داريا كانت من أوائل المدن التي صب النظام عليها جام حقده، وهي من بين أشد مدن سوريا تعرضا للدمار والقصف، وقد قتل النظام واعتقل من سكانها الآلاف، ومن ذلك إعدامه أكثر من 500 شخص في يوم واحد نهاية آب 2012، في واحدة من أكبر وأفظع المجازر التي ارتكبت خلال ثورة الشعب على الطاغية.

كما إن بشار الأسد نفسه، ولغاية مقصودة تماما، حرص على التقاط صورة له أمام لافتة تشير إلى "مقام السيدة سكينة"، خلال جولة نادرة له على حواجز قواته في المدينة، نُشرت صورها في الأول من آب 2013.

انتهى الجزء الرابع.. يتبع
في الجزء الخامس.. حكاية الشخص الذي جلب التشيع إلى دير الزور


الأجزاء السابقة



بين الأمس واليوم.. كيف مهّد النظام الأرض للشيعة بالفقر، ثم بالمدفعية؟ (3-7)
2013-11-05
بين الأمس واليوم.. كيف مهّد النظام الأرض للشيعة بالفقر، ثم بالمدفعية؟ زمان الوصل -إعداد وترجمة • بنى جميل الأسد حسينيات في جبال الساحل، ولم يكن هناك من قبل سوى أضرحة علوية. • قام عدد من شيوخ وزعماء القبائل...     التفاصيل ..

بحث ميداني.. التشيع ينذر بانقراض العلويين في سوريا خلال ربع قرن (2-7)
2013-11-01
تنوه "زمان الوصل" أن المصطلحات المستخدمة هي تعابير مجردة، مع احترامها لكل الطوائف والأديان • نسبة إجمالي المتشيعين بين السنة لاتتخطى 2%، وهي نسبة ضئيلة جدا، وغير مستهجنة. • الغالبية العظمى من المتشيعين في...     التفاصيل ..

بعد أن مزقوا معظم حجب التقية.. "زمان الوصل" تفتح ملف الشيعة والتشيع في سوريا (1-7)
2013-10-28
تنوه "زمان الوصل" أن المصطلحات المستخدمة هي تعابير مجردة، مع احترامها لكل الطوائف والأديان تعمل "زمان الوصل" على مشروع لرصد الحركات الإسلامية المدنية والعسكرية... باختلاف طوائفها.. • الشيعة في سوريا لا يتجاوزون...     التفاصيل ..

زمان الوصل - إعداد وترجمة
(239)    هل أعجبتك المقالة (210)

Ayman Harb

2013-11-07

وقال تنظيم "داعش" التكفيري في بيانه حسب ما جاء في موقع "صوت العراق"، "إننا لن نرضى بإهانة اميرنا وخليفتنا يزيد بن معاوية وبما ان الحسين عليه السلام كان عدوا لمعاوية فان الحسين واتباعه هم اعداء لنا وهدف شرعي لداعش"............ قال الحسين : انا أهلُ بيتٍ بنا فَتَح الله و بنا يَختم ، و مِثْلي لا يبايع ليزيد شارب الخمور و راكب الفجور و قاتل النفس المحترمة.


سمر

2013-11-09

صاحب التعليق السابق شيعي أكيد....لأن داعش رغم كل الغباء اللي تسبح فيه لا يمكن ان تصدر هكذا تصريح ..زلأن يزيد لا يمت لاهل السنة بصلة ...بل هو ملك عضوضا ... نحن ال السنة نعبد الله و نطيع رسول و نحب ال بيته و نتبرأ ممن قتلهم و ممن عبدهم و الصق فيهم زورا و بهتانا ما لم يقوله في انفسهم.


Ayman Harb

2013-11-09

اما تشكيكك في كلامي فهو في غير محله فقد قالت داعش هذا حقا وهذا رابط صفحة يزيد على الموسوعة.... يزيد_بن_معاوية/ar.wikipedia.org/wiki......و ستجدين فيها ان قسما من اهل السنة يلعن يزيدا وقسما يحبه واحدى بدعهم كاليزيديين تؤلهه...فلو أتى اليوم الذي يتبرأ به جميع المسلمين ممن ظلم آل بيت المصطفى-ص-ومن اللعين يزيد وجريمته النكراء بحق أهل البيت لزالت الخلافات بين المسلمين ولتوحدت كلمتهم ولوأدت الفتنة...عسى الله أن يمن علينا برؤية هذا اليوم أنه سميع مجيب.


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي